ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/02/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يتخلى الأمريكيون عن قواعدهم

 الأخلاقية

زهير سالم*

للسياسة ضروراتها ومقتضياتها. وكلما كان السياسي أكثر قوة وأكثر ثقة بنفسه كان أكثر التزاماً بالقواعد التي يعلن عنها، أو يدعو إليها. البحث عن المعاذير للخروج على القواعد، وارتكاب التجاوزات ينبي عن ضعف في الموقف أو اهتزاز بالمصداقية.

ربما يود الحاكم العربي أن يكون سيداً مهذباً كريماً سمحاً بعيداً عن كل (الاستبداد) ظاهراً وباطناً على أن يستقيم له الثبات على إدارة دولته، والاغتراف من مالها العام كما يشاء. السلطة التي وصل إليها الحاكم العربي بطريقة غير مشروعة تجعله يندفع إلى تشريع (اللامشروع) للحفاظ على وجوده وبنائه لأن أي تراخ من جانبه سيدفع أصحاب الحقوق أو المغامرين للهجوم عليه لإخراجه من الدائرة التي سيطر عليها هو الآخر بمغامرة.

التشريعات الجديدة في بعض دول الغرب وفي الولايات المتحدة بالذات، تؤكد السجون والمعتقلات السرية وما يجري فيها أن الحكام جميعاً يتصرفون بالطريقة نفسها إذا خافوا.

فهل الحالة الأمريكية اليوم، بما أوصلها إليه الرئيس بوش هي في مستوى الرعب الذي يعيشه نظام مثل النظام السوري مثلاً. هذه التجاوزات على القوانين والقواعد الأمريكية نفسها تدلنا على ماذا؟ وإلى أين تدفع بالأمريكيين؟ إن قاعدة (كل الناس بكر إذا شبعوا) أو إذا خافوا أمام موقف حرج يقتضي منا التماس نوع من المعاذير لحفاريي القبور الجماعية!! لأن كل حكام العالم المتقدم والمتأخر مستعدون للإقدام على التصرفات نفسها بالروح نفسها. لم يعد سجن تدمر الشاهد غير المسبوق أو غير الملحوق على انحلال السجان من آدميته في معاملة إنسان مستضعف ألقت به الأقدار بين يديه. لم يعد التوقيف بدون محاكمة وبدون اتهام لسنوات طويلة جريرة أولية لأنظمة الاستبداد الغارقة في البدائية والتخلف. هناك اليوم إلى جانب سجن تدمر وأخواته ومشتقاته (أبو غريب) و(غوانتانامو) هناك اليوم مئات الموقوفين من سنين خارج إطار الحق الإنساني والقانون المدني المتحضر، هناك الآن سجون يدافع فيها أقوياء متغطرسون عن أنفسهم، أو هكذا يخيل إليهم، دون الالتزام بأي قاعدة أو أي قانون (نازية!!) (فاشية!!) (صدامية!!) (أسدية!!) (ستالينية!!) (بوشية!!) لا فرق مرة أخرى كل الناس بكر إذا شبعوا أو إذا خافوا.

وهؤلاء المرعوبون أو الخائفون أو المرضى النفسيون هم الذين يصنعون مآسي العالم اليوم، وعندما يراد للشعب الأمريكي، وللقواعد الأمركية أن تلحق بنمط السلسلة التي ذكرناها آنفاً نتوقع أن ينتبه الأمريكيون أنفسهم إلى حقيقة ما يراد بهم. كأبناء حضارة نرفض أن يحسب تاريخنا الحضاري على هذه الأنظمة (الطارئة!!). نتمسك نحن أيضاً بقواعد، وندافع عنها، هل يفعل الفرد الأمريكي، والسياسي الأمريكي هذا أيضاً. هل يفعل من موقع القوة، وموقع الثقة بالنفس، وموقع ضرب المثل لشعوب العالم التي يتعلق بصرها دائماً بالأقوياء.

شعوب العالم تغبط الأمريكيين على ما يتمتعون به من قوة وقدرة وحرية وقواعد بينة للنظام العام. كثير من الدارسين الأمريكيين يعبرون عن ذلك بأن شعوب العالم تحسدهم ولذا فإن الناس يكرهونهم. سير في الاتجاه الخاطئ. إنها نفس طريقة الإنسان العربي عندما ينادي (كل الحق على الاستعمار) بمعنى أنها مسؤولية الآخر.

نعم شعوب العالم تغبط الأمريكيين، أي أنها تتمنى أن يكون لديها ما لدى الأمريكيين من قوة وحرية وانضباط والتزام بالقواعد.

لو كنت أمريكياً لشعرت بالزهو طبعاً حين أقر أو أعلم أن المؤسسة الطبية العسكرية في الولايات المتحدة هي مؤسسة ملتزمة بقواعد أخلاقية متقدمة في الأفق الإنساني. وأنها هذه المؤسسة قد أصدرت منذ خمس سنوات تشريعاً تطلب من جميع الأطباء العاملين لديها أن يقوموا بتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمحتجزين كما تقدم للجنود الأمريكيين دون تفريق!!

تشريع يعتبر مفخرة على الساحة النظرية في سياق يتقدم فيه الإنساني على السياسي وتتقدم فيه الرحمة على القوة.

ثم تفاجأ بقطع الظلام تزحف على كل ما هو مضيء في الحياة الأمريكية فيصدر البنتاغون تشريعاً يفصل مستوى الرعاية الطبية التي يتلقاها أسرى الحرب عن مستوى الرعاية التي يتلقاها الجنود الأمريكيون.

مثل هذا القرار، ومثل هذه المواقف هي الي تضع ثقة الأمريكيين بأنفسهم، ومصداقية الأمريكيين مع ذاتهم على المحك. وهي التي تطرح علامات استفهام أساسية على الدور الرائد للدولة التي تزعم أنها سيدة العالم. إذا تخلى الأمريكيون عن قواعدهم فماذا يمكن أن يبقى لهم؟!!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

11/02/2007

 


تعليقات القراء

 

العماني

إني ضعيف الرؤيا ، ولكن حسب تقييمي للأنظمة الموجودة حاليا على هذه البسيطة لا تستطيع إخراج أي نظام من دائرة النازية وغيرها من الأنظمة الوضعية في قانون الدولة ، وأوافق أخي الكاتب على ما قال ، فنرى في بعض الحكام أنهم ينزلون إلى حد التصغير بأنفسهم ظناً منهم أنهم بذلك يحافظون على بقاء أنظمتهم مدة أكبر والأمثلة موجودة ، والبعض غامض لا يكاد شعبه يراه ولا هذا ولا ذاك بالنظام الذي يستطيع أصحابه البقاء في ظل ما يحدث في العالم.


سوري مغترب

شمس بلادي وبعرفها هي هي لا تتغير .. ربما عندكم في بريطانيا يختلف الأمر أما في سورية فهي واحدة لا تتغير ولن تتغير إلا بتغير النفوس والأنفس


حسام

وهؤلاء المرعوبون أو الخائفون أو المرضى النفسيون هم الذين يصنعون مآسي العالم اليوم، وعندما يراد للشعب الأمريكي، وللقواعد الأمريكية أن تلحق بنمط السلسلة التي ذكرناها آنفاً نتوقع أن ينتبه


هل يتخلى الامريكيون عن قواعدهم الاخلاقية ؟!

عنوان مثير وجذاب.

ياسيدي الامريكيون وغيرهم من اصحاب مايقال له حضارة ( حضارات) بالتعريف غير الصحيح لمسمى الحضارة ومقوماتها ليس لديهم ادنى قاعدة اخلاقية...وانا بذلك زعيم.

المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً قاعدة ذهبية لماعة ناصعة...رحم الله من اسسها وقالها ، وهكذا في امريكا والعالم الغربي والشرقي على السواء...هناك اناس وناس وخلق ممن خلق المولى...لديهم بقايا فطرة انسانية والبقايا هذه هي التي تشير اليها حضرتك بالقواعد الاخلاقية.

مايحكمهم كلهم دون استثناء هي قاعدة: المصلحة والمصلحة فقط...والا فانظر قبل اعوام الى ماحدث في وقت انقطاع الكهرباء لساعات في قسم من امريكا وكندا وماجرى فيها من احداث لم تخطر على بال بشر من...ومن...ومن...سرقات انتهاكات سطو خطف...عاد الناس فيها في تلك الفترة الى كيفية العصر الحجري حيث لا اتصال ولا مواصلات عامة ولا كهرباء ولا تواصل ولا امدادات غذائية ولا ولا ولا...الخ الخ

ما يحكمهم هو المصلحة فقط في كل تعاملاتهم الداخلية والخارجية على السواء...

واضيف اليك مبدأ تعيشه وتقرأه وتعرفه وكل من يعيش بينهم يتحسسه في كل لحظة آنية من حياتهم وهي قوله تعالى:

لتجدنهم أحرص الناس على حياة

وتفكر حضرتك معي في قوله حياة بدون ال التعريف فيها لتجد مدى حرصهم على ادنى معنى لحرصهم على حياة ولو كانت حياة دنيا وكذلك يفعلون.

فلا بوش ولا دوائره ولا حكومته ولا مشاريعه وناسه ولا اجهزته ولا كل مؤسسات الدراسات الامريكية وغيرها بمنأى عن كلمة حياة... وهم وان كان فيهم بقايا فطرة كما نراها جميعاً بينهم وفيهم فإنهم في سكرتهم يعمهون وكأنهم حمر مستنفرة ولكنهم مع ذلك حريصون على مقعد القيادة للبشرية ليس لانهم احق بها ولكن لتخاذل غيرهم ممن هم مأمورون بتحقيق مسألة الخلافة في الارض ضمن قواعدها الصحيحة التي أرساها المولى في تفصيل دقيق تباعاً لسنة الله بين الناس التي لا تحيد عما نشره المولى بين الفطر الانسانية في هذا النوع البشري.

هم لم يتخلوا عن شيء مما اردت حضرتك الاشارة اليه لان فاقد الشيء لا يعطيه وهم ليس عند مسمى الاخلاق

وهم ليس عندهم مسمى الالتزام الا بالمصلحة

وهم ليس عندهم صديق او عدو مطلق

وهم ليس عندهم صاحب او قريب لسواد عيونه او خضرتها و ازرقاقها

هم ليس عندهم التزام بأي شيء سوى بالمصلحة

وهم بين ذلك كله وغيره الكثير الكثير لا يلتزمون الا بأن يبقون في مقعد قيادة المركبة البشرية مادمنا نحن في سبات ونوم غارقين بامجادنا في القرون الغابرة وايامنا الخالية التي لن تعود عجلة الزمان الى الوراء ولو قرأنها كل يوم الف والف مرة...

وهو يقول: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين

وللعمل قواعد اساسية حيث لا يقبل المولى منها الا ما كان خالصاً لوجهه ولا تشوبه اي شائبة اي على النهج النبوي اتباعاً للسنة الشريفة ...فهل نحن اهل لها ؟!!!

نعيب الزمان والعيب فينا ولا عيب في الزمان الا فعالنا المشينة...

في العمل السياسي لا يوجد مسمى الاخلاق البتة ولا القواعد الثابتة بل كلها قواعد متحركة آنية... وهذا ما فهمه الايرانيون فأحسنوا - وان كنت ممن يخالفهم - التعامل مع الغير وفق هذه القواعد بينما رحنا - كمسلمين عامة - نعامل الناس بمبادئنا وراحوا يعاملوننا بمصالحهم فخسرنا وتراجعنا وانحسرنا وقوي علينا كل جبان رعديد...

لا بد من السياسة الحكيمة التي تضع مصالح الناس فوق كل شيء كما فعل عبد الحميد الزهراوي حيث ابى بيع فلسطين ورفض الرشاوي ورفض العروض المغرضة وكما فعل صدام حسين حين ابى ان يكون مع المتخاذلين ووقف في ارض المعركة يخوضها كما لم يفعل احد في هذا الزمان المعاصر وهو الرجل الشهم الذي قال عنه احد المراقبين العامين انه فارس الامة العربية يوماً ما

لا قواعد اخلاقية عند الامريكان ليتخلوا عنا

ولكن كل ذلك في عقولنا محض خيال...فلنصحوا ونقف على اعتاب العمل المصلحي ونجيده كما فعل القائد الاول رسول الناس كافة ومن هم خلفه من الخلفاء الراشدين...

المصلحة المصلحة المصلحة...للمسلمين لا للاشخاص.


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ