ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مصابنا إسلامي عربي

ونطالب الأمة بتحمل مسؤولياتها

تعقيباً على مقال الأستاذ الفاضل ياسر الزعاترة

في الشرق القطرية

زهير سالم*

الأستاذ الفاضل ياسر الزعاترة:

من كنانة ذوي القربى رميت فأدميت. وإن لم تكن جانبت في شيء فقد جانبت على الأقل باختيارك وسيلة البلاغ. ونسيت أنك الأقرب لو أردت نصحاً أو جهدت من أجله. ربما تكون أردت أمراً آخر نفوض الأمر فيه إلى من يعلم السر وأخفى .

الأستاذ الفاضل..

في سورية العربية المسلمة حركة إسلامية راشدة. أسس بنيانها على التقوى دعاة مخلصون ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ كان على رأسهم الدكتور مصطفى السباعي مؤسس كلية الشريعة في دمشق، المعهد الذي خرج من لا يحصى من العلماء العاملين، وصاحب مجلة حضارة الإسلام المنارة التي ظلت تهدي الحائرين سنين طوالاً. مصطفى السباعي نائب رئيس مجلس النواب السوري الذي نافح عن الإسلام كما نافح عن فلسطين فكانت له هنا وهناك جولات وجولات لا ينكرها إلا الجاحدون.

حركة على التقوى والعلم والفهم أسست وعلى التقوى والعلم والفهم والصبر والمصابرة تتابع المسير. حركة إسلامية مدركة لمقاصد الشريعة، ولأبعاد المشروع الإسلامي ؛ آفاقه ومحدداته ومهدداته أيضاً. تنقل خطواتها نقلة الواثق، في إطار من الشورى العامة. فالحركة الإسلامية في سورية لا ترى في الشورى طقساً شكلياً أو مرجعية هيكلية فحسب، بل تراها حقيقة ملزمة تعود على أساسها إلى رجال الفقه وقادة الرأي في الأمة من شرق أو غرب تفيئ إليهم عند كل منحنى، وتستنير بفهمهم كلما أشكل أمر أو رابها ريب. حركة كانت الحكمة لها ضالة فما فتئت تلتمسها عند أهلها لتلتزم بها لأنها تعتقد أنها الأحق بها وأهلها.

في سورية حركة إسلامية لا تتقاذفها الأهواء، ولا تتنازعها السبل. حركة تميز الخبيث من الطيب، ولا تعجبها كثرة الخبيث، ولا يفتنها زبده مهما علا ؛ لأنها واثقة أن الزبد كأهله (يذهب جفاء..) تدرك في القول لحنه فتعرف صاحبه منه (ولتعرفنهم في لحن القول..) وأول ما يفضح الأدعياء لديها محك (لم تقولون ما لا تفعلون..)

حركة ترقب المنطقة كل المنطقة بعين مفتوحة وقلب بصير، تدرك موقعها، وتدرك دورها، تعيد فرز القوى عند كل متغير، لتتحيز دائماً إلى معركة الأمة ، ولتقيم الحجة دائماً على المراوغين المخاتلين والأدعياء.

حركة لها مشروعها (الإسلامي) ومشروعها (الوطني) مشروع واحد تضبطه علاقة الاشتمال لا التعدد ولا المغايرة. مشروع إسلامي وطني أصيل يمايز مشروعات الآخرين، ويأبى عليها إباء تدفع ثمنه صبراً ومصابرة ، من جهد شعب كان الأسبق في صنع فجر الحرية والاستقلال.

حركة بسطت يدها بالخير وماتزال، لكل الأخيار ولكل العقلاء من أبناء الأمة ومن أبناء الوطن. حركة طالبت ومازالت تطالب وتلح على إسقاط كل المعارك البينية ولجم كل النزوات الشخصية، والخروج من الخنادق الفئوية والانكفاف عن الحلم (بالصفقة) تكون على حساب الدين والعقيدة والأمة والوطن على حساب فلسطين ولبنان والعراق ، والتجرد من كل أولئك للقاء في البراح الوطني الأوسع لتكون لنا أيام كعين جالوت والزلاقة وحطين. فيأبى الظالمون إلا انغماساً في ذواتهم، وتمسكاً بمصالحهم، وافتئاتاً على شعبنا قتلاً وانتهاكاً وتجويعاً وتشريداً . وهي مع كل ذلك تبقى الانقى فترفض ان تستدرج ، او ان تلجئها ردود الافعال الى ما لا يليق .

في سورية حركة إسلامية تؤمن أن (العدل) هو مناط الشرائع وأساس الممالك وأنه القضية المركزية لهذه الأمة، ومطلبها الأساس وحوله ينبغي أن يتمحور جهد الأمة وجهادها. وإذا كان الظلم بكل أشكاله من الأجنبي مرفوضاً فهو من ذوي القربى أو ممن يدعيها أولى بالمقاومة والرفض. ولا نتحدث هنا عن ظلم (أثرة أو استئثار) وإنما نتحدث عن ظلم تستحل فيه المحارم وينتهك العرض ويسفك الدم ويفرط بالكرامة وبالأرض. ظلم يصر صاحبه على كلمة فرعونية (أنا ربكم الأعلى..) وتملأ قلبه نقمة ورثها عن صاحب الأخدود (وما نقموا منهم  إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد..)

في سورية ـ عزيزي ياسر ـ حركة إسلامية تدرك أن الرزية كل الرزية إنما كانت فيمن نزع أمر الأمة من يدها، ووسده إلى من تعلم. وأن الظلم كل الظلم إنما تمحور حول ما نزل بأهلنا بفلسطين. فلسطين التي كدنا لما كابدته من أسى ننسى أسانا. الحركة الإسلامية في سورية تدرك أن كل الذي أصابها ومايزال، وكل الذي سُلط عليها إنما كان بسبب موقف أولي ماتزال ثابتة عليه متمسكة به من أجل فلسطين الأرض وفلسطين المقدسات وفلسطين الإنسان. الحركة الإسلامية في سورية لا تُجتال ولا تُغتال عن عقل ولاعن رؤية ولا عن موقف، ولا تخدع بأفانين القول أومعسول الخطاب. تعلم مَن.. وكيف ومتى انقلبت الأمة من الحديث عن تحرير فلسطين، كل فلسطين ، إلى الحديث عن (غسل آثار العدوان..) من دبر ومن ورط ومن قبض الثمن!! وتعلم أن سورية وشعب سورية حريته وكرامته وعزته ورفاهه كانت هي الثمن. ثمن ندفعه حتى اليوم بإباء وصبر ومصابرة.

الحركة الإسلامية في سورية تعرف وزيرين للدفاع الأول يوسف العظمة الذي صنع لها في تاريخها الحديث معركة الحفاظ والفخار فلم تمر مجنزرات العدو إلا على أشلائه.. والآخر الذي صنع لها صبح الخامس من حزيران فحاز سورية إقطاعية له ولبنيه من بعده ثمن بخس وهزيل وإن تلاعبت بنشاوى (الزبيب) الأهواء.

موقفنا من فلسطين هذا هو الذي ندفع حتى اليوم ثمنه دما وقهرا وتشريدا !! عزيزي الأستاذ ياسر اظنك معي ان لا أحد في العقلاء يرفض أن ينال حقه بأحد وجوه السياسة دون سواه؛ على أن لا يكون بعض الحق ثمناً لبعض.

عزيزي الأستاذ ياسر..

قيل لابن مسعود رضي الله عنه: ويل لمن لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر. قال: بل ويل لمن لم يعرف قلبه المعروف من المنكر.

في هذا الزمان الردئ أهله، في غربة الإسلام.. يأبى بعض الناس إلا مشاققة الحق، والانحياز إلى الباطل، المتجلبب في صورة جلاد متغطرس دعي !! يصبون جام غضبهم على الضحية إن اختلجت تحت السوط أوالسكين. يملون عليها ،وهم في موقع الخلي، ألا تزعج اذانهم بنواحها المقيت، والا تفسد عليهم سيمفونية التبجيل التي إليها يطربون.

وحين يغمس الواحد من هؤلاء قلمه في دواته، تغيب عنه صور الجماجم في المدافن، وآهات المعذبين المعلقين بالكلاليب، ونداءات الحرائر تتعالى، وامعتصماه بل واإسلاماه.. تغيب عنهم الأرواح تجأر إلى باريها، والأبصار الكسيرة لأمهات وآباء وأبناء وزوجات تنتظر غائباً غيبه الظالمون.. يغيب عنهم كل هؤلاء ويحضرهم طمع بحظوة أو بنشوة!!

أخي الأستاذ ياسر، ويكأني أقولها، بعد لأي، فأي خرم خرمه قلمك ؟!

في سورية حركة إسلامية، تؤمن بأن الأمة جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. تؤمن بوحدة الدم، دم الأفغاني والعراقي والسوري واللبناني والفلسطيني!! وتؤمن بقدسية العرض فلا يهون عليها عرض في بغداد ولا في حماة ولا في بيروت ولا في غزة أو حيفا أو جنين.. وإن هان بعض ذلك على آخرين!!

في سورية حركة إسلامية لم تفكر قط في إطار قطري، ولم تتحرك أبداً في مسار ذاتي، تسوس خاصها دائماً في سياق عام، تؤثر على نفسها، وهي في أشد ساعات العسرة والخصاصة ، تعذر من لا عذر له لكي لا تخرج النجوى إلى العلن. حركة لا تدعي العصمة، وتردها على أدعيائها أيضاً، تلتمس النصيحة من أهلها. تغضي مراراً على الأذى وتنتصر من البغي إذا تمادى.

حركة لم تزعم أن مصابها مصاب قطري، وأن شأنها شأن قطري بل هي تضج بالشكوى لأن الأهل والسند والعشيرة ينظرون إليها كذلك. ولأن بعض من تظن عنده النصرة توسد بساط الظالمين، المبسوط على أشلاء الضحايا، ينتشي بمقامات الزلفى تختلط باستغاثات الحرائر وأنين المدنفين!!

حركة أعلنت وتعلن إلى جميع أبناء الأمة، حكاماً ومحكومين، نخباً وجماهير، إسلاميين وعلمانيين أن في سورية مصاباً جللاً ؛ إنسانية تذبح ووطناً يستباح ..وأن مصاب الشام هو مصاب الأمة، وأنه إذا فسد الشام أو ضاع فلا خير لكم. وأن دعوات المظلومات والمظلومين ستنال كل من يمد إلى الظالمين يداً أو يعينهم ولو بشطر كلمة. حركة تتفهم الضرورة لأصحاب الضرورة، وتقدرها بقدرها، وبأبعادها وبشروطها، فتعذرهم ما تحركوا في إطارها من غير (بغي ولا عدوان).

حركة لم تزعم قط أن سورية هي مكة، ولم تدع أبداً أنها الأدرى بشعابها. سفر المآسي والمخازي في هذا المقام لا يفتح ويكفينا منه ما يراه المبصرون.

مصابنا اسلامي عربي ونطالب كل ابناء الامة بتحمل مسؤولياتهم امام الله ثم امام التاريخ والناس .

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

01/11/2006

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ