ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قلق في الشرق العربي

شرق أوسط نظيف.. لم لا ؟!

زهير سالم*

هل يمثل الشعر مدخلاً صالحاً للسياسة، في مثل القضية المطروحة تكون القصيدة أبلغ وأوجز من مائة تحليل. العالم المتحضر يفرض علينا العيش تحت سطوة الرعب. هل من شروط الحضارة أو المدنية أن تكون مخيفة أو مرعبة ؟!

الشاعر التركي أوميت باشار أوغوزجان اختصر لنا الطريق ونحن نسعى إلى تجسيد انعكاسات الرسالة التي بعث بها الاتحاد الأوربي بامتناعه عن التصويت على مشروع قرار لشرق أوسط نظيف من الأسلحة الذرية!! الشاعر التركي تحت عنوان هيروشيما قال:

في  البداية تعالت غيمة

من الأرض نحو السماء

أنا شاهدت

(أكاهيتو) شاهد

(يوهارا) شاهد

(هيساكي) شاهد

وكل الأحياء شاهدوا

أقول الآن، الأحياء

(لأنهم كانوا كذلك)

غير أنني بقيت

وأولئك ماتوا

*   *   *   *

الأطفال في الرضاعة ماتوا

والنساء في حقل الرز متن

الزهور ماتت

والطيور ماتت

وحبيبتي (سانوكي) ماتت

(سانوكي) ماتت

(سانوكي) ماتت

كرة نارية فقدت في السماء

وبعدها

صمت الموت خيم على المدينة

الغيوم رحلت

الألوان رحلت

مات أبي إذ كان يضحك

وأمي (جيو ـ ني) كانت تبكي

وشقيقتي (شيرارا)

آه (شيرارا)

ماتت إذ كانت تمشط شعرها

(شيرارا) آه (شيرارا)

نسيت شبابها في المرآة

*   *   *   *

وأنا (يا مامورا)

أنا الوحيد ظللت سالماً من أزقتنا

أشجار أزقتنا ماتت أيضاً

*   *   *   *

وأنا (يا مامورا)

مرت سبعة عشر عاماً على ذلك

مازلت أعيش

بدون أن أرى الأشجار والزهور

أنا (يا مامورا)

ضرير، أصم

منذ زمن مت

لا أحد يعلم ذلك

ولكي لا تتعالى الغيمة من الأرض إلى السماء، ولكي لا يموت الإنسان والأشجار والأزهار، ولكي لا تنسى شيرارا شبابها في المرآة.. ينبغي أن يقف بنو الإنسان صفاً واحداً في وجه أسلحة الدمار.

تشكل أسلحة الدمار الشامل بأنواعها النووية والبيولوجية والكيميائية تهديداً مباشراً وماحقاً للحياة والحضارة الإنسانية. وعلى المبشرين بغد إنساني أرحب أن يكونوا صفاً متراصاً على اختلاف الملل والنحل والأعراق لنفي هذه الأسلحة عن أرض الإنسان.

المبدأ الأول في هذا السياق، لا تحفر الحفرة ثم تشعل فوقها الضوء الأحمر. اردم الحفرة يستغن الناس عن مصباحك.

الخوف من أن تصل هذه الأسلحة إلى يد غير مسؤولة خوف مشروع دائماً وفي جميع الاتجاهات. ولكن اليد غير المسؤولية لا تهبط فقط من الجبل أو تخرج من عمق الصحراء. كان للدكتور جيكل أيضاً قفازان أبيضان. الخوف من السيد هايد أيضاً يبقى مشروعاً بالدرجة نفسها، بل ربما أكثر. هايد ونيرون وهتلر صاحب الهولكوست هم الذين نخافهم نحن في الشرق العربي.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقترح قراراً لعملية تنظيف كوني محدود، شرق أوسط خال من الأسلحة النووية!! خطوة على الطريق إلى عالم نظيف. البعض يرفضون!! الولايات المتحدة ترفض!! إسرائيل ترفض!! دعونا نختلف مع أحمدي نجاد لقد كان الهولكوست أفظع من أي وصف سطره مؤرخ. وكان إحدى الجرائم الكبرى في التاريخ الحديث والقديم أيضاً. إن كل التعابير البيانية لا توجز لحظة رعب قاتل في عيني إنسان مظلوم. ولكن الحقيقة التي لا تقبل المراء أننا في شرقنا الوادع المسالم لم نصنع الهولكوست، ولم نأمر به، ولم نرض عنه، ومازلنا ندينه، فلماذا ندفع ثمنه؟ ولماذا يكتب علينا أن نعيش رعبه في ظل ترسانة للأسلحة النووية مغروسة بين ظهرانينا للدفاع عن ضحاياه؟!

الولايات المتحدة رفضت وإسرائيل رفضت ومتحضرون كثر امتنعوا عن التصويت. سبعة وأربعون دولة منها دول الاتحاد الأوربي امتنعت عن التصويت. أي رسالة يحملها هذا الامتناع لإنسان قلق في الشرق العربي؟! أو للشاعر التركي باشار الذي كتب قصيدته منذ عقود؟! أو لهيروشيما وناغازاكي ولأهلهما الذين كانوا أحياء؟! أو (لشيرارا) التي كانت تمشط شعرها ونسيت شبابها في المرآة؟! أي شر كان في مشروع القرار ليلقى هذا المصير، ويجعل دولاً غارقة في الحضارة والتقدم والرقي تحجب عنه التصويت؟!

يوجه مشروع القرار الدعوة إلى كل دول المنطقة ـ منطقة الشرق الأوسط ـ لإقامة منطقة لا يجري فيها تطوير أسلحة نووية أو تصنيعها أو محاولة تصنيعها أو امتلاكها ويطلب مشروع القرار أيضاً أن يكون تركيز قنابل ذرية على أراضي دول المنطقة محظوراً.

ويطلب مشروع القرار من كافة الدول التي تمتلك القنبلة النووية ومن كافة الدول الأخرى المساعدة في إقامة هذه المنطقة النظيفة.

سقط مشروع القرار. وصدر حكم بالعيش تحت سلطان رعب الهولكوست النووي على جميع سكان الشرق العربي.

أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري يشعر بالقلق والخوف أيضا. الإنسان المصري كما الإنسان السوري والعراقي كما ابن الجزيرة والخليج محتاج إلى القرش ليدفع عملية التنمية المعطلة في المنطقة بسبب مشروع التسلح منذ قامت دولة إسرائيل. توقف مشروع التنمية شارك في تقديم المدد البشري للإرهاب. ولكن لما كان الحق في الحياة مقدم على الحق في التنمية فإن أحمد أبو الغيط ونظراءه يشعرون أن هناك من يفرض عليهم سباق تسلح من نوع جديد، سباق تسلح نووي يوازن بالردع شبح الغيمة الصفراء ويزيحه عن أَسِرَّة الأطفال.

الرسالة التي وصلت إلى إنسان الشرق العربي كانت مثيرة للكآبة. وكل الذين ينحازون إلى عالم نظيف ،كل الذين مازالوا يبكون على  شيرارا التي كانت تمشط شعرها ونسيت شبابها في المرآة  ، كل الذين يطالبون بموقف إنساني موحد على اختلاف الملل والنحل والأعراق والحضارات لنفي هذا السلاح البغيض عن أرض الإنسان؛ يقولون جوابا على الرسالة الأوربية للسيد أحمد أبو الغيط، ولنظراء أحمد أبو الغيط لقد وصلت رسالتهم ولا بد مما ليس منه بد.

وإذا لم يكن من المـوت بد     فمن العجز أن تموت جبانا

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

26/09/2007


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ