ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/12/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


وحدات الأمن تجبر الشباب المسلم

على القتال المسلح

خالد الأحمد*

نحن الآن في العام (1975م) ، مروان حديد مازال مختفياً ، وقد حاولت السلطة قتله بعد أحداث الدستور (1973م) ، ومازال التدريب قائماً على قدم وساق في صفوف الطليعة المقاتلة ، واستطاع الأمن القومي في حماة بقيادة الرائد ( محمد غـرة ) القبض على شابين مسلحين في بساتين حماة ، أحدهما من آل ( عصفور ) والثاني من آل ( زلف ) ، فاعتقلهما ومارس عليهما أشـد أنواع التعذيب ليكشـف عن طريق استجوابهم عناصر أخرى من الطليعة المقاتلة ، ثم استشهد هذان الأخوان تحت التعذيب ( عصفور ) و (زلف ) يرحمهما الله .

ومن غبـاء الرائد محمد غـرة مدير الأمن القومي أن سـلم جثتيهما إلى أهلهما ، وشوهدت الكدمات الزرقاء واضحة جداً على صدريهما ورأسيهما ، وشاع الخبر بين أهالي حماة أن هذين الشابين ماتا تحت التعذيب . ـ  وقد استفاد النظام من هذا الخطأ فيما بعد ، فقتل زهاء خمسة عشر ألفاً من الأخوة في سجن تدمر ، ولم يسلم جثثهم لذويهم ، بل لم يعترف بقتلهم حتى اليوم ، خوفاً من نقمة شعبية عارمة ـ .

ومن البدهي أن لهذين الشابين ( عصفور وزلف )  رفاق ، مسلحون مثلهم ، وقد تدربوا لقتال النظام ، وهم شباب الطليعة الذين أعدهم مروان حديد ، فماذا يفعل هؤلاء ؟ هل يسلمون أنفسهم للأمن القومي إذا طلبهم !!؟؟ ، هل اعترف عليهم هذان الشهيدان قبل أن يموتا تحت التعذيب !!؟ هل أسـماؤهم الآن بين يـدي الأمن القومي ، ينتظر الفرصـة السـانحة لينقض عليهم !؟

وناقش هؤلاء الشباب أنفسهم ، وتداولوا الأمر مرات عديدة ، ماذا لو قبض عليهم الأمن القومي !؟

أليس مصيرهم مقرراً سلفاً ، وهو الموت تحت التعذيب كما مات ( عصفور ، وزلف ) !!؟ وأيهما أكرم للإنسان أن يموت تحت التعذيب بكدمات الحذاء العسكري ، أو كابلات الحديد ، أم يموت بالرصاص في الشارع !!؟ وعرفوا أن الموت بالرصاص أسهل بكثير من الموت تحت التعذيب ، وتأكد لهم أن الموت هو النتيجة المؤكدة لهم ، فتذكروا قول الشاعر :

       إذا لم يكن للموت بـد       فمن العجز أن تموت جبانا

وفضلوا الموت بالرصاص في ميدان المعركة ؛ على الموت تحت التعذيب ، واتخذوا قراراً يقضي بعدم تسليم أنفسهم ، بل الاشتباك مع الدورية التي تأتي للقبض عليهم ، وبدأت المعركة . لقد أجبرهم الأمن القومي على القتال ، وصرنا نسمع عن معركة في حي كذا بحماة ، قتل فيها بضعة عناصر من الأمن ، واستشهد فيها عنصر من الطليعة ، بعد أن قاتل الدورية حتى نفذت ذخيرته ، ثم هجم عليهم بالقنابل اليدوية ، وجهاً لوجـه ، حتى نال الشهادة .

وفي عام 1982:

وفي مأساة حماة الكبرى عام 1982م ، عرفت السلطة أن (200 ـ 300 ) مقاتل في مدينة حماة ، فأرادت أن تقتلهم جميعاً ، فطوقت حماة كلها بثلاثة أطواق من الجيش والوحدات الخاصة ، وسرايا الدفاع .

وصارت السلطة تفجر كل عمارة تشتبه أن فيها قاعدة للمجاهدين ، كانت السلطة تنادي بمكبرات الصوت على سكان العمارة ليخرجوا منها ، ثم تضع الألغام داخل العمارة ، وتفجرها بكاملها . وكان المجاهدون في العمارة يموتون تحت الأنقاض .

وتبين للمجاهدين أن مصيرهم الموت المحقق خلال أيام معدودة ، ولم تبق أي فرصة للنجاة ، فقرر الأخ ( أبو بكر ) قائد المجاهدين يومذاك ، الخروج إلى الشوارع ومنازلة قوات النظام من وحدات خاصة وسرايا دفاع والجيش العقائدي . وفضلوا الموت في الشوارع على الموت تحت الأنقاض . واقتنعوا أن الموت بالرصاص أسهل أنواع الموت .

وفي الساعة الثالثة قبيل الفجر ، يوم (2) شباط (1982)  كانت كتيبة من الوحدات الخاصة تتجـه إلى حـي البارودية حيث القاعدة التي يسكن فيها أبو بكر ، بعد اكتشافها من قبل الوحدات الخاصة ، حيث سـمع أبو بكر مكالمة لاسلكية بين قادة الكتيبة ، فهم منها أنهم يتجهون إلى العمارة التي يوجد فيها ، عندئذ أعطى أوامره للمجاهدين بالخروج من مخابئهم والاشتباك مع العدو .

وتم ذلك ، وقتل من الوحدات والجيش أعداد كبيرة وصلت الآلاف ، وقتل جميع المجاهدين تقريباً ، وقتل النظام قرابة ثلاثين ألفاً من أهالي حماة معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ . واعتقل ألوفاً منهم مازالوا حتى اليوم في عداد المفقودين .

وهكذا اتضح أنه في كل مـرة كانت وحدات الأمن تضع شباب الطليعة في خانة الموت المحقق فقط ، ولذلك فضل هؤلاء الشباب الموت بالرصاص على الموت شنقاً أو بكدمات الحذاء العسكري ، أو الموت خنقاً تحت ركام العمارة .

نسأل الله أن يتقبل الشباب المسلم شهداء لأن نياتهم صالحة

وأن لايعود إلى سوريا بـلاء مثل ذلك البلاء ، وأن تعود سوريا آمنة مطمئنة ، لكل أبنائها ، دون استقصاء أو إلغاء ، وأن يسود الحق والعدل والمساواة في ربوع سوريا ، والله على كل شيء قدير .

* كاتب سوري في المنفى 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ