ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 02/06/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة مباشرة إلى مسؤول أمني

محمد منصور/ دمشق

سيدي المسؤول الأمني:

اسمح لي أن أخاطبك مباشرة وعلانية وبلا وسطاء.. أما لماذا علانية، فلسببين.. الأول: لأن مخاطبتك سراً تعني أنني أريد أن أتحول إلى واحد من كتاب التقارير الكثر الذين يعملون لديك، (والذين ما زالوا يمارسون نشاطهم حتى هذه اللحظة بحماس مخجل، وبعضهم يجلس على كراسي المديرين  العامين وفي مؤسسات إعلامية) وهذا أمر لا أحب أن يسجل في تاريخي الشخصي حتى لو كان خدمة لوجه الله والوطن!!

والثاني: لأن ما أكتبه هو تفكير بصوت عال، وليس مؤامرة أو دسيسة ضد أحد.

أما لماذا اخترت أن أخاطبك بـ (سيدي) فلأنني لست من الذين يرفعون الكلفة مع غير الأصدقاء، وآمل إن لم تكن هناك صداقة بيننا.. ألا تكون هناك عداوة بعد نشر هذه الرسالة.

سيدي المسؤول الأمني في كل الفروع التي أحفظ اسمها أو لا أحفظه..

أنا لا أشعر تجاهك بثأر شخصي، ورغم أن سؤالكم عني في السنوات الأخيرة، جراء بعض المقالات التي كتبتها، أو بعض التقارير التي كتبت بحقي من مخبري الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تحديداً،  كان يزعجني ويربكني أحياناً، إلا أنني لم أشعر يوما أنك العدو الذي ينغص عيشي ويستهدفني لذاتي، ربما لأنه لم تكن لي صلة مباشرة بالسياسة، ولم أشعر يوما - ولن أشعر بالتأكيد-  بأنني على استعداد  للقيام بأي عمل يمس أمن الوطن لا سمح الله.. لا من قريب ولا من بعيد.

  لكن اسمح لي - رغم ذلك كله- أن أقول لك أن سمعتك لدى كثير من الناس، هي كسمعة الشيطان الرجيم.. فكل الرذائل تلصق بك، وكل التجاوزات ضد القانون أنت المسؤول عنها، وكل القهر المهني والإنساني الذي مارسه أو يمارسه أي مسؤول في الإعلام الرسمي الذي عملت به طيلة عشر سنوات، كان يوّقع باسمك، ويختم بختمك، ويسوق ويُـقر بوحي من صورتك الشيطانية!

لقد صرت سيدي المسؤول الأمني... عنواناً للهدم والتخريب، ورمزاً لنصرة الظالم على المظلوم، وصار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب تقليداً أمنياً بامتياز.. فكلما أتى مدير وخرّب في أي مؤسسة قيل لنا أنه مدعوم أمنياً، وكلما ارتقى شخص لا يتمتع بأي كفاءة من منصب إلى منصب، قيل لنا أنه مرضي عنه أمنياً.. وكلما أفلت شخص من المحاسبة رغم كل الفضائح المهنية المثبتة التي أثيرت حوله، قيل إن دعمه الأمني يحميه، وكلما سولت لنا أنفسنا في لحظة قهر ويأس وإحساس بانعدام العدالة أن نرفع صوتنا بالشكوى طالبين النجدة من قرار تعسفي مورس بحقنا، قيل لنا: (انطحوا رؤوسكم بالحائط.. فنحن موجودون فوق رؤوسكم بقرار أمني..) بل وحتى بعض الوزراء يشتكون أحيانا في مجالسهم الخاصة، من أنكم تفرضون أناسا عليهم في مواقع ليسوا أهلاً لها، وتخرّبون لهم أي خطة للتطوير والإصلاح ينوون القيام بها!

سيدي المسؤول الأمني...

لقد صرت القاضي والجلاد.. صرت المسؤول والمؤسسة، صرت الواجهة والقناع.. وصارت سمعتك سوداء إلى الحد الذي لم يعد بإمكان  أي إنسان شريف أن يلجأ إليك، مادام كل الفاسدين والمرتشين والدخلاء على كل المهن والاختصاصات، وفي كل مؤسسات الوطن،  يتحدثون باسمك، ويهددون بسوطك، ويضربون بسيفك، ويشربون نخب قهرنا من كأسك!

إنني لا أشك - مثلا- أن بعض هؤلاء سيحملون هذه الرسالة إليك مطالبين بتجريمي، ومؤكدين لك أنني أهل للإقصاء والاضطهاد.. وأنني شخص مشكوك بولائه، وأنه ينبغي أن تتخذ بحقي أقسى العقوبات التي تخرسني، وتجعل أندم على الساعة التي تعلمت فيها الكتابة، وهم بين أنفسهم سيفرحون  ويبتهجون، وستتحول صفرة وجوهم الدائمة إلى حمرة وردية لأنني (خربت بيتي بيدي).. وهم محقون في ذلك، لأنهم لا يستطيعون إلا أن يكونوا منسجمين مع حاجتهم الدائمة لاتخاذك قناعا يخيفوننا به، وواجهة يمارسون من خلفها الفساد والتخريب، وهم يعتقدون جازمين بأنهم في مأمن من أي محاسبة أو عقاب!

سيدي المسؤول الأمني..

إننا نعيش في زمن المتناقضات.. فأنت موجود لحماية أمننا.. لكنهم يخيفوننا بك ويحاولون أن يجعلوا منك باستمرار رمزاً للإحساس بانعدام أي أمن وطمأنينة وأمان.

إننا نعيش في زمن بات بعض البشر فيه أكثر شيطانية من الشيطان نفسه.. ومع ذلك فهم لا يتورعون أن يلصقوا كل آثامهم وذنوبهم بالشيطان، مستغلين صورته القاتمة في الأذهان.. والمعتقدات!

ولأنني أدرك أخيرا أنك لست ملاكاً ولا شيطاناً..  بل إنسان مثلنا، أحب أن أسأل، وقد بلغتُ حافة اليأس المطلق من العيش بكرامة في هذا الوطن:

 هل أنت حقا المسؤول المباشر عن كل خراب حياتنا، وهل أنت السند القوي لكل الفاسدين في هذا الوطن؟

 وإن لم تكن كذلك.. فهل تحب هذه السمعة؟! أم أنت مضطر لقبولها على مضض لدواعي أمنية؟!!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ