ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التعليم في سورية

إلى أين

زهير سالم*

الرسالة التي رفعها أصحاب الفضيلة العلماء إلى رئيس الجمهورية، والتي ماتزال مضامينها تتفاعل على الساحة السورية، تعبير حي عن مأساة كبرى يعيشها شعبنا. مأساة تتعلق بأجيالنا وهويتنا ومستقبلنا على الصعد الإنسانية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية.

إن (المخرجات) المفزعة للعملية التربوية التي هي عصب البناء المستقبلي للوطن وعماده تثير غيرة كل غيور، وتبعث على الشك والريبة في كل هؤلاء الذين مازالوا يصرون على سياسات الإفساد في كل الميادين.

إن الاختلال الكلي في العملية التربوية، واضطراب المناهج وقصورها، وغياب الهوية العقائدية والحضارية والثقافية لأمتنا عنها، وهبوط مستوى التعليم على صعيد (المنهج) و(المعلم) و(الأداء) و(المرافق).. كما أن تسييس التعليم وحرفه عن مقاصده العامة، وإفساد أخلاق النشء، وتحطيم القيم الثابتة في نفوسهم، وتربيتهم على نهج وصولي انتهازي من خلال مؤسسات حزبية سيئة الصيت والسمعة، سيئة البناء والهدف (طلائع البعث) و(شبيبة الثورة) وما يسمى (اتحاد الطلبة)، ثم الاستثمار العلني الفاضح في درك الغرائز والشهوات؛ كل أولئك كان مدخلاً عملياً لتدمير عملية التربية والتعليم ونحت قواعد المجتمع الأساسية، وتوظيف طاقات أبنائه في خدمة المشروع الصهيوني الذي أكدت عليه في أكثر من ميدان بروتوكولات حكماء صهيون، والتي اعتبرت منذ أربعين سنة الفلسفة التربوية للمناهج التعليمية التي فرضت على شعبنا!!

يكفي لإدراك حقيقة الخراب الذي ألحقه الفاسدون المفسدون بعملية التعليم أن يقوم كل واحد منا بإجراء عملية مقارنة أولية ومباشرة بين منتسب إلى أي مرحلة من مراحل التعليم وبين مثيله في المستوى نفسه قبل أربعين عاماًَ.. والشاهد قائم في كل بيت ناطق لا يكذب، هذا دون أن ننسى بالمقابل التطور العلمي التقني الذي شهده ويشهده العالم من حولنا!! إن وزارة التربية بمناهجها القاصرة والمنحرفة وأدواتها الكليلة، ووسائلها الشائنة؛ تمتص أعمار أجيالنا وطاقاتهم كما تمتص أموالنا وثرواتنا العامة لتخرّج للمجتمع والحياة حملة شهادات من أنصاف وأرباع الأميين. لقد حطم الفاسدون كل ما كانت تفخر به سورية من وقار العلم ورصانة التعليم، وسمعة الخريجين في كل فرع من فروع المعرفة.. وهذه بعض الحقيقة التي أشار إليها من طرف خفي بيان السادة العلماء الذي اعتبر رواج المخدرات في المحضن التربوي من أهون الشرور والآثام!!

ثم إن ما آل إليه حال المعلم في قطرنا، لم يكن إلا جزءاً من مخطط مدروس، قام ابتداء على تحطيم معنى القدوة الحسنة في نفوس الناشئة، بتحطيم مكانة المعلم الاجتماعية التي يجب أن تكون. وإننا إذ نمسك في هذا المقام عن الحديث أكثر عما آل إليه حال معلمنا السوري فإننا نفعل ذلك، احتراماً وتقديراً لجيل من المعلمين القابضين على الجمر، الذين نفخر بهم، ويفخر بهم أبناء شعبهم. فللمعلم وظيفةً ومكانةً وشخصاً كل التحية والاحترام والوفاء. ولن ننسى في هذا السياق أن نشير إلى مجزرة التعليم الكبرى التي مارسها المستبدون في عام 1978 تحت شعار (بعثنة) التعليم والتي فُصل فيها من مدارس التعليم العام قرابة ألف معلم استأنس منهم الظالمون أثارة من خلق أو دين!!

إننا نضم صوتنا إلى صوت السادة العلماء أصحاب الفضيلة، وننحاز إلى جانبهم بالمطالبة الحثيثة بحماية التعليم الشرعي (منهاجاً ومعلماً ومدرسة)، دون أن ننسى ضرورة التنبيه إلى المؤامرة الكبرى التي تحيط بالتعليم العام بكل مستوياته الأساسية والأكاديمية.

إن حق المواطن في اختيار التعليم المناسب لأبنائه الذين هم جزء من الأمانة التي ائتمنه الله عليها وطالبه برعايتها (يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة..) إن حق المواطن في اختيار التعليم منهاجاً وبيئة قد كفلته له الشريعة، وحمته المواثيق والأعراف المدنية المتعارف عليها بين بني الإنسان؛ فقد نصت المادة السادسة والعشرين من الإعلان الدولي لحقوق الإنسان في فقرتها الثالثة على أنه (للآباء على سبيل الأولوية، حق اختيار نوع التعليم الذي يعطى لأولادهم).

كما أننا نضع الوضع المأساوي للتعليم بين يدي أبناء شعبنا أجمع فهي مسؤولية جماعية كارثية إذا تمادينا في السكوت عليها. إنه لا بد من جهد وطني شعبي عام يحرر التعليم من عبء التسييس الحزبي، ويأخذ على عاتقه بناء جيل وطني سليم العقيدة، قوي الإيمان، معتز بهويته، قادر بما يمتلك من خلق ومعرفة على خوض غمار الحياة بكل تحدياتها.

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

16/07/2006

 


 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ