ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/09/2004


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من يحاول خداع من .. ؟

محمد هيكل

قد تصمت الحكومات العربية كثيرا . وقد يصيبها البكم والصم ، وقد تفقد البصر ، إذا كان ذلك يخدم مصالحها ويحقق أهدافها ، التي لا تتجاوز مصالح وأهداف المتربعين على الكراسي في عواصمها . لكن ذلك لا يمنع من أن تخرج هذه الحكومات بين الحين والآخر على العالم ببعض الأفكار والآراء ، التي يمكننا أن نطلق عليها (صمت دهرا .. ونطق كفرا) .

الحكومات العربية بقيت صامتة على مدى ما يزيد على قرن من الزمان ، على الرغم من الأحداث الجسام التي ألمت بجسم الأمة . فمن الاستعمار ، إلى ضياع فلسطين ، إلى احتلال العراق ، إلى الهيمنة السياسية والاقتصادية على الكثير من الأنظمة العربية اليوم ، ومع ذلك لم تتحرك الأنظمة العربية ، أو يبدو عليها أنها استشعرت الخطر وفداحة المصائب التي ألمت بالأمة ، فتبادر إلى انتهاج سياسة محكمة تقلل بها المخاطر ، وتلملم جهود ألأمة المبعثرة ، وتداوي جراحها الغائرة، وتجعل الآخرين يقدرونها حق قدرها .

في خضم أزمة دارفور ، وبعد أن وصلت المشكلة إلى أروقة الأمم المتحدة وتحولت إلى أزمة دولية . وبعد أن بدأ المستعمرون القدماء الجدد يدقون طبول الحرب ويستنفرون قواتهم ، نطق حكماء العرب بالحكمة . لم يوجهوا إنذارا إلى المهددين والحاشرين أنوفهم في خصوصيات غيرهم . ولم يدعوا الأخوة المتحاربين في السودان للجلوس وحل مشاكلهم . ولم يعرضو إرسال قوات عربية لحفظ السلم وتثبيت الأمن في الإقليم المضطرب . لكنهم قالوا لا مانع من إرسال قوات دولية بتمويل أمريكي .

ألا يعلمون أن ذلك ترسيخ ومباركة لاحتلال جديد لجزء عزيز من تراب الأمة؟ . لماذا لا تكون قوات عربية وبتمويل عربي ، فتحفظ الأمن وتطمئن الناس وتعيد الثقة في العروبة والإسلام ، وتسقط محاولات الطامعين والحاقدين ؟ . أم أن ذلك يغضب على الحكام أسيادهم  ؟.

الطريف أن الولايات المتحدة ردت على ذلك بمشروع آخر يتمثل في أن يتم إرسال قوات أوروبية تمولها الحكومات العربية . فهل يخدع الأمريكيون الحكام العرب أم أن الحكام العرب يخدعون أمريكا ؟ . لا ندري من يخدع من . لكن الأكيد أن كليهما يخدع الآخر . وتبقى مصالح ووحدة الأمة في مهب الريح ، لا تهم الحكام لا من بعيد ولا من قريب . وأغلب الظن أن دارفور ، وربما السودان بكاملها ، ستخرج من المحيط العربي ليتم أزنجتها وإعادتها إلى الوثنية . ولا يستبعد أيضا أن تضيع كل البلاد العربية ، ويتحول العرب إلى أمة في ذمة التاريخ مثل الهنود الحمر .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ