ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 02/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سقوهم وقالوا: لا تغنوا

زهير سالم*

إن رفضنا لجميع أشكال القتل العشوائي في حركة (التدمير الذاتي) التي ينخرط فيها شباب أفقدته الضغوط المتجاوزة لكل الحدود السيطرة؛ ينبغي ألا تنسينا أن هؤلاء الشباب ضحايا وليسوا جلادين.. ضحايا سوط الجلادين، وصمت المتخاذلين. وأن المبادرة لإيجاد الحلول العملية لمأزق حشرنا المتغطرسون الدوليون والمحليون فيه، ينبغي أن تأخذ هذا في الحساب.

شباب الأمة المتفجر على امتداد خطوط الطول وخطوط العرض يذكرنا بقول الشاعر العربي:

سقوني وقالوا: لا تغن، ولو سقوا     جبال سليمى ما سقيت لغنت

أي والله، لو سُقيت جبال سليمى (ما سقينا لغنت..)

بين التحريم والتجريم والرفض والإدانة، تعصف المحنة بنفوس بريئة متفتحة للحياة والحب والأمل فتهوي بها في قرارة الموت؛ لأن الجرعة، جرعة الهوان، التي تحقن في تلك الأجساد الغضة أكبر من أن تطاق.

وبينما يلوك المثقفون صراعاتهم حول المصطلحات، أو يصطفون خلف الأقوياء مصفقين منددين، تتعمق المأساة وتنتشر، تنداح الدائرة من قطر إلى قطر، ومن ساحة إلى ساحة، دون أن يحاول أحد أن يقارب الساحة بعلم وخبرة، أو أن يتساءل بجدية وحيادية: لماذا؟!

لماذا؟ سؤال يجب أن يطرح بتجرد، وأن يجاب عليه بموضوعية تستقصى وتستقرى، لا بانتهازية تقطف من الأسباب ما يخدم مصلحتها، ويغطي على اللحظة في موقفها.

لماذا تترك الأم الفلسطينية أطفالها، وتنخرط في مستنقع الموت؟! وكيف تودع أخرى ولدها وتدعه يفلت من بين راحتيها إلى حيث تعلم أنه على هذه الأرض لا لقاء..؟! لماذا يموتون في فلسطين وفي العراق وفي الحجاز وفي مصر وفي أفغانستان وفي الشيشان..؟! ولنتوقف في هذه اللحظة عن الاعتبار القيمي ـ انتحار أو شهادة ـ لأن الغاية من هذه الإثارة اللفظية في قاموس الأقوياء هي الخدمة المستقبلية لأهداف سياسية لا تخفى. الغرض من إثارة الخلاف اللفظي انتزاع نبل القصد وشرف الغاية، من أولئك الذين يرفضون العيش لأنهم وُضعوا في ظروف جسدت قول الشاعر:

رب عيش أخف منه الحمام

قبل أن يضرب إعصار الهوان عالمنا، كلت ألسنة رجال السياسة ورجال الثقافة من التحذير من مثل هذا. كانوا من معرفتهم بشعوبهم ومن جسامة الغرم الذي سيفرض على هذه الشعوب يقدرون أن النتائج ستسير في الطريق الذي تسير الآن فيه.

ولكن الأقوياء المتغطرسين أصروا على المضي في مخططاتهم، واللامبالاة بتحذير الحكماء والناصحين فلا أدري لماذا نستغرب المخرجات إذا كنا جميعاً قد حذرنا من المدخلات؟!

إن رفضنا لجميع أشكال القتل العشوائي في حركة (التدمير الذاتي) التي ينخرط فيها شباب أفقدته الضغوط المتجاوزة لكل حدود السيطرة؛ ينبغي ألا تنسينا أن هؤلاء الشباب ضحايا وليسوا جلادين.. ضحايا سوط الجلادين، وصمت المتخاذلين. وأن المبادرة لإيجاد الحلول العملية لمأزق حشرنا المتغطرسون الدوليون والمحليون فيه، ينبغي أن تأخذ هذا في الحساب.

إن انحيازنا إلى صف الحياة لا يجوز أن يشغلنا عن ربط أجزاء المشهد عاليه وسافله لنميز بين الفاعل فيه والمنفعل به. وحين يجد المجرمون الجنائيون من يتلمس لهم الأعذار، ويعتبرهم ضحايا البيئة والظروف، فإن الوضع الذي نواجه بكل أبعاده ينبغي أن يثير فينا الشفقة لا النقمة.

* مدير مركز الشرق العربي

02 / 05 / 2005

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ