ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حتى لا تضيع 

سورية إلى الأبد....!

عبد الحميد حاج خضر*

إنه من دواعي الغبطة والصبر الجميل؛ أن تسكب الطبقة السياسية السورية، وخاصة المعارضة منها، على صفحات الصحف ومواقع الإنترنيت عصارة أفكارها قلقلاً وحيرة ورجماً بالغيب على مستقبل سورية (شعباً وحضارة ووطناً )، وهي ترى الوطن قد أصبح خربة ينعق بها بوم الطغيان، ويتوثب لافتراسه بن آوى العدوان. لقد جنحت المعارضة السورية، علمانية أو إسلامية، إلى الصلح والصبر الجميل تمني نفسها بأن يصلح الطغيان نفسه، ويرجع إلى صوت العقل والضمير؛ حتى إذا أخذ "الصبر الجميل" من بعض رموز المعارضة كل مأخذ، وبلغت القلوب الحناجر هلعاً وفزعاً، واستقر الرأي عندهم أن مسرحيات التغير ثلاث: آ- انقلاب عسكري يعيد سيرة سوريه الأولى بعد الاستقلال، وهذا لعمري ليس قسمة ضيزى، فلم تكن مساوئ فترة الانقلابات إلا غيظ من فيض مقارنة بما حل بالبلاد والعباد في كنف الطغيان وصمت القبور وحبور أباطرة الفساد. ب- العصيان المدني وتمرد الإنسان في كينونة الإنسان على العبودية وقوله (لا) بدون (ولكن)؛ رافعاً راية الحرية كما رفع الشعب الأكراني الراية البرتقالية. إن مقومات هذا العصيان متوفرة وأهمها: التردي الاقتصادي، فدخل العامل من المرتبة الأولى هو 6300 ليرة سورية في الشهر، أي أقل من 100 يورو، وهذا المبلغ يعادل أقل من نصف ثمن الحذاء الإنكليزي الذي يرتديه السيد الرئيس أو نائبه أو وزير داخليته أو خارجيته. أما الخدمات التي تقدمها الدولة للطبقات المسحوقة فأصبح الطب فيها بيطرة والدواء أعشاباً وخشاش الأرض، ومراجعة الدوائر الحكومية سلباً ونهباً، والمثول أمام دوائر "الأمن" ركراً وصفعاً وشتماً. أما الجندية فسخرة وإهانة وإذلالاً. ومع هذا وذاك فالنظام في سورية آمناً مستقراً سادراً في غيه وطغيانه ؟ ! . لعل من أسباب هذا "الاستقرار" أن الحياة العلمية والجامعية في كنف الطغيان أصبحت وهماً مستطيراً وجهلاً مستنيراً وسلعة كاسدة فاسدة. وربما أن 35000 من حملة الألقاب العلمية " الرفيعة " التي صدرها الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية نقلت ثقافة الخنوع والخضوع والفساد والرشوة يرفدها مثل هذا العدد من الضباط وأجهزت القمع التي تدربت هناك، أما أهل الاختصاص من جامعات الغرب الليبرالي فهم أهل الرأي والمشورة عند أهل السلطة في إيجاد ملاذ آمن للأموال المغتصبة في البنوك الغربية. لعل من الأسباب أيضاً أن المؤسسات الدينة مسيحية أو إسلامية، وهي الملاذ الأخير عرفاً وتاريخاً، باتت معابد اقتصادية Temple economy كما هو الحال عند الهنود والمجوس أو مكة المكرمة قبل البعثة النبوية؛ تؤول الطغيان وتقبض الأثمان، والخارج عليها أصولي ومارق عن الدين والملة، والغريب أن بعض أهل الحداثة كانوا وما زالوا يشاركون المؤسسة الدينية هذه المعاني "النفيسة" أو هم متدينون بهذا المعنى والمبنى وهم الذين قال الله تعالى عنهم ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ). التغير يحتاج إلى وعي عقلاني وتفاعل وجداني وسياسة حصيفة يجملها القرآن الكريم بالآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ ). كثيراً ما ’يستشهد بشطر هذه الآية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) و’يسكت عن الشطر الثاني (وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ ). إن دفع السوء يكون بتغير ما بالأنفس والرجوع إلى الله منبع القيم ومشكاة الخير. قيم الحرية والعدل التي تجعل من الجبان رجلاً ومن الرجل بطلاً ومن البطل أسطورة فيقدم المرء على قول الحق والصبر على المكروه، فهذا العز بن عبد السلام يقول لابنه وهو يجد الخطى إلى أمير المماليك ليزجره ويبين له طريق الصواب " يا بني لقد استشعرت عزة الله فرأيت الأمير كالقط ". لقد وقف بسمارك 1870يزرع الرعب في قلوب الفرنسيين يقول لهم " نحن (الألمان) لا نخشى إلا الله ولا نخشى غيره ". إن الوعي العقلاني والتفاعل الوجداني أولى خطوات التغير. ’سئل نهرو في الخمسينيات من القرن الماضي عن المجاعة التي ضربت الهند فقال " إن المجاعات في الهند كان أمراً طبيعياً؛ الجديد أن الهنود بدأوا يشعرون ويعون أن هناك مجاعات"، وكذلك الاستبداد والطغيان فهما قديمان قدم الإنسان على هذه الأرض: " اذهب إلى فرعون إنه طغى"، والتحرر منهما رهن بالوعي المضفي إلى العزيمة لمجابهتهما والتصدي لهما. لقد وقفت المعارضة السورية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تحذر الشعب السوري من مغبة الركون وممالأة السلطة المغتصبة لإرادة الأمة، كما فضحت مكرها وارتهانها وبينت ارتهانها بالجوهر وادعائها بالمظهر للهيمنة العالمية، وقد حذرت من الفساد والتردي الذي ستقود إليه سياسات السلطة، وأمامي أدبيات المعارضة السورية لو نقلتها للقارئ الكريم أو رجع إليها بنفسه لوجد أمامه صورة حية للمعانة التي يعيشها شعبنا اليوم بكل شرائحه، ولهذا أسمح لنفس القول: أن تردي الحياة المعيشية للشعب السوري سيكون كاريثياً بعد سنة واحدة من هذا التاريخ، وستهبط القوة الشرائية لكل شرائح الشعب إلى نصف ما هي عليه اليوم، ليتصور معنا عامل الفئة الأولى الذي يتقاضى اليوم 6300 ليرة سورية أن عليه العيش وعياله بمبلغ 3150 ليرة سورية فقط. هذه صورة المستقبل، وكل ماعدا ذلك هراء وسفسطة ورجم بالغيب.ج - البعض يقول كفاكم توصيفاً وتنظيراً إن التغير ضرورة والضرورات تبيح المعذورات والأمريكان قاب قوسين أو أدنى، فلم هذه المقالة المثالية الحالمة ( عدم الاستقواء بالأجنبي ) والأمريكان يبحثون عن "حلفاء" مثل علاوي وطلاباني والبرزاني والحكيم والجعفري ...الخ، ولما لم يجدوا في الطبقة السياسية السورية المعارضة من يتعاون معهم جعلوا من الغادري وبعض أصحاب الخصوصيات مطايا لهم، وإذا أزفت الساعة سيسيرون بهم إلى قصر الرئاسة في قاسيون !! أعجبكم أم لم يعجبكم. لهؤلاء الأخوة أقول لهم لو كان الأمريكان يريدون أن يجتثوا رؤوس الطغيان في سورية، ويتركوا الشعب يختار من يمثله بانتخابات عامة وحرة ونزيهة لما وجد من يذرف على رموز الطغيان وسدنة النظام دمعة واحدة أو يقرأ الفاتحة على أرواحهم، ولكن كما قال الشاعر: لا يغرنك ما ترى من رجال     فتحت الضلوع داءً دويا، ولتفصيل الأمر في هذا الشأن أقدم للقارئ الكريم بعض الأمثلة: نشرت صحيفة شترن Stern الألمانية في صيف عام 1982 قصة بوليسية أبطالها سفير سوريا في بون، أعتقد أنه السيد سليمان حداد، والسيد هلموت شميت H.Schmidt مستشار ألمانيا السابق والجنرال المتقاعد شيرر Scherer رئيس المخابرات العسكرية السابق. شكا السيد السفير إلى المستشار تعاظم "الإرهاب" في سورية وطلب المساعدة في هذا الشأن، فنصحه المستشار بالاتصال بالسيد شيرر، وطلب المساعدة في هذا الشأن، وحسب رواية المجلة أن السيد شرر قبل العرض وسافر إلى سورية والتقى في دمشق بالجنرال علي دوبا والجنرال محمد الخولي وقدم إليهم "نصائحه الثمنية". أهمها كيفية اختراق وزرع العملاء في صفوف المعارضة. الذي يهمنا في هذا الشأن أن الغرب وأجهزته الأمنية لا يتوانى من التعاون مع أعتى الديكتاتوريات في العام في سبيل مصالحه، لقد كان هذا العرض " السخي" في الوقت الذي يكتب سفراء الغرب، والسفير الألماني بشكل خاص، عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وأبسط قواعد العدل، ودماء أهل حماة لا تزال تنزف. في فبراير(شباط) عام 1990 كنت في زيارة رئيس تحرير جريدة (دوتشه الجمانيه زونتاك بلات) Deutsche Allgemeine Sonntagblatt وأثناء الحديث سألني رئيس تحرير المجلة. لماذا يتحرش الرئيس صدام حسين بالكويت ؟ فأجبته: الحقيقة ليس لدي أي معلومة أو فكرة عن هذا الشأن، فقال: المعلومات الواردة من هناك تشير أن الرجل ينوي غزو الكويت، ولكن العجيب أن الأمريكان لم يحركوا ساكناً، ولو وضعوا سفينتين حربيين في ميناء الكويت، وكتيبة مظلين لكانت كافية لردعه عن هذه المغامرة المدمرة، كما فعل عبد الناصر في عام 1960 عندما طالب عبد الكريم قاسم بضم الكويت، وأضاف: يبدوا لي أن الأمريكيين يريدون تدمير الدولة العراقية، ومع أن الرجل كان جاداً في كل كلمة قالها إلا أني لم أدرك الجدية في كلامه إلا بعد غزو الكويت. الآن وقد دمرت دولة العراق ثم دولة الصومال التي دعم الغرب والشرق طاغيتها، سياد بري، ولعقود، ثم دمرت دولة الكنغو وأصبحت دويلات طوائف لشركات الذهب والماس والنحاس. يمكننا أن نقارن وندرس ونستنبط أبعاد الكوارث التي تنتظرنا كشعوب وبشر خلقها الله لتعيش وأناط بها الأمانة والخلافة. أنّا التفت تبصر معاول الهدم والمكيدة والعالم سادر في أوهامه وأحلامه. اليوم يكفي لإقناع غالبية الشعوب الغربية بهذه السياسة المدمرة أن تذكرهم بالانفجار السكاني المزعوم وشح الطاقة المهوم- ليسلسوا القيادة أو يلوذوا بالصمت اللعين. الرؤساء والملوك وأهل الفساد روضوا أنفسهم على الصغار واكتفوا من الغنيمة وعوداً؛ أن لن تمسهم نار العولمة إذا حملوا المال الحرام الذي اغتصبوه إلى البنوك الأجنبية. لقد سألني أحد الزملاء مستفسراً: هل جاء دور سورية ونحن عنه غافلون ؟ لقد ’دعم النظام المستبد في سورية، كبقية الأنظمة المستبدة في العالم، ولعقود يفعل ما يريد- يعذب ويقتل وينتهك ويشرع الشر والعدوان. الغرب اليوم يثور على التوريث في توغو، وبالأمس أرسل (ميدوزا) شخصياً لتبارك التوريث في سوريه. لقد مات قبيلا في الكنغو وورثه قبيلا الابن، وإذا مات القذافي فسيرثه القذافي، وإذا مات مبارك فسيرثه مبارك إلى أن تأزف الساعة على هذه الدول، وينعق بوم الخراب في أطرافها عند ذلك ما من محيص. المصيبة أنهم، أي الطغاة، يعرفون ذلك ويدفعون بالتي هي أرذل، تنازلات وركوع وانبطاح. لو كانت أمريكا جادة في اخرج قوى "الأمن" والمخابرات السورية من لبنان لما أستصدرت القرار1559 من مجلس الأمن، وقانون معاقبة سورية من الكونغرس وصبرت شهور بل سنوات، واكتفت أن تحرك بعض قطعاتها البحرية في مقابل ميناء اللاذقية في الغرب، وتحركت بعض قطع المارينز في الشرق، كما فعلت تركيا في عام 1998 بما عرف بأزمة أوجلان حيث دفعت ببعض الفرق العسكرية على الحدود السورية، فحصلت على أوجلان، ومعاهدة أمنية، وأخرى تجارية، وتنازل ضمني عن لواء اسكندرون. يجب أن لا يفهم من هذا أننا ضد تسوية الخلافات وبؤر التوتر مع كل الدول العربية والإسلامية المجاورة وإقامة أفضل العلاقات معها لخدمة شعوب المنطقة، وكلها شعوب فقيرة مثلنا، بل كنا ضد سياسة خلق الخصومات والنزاع التي كانت سياسة معتمدة ومقصودة للنظام لصرف المواطن عن سياسات القهر والإذلال والسلب والنهب لرأس المال الوطني تناغماً مع سياسة الهيمنة الاقتصادية للدول الغربية. إن دولة سورية، وليس السلطة فالسلطة شأن لا يهمنا، تقف اليوم أمام حافة الهاوية؛ نتيجة لسياسة الطغيان والاستبداد مثلها كالعراق والصومال والكنغو قبيل سقوط الأنظمة المستبدة فيها، وتعنت أنظمتها القمعية التخلي عن السلطة ودعوة الشعب لانتخابات عامة حرة مباشرة. ليتذكر ضباط وجنود الجيش في سورية أن الإدارة الأمريكية أمرت بحل الجيش العراقي كمقدمة لا بد منها لتفكيك الدولة العراقية وتدميرها، كما بيعت أسلحته كخردة. إن سياسة أمريكا اتجاه الدولة والمجتمع في سورية، وليس السلطة، عدوانية مبرمجة تهدف إلى إنهاك وزرع القنوط واليأس في نفوس الناس عبر سياسة النظام نفسه التي تبدوا للوهلة الأولى "وطنية" وعبر بعض المقربين للسلطة في لبنان. أمريكا أوعزت لكل الدول العربية أن توقف الشرايين التي كانت تمد السلطة بالحياة، سياسية كانت أم مالية، كما أوصدت كل الأبواب أمام المناورات والتنازلات المغرية التي يقدمها النظام كل يوم بل تدفع به دفعاً إلى التشنجات والعنجهيات المصطنعة بانتظار ساعة الصفر التي تحددها درجة التردي والقنوط واليأس عند معظم شرائح الشعب والقبول بالدبابة الأمريكية أو غيرها وما أكثر الراكبين عندئذ. الكرة الآن في ملعب الطائفة العلوية التي غررت السلطة بها وزرعت بها أوهام وخرافة الاستهداف من قبل الغالبية، وجعلهتا شريكة لجرائم لم تقترفها من سلب ونهب لثروة البلاد. أمام الطائفة العلوية اليوم فرصة تاريخية ذهبية نادرة لو أحسن عقلاء الطائفة استغلالها لتمكنا جميعاً أن ننقذ سورية دولة ومجتماً وحضارة. إن الجيش لا يستطيع الحركة لأسباب مخابراتية ودولية، كما أن عصر الانقلابات العسكرية ولى، ولكن الجيش يستطيع أن يقوم بدور إيجابي حصيف عندما يحافظ، على الأقل، على دوره الأمني والحيادي- أثناء عملية التغير عندما تتحرك الفعاليات الشعبية كما حدث في أوكرانيا، ولكي تتحرك الفعاليات الشعبية في المدن الرئيسية على الأقل، دمشق حلب حمص حماة دير الزور السويداء ودرعا، لابد من تحرك الطائفة العلوية في اللاذقية وطرطوس وجبلة أولاً كعربون على تبرؤ الطائفة من الممارسات الاستبدادية التي ارتكبها النظام باسم الطائفة والحزب. لقد انتزع الشعب الأكرني حريته وكرامته وحافظ على دولته عبر الثورة البرتقالية السلمية. إن أمريكا تتربص بنا جميعاً وتريد تدمير دولتنا ومجتمعنا وتجعل منه فرقاً وشيعاً يضرب بعضه بعض، وكما أن الاستبداد لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا وأذل رجالنا واستباح حرماتنا وأفسد شبابنا فإن أمريكا ستسفك دمائنا وتشعل الفتنة العمياء فينا، ودفع الفينة من أولويات السياسة الشرعية. ولدفع الفتنة والحفاظ على الدولة والمجتمع لا بد من توضح القصد والهدف بدقة. إن القصد والهدف من التغير ليس الانتقام من ممن مارسوا الطغيان وأفسدوا الحرث والنسل بل إنقاذ الدولة والمجتمع من الاحتلال والتدمير ودفعيهما إلى التهلكة والاحتراب، كما حدث في الصومال والعراق، والإنقاذ يبدأ بإقامة انتخابات عامة وحرة ونزيهة تعطي لكل ذي حق حقه وتضفي إلى مجلس نيابي يكون صاحب الولاية ومعبراً عن إرادة الشعب، لتنبثق عنه سلطة تنفيذية تمارس مهامها تحت رقابة ومحاسبة المجلس النيابي والسلطات القضائية المستقلة والصحافة الحرة. يجب أن تعترف الطبقة السياسية في سورية بتقصيرها في إجلاء وتوضيح الإجراءات واجبة التنفيذ للشعب لتتم العملية الانتخابية مستوفية للشروط والمعاير الدولية لتكون شرعية ومحترمة من الجميع، فالانتخابات العامة والحرة هي الكيل والميزان ولا يستقيم البيع إلا إذا استقام الكيل والميزان. لقد قدمت الانتخابات في العراق ومن قبل في أوكرانيا الدليل الحسي عل أهمية العملية الانتخابية في صناعة الشرعية، ففي كلتا الحالتين كان التزوير والتلفيق يساوي الاغتصاب وأفقد وسيفقد السلطة التنفيذية المنبثقة عنها الشرعية والاحترام الضرورتين؛ لهذا أهيب بالزملاء من أهل الاختصاص والدراية أن يدلوا بدلوهم ويبينوا أفضل السبل والآليات العملية والمفترضة ليجعلوا من العملية الانتخابية وكأنها واقع حسي بصائري مشهود للعامة والخاصة. في هذا الصدد كتبت، منذ بضعة أشهر، بحثاً حول الانتخابات العامة نشر على صفحات القدس العربي في قسم (مذكرات وكتب) كما نشر البحث على موقع الإنترنيت لمركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، وسوف أعيد الكرة، وبمزيد من التخصيص والتفصيل، إن شاء الله. ليس مهمتنا إعادة اختراع العجلة بل حصافة استعمالها وحسن استخدامها، فالجدل حول العموميات لن ينتهي الاستبداد والبديل الحسي خطوة على طريق الحرية والعدل السياسي والاجتماعي.

* باحث في الفقه السياسي الإسلامي المعاصر / ألمانيا – بوخوم

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ