ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المستبد.. قدر بلده أو حزبه

في الأمثال الشعبية (الأمة بعد نبيها تدبرت) و(إذا مات بلال لم يبطل الأذان) وإذا كان لا يمكن لأحد أن يسامي دور النبي صلى الله عليه وسلم في تكوين الأمة، وهدايتها وإطلاق مشروعها، فإن الله سبحانه وتعالى لم يجعل بقاءه حياً شرطاً لديمومة مشروع الأمة، فقال له: (إنك ميت وإنهم ميتون..).

المستبد ـ وحده ـ وشيعته هو الذي يصور أو يتصور أن الاستغناء عنه بتداولية أو عزل يعني الكارثة ونهاية العالم، فإن حصل وغُيّب بعض هؤلاء المستبدين صغاراً كانوا أو كباراً، بغير الموت، فإن الواحد منهم يتحول مباشرة إلى (نافخ كير) في شن الحملة على من خلفه، نافخ كير يحرق الثوب، ويضخ الريح الخبيث، ويكر ويفر في تزيين عهده الميمون والغمز واللمز بمن جاء بعده..!!

المستبد ليس شخصاً يفرض على مجموعة من فوق. إن قابلية الاستبداد ـ بالاستفادة من ابن نبي في حديثه عن قابلية الاستعمار ـ هي التي تمهد لبذار المستبد المزدرع. فالاستبداد ينمو بشخص المستبد والبيئة القابلة، بمجموعة الأشخاص التي تعودت تقديس الفرد والتعلق به، دون العقيدة والفكرة، المجموعة التي يسهل عليها أن تنقاد للفرد دون الأهداف والبرامج.

وفي كل بيئة من هذا العالم، وفي كل مجموعة بشرية يرتكز (الاستبداد) الرأس والقاعدة، على معطيات تراثية أو حداثية تحاصرك وأنت تحاول أن تجد المخرج لأزمات الشعوب.

إن عبارة ( لا بديل) في الظروف الصعبة لحركة الشعوب والأحزاب والجماعات إنما تعبر عن حالة حصار استبدادي في أساسه تجعل بقاء هرم ضخم من البشر الأحياء، متوقفاً على فرد واحد، ولكن ما أن يموت هذا الفرد حتى تشرئب أعناق البدلاء ويبدأ الصراع الخفي أو المعلن لاختيار المستبد الجديد، الذي يتحول بدوره وفي غمضة عين إلى عديم النظير أو المثيل.

للخروج من أزمة الاستبداد يبدأ الكفاح من قرارة اللاوعي، ومن بنية العقول، وصورة النفوس. يبدأ بالدوران مع الهدف والبرامج، (فدوروا مع الكتاب حيث دار) وعلى الإذعان لقابلية الخطأ والصواب، وعلى العمل بروح الفريق ، والتقويم على أساس الفريق.

الآليات الديمقراطية لن تجعلنا نستثمر إيجابياتها إذا لم يكن الذين يستخدمون هذه الآليات ديمقراطيين؛ أما الذين مضت أيامهم، واستنفذوا فرصهم، واستطاعت شعوبهم أو أحزابهم أن تميطهم عن طريقها بقوتها وضعفهم.. فما عليهم إلا أن يخضعوا لقوانين الحياة وسنن الوجود.

عليهم، إن لم يكونوا مستبدين، أن يبتسموا ابتسامة الرضى إذ يجدون شعوبهم أو رفاق دربهم يستغنون عن فذاذتهم أو إلهامهم أو سبقهم الذي لن يجود الزمان بمثله.

ورفع الرسول صلى الله عليه وسلم سجف الخباء، فرأى المسلمين يصلون خلف أبي بكر كما أمر، فابتسم كانت تلك ابتسامة الرضى..

13 / 6 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ