ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/06/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المحكمة الدولية

الضرورة والبديل والتترس بالوطن

زهير سالم*

خيب النظام السوري آمال الكثير من أصدقائه وناصحيه، إذ دخل القرار \1757\ الصادر عن مجلس الأمن والمتعلق بتشكيل المحكمة الدولية في 10\6\2007 حيز التصديق. توقع كثيرون أن يمتلك بشار براعة والده فيقفز في الساعة الأخيرة عن حصانه، ويعطي التعليمات لحلفائه في لبنان لتمرير قانون محلي لتشكيل المحكمة الدولية، فيتجنب بذلك طامتين، يتجنب أولاً قانوناً دولياً، ويتجنب ثانياً قانوناً تحت الفصل السابع لميثاق المنظمة الدولية، الذي سيعطي المتربصين بالنظام قدرات أكبر على التهديد والابتزاز والتنفيذ. لو تصرف بشار كما أكثر عليه ناصحوه لنجا هو وفريقه وسورية بالطبع من قانون دولي تحت الفصل السابع، ولأربك في الوقت نفسه خصومه وأعاد الكرة إلى مرماهم، ولكن حافظ الأسد لم يدرك أن السنوات القليلة التي قضاها في تدريب ابنه على التعاطي السياسي لم تكن كافية..

ربما نسبق إلى القول إلى أن القرار \1757\ وتحت الفصل السابع وكل التداعيات التي يمكن أن تنشأ عنه هي أساساً من صنع بشار الأسد واختياره، هي نتيجة مباشرة لسياسات مغامرة تعتمد على فرقعات محلية كفرقعة \فتح الإسلام\ في مخيم نهر البارد، والتي يعول بشار الأسد على أمثالها ليس في العراق ولبنان فقط، وإنما من بحر قزوين إلى الخليج العربي كما سبق له أن أوعد وأنذر.

ندرك أن المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، ستكون عصا غليظة بيد قوي متغطرس، يوظفها كيف يشاء. وندرك أيضاً أن العدل الجمالي الشفاف لم يكن يوماً من أهداف أصحاب السياسات العملية ولا من مبتغاهم. وندرك ثالثاً أن الثأر للمرحوم الحريري ليس هو المطلوب. وندرك أن الذرائع في عالم السياسة هي أبواب مشرعة لمشروعات الشر ومشتقاته، أو على الأقل هي أبواب مفتوحة على المجهول الذي يعجز الإنسان عن تقدير ما يدخل وما يخرج منها. ندرك كل هذا ونستيقنه ونتخوف منه على وطننا وشعبنا. ونرى في صانع السياسة السورية الأحمق الذي رمى حجراً في البئر فأعيا العقلاء والحكماء إخراجه..

ومع إدراكنا لكل ما سبق، وتخوفنا منه نعلم أن المحكمة قد غدت بفعل (القاتل) المختبئ وراء الأكمة منذ  سبعة وثلاثين عاماً ضرورة ملحة لوقف مسلسل الفتنة والقتل والتدمير والفساد والإفساد في المنطقة؛ فقد هان أمام هذا الفساد كل فساد وصغر بالمقارنة بهذا الشر كل شر..

الإشارة هنا ليست إلى قاتل عابر، ولا إلى قاتل نزوة أو سورة أو خطاً، الحديث عن قاتل منهجي يعتمد القتل خياراً أولياً، بل يعتمده أول الخيارات وأيسرها وأقربها لعلاج أصغر المشكلات، وأبسط صور الخلاف ولو كان مع كلمة ترتسم على رأس قلم كاتب. فهل كان سليم اللوزي أو رياض طه أو سمير قصير أوجبران تويني غير أصحاب كلمة وحملة أقلام؟! ثم لا يبقى في منهجه الهمجي هذا على رجل فتوى في مقام حسن خالد أو معشوق الخزنوي، أو على رجل علم وبحث مثل صبحي الصالح أو على امرأة وادعة في مهجرها مثل بنان الطنطاوي أو إعلامية مثل مي شدياق.. دع عنك المخالفين السياسيين من أمثال كمال جنبلاط أو صلاح البيطار أو محمد عمران..

منهج القتل الهمجي هذا نفذ جماعياً في تدمر وحماة وجسر الشغور وسرمدا وحلب، وتوج بقانون للعار يشرع القتل كقيمة عليا، يباهي به المجرم بجريمته التي تعمقت حتى طالت رفات الضحايا في ظلمة القبور؟! بالطبع كل القتل المنهجي الآثم كان يتم تحت عناوين لمصالح (قومية) أو (وطنية) عليا، ويصفق لهذا المنهج الكثير من المخمورين والعرابيد..

مرة أخرى الإشارة ليست إلى قاتل عابر أو قاتل نزوة أو سورة، إنما هي إلى قاتل منهج أو إلى منهج للقتل. وكل الذين يعترضون على المحكمة الدولية إنما يعلنون ضمناً تضامنهم مع القاتل وانحيازهم إليه أو إلى منهج للقتل كطريقة لحل المشكلات..

لا شيء يسوغ الانحياز إلى قاتل، لا عنوان ولا شعار ولا ذريعة. ولا يدافع عن القتلة إلا أمثالهم وأتباعهم، فليس بعد هذا الشر شر. ومع إقرارنا بكل ما قدمناه عن المحكمة الدولية نعتقد أن هذه المحكمة قد أصبحت ضرورة. ويتحمل مسئولية تشكيلها، بالشكل الذي شكلت فيه القاتل الذي استدعاها، وفرضها على المنطقة وعلى شعب سورية كما على شعب لبنان.

ليس حسن خالد ولا كمال جنبلاط ولا بنان الطنطاوي ولا رفيق الحريري ولا جبران تويني أو جورج حاوي أو سمير قصير هم الذين استدعوا المحكمة الدولية، ليسوا هم الذين جعلوها ضرورة ملحة، أو رسموا من خلالها نافذة الخلاص الوحيد لشعب منكوب مهدد بالقتل مع كل حرف يمر على شفتيه أو خاطر يجوس في فكره. إن الذي فعل ذلك هو القاتل المجهول (المعلوم) المختبئ وراء الأكمة، المتدثر بزخرف الشعارات.

هذا القاتل لم يتنازل لحظة عن قناعته بالقتل وعن منهجتيه فيه، ولم يستطيع الذين يتباكون إشفاقاً على (الأمة) و(السيادة) و(المستقبل) أن يقنعوه بالتوقف عن القتل، وبالإقلاع عن هذا السلوك المنكر!!

هذا القاتل لم يكف ولن يكف عن اللعب بكل الأوراق، حتى المقدس منها، لو تابعنا تحالفاته وعلائقه خلال ما يقرب من أربعين عاماً لوجدناه مجرداً من كل ما هو حقيقي بل هو أقرب إلى رجل سيرك يلعب على الحبال..

ومن أجل هذا نكرر بأن المحكمة الدولية باتت ضرورة وللضرورات أحكامها. وعلى الذين يحاولون نقض هذا القول أن يقدموا للضحايا المتقدمين والمحتملين البديل، عليهم أن يقدمو البديل الحقيقي لنظام القتل الممنهج والمقنن!! بل كان عليهم وهم الذين دأبوا على التصفيق للقاتل حتى عندما سلم أو ضاع الجولان أو عندما ذهب إلى مدريد، أو عندما استبدل بخياره للتوازن الاستراتيجي خياره الوحيد للسلام، أن يقنعوه أن يكف عن القتل، وأن يفتحوا عينيه على حقيقة أن العالم قد تغير قانونه وعلاقاته والفاعلون فيه.

القاتل المجهول (المعلوم) المختبئ وراء الأكمة مستعد لفعل كل شيء لحماية دائرة وجوده الصغير، وهو اليوم إذ يتترس بسورية الوطن، وبلبنان الإنسان يقدم على تنفيذ جريمته الكبرى جريمة نيرون وروما، وروما التي يهددها نيرون هذا تمتد من بحر قزوين إلى خليج العرب كما سبق له أن أفاد فكم هي ضرورية المحكمة التي ستأخذ على يديه.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/06/2007


تعليقات القراء

 

ابن دمشق

لاحول ولا قوة الا بالله , فتن كقطع الليل أصابت الانسان والشجر والحجر,حسبنا الله ونعم الوكيل, ربنا نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونجنا من القوم الظالمين وخدْنا اليك غير فاتنين ولا مفتونين, ان الله لايحب الظالمين ولا المعتدين. وحسبنا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

----------------

من دون اسم

الجميع مشترك في ظلمه للوطن والمواطن، الثغرات والتناقضات في ما يسمى المعارضة في جميع دول عالمنا العربي بشكل عام  كبيرة الأمر الذي يجعل المواطن البسيط يعيش في دوامة وقلق على مصيره ومصير وطنه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

----------------

نور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  يا عرب بالله عليكم كونوا يد واحدة

----------------

انتظار المحكمة الدولية  .... عبث

لن يعط الامريكان والصهاينة للمظلومين فرصة للحرية . لن يضحوا بعميلهم بشار الا مكرهين . اذن اسقاطه - لبنانيا- ربما يطول اكثر . الحل عندنا نحن السوريين . يا رياض الترك يا ميشيل كيلو يا بيانوني يا خدام يا جيش سورية يا فلاحي سورية يا طلاب سورية يا نساء سورية يا شباب سورية احموا بلدكم ووطنكم من المجرمين والاشرار الفاسدين واللصوص .

----------------

يا ابناء سورية انتفضوا .. نادية جمال الدين

عاشت سورية في الايام التى جرى فيها مايسمى استفتاء على رئاسة البلد عاشت في عصفورية او في مأوى للمجانين من كثرة ماجرى في هذه الايام من فوضى وتجاوزات غير عقلانية واستهتار في كرامة المواطن السوري رغما عنه انزل في ما يسمى المسيرات والتأييد للقائد الملهم والمنقذ والشاب ووووو لقد استخف بالشعب السوري الى حد اصبح مضحكة امام الشعوب الافريقية التى تمارس الديمقرطية على تخلفها بل لم تعد ترضى ان يضحك عليها احد فمتى ينتفض الشعب السوري وياخذ حقه في الحياة  انتفض ايها الشعب ولا يخيفك زبانية الاسد فنظامه من ورق وهو اضعف مما يتخيل ولكن نجح في ان يوهم شعبه بقوته وجبروته فمن يبدأ بدق الجرس لينال شرف التحرير من الاستبداد والظلم وليبقى اسمه في سجل الخالدين في سماء سورية والعالم فإلى الحرية والعزة والاستقلال من الأسرة المجرمة الطاغية والتبعية للفرس ..

----------------

ادهم قدسي

ان حكومة البعث المجرم في سوريا يمكن ان نطلق عليها التسمية الاكثر مناسبة في القرن الواحد والعشرين الا وهي حكومة قتلة الحريري  بالرغم من ان هذه الحكومة قتلت الآلاف من ابناء الشعب السوري ولكن عملية اغتيال الحريري كانت كالزلزال كما وصفها بعضهم وهذا الزلزال سوف يدمر هؤلاء الطائفيين في سوريا ولن تقوم لهم قائمة ان شاء الله .. 

----------------

أبو محمد

قبل قراءة هذا المقال كنت أتصفح موقع سيريا نيوز فشعرت بضيق شديد لما فيه من المأسي والشكاوى التي يقدمها المواطنون والجرائم اليومية وسألت نفسي : إلى متى يدوم هذا الحال؟ يارب فرج هذه الكروبات عن سوريا التي دعا لها حبيبنا محمد ( ص ) اللهم بارك لنا في شامنا و يمننا 0 شعرت بهذا الضيق وأنا على أبواب السفر0 أتسأل هل كل هذاا لإهمال كي يجعلونا نكره بلدنا؟ فهذا أمر محال لأن حب الوطن من الإيمان ولن نترك بلدنا إلى مافيات يعلمها القاصي والداني0خاب أملكم أيها المجرمون

----------------

محمد محمود

اللص لا يحارب لصا والقاتل لا يحاسب قاتلا هكذا تعلمنا من الايام الا اذا اختلفت المصالح والظاهر حتى هذه اللحظة أن مصالح السادة في البيت الاسود لم تختلف عن مصلحة الأجراء..

----------------

مؤمن محمد نديم كويفاتيه سوري في اليمن

أقل ما أستطيع قوله أن كاتب المقاله وضع النقاط على الحروف وشخص الامور بكلمات مختصرات أن النظام السوري الجديد القديم عديم التفكير لايعرف لغة الحوار واستغلال الظروف فهو كمن يغوص في الوحل فيكثر الحراك العبثي وبالتالي فهو يغرق فيه اكثر فأكثر حتى يأتي أجله الذي لن يكون الا بطريقه مأساوية تشّمت فيه جميع من طالتهم أياديه القذره ولتشفى بهلاكه قلوب المؤمنين بعدالة السماء

----------------

منفي عن الوطن

لا حول ولا قوة إلا بالله .. أما حان الوقت لنستعيد كرامتنا وعزتنا المسلوبة .. ومع كل حدث كبير كاغتيال الشهيد رفيق الحريري نتأمل بأن الفجر قريب ولكن أرى أحلامي أصبحت سراب من المستحيل تحقيقه مع هذا الخنوع من الشعب

----------------

rabie

لا يمكن القول أن بشار هو المسؤول على هذه الأحداث كلها

----------------

نادية جمال الدين

ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ... فاذا لم يقتص من القاتل والمجرم والعابث في حياة الآخرين فان الحياة تصبح غابة ولا تستقيم بل ارضاء لله أولا ولإقامة العدل وردع المجرم وإرساء السلام والامن فلا بد من أن تقام المحكمة ويقف المجرم أمام العدالة لينال جزاءه ولو ان اهل الارض اشتركوا في قتل مسلم واحد فان اهل الارض جميعا شركاء ويجب ان ينالوا جزاءهم ويقتلوا قصاصا لارساء الحق والعدل والسلام والامن والامان  من هنا فان محاكمة النظام المجرم لابد منها حتى ينجوا الجميع من البطش والارهاب والعبث بارواح الابرياء فكم من نفس ازهقت على ايدي هؤلاء الطغاة ومن قبلهم ولامنكر ولامدافع عن قدسية الحياة لقد حان الوقت للقصاص ... وليشف صدور قوم مؤمنين .. وقد ظلموا

----------------

ما في امل

اعتقد أن موضوع المحكمة الدواية و حسب المعطيات الحالية خاضع بشكل كبير الى الصفقات التي قد تخرج هذا النظام كالشعرة من العجين فالعالم ليس مهتم كثير بهذه الدماء التي اراقها و يريقها نظام الاسد و لو كان كذلك لتحرك منذ تدمر و حماة

----------------

محمد علي

هل تبرر الجريمة جريمة أكبر منها؟

باسم المحكمة سيقتل آلاف الناس ويشرد أكثر منهم ويتمنى كل من تمناها أن لا يكون ذاك اليوم من حياته... ما الحل إذا؟!

الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وافق على إلغاء كلمة ((رسول الله)) في صلح الحديبية وكان هو الأقوى من أجل حقن دماء الناس ، وصحابي جليل لا أذكر اسمه قبل رأس ملك الروم من أجل حقن دماء بعض الأسرى المسلمين .. أو لا يوجد طريقة ولو بتنازل عن بعض المسميات والتاريخ لحل ما يمكن حله بعيدا عن الجسر الذي سيستخدم من أجل إبادة المنطقة (المحكمة)

----------------

عمار

مقال رائع ولكن ما العمل ؟! النار تحرق كل شيء ونراها تتقدم لتلتهم سورية بالتأكيد فأين الشعب السوري ليوقف الخطر الداهم .. ان النظام المجرم يخوف السوريين من ان يصبحوا عراقيين اذا تحركوا ادنى حركة ولكن العكس هو الصحيح ان بقاء النظام هو الذي سيجعل سورية كالعراق محرقة ، فعلى الشعب السوري ان يدرك جيدا ان عليه الآن المبادرة لردع المجرم ، من يأخذ بأيدهم الى التهلكة ، وان ينتفضوا على هذا النظام ليخلصوا أنفسهم من تهلكة محققة اذا تاخروا في ذلك والفرصة مواتية ولابد من الشهداء لذلك  انقذوا سورية وانقذوا ابنائكم قبل فوات الأوان ...

----------------

محمد الطيب الحافظ

مما لا شك فيه والشيء الواضح للداني والقاصي أن قاتل رفيق الحريري هو بشار الأسد آمرا واخيه ماهر منفذا مرورا بكل أفراد العصابة من اصف شوكت الى رستم غزالة  وهلم جرة ولا احد يدري ربما العدالة الالهية جعلت هؤلاء القتلة المدمنين على القتل جعلتهم يتورطون في قتل الحريري لتصل النتائج الى ما وصلت اليه من انشاء محكمة دولية ستقودهم جميعا الى السجون الدولية كما قادت ميلوزيفتش وتكون بداية النهاية ان شاء الله  ، ولكن هناك سؤال أوجهه للشعب السوري واقول له هل عليك ان تنتظر عدة عقود ومئات الاف من الجرائم وتورط بجريمة مثل جريمة الحريري حتى تتنفس الصعداء اين انتم ايها الاحرار هل ماتت العزيمة فيكم تظاهروا ولو سلميا على الأقل ضد هذا النظام المجرم.

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ