ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تضيق بعض الصدور بالنقد وترتاب أخرى إذا استدرك عليها المستدركون!! إلى هؤلاء وأولئك نسوق مقولة الإمام الغزالي في مقدمة كتابه (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة):

(.. فهون أيها الأخ المشفق المتعصب على نفسك، ولا تضق به صدرك، وفل من غربك قليلاً، واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً.

واستحقر من لا يحسد ولا يقذف واستصغر من بالكفر أو الضلال لا يعرف..)

أبو حامد الغزالي

الرأي الآخر!!

لندعهم يقولون..!!

زهير سالم*

وضع بين يديه الكأس وقال صفها. قال: بمدح أم بذم؟ قال بمدح، قال: تريك القذى دونها وهي دونه. قال فبذم، قال: سريع كسرها عسير جبرها!!

وقال رجل في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد مدح رجلاً وذمه في آن: والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الثانية، رضيت فقلت خير ما أعلم، وغضبت فقلت شر ما أعلم.

الرأي الآخر أحد شعارات الإعلام المعاصر، أن ينقل إليك آراء الأطراف أو رواياتهم بحيادية وموضوعية ودقة، وأن يعطي هذه الأطراف الفرصة نفسها للتعبير عن ذاتها.

وأساس الاعتراف بالرأي الآخر في السياسة الإنصات إلى الآخرين، والاستماع إلى وجهات نظرهم، ومن باب أولى إعطاؤهم الفرصة للتعبير.

الزعماء السياسيون في عالمنا العربي المبتلى بهم ليسوا أقل تدلهاً من امرأة قال لها نزار القباني (أشهد أن لا امرأة إلا أنت..) ففي كل بلد زعيم أوحد تطوف به نخبة من حملة المجامر تتغزل بمواهبه إن عدا وإن جلس!! حالة من النرجسية تتسلل بجلاء إلى المعارضات فيستطعم بعض رجالها المديح، ويتطلع إلى الإطراء، ويرى في قول الآخرين (أحسنتم.. وأجدتم) كل المجد!! ويرى في قول المستدركين (.. ولكن) اتهاماً للقائل، ونيلاً من الذات، أو شهادة سلبية على المسار!! دون أن تخطر على بالهم حيثيات كثيرة تدعو المستدركين إلى (.. ولكن..) هذه، وتدعو الرافضين إلى قول (لا).

بعض هذه الحيثيات موضوعية يفرضها واقع شائك متداخل يحتمل وجوهاً من الرؤية، واجتهاداً في المعايرة والترجيح. وينسى الرافضون والمستدركون أن القرار يمكن أن يكون أحياناً رمادياً صعباً، بعيداً عن المباشرة. والقرار الصعب هو القرار الذي يتخذه صاحبه دون أن يغفل عن مقترناته أو تداعياته السلبية؛ ولكن تتبدى له وجه مصلحة خفية يرجحها على أخرى جلية تغلب على المولع بظواهر الأمور!!  في قلب المعاناة وفي كبد المحنة تترجح أحكام وتتأخر أخرى ويكون ما أشار إليه الحكيم بقوله:

   يُقضى على المرء في أيام محنته   حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن

بعض حيثيات الرأي الآخر موضوعي عملي لا يجوز أن يرد عليه، وليس من الضروري دائماً التعقيب على كل ما يقال. وبعضها وليد موقف سابق أو هوى غالب، وذاك أمر لا يد فيه. فمن خالفك في الأصول لا بد أن يخرج عليك في الفروع. ولصاحب الهوى لا بد أن تقول (.. سلاماً). تقول (.. سلاماً) وتعرض، مادام الرأي الآخر لا يصدر عن صاحب فكر أو حامل قلم.

مرض نفسي قاتل أن ينتظر الإنسان المديح على كل خطوة يخطوها. ويكون الخطأ أكبر حين يكون مديح الآخرين أوانتقادهم معياراً للخطأ أو الصواب!!

الاستفادة من آراء الآخرين، مهما تكن بواعثهم، أصل. وتربية النفس لتسمو على استطعام المديح وتطلبه أصل ثان. واحتمال الرأي الآخر وتفحصه، وعزل المفيد منه أصل ثالث. والحوار مع حراك سياسي قائم أو متداخل ليس (كتشميت العاطس)!! فإذا كان تشميت العاطس بعض الواجبات الشرعية، فإن (الفزعة) للرد على كل تعليق، والاشتباك مع كل مقارب، وتفنيد كل انتقاد، ورفض كل تصويب ليس عملاً راشداً.

من حقك أن تفكر وتدبر وتحكم موقفك وأن تتخذ خطوتك ثم تخطوها. ومن حق الآخرين أن يحددوا موقفهم وأن يعبروا عن رأيهم في كل ما تفعل. استمع إلى كل ما يقال، وفكر في أبعاده. وإذا أردت أن توضح أو تصحح (فهوناًَ ما..) فلست تحوز الحقيقة الكاملة، والصواب المطلق، وموقعك بين المطرقة والسندان لا يدركه الناقد. ولا بد أن يستغله المتربص. افعل ما تعتقد أنه الصواب، واترك الآخرين يعبرون عن آرائهم، واستقبل هذه الآراء باحترام.

في فضاء الفكر العام والحراك السياسي المضطرم لا حاجة إلى (الرد والصد) المباشر. وأول القبول للرأي الآخر يعني ألا تضيق به، وأن تتفهم منطلقاته وآفاقه، وأن لا تهرول دائماً لتفنيده.

اعمل ثم اعمل ثم اعمل.. ودع الآخرين يقولون.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/08/2006

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ