ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إعلان دمشق

(الجوديَ) الذي رست عليه سفينة العزم الوطني

زهير سالم*

كيف ينظر المهجرون من مهاجرهم إلى إعلان دمشق...؟! ربما يكون في جلاء الحقيقة،  وفي بلاغها جسراً إلى المزيد من الثقة، والمزيد من الإنجاز. (إعلان دمشق) برجاله وبميثاقه، وبتوافقاته وبخطواته هو أول الأرض التي انحسر عنها طوفان الرعب والفساد والخمول واللامبالاة. هو (صبا بردى) تتهادى على أكتافه الآمال الثقال لملايين المفجوعين على تعداد أسباب الفجيعة وتشابكها، ولملايين الحالمين بوطن كأوطان الناس فيه العزة والكرامة وفيه رغيف معجون بمائهما.

كان إعلان دمشق أول تحالف يقوم على الأرض  السورية منذ أن قامت دولة الاستقلال يضم هذا الطيف الواسع من القوى والتيارات والشخصيات. فيجتمع السوريون، في ساعة عسرة، علمانيون وإسلاميون عرب وأكراد في بؤرة واحدة تذوب خطوط الطول وخطوط العرض لتشكل الجزيرة الصغيرة التي ترتفع في أعين السوريين وسط الغمر الكاسح ترفع للجميع خارطة واحدة للتوافقات أو الاتفاقات. هل كان لعاقل أن يحلم بتحالف مثل هذا في الخمسينيات أو الستينيات؟! أقول إذاً ربما لما أرخى على سورية هذا الليل بسدوله، ولما تفجر تنور الفساد والاستعباد بماء الكراهية هذا الذي أهلك الحرث والنسل.

توافقات إعلان دمشق انطلقت من الضمير الجمعي لأبناء سورية وتوجهت إليه، ومن هنا غابت عنها الأنانية والفردانية أو الشخصانية، وعبرت ربما عن حالة من الصوفية الوطنية حيث يعلن كل فرد وكل فريق استعداده للتضحية لتكون سورية للجميع، لجميع أبنائها على قاعدة السواء الوطني (المواطنة مناط الحقوق والواجبات). وعلى أساس أن السوريين يستحقون حاكماً أفضل وأنهم قادرون على أن ينجزوا لوطنهم ولمنطقتهم وللحضارة الإنسانية مشاركة حقيقية تثمر الحب والتعاون لا الكراهية والبغضاء والعدوان، والنماء لا الفساد، والاستقرار لا الفوضى ولا الدمار ولا الحرب.

أراد السوريون (الرموز) الذين جمعهم إعلان دمشق في إطار الكلمات الواعدة لبيانه الأول أن يقولوا للعالم، وللمنظومة العربية والدولية: إن سورية التي يسقيها ماء التوافق الذي تحمله كلمات ذاك الإعلان ستكون واحة للأمن والاستقرار تعيشه وتفيض به على جيرانها من دول العروبة والإسلام.

ومن لحظة قام الإعلان بدأت الأعاصير والعواصف تضرب أركانه، وتغير على أطرافه، أخبار الاعتقالات تتوالى، العدوان على المكاتب،على الشخصيات في الشوارع، محاولات لبذر الشقاق وزرع الفتنة، ولكن الإعلان ورجاله تماسكوا وثبتوا في وجه الإعصار.

ما يزال أمل ساعة الانبثاق وعزيمتها الماضية تعتمر قلوب وأرواح العاملين، وما زال المواطن السوري في مهجره ينظر إلى وطنه بلهفة وأمل: هناك مساحة محررة للأمل وللإرادة وللعزيمة على أرض سورية.

في المتابعة العملية لحركة الإعلان يستشعر القوم الذين أقضهم برد الاغتراب الدفء في كل حركة و في كل نأمة وفي كل خبروا في كل مقالة وكلمة.. فلكل كلمة وكل حركة تصدر عن ساحة الإرادة أو رافعة العزم السورية وزنها ومكانتها ودلالتها، والسير على الحبل المشدود فوق اللهب والتنين ليس  هواية ولا لعباً وإنما هو جهد وتضحية وثبات.

وإذا أسقطنا من الحساب كل الهنات الصغيرة التي لا بد منها في تجمع يضم تحت جناحيه هذه النماذج البشرية المتعددة الرؤى والخلفيات والأمزجة مع أننا ننظر إلى أي ثلمة في البنيان على أنها خسارة فادحة للحلم وللمشروع، ونعتقد أن المرحلة بكل معطياتها تتوجب خطوة عملية واضحة المعالم بارزة القسمات في اتجاه المشروع الكبير.

بالتأكيد لقد حرمت الملاحقات والاعتقالات قوى الإعلان من قوى فاعلة وحقيقية كان يمكن أن يكون لها دورها في تطوير الموقف واقتراح الممكنات، ولكننا نعتقد أن هذه الريح العقيم لم ولن تشل إرادة الخير والعزيمة عليه، القائمة في قلوب الجميع.

 عن بعد نتابع الأنشطة والبيانات والمقالات، نقدر كما قلنا كل جهد نمسك عن ذكر الأسماء حباً وإشفاقاً. في إطار التوافقات العامة وعلى أساسها نقر أو نفسر ونبني مواقفنا أيضاً.

ولكننا نعتقد أن المواطن السوري في الداخل والخارج محتاج لرؤية خطوة عملية جديدة تؤكد له أن النخبة التي حملت الراية حملتها بيمين؟!.

ماذا يمكن أن نفعل؟ أعتقد أن الأفكار أو المقترحات الباردة تولد ميتة. فنحن أمام تجربة الانتخابات والاستحقاق الرئاسي وفي مواجهة العاصفة التي تمر على المنطقة في مثلث العراق – فلسطين – لبنان – لابد أن يكون لنا  أكثر من  موقف، نحتاج إلى حركة عملية توافقية  تنبثق عن تواصل حقيقي بين جميع الأطراف المكونة للإعلان. ليكون ظل الإعلان أرحب ولنعطي الحياة السياسية السورية جرعة إضافية من الأمل تحيي الثقة وتستدعي المزيد.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

14/02/2007

 


تعليقات القراء

 

الزناتي اشبيب

ما ميز إعلان دمشق عن غيره من إعلانات المعارضة الأخرى هو تواجد معارضين من كافة الطوائف والمذاهب الإسلامية (سنية ، علوية ، شيعية ، درزية) والمسيحية (مارونية ، أرثوذوكسية ، كاثوليكية ، بروتستانتية) بالإضافة إلى ممثلين من أعراق مختلفة (عرب ، كرد ، تركمان ، أشوريين ، ألبان ، أرمن ، غجر ، شركس ... وغيرهم) .

وهذا الشيء لم يكن موجوداً البتة في الإعلانين السابقين اللذان ظهرا في واشنطن وباريس وذلك بسبب طائفية بعض من يسمون أنفسهم برموز المعارضة كـ ((----- نعتذ عن ذكر الأسماء [مركز الشرق])) وغيرهم ممن يصرون على احتكار وحصر التمثيل الوطني للشعب السوري على طائفة بعينها.

--------------------

أبو سلطان

يا ضمير الشعب السلام عليكم وبعد.

نحن نؤيد إعلان دمشق ونؤيد المعارضة من شرقها وغربها لكن لا للقتلة واللصوص سارقي الأوطان اللذين يجاهرون على أنهم جزء من المعارضة ويدعون في كتاباتهم إلى طاولة مستديرة ، هم على وهم .وكذلك نسمع كلمة الاعتذار تتكرر كثيرا للصفح عن مآسي الماضي لذا نتمنى عليكم كتابة مقالة نفهم بموجبها أسباب الاعتذار والمغزى منه. ولمصلحه من؟ ودمتم .... الإنقاذ العربي

--------------------------

عارف عبد العظيم

إعلان دمشق وان كان في انطلاقته ونظريته وارضيته  نقلة نوعية ضمن ظرف امني استخباراتي ثقيل إلا انه لا يعدو عن كونه صرخة في واد.

القائمون على أمر سوريا والسوريين يضعون نصب اعينهم الهدف الاسمى لديهم وهو الحفاظ على الكرسي مهما كلف الثمن ولو كلف إبعاد الاخ لاخيه ولو كلف التشريد  والقتل والعربدة...فالناس في نظرهم لا تحكم الا بهذه الطريقة وهم وللحق يقال يعرفون من أين تؤكل الكتف فرقصهم على المصالح الخارجية والداخلية يتناسق مع المعطيات السياسية لمن أراد ان يستديم امره ولو بغير حق.

إعلان دمشق وان ضم الاطياف وانطلق من المفاهيم الانسانية وان تعمد معلنوه أن يؤسسوا لاعادة الحياة السياسة الحرة في سوريا الا ان العين كما يقولون لا تقاوم المخرز - وليست هذه دعوة للتخاذل ، معاذ الله - ولكن يجب ان تقارع القوى بالقوى وليس بالاعلانات ويجب ان تحشد الامكانيات...كل الامكانيات المتاحة والمنظورة والمأمولة لاعادة الحياة السياسية الناصعة لسورية... ولكن تمهلوا تمهلوا ياسادة فالطريق فيه اراقة دماء وسفك حياة وانقطاع ارزاق وتهجير وسجون...فيه الموت الزوؤام...فهل انتم على استعداد لهذا الطريق ولهذه المواجهة ؟! وعلى حد علمي فالامكانيات ضعيفة رغم ان الارادة قوية والسبل ضيقة رغم ان الصدور واسعة والتعامل السياسي وعر ملتو مزعج رغم انه لابد من سلوكه...فأين أولئك الرجال الذين يذوبون لتنوير العالم من حولهم واين اولئك الرجال الذين يعرفون ان يخططوا ويرتبوا ويرسموا ويناوروا ويناقشوا ويتباحثوا...الخ الخ نحتاج قبل الاعلان الى خطة استراتيجية ثم عمليات تكتيكية ومن وراء ذلك أناس  متخصصون يعرفون ما يفعلون... فإن كان ذلك كذلك فحياهلا وان لم يكن ذلك فأضعف الايمان يسع الناس كلهم لحين يأت الوعد الموعود من الرب المعبود.

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ