ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 29/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضان 1430 - 2009

 

(7 رمضان)

من أخبار الرجال

الراغب الأصفهاني وكتابه مفردات القرآن

زهير سالم*

يعتبر كتاب الراغب الأصفهاني مفردات القرآن من أوائل الكتب التي اشتغلت على ما يمكن أن نطلق عليه ( المعجم القرآني ) حيث تتبع ألفاظ القرآن على ترتيب الألفباء. دون ترتيب الورود في السياق القرآني.

وتسمح هذه الطريقة باقتران اللفظ الواحد في سياقات وروده المختلفة والتمييز بين المعاني في كل سياق.

الكلم القرآني عند الراغب كلم مقدس، بل إن بعض أهل العلم ينفر من استعمال مصطلحات مثل غريب القرآن أو غريب الحديث بالدلالة اللغوية، فليس غريبا لفظ كرمه الوحي أو شرفه من لا ينطق عن الهوى، وجميع الألفاظ القرآنية أو الحديثية هي الفاظ مقدسة قد آنسها وأنّسها كتاب الله وحديث الرسول الكريم. وهي إن ظلت غريبة على بعض الأسماع فينبغي على الكتاب المسلمين أن يواظبوا على استعمالها في سياقاتها حتى تأنس بها الأسماع والقلوب. وما أكثر ما ألام عليها فأرد بدع عنك لومي إن اللوم إغراء. وعن مكانة الألفاظ القرآنية هذه يقول الراغب: 

فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم، وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم. وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحثالة والتبن بالنسبة إلى لبوب الحنطة.

ويقول في حديثه عن عمله في هذا الكتاب الذي يجب ألا تخلو منه مكتبة قارئ للقرآن:

وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفى فيه مفردات ألفاظ القرآن الكريم على حروف التهجي فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم معتبرا فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد، والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب، وأحيل بالقوانين الدالة على تحقيق مناسبات الألفاظ على الرسالة التي عملتها مختصة بهذا الباب. ففي اعتماد ما حررته من هذا النحو استغناء في بابه من المثبطات عن المسارعة في سبيل الخيرات، وعن المسابقة إلى ما حثنا عليه بقوله تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم ) سهل الله الطريق إليها.

ويعد الراغب بتأليف كتاب آخر يحقق فيه في الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته، نحو ذكره القلب مرة والفؤاد مرة والصدر مرة، ونحو ذكره تعالى في عقب قصة ( إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون) وفي أخرى (لقوم يتفكرون) وفي أخرى (لقوم يعلمون) وفي أخرى (لقوم يفقهون) وفي أخرى لأولي الأبصار وفي أخرى لذي حجر وفي أخرى لأولي النهى؛ ونحو ذلك مما يعده من لا يحق الحق ويبطل الباطل أنه باب واحد، فيقدر إذا فسر (الحمد لله) بقوله الشكر لله و( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) بلا شك فيه فقد فسر القرآن ووفاه التبيان!! جعل الله لنا التوفيق رائدا والتقوى سائقا. ونفعنا بما أولانا وجعله لنا من معاون تحصيل الزاد المأمور به في قوله تعالى: ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)

هذا الكتاب النفيس الذي وعد به الراغب في مقدمة كتابه مفردات القرآن لم ينجز أو لعله فقد فيما فقد من تراث أمة نام عنه أصحابه، ولعلنا نتلمس بعض هذه التحقيقات بالعودة إلى تفسيره الذي لم يكمله والذي يقال إن الإمام البيضاوي أخذ منه غالب تحقيقاته.

طبع مفردات القرآن طبعات عديدة بين يدي منها طبعة دار المعرفة في بيروت لبنان بضبط ومراجعة محمد خليل عيتاني. وقد وُسمت بأنها الطبعة الأولى ، ربما للدار المذكورة، وأرخت 1418هجرية 1998

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ