ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 


ضحايا بيسلان

في

عالم يفتقد الحكمة

زهير سالم

الرعونة وحدها هي التي حصدت أرواح مئات الأطفال الأبرياء في (بيسلان). وعندما يكون الفرد أو المجموعة (أحمق) أو غير مسؤول؛ فإن على الدولة أن تتحلى بالحكمة والتعقل وتقدير عواقب الأمور.

مخطئون بكل تأكيد أولئك الذين اختطفوا الأطفال وحولوهم إلى رهائن، ومادة للمساومة. مخطئون مهما كانت عدالة قضيتهم، مخطئون وخارجون على القيم التي يرفعون شعارها. وهم أيضاً مجردون من الأفق الاستراتيجي، والإدراك السياسي لانعكاس الفعل وسياقاته. إدانة هؤلاء حيثما تحركوا أو ضربوا لا تكفي، ولا تقي الإنسانية مخرجات أفعالهم.

إذا لم يكن من المقبول أو المطلوب أن تخضع الحكومات والدول لرغائب وطلبات هؤلاء كشكل من أشكال الاستجابة للابتزاز السياسي، فإن الخيار ليس مضيقاً دائماً بين النزول على حكم هؤلاء والاستجابة إلى طلباتهم وبين الخيار المأساوي الأرعن الذي عودتنا الحكومة الروسية أن تصير إليه، بهمجية تخلو من أي شعور بالمسؤولية أو تقدير لقيمة الحياة الإنسانية، حتى ليقول المرء إن تصرفات هذه الحكومة هي الوجه الآخر للفعل الذي تحاول أن تصادره. نقارن بينما حصل في بيسلان وبين ما حصل من قبل في مسرح موسكو من عملية بدائية ووحشية.

في كل المعارك من هذا النوع لا يمكن أبداً أن يوازن فعل الأفراد والمجموعات بفعل الدولة. فالدولة مسؤولة حتى عن حيوات هؤلاء الخارجين عليها. والعالم يحتاج إلى الكثير من الحكمة، وإلى الكثير من ضبط النفس، للخروج من المأزق الضنك التي دفعته سياسات الاستعلاء والاستفراد إليه.

على قوى الخير في العالم أن تتوقف عن الرقص على عزيف المتجبرين، وأن تطالب بموقف إنساني يرفع قيمة الحياة الإنسانية ومكانتها، ويجعل من المقامرة عليها خطاً أحمر لا تتجاوزه سلطة ولا قوة.

6 / 9 / 2004

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ