ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/11/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا يريد الإخوان 

المسلمون في سورية ؟

خالد الأحمـد*

من مشكلات العالم العربي أن حوار الطرشان يسـود فيه حتى بين الفئات المثقفـة ، ولاتجد إلا القليل ممن يعرف ماذا يريد الآخرون ، وفي هذه الحالة يؤدي الفهم الخاطئ إلى الرمي بالتهم ، والتراشق بالشتائم ، بدلاً من الحوار الهادئ العاقل .

من أوضح الأمثلة على ذلك ما يكتبه بعض العلمانيين ، والملحدين ، عن الإخوان المسلمين ، تجدهم يتهمون الإخوان المسلمين بأنهم طلاب كراسي ، يتاجرون بالدين من أجل الوصول إلى الكراسي ، وعندما يصل الإخوان إلى السلطة سيكونون أكثر ديكتاتورية من غيرهم ،  وأخيراً يرى علي الشهابي أنهم سيكونون أكثر استبداداً من النظام القائم في سوريا حالياً ؛ كما كتب في موقع كلنا شركاء تحت عنوان ( الديموقراطية وديموقراطية الحزب الديني ) وخلاصته أن الحزب الديني لايستطيع أن يكون ديموقراطياً ، بل لابد أن يكون ديكتاتورياً ، لأنه سيمنع الملحدين والمفسدين وناشري الانحلال والمجون الأخلاقي من ( حقهم في الحرية وممارسة التعبير كما يقول الشهابي ) . ولفت انتباهي أن هذا الكاتب وكثيرين غيره لايعرفون شيئاً عن الإخوان المسلمين إلا ما يقوله أعداؤهم من عملاء الصهيونية والصليبية .

ومن أسباب جهل الآخرين بالإخوان المسلمين ؛ تقصير الإخوان المسلمين في نشر فكرتهم ، وتحديد مطالبهم بدقـة ، و يحاول الإخوان اليوم تدراك ذلك التقصير ، ومن أجل ذلك جاء المشروع السياسي لسوريا المستقبل الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أخيراً ، وسوف توزع منه نسخ كثيرة في القريب إن شاء الله تعالى . من أجل ذلك أردت أن ألخص بوضوح وصراحة تامين ماذا يريد الإخوان المسلمون في سوريا ؟

الإخوان المسبلمون حركة تدعو الناس كافة إلى الإسلام ، وتدعو المسلمين إلى الالتزام بالإسلام ، حتى يصلون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ، وسبيلهم إلى ذلك التربية ، وإعداد الفرد المسلم ، ثم الأسرة المسلمة ، ثم المجتمع المسلم ، ثم الدولة المسلمة ، ثم الأمـة المسلمة . لتكون خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله .

ووسيلة إعداد ذلك كله هي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، وتربية المسلمين الذين استجابوا لهذه الدعوة ، تربيتهم على الإسلام ، أو قل مساعدتهم على تفهم الإسلام والالتزام بـه .

وقد عايشنا نصف القرن الماضي في سوريا ، وتأكد لنا أن الآخرين يمنعون الإخوان المسلمين من الدعوة إلى الإسلام ، يمنعونهم من ( حق التعبير ) ؛ الذي يمارسـه الملحدون والمفسدون والمنحلون أخلاقياً ، ويدعون الآخرين إلى فسادهم ومجونـهم ، أما الإخوان فقد  منعوا من حق التعبير ، بل منعوا من حريتهم الشخصية ،  ووضعت العقبات الكثيرة أمامهم  ومن هذه العقبات على سبيل المثال لا الحصر :

1 ـ محاربة الداعية المسلم في لقمة عيشـه وعيش أولاده ، وقد تخرج كثير من الدعاة من الجامعة ، ولم يسمح لهم بممارسة التعليم ، وبالتالي منعوا من حق التعبير ، ومن حق الحياة الكريمة ، واضطر كثير منهم إلى الهجرة خارج سوريا بحثاً عن لقمة العيش .

2 ـ كانت الحكومة تبعد المدرس الداعية عن الشباب المسلم ، حيث يجد المدرس طلاباً يتقبلون دعوته إلى الالتزام بتعاليم الإسلام ، فكانت تعين أمثال هؤلاء في ثانويات البنات ، ولما وجدت الدولة أن هؤلاء المدرسين انتشرت دعوتهم بين البنات ، وساد الحجاب في مدارس البنات في حماة وحلب وغيرهما ،خلال بداية الستينات ، عندما عينت الحكومة عدداً من مدرسي التربية الإسلامية الدعاة في ثانويات البنات ، فقررت الحكومة عندئذ إبعاد هؤلاء المدرسين فنقلتهم إلى أماكن بعيدة ، وشرائح من الشعب السوري لاتقبل دعوتهم ، وبذلك حرموهم من حق التعبير .

3ـ لم يقف الحرب عليهم عند هذا الحد بل سـرحت الحكومة السورية أعداداً من المدرسين الدعاة (1979) ،  بعد أن سلكت السلطة طريق  نقل المدرسين الدعاة من وزارة التربية إلى وظائف كتابية في شتى الوزارات ، كي تمنعهم من ممارسة حقهم في التعبير والدعوة إلى الله عزوجل . ومن هذه المحاربة ، التضييق في لقمة العيش على المسلمة المحجبة ، وعلى زوجها ، ووصل الأمر كما يعلم الجميع إلى قتلهم وتصفيتهم الجسدية في عقد الثمانينات . وخلاصة جريمتهم أنهم يدعون الناس إلى الإسلام ، ويدعون المسلمين إلى الالتزام بالإسلام .

4 ـ ومن البدهي أن الدولة في سوريا تمنع قبول الشباب المحافظين على الصلاة في الكليات العسكرية منذ (1963) ، بل أنها سرحت الدفعة التي دخلت الكلية العسكرية في عام (1962) زمن عهد الانفصال ، والتي كان فيها قليل ممن يؤدون الصلاة ويحافظون عليها ، لذلك سرحت الحكومةالدفعة كلها .

5 ـ بل حورب الإخوان المسلمون عامة في حريتهم الشخصية ، فالفتاة التي تختار الحجاب بعد أن عرفت أن الله عزوجل فرض عليها الحجاب لتصون نفسها ، وتصون غيرها ، لكن السلطة وبعض المثقفين خارج السلطة حاربوا هذه الفتاة ، فلا يقبلونها في دور المعلمات مثلاً ، وإذا كانت متخرجة من الجامعة لاتقبل في مسابقة المدرسين والمدرسات لتكون مدرسة ، وهكذا بدأت محاربة الحجاب في سوريا وتونس والجزائر والعراق خلال الستينات ، قبل أن تبدأ محاربته في أوربا خلال هذا العقد من القرن الحالي . وحورب الشباب المسلم لأنهم أطلقوا لحاهم أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الذي أمرهم بإعفاء اللحى وحف الشوارب ،  استجاب هؤلاء الشباب وأطلقوا لحاهم فحوربوا ، ومنعوا من دخول دور المعلمين أو الالتحاق بالوظائف التعليمية ، أو دخول الكليات العسكرية ،كل ذلك لمنعهم من ممارسة حريتهم الشخصية ، في التعامل من شـعر وجوههم ، كما منعت الفتيات من ارتداء الحجاب ، وهذا أقصى الاستبداد والاستعباد والاستعمار .

5 ـ ومن الملاحظ سرعة استجابة المسلمين إلى الالتزام بدينهم ، رجالاً ونساء ً إذا ما توفر الداعية المسلم الذي يتقن فن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولكن السلطة في سوريا منذ (1963) تحارب هؤلاء الدعاة وتمنعهم من حق التعبير ، وواجب الدعوة إلى الله ؛ إذ أن المسلم يعتقد أن الدعوة إلى الله فريضة ، يجب عليه أن ينفذ هذه الفريضة ، وإلا كان آثماً .

هذه الأعمال التي منع الإخوان المسلمون من ممارستها بحرية تامة ، هذه الأفعال هي مايريده الإخوان المسلمون في سوريا وفي غيرها .

ومن هذا العرض أنتهي إلى أن الإخوان المسلمين يريدون أن يسمح لهم بممارسـة الدعوة إلى الله ، دعوة الناس إلى الإسلام ، ودعوة المسلمين إلى الالتزام بالإسلام ، وتربية أبناء المسلمين وبناتهم على الإسلام ، كل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن .

إن أصحاب الباطل ( من وجهة نظر الإخوان ) يسمح لهم بالدعوة إلى باطلهم ، وتضع الدولة بين أيديهم وسائل حديثة في الدعوة كالمجلات والصحف والإذاعة والتلفزة ، ونشر الكتب والأفلام السينمائية ....وغيرها كثير . بينما يحرم الإخوان من ممارسة حقهم في التعبير عن أنفسهم وعن الدعوة إلى الله التي يؤمنون أنها فريضة عليهم ، الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسـن ، حتى الدعوة بالكلمة الشفوية التي يخاطب الدعاة بها غيرهم من المسلمين .

ولعل الكثير من الناس لايعرف أنه في عام (1962) تقدم العميد ( .... ) إلى المراقب العام للإخوان المسلمين ، وعرض عليه أن يقوم هذا الضابط ومجموعة من زملائه بانقلاب عسكري ، ومن ثم يسلمون دفة الحكم للإخوان المسلمين ، فرفض الأخ المراقب العام ، بعد أن شكره على حسن الظن بالإخوان والثقة بهم ، ومماقاله : لانستلم الحكم الذي تأتي بـه الدبابة . ومما هو جدير بالذكر أنه بعد هذه المقابلة ببضعة شهور قام انقلاب الثامن من آذار (1963) ؛ الذي استلم الحكم وهو على ظهر الدبابة ، ومازال يركب الدبابة ويحكم سوريا منذ أربعين سنة بالدبابة والمدفع وراجمات الصواريخ .

ياقــومـــنا ... لسنا طلاب كراسي ولاحكم ، اسمحوا لنا بحرية التعبير عن أنفسنا ، لنربي أولادنا وبناتنا ، على شريعة الله عزوجل ، وندعو المسلمين في بلدنا إلى طاعة الله ورسوله والتزامهم بشريعة الله ، كل ذلك نفعله بالحكمة والموعظة الحسنة ، واسمحوا لنا بنشر دعوتنا بالصحيفة والمجلة وعبر الفضائيات والانترنت ، وأؤكد لكم أن الإخوان لايريدون غير ذلك ، اسمحوا لنا أن نفعل ذلك بحرية وبنشاط علني ؛ كما كنا في الخمسينات ، ونؤكد لكم أننا لانريد غير هذا ، ونحن ممن يزهدون في الإمارة ، ويعرضون عنها ، تأدباً بأخلاق الإسلام ، فلسنا طلاب كراسي ولامناصب ، لأن هذه الكراسي والمناصب ( حسرة وندامة يوم القيامة ) ، ونحن نخاف كثيراً من يوم القيامة ومابعد القيامة ، ونسأل الله عزوجل  أن يتلطف بنا ويهون حسابنا ، ويعيننا يوم الحشر ، وعند المرور على الصراط ونحن نتأسى بمقولة عمر رضي الله عنه ( لو أن بغلة أو شاة عثرت على شاطئ الفرات لخشيت أن يحاسبني الله عنها لمَ لمْ أمهد لها الطريق !!!) . لذلك لسنا طلاب كراسي ومناصب ، ولانريد غير السماح لنا بدعوة الناس إلى الإسلام .

أسأل الله عزوجل أن يهدي قومنا ليسمحوا لنا بممارسة الدعوة إلى الله في بلدنا ، وأن يعود بلدنا حراً لجميع أبنائه بلا استثناء ، فكلنا شركاء في هذا الوطن . والحمد لله رب العالمين .

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ