ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إنسان فوق الحاجة

زهير سالم*

الإسلام الذي تفرد في تكريس التوازن بين حاجات الإنسان الجسدية والروحية ، وأعطى الحياة الأولى مادها ليضرب الإنسان جذوره عميقاً في هذه الأرض نمواً وسعياً ؛ شرع رمضان انعطافة اجبارية تداركاً للتوازن بين سعي وسعي وتوجه وتوجه ..

يكرس رمضان في حياة المسلم انعطافة جادة يتغير فيها الايقاع اليومي للحياة المادية ، ويظلل الإسلام ذاك التغير بظلال إضافية ملازمة تحفه بكثير من المقترنات التي تجعله يؤتي جناه . ففي رمضان يتوقف المسلم عن تلبية نداء الحاجة والانسياق وراء العادة ، الذي أبيح له طوال العام في أطره الشرعية المقررة . في رمضان على المسلم أن يسلك بإختيار إرادي محض سبيلاً غير الذي اعتاد ، وأن ينهج نهجاً غير الذي تقتضيه طبيعته البشرية، تتقلص معدته طالبة مضغة من طعام ، أو يجف لسانه معلناً حاجته الى جرعة من ماء ؛ ولكنه أداءً لحق الصوم وقياماً بتكاليفه يأبى أن يستجيب...لأنه صائم .

وهكذا يغرس رمضان في نفس المسلم الشوق إلى الانعتاق والاصرار عليه ، إذ لم تكن الحاجة في تقلبات معانيها إلا الذلة والخضوع الذي يأباه المسلم إلا في موطن واحد يعلنه بشرف وتيه: حاجته لمولاه وذله بين يديه وخضوعه له.

يكرس رمضان في نفس المسلم هذه الحاجة بما يؤطر للصيام من قيام ، وبما يحفه من فضل قراءة القرآن ، وبما يضيف عليهما موجباً من ضرورة الابتعاد عن الرفث وفحش الكلام ، فإن سابه أحد أو قاتله ، قال : إني صائم ، إني صائم.. يعني أنه مستغرق في حال من العبادة ، وإن انتشر خلالها في الارض ، وإن ابتغى سعياً من بعض فضل الله ، إلا أنه لا يصلح فيها من الكلام إلا ما يصلح في صلاة لو شرع في الصلاة كلام !!

يحرر الإسلام المسلم في رمضان من ذل الحاجة وينمي فيه معنى العبودية الخالصة لله ، التي تغذي فيه قدرته على التحكم في ذات نفسه ليجعل خلقه على النحو الذي رسم القرآن فيكون كما قالت عائشة رضي عنها (خلقه القرآن..)

الصوم طموح إلى التحكم في الحاجات ، والتحكم في الحاجات سبيل إلى الانتعاق منها والتحرر من إسارها للاستغراق في العبودية لله . هذا سر قوله تعالى (يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ).

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

24/09/2006

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ