ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جدار الفصل العنصري

الحي ـ الكانتون ـ الجدار

تسلط.. وخوف

زهير سالم*

حين نصف (جدار الفصل العنصري) الذي تبنيه (السلطة الصهيونية)، وهو تعبير نتمنى أن يسود كمقابل عملي لمصطلح (السلطة الفلسطينية)، نرجو ألا يبادر أحد إلا تلطيخنا بتهمة معاداة السامية. لأننا، نحن العرب، سواد السامية الأعظم والأنقى. وثانياً لأن اليهود القادمين إلى فلسطين بعيونهم الزرقاء وبشرتهم البيضاء ليسوا ساميين!! وثالثاً لأن المقاربات الموضوعية، الانثربولوجية، لسمات الشعوب وصفاتها نوع من العلم الذي تقتنص حقائقه لتعين على تفهم الوقائع واقتراح الحلول للمشكلات. ورابعاًً لأننا نعتقد أن (بني إسرائيل) الحقيقيين قد فضلوا يوماً على العالمين وأن منهم الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب ابن اسحاق ابن إبراهيم.

نعود لنقول إنه لا بد لأي باحث يدقق في العقلية التي اخترعت أو اقترحت فكرة جدار الفصل أن يقف عند بعض ملامح التاريخ فيذكر قوله تعالى في تحليل نفسية اليهود وعقليتهم (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد..) (الحشرـ 14) ويترك لعقله أن يتأمل معنى العيش الدائم أو الكينونة وراء الجدار أو في (القرية المحصنة) (الحي اليهودي) أو (حارة اليهود) مصطلح شائع في كل مدن العالم القديم والحديث حيث يتوقع الخوف أو يسود الأمن. ويقوده (حي اليهود) تلقائياً إلى (الكانتون) الذي جسد النفسية والعقلية اليهودية في ظلال الدولة الأمريكية (العالم الجديد) والذي مايزال محتفظاً بتجلياته في صور مختلفة تشير إليها الكثير من الدراسات. دون أن ننسى الإشارة إلى أن (للحي اليهودي) و(للكانتون) ومن ثم للجدار اليهودي على أرض فلسطين مرتكزاته في النفسية اليهودية الخائفة والمتوجسة دائماً (يحسبون كل صيحة عليهم..)

إذن لكي نتفهم (الجدار اليهودي) علينا أن نبحر بعيداً في أعماق النفس اليهودية ونتلوى في ملوياتها ومساربها لندرك بالنهاية أن الخوف ناتج دائماً عن شعور ما بالإثم!! وأن شيلوك الذي لم يكن يطالب بأكثر من حقه لم يسأل نفسه ماذا يعني التعسف باقتضاء هذا الحق بالنسبة للآخرين. العيش وسط الناس ضمن مخطط مسبق للإساءة إليهم، أو التسلط عليهم، أو أداء دور الجماعة الوظيفية في تسخيرهم لمأرب ينتج هذه الحالة من الخوف الدائم والترقب.

قبل أن نخوض في انعكاسات (جدار الفصل اليهودي) الإنسانية والسياسية على وجود اليهودي في منطقتنا، وعلى نفسية الفلسطيني؛ سنحاول أن نتعمق أكثر في الأبعاد السياسية والمرتكزات النفسية للمجموعة البشرية التي اخترعت الجدار.

الهدف الأول لاختراع الجدار وبنائه هو طلب (الأمن). وطلب الأمن فيما نرى هو البديل العملي لطلب (السلام). لا نحتاج إلى كثير من البيان للتفرقة بين طلب الأمن وطلب السلام. نختصر على أنفسنا الكلام باقتباس مقولة اسحق رابين صاحب الخطة الأولية المبكرة لبناء الجدار: (إننا نعمل بجد ونشاط من أجل الانفصال عن الشعب الذي نسيطر عليه).

طلب (الأمن) هو لازم السيطرة، وطلب (السلام) هو لازم التعايش ومادام القوم يفكرون بالسيطرة فهم ولا شك يبحثون عن الأمن وليس عن السلام. كان (بنو قينقاع) و(بنو النضير) و(بنو قريظة) جزءاً من مجتمع المدينة (المشرك) و(المسلم) فيما بعد وكانوا يصرون على أن يعيشوا في حصونهم (صياصيهم) حسب التعبير القرآني لأنهم كانوا يدركون ان طريقة تعاملهم مع الآخرين تفرض عليهم التحسب والتخوف والاحتراس مقولة أخرى يرددها باراك وهو يشير  إلى الوجود الناشز المقتحم للحم الجتمعات الحي في الزمان والمكان (نحن هنا.. وهم هناك)، هذه المقولة لم تكن في فلسطين فقط كانت في الحي اليهودي وفي الكانتون كما ترتسم اليوم خلف الجدار اليهودي.

إنه الخوف من الآخر الذي تمعن (مجموعة بشرية)، تعتقد بتفوقها وترفعها، في إذلاله والإساءة إليه أو في محاولة تسخيره في مشروعاتها المختلفة كما تقول البرتوكولات المنسوبة لحكماء صهيون.

الفرصة الضائعة

النفسية الطالبة للأمن دائماً، حتى في حال القوة، والتي تحسب كل صيحة عليها، والعقلية المتعلقة دائماً بحب (السيطرة) و(التسلط) وامتصاص المنفعة من أي سبيل كما جسدها شكسبير أديب الانكليزية الكبير في تاجر البندقية هذه النفسية وتلك العقلية لا يمكن أبداً أن تصنع سلاماً أو أن تكون شريكاً فيه.

نتساءل من طرف رافض لكل أشكال السيطرة والاستعلاء تحت أي المسميات وفي أي الظروف كم سيكون موقف الرافضين للسلام من طرفنا محرجاً لو أن الذي ذهبوا إلى مدريد ـ من الطرف الآخر ـ صدقوا التوجه ووفوا بالوعد؟! كم سيكون موقف الرافضين للسلام من طرفنا  محرجاً لو أن اليهود المتحكمين في أرض الجولان اليوم انسحبوا منها، ورفعوا علماً فوق سفارة لهم في دمشق؟! كم سيكون موقف الرافضين للسلام محرجاً لو أن أوسلو بلغت مداها كما أرادها من قاد المنطقة إليها وقامت من ثم نصف دولة أو ربع دولة فلسطينية على بعض أرض فلسطين؟! كم سيكون إحراجنا كبيراً لو أن القوم تبسموا أكثر وتمددوا أكثر ولانت ملامسهم أكثر، وأمطرت سحابة السلام كما وعدوا المنطقة بالسمن والعسل أو بالمن والسلوى؟!

ونمعن في التساؤل لنقول.. إذا كان القوم و(برجهم في أوج سعده) في عالم أحادي القطب يشيرون بأطراف أصابعهم فتخر لإشاراتهم معاقد التيجان تنهار دول، ويحاكم رؤساء على جرائم ارتكبها أسلافهم منذ بضعة آلاف من السنين. صدام حسين في قفص الاتهام اليوم لأنه يحاكم عن (نبوخذ نصر) الذي غزا وسبى ودمر  بأورشليم والهيكل. وإذا أردنا أن نبدأ من الآخر وليس من الأخير أفلا تظن أن القرار /1701/ قد صنع لهم نصراً قد عجزوا عنه عملياً في الميدان؟! وأن تصنيف قوى المقاومة الفلسطينية في خانة الإرهاب الدولي والاستنكار على الضحية (الفلسطينية) والبكاء على الجلاد الصهيوني هو بعض الانقلاب العام في العقل البشري والقيم الإنسانية؟!

إن نفسية (المستأمن) طالب الأمن لا تمتح إلا من (الذلة) ولذا تجد القوم يتصرفون تحت غمامة الذلة المضروبة عليهم وهم في عنفوان قوتهم المادية، وفي أوج المدد الذي يتلقونه من الناس (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس..) فلا الإدارة الأمريكية ولا الاتحاد الأوروبي ولا مجلس الأمن الذي يسير في ركاب القوم استطاعوا أن يخلعوا عن القوم ثوب ذلة، ليسيروا وسط الأحياء الذين اندسوا بينهم أسوياء النفوس منصوبي القامة. وإذا أردت أن تلتقط صورة لهذه الذلة فاختطف الهلع من وجوه من يصاب منهم بجرح بسيط كما تنقلها عدسات الفضائيات، نظنها ولا شك فرصة للتعايش ضيعوها، ولا نظن أن التاريخ يجود لهم بمثلها فكل النذر تؤكد أن شعوب العالم والعالم الغربي بشكل خاص بدأ يستعيد الوعي وتتضح أمام عينيه الحقائق، وتستقيم في عقليته المعايير!!

(الجدار) يعني الخوف ويعني التوجس ويعني أن القوم يريدون (الأمن) ولا يريدون (السلام). وإذا كان القوم تحت هذه الغمامة من الحماية الدولية اللامحدودة، وإذا كانوا، وبين أيديهم، هذه الترسانة من الأسلحة الأكثر تطوراً في العالم، وإذا كان (مهددوهم) مكتوفي الأيدي معصوبي الأعين مجردين من كل سلاح.. إذا كان كل أولئك والقوم خائفون فمتى يأمنون؟!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

03/09/2006

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ