ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يشكل الإسلام.. خطراً على الغرب؟

زهير سالم*

ربما يجسد هذا السؤال، لدى الكثير من المسلمين، حكاية الخروف الذي عكر على الذئب مورده في أعلى النبع!! السؤال ولا شك يطرح تحدياً، وهو وجه من وجوه الذرائع السياسية التي يتوارى خلفها الأقوياء، وقلب لحقيقة المعادلة: هل يشكل الغرب خطراً على الإسلام والمسلمين؟!

ومع ذلك فربما يحسم الجواب على السؤال الأول لجاجة تغذي صراعاً عالمياً محتدماً يقوده أناس لا يعرفون على ماذا يتصارعون؟!

سيكون لدينا بالطبع على هذا السؤال أجوبة كثيرة بعضها تبسيطي يبادر إلى نعم أو لا، ويأخذنا في متاهات الخطأ والخطر. وبعضها تفصيلي أو تحليلي يبقى دائماً ساحة اختلاف أو اجتهاد.

بتفصيل أولي ينبغي أن نبادر إلى الفصل بين صيغتين للسؤال الأولى: هل يشكل الإسلام.. خطراً على الغرب؟! والثانية: هل يشكل المسلمون خطراً على الغرب؟! بالتأكيد سيجد المتابع للسؤالين فرقاً في الطرح، ويخلص إلى فروق أخرى في النتائج. وسيتبع هذا التفصيل تفصيل أو تفصيلات أخرى تتعلق بمفهومي (الخطر) و(الغرب) على السواء.

الإسلام، كمرجعية ثقافية أو فقهية ثابتة في إطار فهمها (الوسطي المعتدل) الذي يسمي المسلمون أصحابها مدرسة (الجمهور)، يمكن أن تحدث منهجيته العامة في حياة الإنسانية آثاراً أبعد إيجابية من البصمات التي خلفها الإسلام المدني في بناء الفكر والحضارة الإنسانيتين في القرون الوسطى، وذلك بفعل تطور آفاق الوعي الإنساني وأدواته.

بالطبع لن يكون الإسلام أبداً وجهاً آخر للمنظومة القيمية التي تطرحها الحضارة الغربية، وربما سيحد أو سيطلق من غلوائها أو آفاقها، ولكن أحداً، مهما بلغ تعصبه، لن يستطيع أن يزعم أن الإسلام سيكون عائقاً في وجه أي تطور علمي أو مدني بالنسبة للحياة العامة لبني الإنسان. الأهم من كل ذلك أن (الإسلام) لا يتضمن أي نزوع لفرض منهجه بالإكراه على الآخرين، على نحو ما تفعل الحضارة الغربية اليوم عبر وسائل عديدة للضغط أو الإكراه المادي أو المعنوي. وفي تصورنا أن (الحرية) التي يضمنها الإسلام لمخالفيه هي صمام أمان حقيقي في مواجهة أي خطر قد يتوجسه الآخرون.

إن محاولة الغربيين، التدخل في عملية مريبة لإعادة بناء الإسلام، والتركيز على بعض القيم فيه، واستبعاد قيم أخرى لا تروق لبعض الناس؛ هي محاولة بائسة. وهي محاولة تستنهض أو تستجيش الخطر في نفوس الكثير من المسلمين. إن في الإسلام (الكلي) من التوازن ومن الشمول ما يضمن دائماً لأصحاب الرؤية المعتدلة أن يثبتوا أقدامهم في الوسط الإسلامي، وأن يعبروا عن روح الإسلام الإنسانية والعالمية في الوقت نفسه.

وعلى التفصيل الثاني للسؤال: هل يشكل المسلمون خطراً على الغرب؟ سيكون الجواب أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة. وسيكون عندنا أجوبة متعددة بتعدد المسميات التي يشتمل عليها لفظ (مسلمون) ولفظ (غربيون).

المؤكد أن لا أحد من المسلمين يفكر بالسيطرة على الغرب، ولا يتغيير نمط حياة الغربيين أو سلوكهم، أو ابتزاز ثرواتهم، وبالتأكيد فإن جماهير المسلمين تبحث عن السلامة من مخططات الغرب الذي يسعى لتغيير أخص خصوصياتهم.

منذ أكثر من قرن تجسدت مصالح الغرب في بلاد المسلمين، في حكام فاسدين مستبدين عدوا على حقوق شعوبهم، وفرّطوا بمصالحها، وسرقوا أموالها. يشكل المسلمون بدوائر وجودهم كلها خطراً على هؤلاء؟ فهل يرى الغرب في الخطر على هؤلاء خطراً عليه أيضاً؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

17/12/2006

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ