ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الصليب الأحمر

يبحث عن مصير المفقودين في العراق

وماذا عن المفقودين في السجون السورية؟!

زهير سالم*

كان أليماً مثيراً للصدمة والرهبة والألم مشهد تلك التلال من الجماجم والعظام البشرية، وبقايا الألبسة أو المتعلقات، وهي تعرض على شاشات التلفزيون مع مئات الأمهات ـ أمهاتنا وأخواتنا العراقيات - وهن يلبن بين الرفات على بقايا حبيب أو على شيء يذكر به.

المفقودون على أرض العراق، والذين يتحمل الاحتلال أولاً وأخيراً مسؤولية قتلهم، وانقطاع آثارهم قد أصبحوا اليوم في كبد المجهول لأن في فتنة مثل فتنة العراق لا يعرف القاتل فيها من يقتل؟ ولا لماذا يقتل؟ كما لا يعلم المقتول فيم قتل؟ يبقى أمر البحث عن المفقود كالبحث عن الإبرة في كومة القش

ومع ذلك فإن تعقب آثار الجريمة لأسباب قضائية وإنسانية يظل جهداً مشكوراً وواجباً إنسانياً يناط بكل البشر الطيبين على اختلاف الملل والنحل والمذاهب والانتماءات.

صورة الجماجم البشرية عفرها التراب وبقايا الهياكل العظمية، وقطع القماش التي كانت أثواباً تزين الأجساد. تنقل إحساس الإنسان السوري مباشرة إلى صحراء تدمر، إلى ذلك البئر الرهيب الذي حوى وطوى بتدبير ماكر، وأمر آمر، وإرادة مريد.

الذين اختفوا أو غيبوا في قليب تدمر أو بين ذرات رمالها لم يقتلوا غيلة، ولا في ساعة غفلة ؛ وإنما قتلوا بأمر رئيس وتوقيع وزير للدفاع اعترف على رؤوس الأشهاد في كلام موثق مكتوب أنه كان يوقع على قوائم اغتيال أولئك الأبرياء في كل أسبوع.

والمفقودون في السجون السورية ـ الأحياء منهم والأموات ـ هم بعض جسد المجتمع السوري الحي. أي أنهم مازالوا يشكلون جرحاً نازفاً في صميم المجتمع السوري و في سويدائه.

والمفقودون مازالوا كما قال شوقي منارة  دم تبث في حياة المجتمع السوري دعوة صريحة إلى كثير من الاستحقاقات التي يتهرب منها القتلة والآثمون والمجرمون.

يا ويحهم نصبوا منارا من دم        يوحي إلى جيل الغد البغضاء

وحين نتحدث عن المفقودين في السجون السورية من السوريين فقط، ونقول فقط ،لأن هناك الكثير من المفقودين اللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين أيضاً، حين نتحدث عن هؤلاء فإننا لا نتحدث عن آحاد أو مئات أو آلاف إنما نتحدث عما نسبته 02% من المجتمع السوري يوم وقعت المذابح الكبرى في تدمر وحماة وحلب وإدلب وجسر الشغور وسرمدا.

قد يكون من الصعب على الصليب أو الهلال الأحمر أن يقتفي أثر المفقودين في فيافي العراق أو أن يكشف عن هوياتهم ولكن الأمر في سورية مختلف جداً. إن الكشف عن مصير هؤلاء المفقودين متوقف على كلمة تصدر من بين شفتي حاكم فرد مازال يصر على أن يكون امتداداً لأبيه في التلذذ بعذابات الناس ، عذابات المنتظرات والمنتظرين من أمهات وزوجات وبنات وأخوات وآباء وأبناء وإخوان.

لقد فقد أمر التكتم على مصير هؤلاء البشر /الأحباب/ كل مسوغاته القانونية، إن كانت، وكل أبعاده السياسية ، إن وجدت ، ولم يبق إلا بعد واحد هو الارتواء السادي بأفظع وأبشع صوره وتجسداته ؛ الانتقام من المجتمع والتلذذ بآلامه، الضرر حيث لا نفع، وإنما الأذى للأذى وحسب.

المجتمع السوري الصابر على الضيم القابض على الجمر، يرقب هذا العالم وقد أجمع شرقاً وغرباً على خذلانه ؛ يرقب الصليب الأحمر في فيافي العراق يعبث رجاله بعظام الآدميين هناك ثم يتساءل: لماذا؟ وما الفرق؟

المجتمع السوري في حماة وحلب ودمشق وحمص يتساءل لو كان هؤلاء المفقودون من تبعية أي قبلة (عالمية) أو (إقليمية) هل كان سيتغاضى عن جراحهم أولياء دمائهم من إخوة العقيدة أو العشيرة ؟!!

المجتمع السوري ينظر، وهو تحت الرحى، من علياء إلى هؤلاء المخدوعين و المغرورين و النرجسيين الذي يحطون دمشق للتصفيق أو التأييد أو لما شاءت لهم أهواؤهم أن يزعموا، ويقول إن غداً لناظره قريب..

بين يدي رمضان تطل علينا وجوه الأحبة التي اغتالتها يد الإثم والغدر، وتنادينا قلوب الأمهات والآباء والزوجات والأبناء: أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

02/09/2007


تعليقات القراء

 

عارف عبد العظيم

نعم وانا ونحن نتساءل معك يااستاذ زهير ماذا عن معتقلي سورية الاحياء منهم والاموات ؟

شخصيا اعرف الكثير منهم من اغتيل في سجن تدمر من احباب مهندسين واطباء... اصدقاء عمر مديد حين شاطرونا ايام دراسة وعمل معا...كانوا مثال الرجولة الحقة الشهمة وصاحبي اعالي مكارم الاخلاق.. من بينهم طبيب مختص بالاعصاب وكان اختصاصه حينها نادرا وعذب وكوي بالنار تشفيا لانه اختص في مجاله وعلى حسابه واخر مهندس اخترع من ايام السبعينيات سيارة تسير على جرة غاز وقادها في شوارع سورياواخرون علماء بحق الا انهم شهماء صاروا الى ربهم ونحسبها لهم شهادة لكن الاهل من ورائهم اكتوا بنار السكوت فلا هم قادرين عن السؤال عنهم ولا هو مسموح لهم بسؤال الحكومة عنهم.

ماجرى في حماة فوق الخيال المتصور لان اسلحة عسكرية مجهزة وقوات مدربة على القتال ا لعسكري مع العدو - المفروض ان يكون الاسرائيلي المحتل- اذا بها تدك ابنية واهالي حماة العزل وفظعوا فيهم ايما تفظيع ولقد روى لي احدهم ممن نجا من تلك المذبحة ماتشيب له الولدان.

وبقية مجازر اسد وطغمته في سوريا لعقود ثلاث مضت والامر مازال قائم فهاهم احرار دمشق وفضلاؤها في معتقل اسد وهاهو نائبها رياض يمنع من المغادرة للعلاج...  للصليب الاحمر ولهيأة الامم المتحدة ولجامعة الدول العربية اقول: صحيح اين هم مفقودي سجون سورية لعقود ثلاث مضت ؟! اتفهم ان في العراق احتلال امريكي لارض عربية واتفهم ان في السياسة امور قد لا تفهم ومنها نبش قبور النظام السابق لتحقيق مآرب وغايات شتى ، ولكن لماذا لايفعل مثل ذلك في سورية ؟ فيها حكم جمهوري انقلب لوراثي فجأة في ليل بهيم ثم مازال مسلسل المفقودين السوريين وغيرهم من العرب وغير العرب الى الان قائم ! فلماذا في العراق نتساءل ونعلن ولماذا لا نقوم بذلك ايضا في سوريا ؟! اليس المفقودين في سجون اسد وفي عهد اسد الاب والابن اناس ايضاً ؟! اضمن لكم من الان ان يفوق عدد المفقودين في عهد اسد الاب والابن اكثر من 25 الف مفقود على اقل تقدير ؟! الانسان انسان ان فقد في العراق او في سورية او في اي مكان.

للمنظمات المعنية ان تبحث عن المفقودين في سورية على عهدي اسد الاب وابنه من الان لان الاعداد القادمة ربما ستفوق ما فات لان القادم اعظم على اسد وطغمته الحاكمة.

نريد ان يعرف الناس والاهالي مصير مفقوديهم لان مصالحهم مرتبطة بفقدانهم او بوجودهم ومازال الكثيرون منتظرين ساعة الفرج فلعلها ساعة قريبة.

---------------------

شهاب الدين

ما حك جلدك مثل ظفرك  فتول انت جميع امرك

لن يقتص احد من قاتلي ابناء شعبنا و آسريهم سوى ابنء الشعب نفسه و ليس علينا ان ننتظر المعونة من العالم المنافق

---------------------

مؤمن كويفاتيه سوري مقيم في اليمن

المفقودين في السجون السورية شأنهم شأن الموضوع السوري برمّته ، فلازال الغرب والأمريكي الى يومنا هذا يغطي جرائم النظام السوري القمعي الاسري الحاقد ، ولازال غاضضاً الطرف عن كل جرائمه، فلو أردنا أن نتحدث عن ماضيه البغيض فهو أغرب من الخيال مدنٌ دُمرت ، أعراضٌ أُنتهكت ، ملاينٌ شُردت ، عشرات الالاف قُتلت ، ومثلها اختفت في سجون الاسرة الحاكمة ، وكل هذا لم يحرك ساكنا لدى الضمير العالمي ، وسأتجاوز كل ماذكرت ، وكل مرحلة بشار الاسد وما رافقها من الجرائم الانسانية التي يُندى لها الجبين ولكن سأكتفي بآخر مهزلة وجريمة ارتكبوها بحق الوطن والمواطنين وهي الحكم على المواطنَين السوريين موفق قرمه عمره 44 سنة وعلي يوسف ناجيه عمره 77سنه بالاعدام بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وتم التخفيف الى اثني عشر سنة مع الاشغال الشاقّه لمجرد الانتماء لفكر معين وحكم على أخرين بسنوات ست بتهمة الانتساب لجمعية تهدف لتغيير كيان الدولة الاقتصادي و الاجتماعي وغير ذلك  من المهازل التي لم نسمع أي ادانة ، وإنني بهذا الصدد أقول أنه ماحكّ جلدك مثل ظفرك وعلينا التحرك السريع لإيصال صوتنا للعالم أجمع وشعوبه ونتواصل مع المنظمات المعنيه الشعبية منها والمهنيه لتضغط على حكوماتها المتواطئة للتحرك ضد هؤلاء المتسلطين والمستعبدين لشعوبهم  ونتعاون مع تلك المنظمات ومع كل الشعوب وهيئاتهم ، لبناء غد أفضل لجميعنا ، بعيداً عن انتهازية ومصالح حكام الغرب الآنية الذين يفتقدون الى الكثير من المصداقيه لبناء غد أفضل لأجيالنا القادمة

ـــــــــــــــــــ

فستبصر ويبصرون “سورة القلم - سورة 68 - آية 5

ايها الصديق العزيز تحية الحياة وبعد

قرأت لك في مقال سابق عن اقتدار وجرأة نظام

بشار شاب لا يزيد عن الاربعينات في عمره يبدو انه يستطيع المواجهة مع اكبر دوله

وفي هذا المقال تقول : "المجتمع السوري في حماة وحلب ودمشق وحمص يتساءل لو كان هؤلاء المفقودون من تبعية أي قبلة (عالمية) أو (إقليمية) هل كان سيتغاضى عن جراحهم أولياء دمائهم من إخوة العقيدة أو العشيرة ؟!! "

وهذا يرقى بالكلام الى مستوى الرؤيه كما تصفها في عبارتك : أضف تعليقك على الرؤية

هذا حكي

اما الرؤيه فهي الاجابة عن لماذا يستطيع بشار ؟ ولماذا لم يستطع من تسميه المجتمع السوري؟

اما دنانير الاردن والعراق وكل مخلفات خطط حلف بغداد الثقافيه الى التحنيد في افغانستان  وخلق طالبان فلا يسأل عنه المجتمع السوري بل من غش نفسه وغش المجتمع السوري ان رفع شعار العمل الطائفي كفيل باخراج الزير من البير

انا اعرف  انك انت نفسك تعرضت للاعتقال في الاردن كما كتبت فترة وأعرف ان السعوديه تضايق بعض الاخوان فيها ولكني قرأت لك ومازلت اقرأ رؤيتك الايجابية لهم

ارجوك اخرج من حلف بغداد القديم والحديث عندئذ ستتضح لك الرؤيا اكثر و فستبصر ويبصرون “سورة القلم وفقك الله ومن تحب

رد على التعليق :

عزيزي المحترم لماذا يحق لبشار الأسد ولحسن نصر الله ولنبيه بري كما فعل في خطابه الأخير أن يهددوننا بأنهم سيشعلونها علينا من بحر قزوين إلى خليج العرب ولايحق لنا أن نذكرهم أننا أبناء أمة تصنع حتى في أيام ضعفها التاريخ  ؟!هل استطاعوا رغم كل اللعلعات الثقافية أن يخرجوا ابن سبأ وحمدان قرمط وزكرويه من لعنة التاريخ؟كنت أتوقع أن نكون في صف واحد وفي موقف واحد في قضية سقطت كل مبرراتها الأمنية والسياسية ولم يبق لها رغم ثقلها الواقعي غير دلالات نفسية قاتمة حتى بالنسبة للساكتين عليها

قرأت منذ ربع قرن كتابا عن التاريخ الحيوي والمنطق الحيوي تعلمت منه أنني سأجد دائما على الضفاف الأخرى رؤوس جسور تصلح للتواصل ما زلت أؤمن بالنظرية ومازلت أعلمها رغم قسوة الواقع  

أتمنى أن تقرؤوا ذاك الكتاب في القرن الحادي والعشرين لأن هذا ما أفعله مع الكتب المفيدة

سلمت ... زهير سالم

----------------------

غفور عبد التواب

ياويح حمزة لا بواكي له

----------------------

أحمد القاضي

ماذا أقول، وماذا أتكلم بعدما فتحت يا أستاذ زهير جروحي التي لطالما آثرت بها أن تكون لي وحدي، أن تكون لي فقط، أعبأ بها أنا، ولا أحد غيري.

ماذا أتكلم يا أستاذ وأنا الذي فقدت الكثير من أقاربي ومن أبناء بلدي (بنش من أعمال مدينة إدلب) في مجازر ذاك النظام، وتقول أنت أنتظر التحقيق، وأي تحقيق ذاك ، أبقي يا أستاذ زهير بعد فقدان الأهل تحقيق.

وعلى كل حال، جزاكم الله خيراً

----------------------

نادية جمال الدين

لا فض فوك نعم من للمفقودين من ابناء سورية في السجون السورية ومن للاحياء الذين يعانون الامرين  في المعتقل الكبير سورية نعم لن ننسى المفقودين ولكن اليس الواجب ان نهتم بالاحياء قبل الاموات وذلك قبل ان يصبحوا ايضا في حكم المفقودين  بل الكثير منهم اليوم يتمنى الموت مما هم فيه من المشقة والتعب  والاذلال والهوان  والموت البطيء على كل من لديه ضمير ان يعمل بكل ما اوتي من طاقة لانقاذنا نحن من الموت البطيء على ايدي القتلة المجرمين من ال اسد وزبانيتهم

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ