ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


العلمانية

فريضة أو خيار

زهير سالم

يعتقد أصحاب الفكر الديني، والإسلامي منه بشكل خاص، أن (الشريعة) فريضة ربانية لا مناص للمجتمعات من الالتزام بها، والنزول على حكمها، وأنه ليس للمسلم، في إطار الإسلام، أن يكون له خيار مقدم على الخيار الشرعي (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ..).

في إطار التجاذب السياسي في المجتمعات المسلمة التي استعلن فيها الصوت الغريب أو المستغرب، وعلى طريقة سيدنا إبراهيم عليه السلام، يوم أعرض عن حجاج النمرود في دعواه (أنا أحي وأميت..)؛ قبل دعاة الإسلام بأن يجعلوا صندوق الاقتراع المدخل إلى الحياة الإسلامية التي يريدون. أي أنهم قبلوا بأن تكون المرجعية الشعبية هي المؤسسة للمرجعية الشرعية، وأضافوا إننا حين سنخفق في إقناع الأكثرية المسلمة ببرامجنا، فإننا سنعود على أنفسنا باللائمة، وسنجد الطرق والأساليب الأجدى لإقناع الكثرة الكاثرة من أبناء المجتمعات المسلمة بهذه البرامج، جولة بعد جولة. ولم يكن ذلك عن شك أو تشكيك في فرضية الشريعة أو صلاحيتها، وإنما كان عن مصلحة تبدت لخدمة الشريعة ذاتها، وعن ثقة غالبة في خيار المجتمعات المسلمة التي يفتري عليها المفترون.

في معمعة التجاذب الفكري والسياسي بدأ رجال (العلمانية) الفكرية والسياسية يفصحون عن بعض المخبوء من نواياهم، فهم لا يطالبون بحكم ديمقراطي يقوم على الخيار الشعبي أو على صندوق الاقتراع الحر النزيه، وإنما راحوا يدندنون على ضرورة أن يُصبغ على (العلمانية) ثوب القداسة الدينية، أي أن تزاح الشريعة بعدالتها وسماحتها من حياة مجتمعاتنا لتفرض علينا (شرعنة أهواء) تُقصي كل ما عداها وتحل محلها، بل تقصي  الخيار الشعبي الأول إن خرج على ما ترسم.

التجربة العلمانية في تركية منذ ما يقرب من قرن تؤكد هذا. فرجال الجيش هم سدنة (المعبد العلماني) الجديد، وخيار الشعب التركي لا قيمة له، إذا تعارض مع ثوابت (الشرعنة العلمانية).. حتى (الزنا) الفاحشة والمقت التي تنفر الطباع السليمة منها يصبح في عرف (الشرعنة) الجديدة قيمة من القيم المقدسة لا يحق لخيار الأكثرية أن يقارب حماها.

نؤمن بالخيار الشعبي الحر مرجعية في ميدان التجاذب السياسي، نثق بسماحة شريعتنا وعدالة حكمها وظهورها على الشرائع أجمع، ونثق بالفطرة السليمة في نفوس أبناء الإنسانية أجمع لو خلي بينهم وبين ما يختارون، ونثق ثالثاً بالجذوة الإسلامية المتقدة في نفوس أبناء أمتنا الذين لا يقبلون بشرعة الإسلام بدلاً.

ونتحدى في ساحة الخيار المجتمعي كل الملل والنحل والدعوات أن تنازل شرعة الإسلام. فإذا ما كان النزال فعلى الجميع أن يذعن للخيار الظاهر. أما أن يفرض علينا أصحاب الأهواء (شرعنة جديدة) تحت أي اسم أو أي عنوان، فإن دون ذلك خرط القتاد.

19 / 9 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ