ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/04/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


إجابات خاصة

ومرحبا  يا صباح

سلمى السهروردي

الشكر لكل من تفاعل مع ما كتبت فكتب إلي مشجعاً أو مثبطاً. الشكر لكل من دفعته كلماتي إلى أن يكتب إلي بغض النظر عما كتب. الشكر إلى الذين كتبوا من سورية ومن مصر ومن ليبية والعربية السعودية والأردن وكندا والولايات المتحدة..

والشكر الخاص إلى مواطني الهم العام الأوفياء الذين أرسلوا الدعوة إلي لأشاركهم مؤتمراً وطنياً في باريس. وأعتذر لأنني عندما قدمت نفسي قلت بأنني (لست منفية ولا مع ولا ضد). موقع أختاره وأحب أن أثبت عليه.

وبالمناسبة أعيد ضبط (غير منفية) فأقول إنه بالمفردة الفوقية وليس بالمثناة كما قرأها بعض الأفاضل، فأرسل يستفهم عن معنى غير (منقبة) وأنا فعلاً غير (منقبة) لا من النقاب ولا من النقابة.

كما أحب أن أوضح للذي أرسل إلي من الشام يرى (مقالي عذباً وفارغاً) ليحدثني عن الثورات السلمية في التاريخ، ونسب إلي ـ بعد أن قرأ مقالي دعوة إلى تحييد الدبابة مرتين ـ أنني أدعو إلى استعمال الدبابة للتغيير، أنني لم أدع قط إلى استخدام الدبابة، وإنما إلى تجريم من يستخدمها. واعتبرت الاستحواذ على الدبابة المشتركة الجريمة الأكبر، وطالبت بتحييدها لتوظيفها في خندقها المناسب.

أشكره، وأتمنى على الموقع الذي نشر رده أن يبادر إلى نشر الأصل المردود عليه، إن كنا فعلاً (كلنا شركاء)، لأنني بادرت إلى إرسال مقالين إلى هذا الموقع من قبل فلم ينشر منهما شيء، ففهمت أن المقصود بالعنوان (كلهم شركاء) وهم كذلك، أما أن ينشر رد على مقال، دون نشر المقال الأولي فهذا ليس من أصول العمل الصحفي، ولو كنت أملك موقعاً، أو قادرة على تغطية نفقات موقع لما احتجت للآخرين لنشر مقالاتي، وبالمناسبة فإنني مدينة بشكر واف لكل المواقع التي بادرت إلى نشر هذه المقالات. وأعتذر للسيد المذكور الذي لم يفهم قصدي لأن قدراتي البيانية لم تسعفني لأوصل إليه الرسالة التي أريد.

أما الاعترضات الأقسى، فهي تلك التي جاءت من الذين اتهموا (السهروردية) بالانغلاق أو الفئوية أو التعصب، ومن هؤلاء استجير بصالح العلي وبدوي الجبل ومنير الأحمد لأرفع عقيرتي مستعيدة صباحات الشام الجميلة مع صوته كل صباح ينادي: مرحباً يا صباح.

الانتقادات القاسية التي وصلتني عبر بريدي الالكتروني كانت في جملتها اتهامية ظالمة على مذهب من ضرب وبكى وسبق واشتكى.

عندما أشرت في مقالي الذي طالبت فيه الرئيس شيراك بالاعتذار إلى شعب لبنان وشعب سورية، وإلى الأكثرية المدنية منهما بشكل خاص لدور فرنسا في تسليط مجموعة من الجبليين على الشعب السوري لتمعن في إذلاله، لم أشر أبداً إلى معنى طائفي ولم أرده. (فالجبلية) و(البداوة) طوران حضاريان في تكوين الشعوب لهما خصائصهما الانثروبولوجية التي لا يجاحد فيها إلا غر ساذج.

عندما تسمع القرآن الكريم يقرر (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله..) لا تستطيع أن تزعم أن في القرآن الكريم نزعة معادية للعروبة وهو الذي تمدح بعربية نصه في أكثر من مقام.

وحين تقرأ لابن خلدون (أن البداوة مناقضة للعمران) ستكون ساذجاً حين تنضم إلى أولئك الذي اتهموا ابن خلدون بالشعوبية وكره العرب دون شك. في ضوء هذا، أو بعضه يمكن أن يفهم ما كتبت عن الجبليين الذي صنعوا للشام كل هذا الذل وكل هذا الفقر.

وقبل أن آوي إلى الظل الذي اخترت في هذا العنوان، أقول للذين كتبوا يقرعونني ويستنكرون علي، ويهزؤون من (مدنيتي) المزعومة، ليس من موقع التحدي، وإنما من موقع المواطن المسؤول الذي يسعى أن يدرك ملامح الواقع الوطني المعقد ليتلمس الحلول الناجعة، بعيداً عن الدبابة وطرائق تعاطيها أولاً، وبعيداً عن الجلاد والسوط والدولاب وخشبة الصلب ثانياً، وبعيداً عن الإملاءات الخارجية ثالثاً. أقول لهؤلاء، وأنا أؤكد على ضرورة أن ينساب المواطنون في مواقع الدولة ومفاصلها بعفوية وتلقائية، وأشجب سلفاً أي دعوة للدولة الطائفية، وللهرمية الطائفية: هل تمتلكون الجرأة على أن تعلنوا على الملء التوزيع الفئوي أو الطائفي في قطرنا السوري في المواقع التالية:

1ـ الضباط القادة في الجيش والقوات المسلحة.

2ـ رؤساء ومدراء الأجهزة الأمنية ومعاونيهم.

3ـ ضباط الصف في الجيش والقوات المسلحة.

4ـ طلاب ضباط الكليات والمدارس العسكرية.

5ـ السفراء والعاملون في السلك الديبلوماسي.

6ـ المكونات الاجتماعية للحائزين على البعثات التعليمية.

7ـ أساتذة الجامعات.

8ـ مدراء الإدارات العامة.

9ـ مسؤولو مؤسسات القطاع العام الاقتصادية.

10ـ المسؤولون في الأجهزة والإدارات الإعلامية.

لا أظن أن الرقم يمكن أن يكذب لنا أو عليكم، وإذا أحالكم الرقم إلى مشكلة حقيقية يتهامس بها الناس من حولكم، فالحق يقتضي أن تبادروا إلى علاجها.

ثم تأكيداً على الحقيقة السهروردية أتساءل عن أولئك الذين اعتدوا على أحمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل) فأوسعوه ضرباً حتى نقل إلى المستشفى بين الحياة والموت لأنه أنشدهم يوم أثبتوا براعتهم في الفرار عن الجولان:

رمل سيناء قبرنا المحفور     وعلى القبر منكر ونكير

والتي قال فيها للجبليين أكثر مما قلت..

قبرنا المحفور

وعلـى القبـر منكـر ونكيـر

رمـل سينـاء قبـرنـا المحفـور

فغاب الضحى وغـار الزئيـر

كبرياء الصحـراء مرغهـا الـذل

هارب فـي رمالهـا  وأسيـر

لا شهيد يرضي الصحارى،  وجلى

لأَعاديـك كـل مـا  تستعيـر

أيهـا المستعـيـر ألـف عـتـاد

وعبء على الوغى  المذعـور

هدك الذعر لا الحـديد ولا    النار

حيـاء  من الغـرور الغـرور

أغرور على الفـرار؟! لقـد  ذاب

حماها ـ     خورنق وسديـر !

القلاع المحصنـات ـ إذا  الجبـن

(فريـق) أهوالهـا و (مشيـر)

لم يعان الوغى (لواء) ولا  عـانى

فيهـا قـرُّ الوغـى والهجيـر

رتب صنعة الدواوين..  ما  شارك

وفي عشـه البغـاث  يطيــر

وتطيـر النسور في زحمة النجـم،

وبكـى للفرار جيـش جسـور

جَـبُـنَ القـادة الكبــار وفـروا

لقـد ضمـت النسـاء الخـدورُ !

تركوه فوضى إلى الـدور، فيحاء،

الأصفاد، فالحُكْمُ وحده المكسـور

هُزِم الحاكمـون، والشعـب   في

عليهـم، ولا انتخـى الجمهـور

هُزِم الحاكمون، لم يحزن  الشعب

يلقــى الـردى ولا  يستجيـر !

يستجيـرون ! والكريم لدى الغمرة

ألح الصـدى وغـاض النميـر

لا تسل عن نميرها غوطـةَ الشام

الظلم تنـأى.. ولا تقيـم العطور

وانس عطـر الشآم، حيـث يقيـم

فجفوني عـن الضيـاء ستـور

أطبقوا.. لا ترى الضيـاء جفوني

والشمس و الضحـى و البـدور

بعض حريتي السماوات والأنجـم

والـراح و الشـذا   و الحبـور

بعض حريتـي الملائـك والجنـة

ومنـه المكشـوف  و المستـور

بعض حريتـي الجمـال الإلهـي

بنـور الإلهـام،   و  التفـكيـر

بعض حريتـي ويكتحـل العقـل

لمحرابهـا،   ونحـن النـذور

بعض حريتـي، ونحن القرابيـن

ومن رقـة النسيـم حـريـر

بعض حريتي، من الصبح أطياب

علينـا ويعشـق  الديجــور

ثم أملى الطغاة أن يبغض  النـور

لمـا نـالنـا العـدو المغيـر

نحن أسرى، ولو شَمَسْنا على القيد

وعبـرنا وما استحال العبـور

لاقتحمنـا  علـى الغـزاة لهيبـاً

ريـاح هبـت ونحـن ثبيـر

سألوني عـن الغـزاة فجاوبـت:

رمـال تسفى ونحن  الصخور

سألوني عـن الغـزاة فجاوبـت:

ليال تمضـي  ونحن الدهـور!

سألوني عـن الغـزاة فجاوبـت:

مكـان مـن  أهلـه مهجـور

هل درت عدن أن مسجدها الأقصى

وبـيـت مـقـدس معـمـور ؟

أين مسرى البراق، والقدس والمهد

ويـزار المبكى ويتلى الزبـور

لـم يرتـل قـرآن أحمـد  فيـه

تتشـاكى آياتـه و   السطـور

طوي المصحف الكريم، وراحـت

أين...  أين الرشيد والمنصـور !

تستبى المـدن والقـرى هاتفـات

حفـص بديـد مضيـع مغمـور

يـا لـذل الإسـلام. إرث  أبـي

نعـمـى،  ولا الأذان  جهـيـر

يا لذل الإسلام: لا الجمعة الزهراء

وويـل لأهـلـها وثـبـــور

كـل دنيـا للمسلميـن مناحـات

مشهـد المرتضى ودك  الطـور

لبسـت مكـة السـواد، وابكـت

إلى المسجـد الحزيـن يـطيـر

هل درى جعفر؟ فـرف جناحـاه

سدرة المنتهـى وظـل طهــور

ناجت المسجد الطهـور  وحنـت

من يضم الغريب أو من يــزور

أين قبر الحسين ؟(1) قبر غريب !

وأيـن التهـليـل    والتكبيــر ؟

أين آي القرآن تتلى على الجمـع

عطـر وضـوأ الكـون نــور

أين آي الإنجيل ؟ فاح من الإنجيل

مهد عيسى يشكو ويشكو البخـور

أين روما ؟ وجـَلَّ حَبْـرٌ برومـا

وحبيب إلـى الأسيـر الأسيـر

النصـارى و المسلمـون أسـارى

جـراح كمـا يضـوع العبيـر

صلب الروح مرتيـن الطواغيـتُ !

هتكـت أرضـه فأين  الغَيـور

يا لـذل الإسـلام والقـدس نهـب

ويضـم الأمجـاد يـوم قصيـر

قد تطـول الأعمار لا مجـد فيهـا

والركـن والصفـا لـي عذيـر

من عذولي على الدموع؟ وفي المروة

بقـلبـي وأن يـلـم الحُبــور

وحـرامٌ علـي أن ينـزل البشـر

وهفت للثـرى الحبيـب ثغـور

كحلت بالثـرى الخضيـب جفـون

ولكنهـا تـشـق   الصــدور

لا تشق الجيـوب في  محنة القـدس

ويبكي الشـذا وتبكـي الطيـور

حبست أدمع الأبـاة  مـن الخـوف

ومسائـي مع الأسـى والبكـور

أنـا حزن شخص  يـروح ويغـدو

سائل مثقـل الخطـى مقـهـور

أنـا حزن يمـر  فـي كـل بـاب

وتعالت على شقائـي  القصـور

طردتني الأكواخ،   والبؤس قربـى

أسمـال فـقـري  الزمهـريـر

يحتويني الهجير حيناً،  ولا يرحـم

في دروبـي أسيـر ثـم أسيـر

وعلى الجوع والضنى  والرزايــا

نقلتنـي إلى الشعـوب البحـور

نقلتني الصحراء حيناً..   وحينــاً

ويومـي سَمـْحُ الغَمـام مطيـر

حامـلاً محنتـي أجـرر  أقدامـي

كـل دنيـا وشـرها مستطيـر

حامـلاً محنتـي أوزعهـا  فــي

فهديـر البركـان  والتدمـيـر

محنتـي الغيـث إن أرادوا    وإلا

وجـوه عنـي وتغلــق  دور !

حامـلاً محنـة الخيـام،  فَتـَزْوَرُّ

في الزوايا وكسـرة  وحصيـر

الخيـام الممـزقـات..        وأمّ

ويلهـو بالرمـل طفـل صغيـر

وفتـاة أذلـهـا العـري والجـوع

خجل القصر والفراش الوثيــر

كلمـا أن فــي الخيـام   شريـد

ورئيـس مسيـطـر و  وزيـر

خجـل الحاكمـون شرقـاً وغربـاً

ولا تـوبـةٌ ولا        تكفيـر

هيئـة(2) للشعوب تمعن في الذنـب

ومن القـوم غُيَّـبٌ و حضـور

شـارك القـوم كلهـم فـي أذانـا

ومنـها التغريـب والتهجـيـر

مـن قوانينهـا المـداراة للظلــم

منــا ويـوأد     الدستــور

ويقام الدستور، أضحوكة  الساخـر

بالمنايا الشعـوب علـم حقيـر

كل علـم يغـزو النجـوم ويغـزو

يتهـادى وبعـضـهـم  نذيـر

والحضـارات بعضهـن  بشيــر

حمـدت ربهـا ونعمـى كفـور

نعميات الشعوب شتى،     فنعمـى

الحقد عليه، وفي النفوس  السعير

لن يعيش الغـازي وفـي الأنفـس

وصغيـر لذبحـه وكبيــــر

يحرق المـدن، والعـذارى سبايـا

وشتـم الأعـراض و التشهيـر

دينـه  الحـرق والإبـادة والحقـد

حتــى ليفـزع التـصـويـر

صورتـه التوراة بالفتـك  والتدمير

والمجلّي هـو الشجاع الصبـور

من طبـاع الحـروب كـرٌّ  وفـرٌّ

علمي فـي غـد هـو المنشـور

ليـس يبنـى الفجـاءات فتـــح

ويقوم الموتـى وتمشـي القبـور

تنتخـي للوغـى سيـوف معــد

ـ عند حقدي ـ ولا دمي مهدور

عربـي      فـلا حمـاي مبـاح

كاد يقضي من حزنه  المأسـور

نحن أسـرى،  وحين ضيمَ حمانـا

و من الحكـم كـل فـرد أميـر

كـل فـرد مـن الـرعيـة عبـد

والدائـرات كـيـف تـــدور

ومـع الأسر نحن نستشرف الأفلاك

موتـى علــى الدروب تسيـر

نحن موتى ! وشر ما ابتدع الطغيان

والبيـوت المزوَّقـات قبـــور

نحن موتى !  وإن غدونـا ورحنـا

مستريباً: متـى يكـون النشـور

نحن موتى !  يسـر جـار لجـارٍ

ويبقـى لنـا العُلـى و الضميـر

بقيت سبة الزمـان على  الطاغـي

هـل يَصِـحُّ المعـذب الموتـور

سألوا عن ضناي،  محـض تشـف

أن تلعـن العصـور  العصـور ؟

أمن العدل  أيهـا الشاتـم التاريـخ

أن يشتـم الكبيــر الصغيــر

أمن النبـل  أيهـا الشاتـم الآبـاء

فالـذي أبدع الغصـون الجـذور

وإذا رفـت الغصـون  اخضـراراً

وزهــو ومنـبـر  وسـريـر

اشتراكيـة ؟! وكنـز مـن  الـدر

والظـلـم والخنـا و الفـجـور

اشتراكيـة تعاليمـهـا:   الإثـراء

صـف جنـد له ودَوّى  نفيــر

اشتراكيـة ! فـإن مـرّ    طـاغ

فـي زهـوه   ولا   أزدشـيـر

كل وغد مصعـر الخـد لا سابـور

إذا أنَّ أو  شـكـا   المقهــور

يغضـب القاهـر المسلـح بالنـار

شأنـهـن التعقيـد والتعسـيـر

ينكـر الطبـع   فلسفـات عقـول

ليـس فينـا مستأجـر و أجيـر

كــل شـيء متـمــم لســواه

فيهـا التسهيـل و  التيسـيــر

بارك الله فـي الحنيفيـة السمحـاء

منـه المسـمـوع والمنظــور

ورقيـب على الخيال.. فهل  يسلـم

وكفـى أن يـلفـق التـقـريـر

عازف عن حقائـق الأمـر  لؤمـاً

بالجواسيـس زائـر ومــزور

فيجافـي أخ أخـاه        ويشقـى

الأمانـي وللخطيـر   الخطيـر

لصغار النفوس كانـت  صغيـرات

صعـاب، ويكـثـر التزويــر

يندُرُ المجد، والدروب إلـى المجـد

ولا بـدع فالنفـيـس عسيــر

علمـوا أنـه عسـيـر  فهـابـوه

جبـن فاضـح و مجـد عَثـور

محنة الحاكميـن جهـل  ودعـوى

جنـون النعـيـم والتبـذيــر

نهبوا الشعب، واستباح حمى المـال

حاكـم مترف وشعـب فقيــر

كيف يغشى الوغـى ويظفـر فيهـا

عليـم بـمـا أرادوا  خبيــر

مزقوه، ولن يمزق الشعب،  فالشعب

على الشعـب حـده مشهــور

حكمـوه بالنـار فالسيـف مصقول

فاتحيـها وحـاكـم  مأجــور

محنـة العُـرْبِ أُمَّـةٌ لـم تهـادن

بـاراهــم و  لا    تيمــور

هتكـوا حرمة المساجد لا  جنكيـر

فشِلْـوٌ يعلـو    وشِلْـوٌ يغـور

قحموهـا علـى المصليـن بالنـار

ويبدو علـى الوجـوه السـرور

أمعنوا فـي مصاحـف الله تمزيقـاً

وديسـت مناكـب و صــدور

فقئـت أعيـن المصـليـن تعذيبـاً

فسجـانـها عنيـف مـريــر

ثم سيقوا إلى السجون،    ولا تسأل،

وتأبـى دموعـهـم و  الزفيـر

يشبع السـوط من لحـوم الضحايـا

دام،  ممــزق،  معـصــور

مؤمـن بيـن آلتيـن مـن الفـولاذ

عطر وفـي الأساريـر نــور

هتفوا باسـم أحمـد فعلى الأصوات

نعمـى وجـنـة و حـريــر

هتفوا باسم أحمـد  فالسياط الحمـر

وطرف الطاغي كليـل حسيـر

طرف أتباع أحمـد في  السمـاوات

وانتقام مـن عـادل  لا يجـور

عبـرة للطغـاة مصـرع   طـاغ

مُـدِل بجـنـده   مخـمــور

المصلـون في حمـى الله يُرديهـم

أمـوي مُعـَرِّقٌ   منـصــور

جامـع شاده علـى النـور فحـل

طيـور ولا استبيحـت  وكـور

لم ترع فيه قبـل حكـم الطواغيـت

شِلْـوٌ دام وعـظـم  كسيــر

مطلق النار فيه، في الجمعة الزهراء

حتـى استجـار من لا  يجيـر(3)

والذي عذب الأبـاة رأى التعذيـب

فزحف على الثـرى لا  مسيـر

قدمـاه لـم تحمـلاه إلـى المـوت

لـرداه،      محطـم مجـرور

وخزتـه الحـراب وهـو مسـوق

وأين الحـاني وأيـن  النصيـر؟

ويجيل العينين فـي إخـوة الحكـم

يصـدر الـرأيُ منـه والتدبيـر

كـل فـرد منهـم  لقتـل أخيــه

منهم والعشيـرَ فيهـم عشيــرُ

وغـداً يذبـح الرفيـقَ رفيـــقٌ

ويعض العقـورَ كلـب  عقـورٌ

يأكل الذئب، حين يردى، أخــوه

لن يفيـد التهويـل والتغـريـر

ارجعـوا للشعـوب يـا حاكميهـا

وجـدت بعـد الأمـور أمـور

صارحوها..  فقـد تبدلـت الدنيـا

وسبـاب مكــرر مسعــور

لا يقـود الشعـوب ظلـم وفقــر

أم هــل تقـيـأ   السكيــر؟!

والإذاعات! هل تخلعـت  العاهـر؟

ضجـيـج مـزور و هـديـر

صارحوها.. ولا يُغَطِّ علـى الصدق

فيوم الحسـاب يـوم عسيــر

واتقوا ساعـة الحسـاب إذا دقـت

حاكـم ظالـم وشعب  صبـور

يقـف المتهمـان وجهـاً لـوجـه

الأيام ـ يومان: أول و أخـيـر

كـل حُكْـم لـه ـ وإن طـالـت

كل شعب ـ مهما استكان ـ قدير

كل طاغ ـ مهما استبد ـ  ضعيف

للشعب، فهو القدير وهو الغفـور

وهــب الله بعــض  أسمائــه

لملـوم فـي نصحكـم معـذور!

يبغض الظلـم ناصحيـه،   وإنـي

شـفَّ قلبـي كما يشف الغديـر

يشهـد الله مـا بقلبـي  حقـــد

أدمعي رحمة وشعـري شعـور

وجراحي ينطفـن شهـداً وعطـراً

غنيت فهـو المدلـه المخمـور

يرشف النـور مـن بيانـي فـإن

لـم ينلهـا التبديـل والتغيـيـر

وطباعي ـ على ازدحام الزرايا ـ

فاح من سجدتي الهدى و العبيـر

مسلم..    كلمـا سجـدت  لربـي

ـ كعهود الصبا ـ بريء غريـر

ومـع الشيـب والكهـولة قلبــي

فحلمـي هـان وجفنـي  قريـر!

لـي حريتـي وإيمانـي السمــح

في غـد أيـنـا هـو المدحـور !

لـم أهادن ظلمـاً وتدري الليالـي

 

أي سوري يشعر بصميم الانتماء إلى بلده، لا يضع ديوان البدوي

الذي عشق سورية سهلاً وجبلاً تحت وسادته ليعود إليه كلما ضاق به رحب الحياة.

ثم دعوني سادتي من الحديث عن البدوي الجبلي الذي كان اللؤلؤ بصلابته ولطافته وشفافيته.

من يخبرنا عن مصير (منير الأحمد) ذلك الصداح الذي ملأ فضاءات الشام رحابة مع كل صباح: (مرحباً يا صباح) يعاقر صوت فيروز المخملي تنادي:

شآم أهلوك أحبابي وموعدنا     أواخر الصيف آن الكرم يعتصر

فأي كرم عصرت تلك اليد الأثيمة لمنير الأحمد ولفيروز ولسعيد عقل ونحن نواري وجوهنا كلما سمعنا (عقلياً) ينادي: (سورية أوت).

صورة اليد الوحشية التي دنست الكرم والكأس وقتلت الناطور نقلتني إلى (كلستان) الشيرازي وهو يتساءل: أي قبلة تنتظر عروس من الإسكافي الذي تعود أن يشد جلد الحذاء بين شفتيه. أو أي أساريع ظبي لذاك الذي كان (يُبرى بظفره القلم)؟!

كان صالح العلي وأحمد سليمان الأحمد ومنير الأحمد كما كل الشرفاء والأحرار أكبر من كل الانتماءات الصغيرة فانتموا إلى فضاءات الوطن وصباحاته، كما نريد اليوم من الكل وللكل أن يكون.

وإلى لقاء قريب...

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها



(1) الحسين بن علي زعيم الثورة العربية مدفون في جوار الأقصى.

(2) هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن نكبة فلسطين.

(3) الطاغية الذي يقترف الآثام انتهى به الأمر إلى أن يحاكم ويقتل.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ