ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 16/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضان 1430 - 2009

 

(26 رمضان)

كتاب لا تنتهي منه

دستور الأخلاق في القرآن

للشيخ الدكتور العلامة عبد الله دراز

زهير سالم*

بعض الكتب لا تستطيع أن تزعم أنك قرأته فانتهيت منه. تجد نفسك ولو بعد القراءة العاشرة أنك محتاج أو مضطر لتعود إليه، ودستور الأخلاق في القرآن، لمؤلفه العالم الأزهري الجليل الشيخ عبد الله دراز واحد من هذه الكتب.

والكتاب في الأصل رسالة جامعية وضعت لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون عكف عليها مؤلفها قرابة ست سنوات- يا ملح البلد – كان يحاول من خلالها أن يخدم دينا لا أن ينال شهادة!!

كتبت الرسالة باللغة الفرنسية وطبعت بها على حساب الأزهر الشريف سنة 1950. ثم قام الأستاذ عبد الصبور شاهين بالصبر الحقيقي على ترجمتها كما ترجم عن الفرنسية كتاب الظاهرة القرآنية وغيره للمفكر مالك بن نبي.

إذا كان غرض هذه التحية التشويق للسعي إلى التعرف على الكتاب إذ المقام لا يتسع للتعريف به فيكفي أن ننقل هذا الاستهلال الذي استهل المؤلف رحمه الله به مقدمته:

فهو ينقل عن شمس الدين البابلي من علماء القرن الثاني عشر الهجري السابع عشر الميلادي قوله: لا يؤلف أحد كتابا إلا في أحد أقسام سبعة. ولا يمكن التأليف في غيرها وهي: إما أن يؤلف من شيء لم يسبق إليه يخترعه، أو شيء ناقص يتمه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو طويل يختصره، دون أن يخل بشيء في معانيه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه يبينه، أو شيء مفرق يجمعه.

ثم يردف المؤلف رحمه الله تعالى: هذه القاعدة الرشيدة التي قالها عالم أزهري، من علماء القرن التاسع عشر الميلادي، تحتفظ بقيمتها وهي تدعو دائما كل كاتب أن يسير على نهجها.

ولسوف يكون لدى قارئنا الواعي فرصة أن يقدر إلى أي مدى يوفي كتابنا – الذي نقدمه اليوم – بهذه الشرائط؛ فلم يكن شروعنا في هذا المؤلف الجديد عن القرآن، عبثا نضيع فيه وقتنا، ونثقل به على قرائنا، ونزحم به مكتباتنا، فإذا لم يأت عملنا هذا بشيء جديد في عالم الشرق أو الغرب، فلن يكون سوى مضيعة وزحمة وإثقال.

ثم يوضح المؤلف باعثه على القيام بعبء هذا البحث فيقرر تحت عنوان الوضع السابق للمشكلة:

إن نظرة سريعة نلقيها على مؤلفات علم الأخلاق العام – التي كتبها علماء غربيون- كافية لنلحظ فيها فراغا هائلا وعميقا، نشأ عن صمتهم المطلق عن علم الأخلاق القرآني.

والواقع أن هذه المؤلفات تذكر لنا باختصار، أو بإفاضة،  المبادئ الأخلاقية، كما ارتأتها الوثنية الإغريقية، ثم أديان اليهودية والمسيحية.

ولكنها حين تنتهي من عرض هذه المراحل الثلاثة، نجدها تنقلنا بغتة إلى العصور الحديثة، في أوربا، مغفلة كل ما يمس الدستور الأخلاقي في الإسلام.

وبرغم هذا فإن الإضافة القرآنية في هذا الباب ذات قيمة لا تقدر، ولسوف يفيد منها تاريخ النظريات الأخلاقية سعة، وعمقا، وتوافقا، كما تفيد المشكلة الأخلاقية ذاتها منها، في حل مصاعبها، سواء في ذلك المصاعب المتجددة والدائمة.

ثم يعرض المؤلف لبعض محاولات المستشرقين مقاربة فقه الأخلاق القرآني وما وقعوا فيه من خلل و عجز عن الفهم وسوء تفسير.

أما عن أخلاقيي الإسلام فيوضح المؤلف أن المكتبة الإسلامية لم تعرف سوى نوعين من التعاليم الأخلاقية:فهي إما نصائح عملية، هدفها تقويم أخلاق الشباب، حين توحي إليهم الاقتناع بالقيمة العليا للفضيلة، وإما وصف لطبيعة النفس وملكاتها، ثم تعريف للفضيلة وتقسيم لها، مرتب في غالب الأمر حسب النموذج الأفلاطوني أو الأرسطي...

ماذا قدم المؤلف؟ وكيف؟ هذا ما يمكنك أن تركب لأجله البحر، فقد كانوا يسألون من يطلب قراءة كتاب نفيس: هل ركبت البحر قط؟!

دون أن ننسى أن نذكر أن الشيخ عبد الله دراز هو صاحب المؤلفين النفيسين ( الدين ) و( النبأ العظيم )

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ