ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تَبالُه الشياطين

وتقاطع الأجندات المتوازية

زهير سالم

أماّ (تباله الشياطين) فهي تلك الدعاوى التي يطلقها شياطين السياسة، لربط كل مشروع يريدون تشويهه بمشروع معاد، أو بإرادة خارجية. وأبرع ما يتخايل به هؤلاء أن يحكوا أنوفهم، وهم يتساءلون عن التوقيت الذي يدفعك إلى المطالبة بحقك في الهواء ملء رئتيك، أو حين يلتقطون مفردة من مشروعك أو مفردتين ليلحقوا هذا المشروع بمشروع آخر على أساس التقاطع بين بعض المفردات.

عندما تفجرت ينابيع الغضب الشعبي في سورية أواخر السبعينات، بطريقة انفعالية تعبيراً عن الاحتجاج على غياب الحرية وانتشار الفساد، واتباع السياسات المنغمسة في أتون التسويات المريبة؛ لم يجد هؤلاء إلا أن يربطوا تفجرات الغضب هذه، بمحاولة أصحابها أن يضعفوا موقف النظام السوري الذي كان كما يزعمون معارضاً لكامب ديفيد!! وقد قرأنا منذ أيام ترداداً لهذه الديماغوجية لمن يزعم أنه (إمام في السياسة) على صفحات جريدة موسومة بالاحترام!!

زخرفة مثل هذا الموقف لا يعني أكثر من التباله على عقول الناس والاستخفاف بها على طريقة فرعون الذي (استخف قومه..). فإذا كان النظام السوري ـ يومها ـ قد اعترض على شكليات أو توقيتات أو مفردات مشروع التسوية ذاك، فإن الذين اتهموا بالعمالة للمشروع، مشروع (كامب ديفيد) كانوا ومازالوا معارضين له جملة وتفصيلاً، فتأمل كيف يقاس البيض على الباذنجان!

لقد أسقطت (الدعاوى) تلك مصداقية أصحابها، ووضعتهم تحت قوس السخرية الشعبية، وزادت من عمق الهوة بينهم وبين الجماهير المحتجة عليهم. المشكلة الكبرى في هذه الزخرفة الشيطانية: إعلامي يتحدث أمام المرآة، أو يخاطب نفسه بما يشتهي.

وهذا الأسلوب الشياطيني في ميدان العمل السياسي لا يزال بعد قرن من البوار العربي، معمولاً به وعلى أعلى المستويات. وحين نكتب هذا الكلام، لا نفعل ذلك ضيقاً من هذا الأسلوب، أو تأذياً منه، فكم نردد حين نسمعه من أصحابه (سبحان الذي سخر لنا هذا..)؛ وإنما نكتبه اشفاقاً على هؤلاء الذين لا يريدون إدراك المتغيرات، والارتقاء إلى مستوى الوعي الجماهيري الذي تجاوزهم، وهم يزعمون أنهم السادة والقادة!!

نكتبه، اشفاقاً، لأن محاولة ربط كل مشروع أو خطوة أو مطلب لا يعجب المخاطب به (بالخارج) أو بالإرادات الأخرى بنبرة اتهامية تعني أن  أصحاب هذا الموقف مازالوا مصممين على احتكار الصواب، وأنهم  لن يقبلوا الشراكة، أو التراجع، أو التفهم.

شياطين السياسة هؤلاء يعلمون أن لا أحد يتحرك في هذا العالم في فراغ. وأن حصاة تلقى في البحر الأبيض المتوسط سترفع منسوب المياه في المحيط الأطلسي، كما قرر ذلك يوماً المفكر الكبير أحمد أمين في فيض خاطره.

حين يكون لمجموعة مشروعها الأصيل للإصلاح أو التغيير فليس عليها أن تبالي أين يتقاطع هذا المشروع، بل لا بد لكل مشروع أن يتقاطع مع ما حوله مادام نابعاً من واقع ومنصباً عليه.

ومن هنا جاء مشروع المعارضة الإسلامية في سورية متوافقاً مع مشروع الإصلاح المدني الذي تلح عليه المعارضة السورية العلمانية، في الأفق المرحلي المنظور. كما تقاطع هذا المشروع أيضاً مع الكثير من طروحات رئيس الجمهورية (النظرية التي لم ينقصها إلا غياب البعد العملي..)، ولن يضيرنا ذلك التقاطع ـ مادمنا نملك إرادتنا، ونصر على استقلاليتنا ونسعى إلى بناء الصف الوطني المرصوص...

تنويهان لا بد منهما في خاتمة هذا المقال، الأول أننا ندرك أن حصاة البحر المتوسط التي ترفع منسوب المياه في المحيط الأطلسي، يمكن أن تضيع فيه وهو إدراك يضبط كثيراً أفق رؤيتنا وخطوات حركتنا.

والثانية أننا سبق أن نادينا هذا الذي لا يريد أن يسمع: (ويلي عليك وويلي منك..) ومايزال النداء يتردد في صدورنا وعلى ألسنتنا...

* مدير مركز الشرق العربي

11 / 04 / 2005

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ