ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/12/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


البعثيون يهدمون مسجد السلطان

في حماة عام 1964م

خالد الأحمد*

عندما نقول أن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، تدعو الناس إلى الإسلام ، وتدعو المسلمين إلى الالتزام بالإسلام ، بالحكمـة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، وأن سبيلها إلى ذلك العمل التربوي والإعلامي والسياسي . عندما نعلن ذلك ، يعترض بعضهم علينا ويقول : كيف تقولون هذا !؟ هل نسيتم مافعلتم في عقد الثمانينات !؟ والجواب على ذلك يحتاج عدة مقالات أولها هذه المقالة ، ذات الأهمية لأنها أول اصطدام بين الشباب المسلم والنظام البعثي . وفهمها يلقي الضوء على عقد الثمانينات .

مـروان حـديـد :

 ولـد مـروان خالد حـديـد يرحمه الله في حماة عام (1934) في أسرة مستورة الحال ، ومعظم أشقائه من الاشتراكيين ، وفي اليوم الذي اغتيل الشهيد حسن البنا ، شاهد مروان أخاه الكبير فرحاً ويقول قتل اليوم أخطر رجل في العالم العربي ، ودفع ذلك مروان إلى التعرف على حسن البنايرحمه الله ، ثم التحق بالإخوان المسلمين ، درس الهندسة الزراعية في عين شمس بالقاهرة ، ثم درس الفلسفة في جامعة دمشق ، وفرغ نفسـه للدعوة إلى الله .

وفي (1964) اختلف مروان حديد مع الإخوان المسلمين ، الذين يرون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتربية الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم ... رأى مروان أن سوريا مهددة من قبل الأقليات ، وأن الزمن والقوى الخارجية في صالحهم ، وأنهم سيحاربون الإسلام جهراً إذا تمكنوا من الحكم . لذلك رأى ضرورة القيام بعمل سياسـي عاجل من أجل إسقاط النظام البعثي الذي يعتمد على الأقليات ، والعودة بسوريا إلى النظام الديموقراطي الذي كان سائداً خلال الخمسينات . واعتقد مروان أن الإضراب السـلبي حيث تتعطل دوائر الحكومة والأسواق والمدارس والجامعات ..... تتعطل عن العمل كفيل بإسقاط الحكومة إذا شاركت فيه معظم محافظات سوريا ، كما فعل السوريون خلال الانتداب الفرنسي في إضراب الستين يوماً ، وقد غيروا الحكومة المعينة من قبل المستعمر يومها بحكومة شارك الشعب في تكوينها .

أعلن الإخوان رفضهم لهذا المشروع السياسي ، لأنهم يعرفون النظام البعثي يريد مبرراً لضرب الحركة الإسلامية ، وحاول الشيخ محمد الحامد يرحمه الله إقناع مروان بالعدول عن قراره دون جدوى ، وكان ذلك في لقاء ضمهما في مكتب المهندس رامي علواني يرحمه الله .

قـرار مـروان :

قرر مروان أن يعتصم في مسجد السلطان مع مجموعة من طلاب المدارس ( من الصف السادس وحتى الثانوية ) ويدعو الناس من مذياع المسجد إلى الإضراب ، ويبين لهم خطر البعثيين وحقدهم على الإسلام والمسلمين ، وفي أحد أيام (آذار 1964م) دخل مروان ومجموعة من الطلاب مسجد السلطان واعتصموا فيه ، وبدأوا يحرضون الشعب على الإضراب .

ولابد من التوضيح والتأكيد ـ وقد درست هذه الحادثة دراسة تاريخية موثقة ـ وأؤكد أن مروان لم يدخل معه قطعة سلاح واحدة إلى المسجد ، لأنه :

1 ـ يريد عمل سياسي وهو الإضراب وتحريض الشعب على الإضراب .

2 ـ لديه قناعة ( تبين خطؤها فيما بعد ) وهي أن الجيش والشرطة لاتدخل المسجد كما هو الحال أيام المستعمر الفرنسي ، فقد ترسخ في أذهان السوريين أن الجيش والشرطة لايدخلون المساجد ، وكان الشبان السوريون يضربون الجندي الفرنسي بالبندورة أو البيض ، ويهربون منه ، حتى إذا وصلوا المسجد دخلوه ، فيقف الجندي غاضباً أمام باب المسجد ثم يعود، لأن أوامر مشددة جداً أعطيت له من رؤسائه بعدم دخول المساجد . كما كانت سلطات الأمن لاتدخل المدار س والجامعات ، ولو أرادوا القبض على مدرس انتظروه عند باب المدرسـة ، بعيداً عن أنظار الطلاب . كان ذلك أيام الاستعمار الفرنسي ، وبداية عهدالاستقلال ، قبل أيام الوحدة مع مصر ، وقبل حكم البعثيين ( عهد الوحدة والحرية والاشتراكية !!؟؟) .

الأسلحة الموجودة في المسجد :

والتزاماً بالأمانة العلمية كان في المسجد قطعتان من السلاح ، أحدهما ( بلطة ) أدخلها محمود نعيم يرحمه الله وقال لإخوانه : لو حاول أي عسكري دخول المسجد سأقطع رأسـه بها . ومسدس عيار (7) ملم كان مع ضابط مجند حموي كان في إجازة ، ودخل هذا الضابط المسجد ، واعتصم في المئذنة ، وقرر أن يطلق النار من مسدسه (7) ملم على من يدخل صحن المسجد من الجنود ـ وللعلم المسدس (7) ملم مداه لايزيد عن خمسين متر ، والمسافة بين المئذنة والباب الشرقي تزيد على الخمسين متر . 

الجيش يحاصر المسجد :

وصلت قوات الجيش ، وقتلت طالباً ( من آل جواد) في المظاهرة لأنه كان يهتف بسقوط البعث ، وحاولت دخول المسجد فور وصولها ، دخل بعض الجنود  من الباب الشرقي ؛فتناول  محمود نعيم يرحمه الله بالبلطة رأس أحدهم ، واستلم بندقيته ووقف على الباب وأفرغ مخزنها في الجنود بينما اخترقت جسده مئات الرصاصات ، وخرجت بعض الطلقات من المئذنة .

وماهي إلا لحظات حتى أطلقت الدبابة (ت 54 ) عدة طلقات على المئذنة فسقطت ( أطول مئذنة في حماة ) ، ثم تابعت الدبابة طلقاتها من المدفع عيار (100) ملم على قبة المسجد ، واستسلم مروان نتيجة صراخ الصبيان الذين معه ؛ وبكائهم وعويلهم ، وقبض على مروان ، وأحضر الجيش أسلحة إسرائيلية ، وضعت أمامهم والتقطت لهم الصور التي نشرت صباح اليوم التالي في العنوان الرئيسي ( عصابة الإخوان استلمت أسلحة إسرائيلية ) ـ وهذا ماذكره لي أحد التلاميذ يومها كان مع مروان ، والتقيت بـه مدرساً في دول الخليج  ـ ،  وحوكم مروان وحكم بالإعدام ، ثم أفرج عنه ، ورسـخ في ذهن مروان أن هذا النظام لاينفع معه العمل السياسي ، لاالمظاهرة ولا الإضراب ، هذا النظام الذي فعل بهم ما لم يفعله المستعمر الفرنسي ، هذا النظام يكره المسلمين كرهاً أشـد من كراهية الفرنسيين للمسلمين ، لذلك هذا النظام لايصلح معـه إلا العمل العسكري ، وخرج مروان من السجن وقد رسـخت فيـه هذه القناعـة ، وتصلب تفكيره عليها ، وشاء الله أن يفرجوا عنه ، ويصبح طليقاً لعدة سنوات ، قام فيها ببناء الطليعة المقاتلة .. وكان يتحرك على مرأى من النظام ، ويجمع ويدرب ويربي الشباب ، بعضهم من أبناء الإخوان ، وبعضهم من أبناء الإسلاميين من غير الإخوان ، وبعضهم من أبناء الناس العاديين  ، ويسافر بين حماة وحلب والساحل ، وأقام مخيماً على مشارف مدينة حماة ، على نهر العاصي عند قرية (الجاجية ) ، ليربي الناشئة تربية روحية بقيام الليل وتلاوة القرآن والصيام ، وجسدية بالسباحة ،وحاولت جماعة الإخوان إقناعه بالعدول عن رأيـه ، فلم تستطع ، وأعلن ذات يوم أنه سـيجر جماعة الإخوان إلى المعركة غصباً عنها ، كما وزعت جماعة الإخـوان على أعضائها تحذرهم من الاختلاط بجمـاعة مـروان وذلك عام ( 1968) ، وصار شائعاً في حماة استخدام مصطلح ( جماعة مروان ) ، لتمييزها عن جماعة الإخوان المسلمين  وفي عام ( 1975) بدأت المعركة كما سنرى في الموضوع القادم .

ونسأل الله عزوجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه

ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه

والحمد لله رب العالمين

كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ