ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 29/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني

الكثير الذي يمكن أن يقال

زهير سالم*

عصابة الشر تصادر على الشعب العربي السوري الفضاء والهواء. فبدلاً من أن ينعقد في دمشق الحبيبة المؤتمر الوطني ليدير حواراً وطنياً حول الخلاص الوطني. يُضطر المجتمعون تحت قوس المصادرة تلك أن يبحثوا لأنفسهم عن بقعة يديرون فيها حواراً بكلمات. (ولكن أحلام الرجال تضيق). ولقد كان الحوار في برلين حوار مواطنة بجميع أطيافها تتشاكى وتتبادل هموماً وآراء أكثر منه (حوار معارضة) تسعى إلى تغيير نظام، والتخلص من قبضته الدامية حول عنق الوطن وأنفاس المواطنين.

الحوار (الوطني) في بعده هذ ا كان هو نقطة القصور الأبرز في أداء المؤتمر (مؤتمر المعارضة!!). غابت قضايا المعارضة، وحضرت قضايا الوطن والمواطنة في تجاذبات تعبر عن حالة وطنية يمكن تسميتها بجد (حالة ما قبل الحوار). حتى الحوار من وجهة نظرنا يحتاج إلى مراحل تمهيدية تساعد الناس على الولوج إلى عالمه، والاستثمار فيه، واستخلاص الفوائد المرجوة منه.

حالات الاحتقان المديدة تجعل أول الغيث سيلاً وليس قطراً. والاحتباس الحواري الذي يعاني منه المواطنون السوريون منذ خمسين عاماًَ تقريباً جعل في مرحلة من المراحل الكلام صعباً والاستماع أصعب. ولكنها حالة لا بد من اقتحامها وتجاوزها. ولن يتم ذلك إلا بالكثير من الصخب الحواري الذي يسبق عادة الحوار المنجز البناء.

الفينق السوري الخارج من الرماد، لا ينقصه فقط جناحاه، كما يركز الكثير من هواة السلب والثلب وجلد الذات؛ بل ينقصه أصلاً الجواء الذي يحلق فيه. والمائدة المستطيلة أو المستديرة التي يتحلق حولها. ولكن هذا الشعب مصمم بكل تلافيفه على الانبعاث للانغماس من جديد في صنع الحياة وصنع التاريخ وصنع الحضارة وصنع المستقبل، وكشرط سابق لكل ذلك تحقيق الذات.

جبهة الخلاص الوطني، إعلان دمشق، أي كيان وطني معارض بالمعايير والثوابت الوطنية، أي شخصية مفكرة أو مثقفة ترفع صوتها (بلا) كل هؤلاء يشكلون فرادى ومجتمعين محاولات أولية على طريق الخلاص تستحق التشجيع والثناء. الإنجاز الوطني الذي يستحث التقدير أن تحاول إطفاء حريق الاستبداد والفساد ولو بملء كفيك ماءً.

المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني الذي انعقد في برلين منذ أيام كان محاولة من هذه المحاولات الجادة القاصدة، ولم يكن المؤتمر المحاولة، كاملاً حتى في تقدير القائمين عليه، كانوا يدركون قبل وبعد ثغرات النقص ومواطن القصور. شيء نتج عن تقصير وآخر نتج عن عدم إمكان.

سترتاح لناقد موضوعي، ولا شك، يدلك على قصور تعرفه أو غابت عنك ملامحه، وستعرض وأنت تتابع الكثير مما يقال فيدل على قدرة صاحبه على الإدراك أو على التعبير عن النقص والخلل والقصور.

نتفهم أن يشن النظام السوري وأعوانه وأركان حربه الكلامية هجوماً شرساً على جبهة الخلاص، أو على أي إنجاز وطني معارض. فهذا النظام يخوض حرب وجوده على هذه الجبهة الوطنية العريضة، لا على الجبهة التي يتسلل منها كوماندوز العدو أو أسراب طائراته.

ونتفهم أيضاً أي يشن معارض هجوماً على آخر ليسدد ويرشد ويقارب، أو ليعبر عن قصور بشري يتلمس في بنيان قائم موضع ثغرة حقيقية. أما الذي لا يمكن تفهمه فهو أزيز بعض العاجزين الذين لا يمتلكون بصيرة لرؤية خلل هو حقاً موجود، ولا قلماً للتعبير عنه.

إن أبرز ما غاب عن مؤتمر جبهة الخلاص الوطني هو (المشروع الوطني المعارض) لا أقصد المشروع النظري فهذا متوفر منذ قامت الجبهة وإنما أقصد المشروع العملي، ولا أقصد المشروع (الكلي) وإنما أقصد المشروع الجزئي المحدود.

كان المنتظر في إطار المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص أن يتم التحضير والتخطيط لمشروعات وطنية محدودة ممكنة ومجدية تتحقق بجهد وطني مشترك. أن نتفق ولو على رمي حصاة على شاطئ بحر ثم نفعل سيكون هذا إنجازاً ذا معنى.

أعتقد أن الفرصة لم تفت بعد، وأن القوى الوطنية المفكرة في جميع الأطر ومن جميع الأطراف قادرة على أن تقدم يوماً بعد يوم مشروعاً وطنياً توافقياً ميسراً ممكناً ومجدياً يشكل خطوة على طريق العمل والإنجاز، تحديد مجموعة توليد الأفكار، وآلية الاقتراح، وآلية التواصل، وآلية التنفيذ هو المشروع الأولي الذي غيبه صخب الحوار عن مائدة الحوار.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

29/09/2007

 


 

تعليقات القراء

 

حـسّـان

يظن الكثيرون أن الحوار مع الذات قضية سهلة ، لكنها في رأيي تحتاج إلى شجاعة أدبية قد لا تتوفر عند البعض . طرحنا ـ كمعارضة ـ قضايا الوطن وهمومه  وليس مشاكلنا ومماحكاتنا هو البوصلة التي سترشدنا إلى ولوج قلوب شعبنا ، وتلجم كل  مفتر علينا

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ