ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/02/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الفقيد الحريري وسوريا

والراعي الكذاب

أمير أوغلو / الدانمارك

لنبدأ أولا بقصة الراعي الكذاب التي قد لا يعرفها كل القراء والتي كانت أمهاتنا يروينها لنا عن الراعي الذي أحب أن يمزح مع أهل قريته فصرخ بهم أن الذئب يهاجم قطعان أغنامهم فخرجوا جميعا لمهاجمة الذئب والدفاع عن القطيع فوجدوا الراعي يضحك منهم ويهزأ بهم ويكذب عليهم , بعد مدة كرر الراعي هذه القصة وخرج الناس مرة أخرى ووجدوا الراعي يهزأ بهم مرة أخرى, في المرة الثالثة لم يخرج الناس لأنهم كانوا متأكدين من أن الراعي يعبث بهم ولكن الذئب كان هذه المرة فعلا هناك وهاجم الراعي وافترسه. وكان هذا هو جزاء الراعي الكذاب كما تروي القصة.

سوريا في لبنان لها قصة مشابهة ,  فهي منذ دخولها لبنان ومنذ بداية الحرب الأهلية هناك لعبت دورا أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه دور قذر, وليسامحني الذين لا يعرفون القصة من بدايتها والذين لم يتفرجوا سوى على الفصول الأخيرة مما بعد الطائف فهؤلاء لا يعرفون شيئا, لقد ساهمت سوريا بشدة في إشعال الحرب الطائفية في لبنان ثم دخلت قواتها لبنان وحاربت ضد جميع الفرق تقريبا وأضعفت الجميع ونهبت وسرقت وأشعلت النيران الطائفية هنا وهناك وفي النهاية وبعد الطائف لعبت دور المنقذ الشريف الذي يريد الخير للبنان وهي لا تريد سوى مصلحتها ومصلحة حزبها القائد وسلطتها القمعية الديكتاتورية.

لتنفيذ هذه الأهداف وفي خلال الصراع الدامي في لبنان ولإحكام سيطرتها على لبنان وقمع كل المعارضين لوجودها هناك قامت سوريا الثورة بالعديد من الإغتيالات والتصفيات الفردية بالإضافة إلى الإعتقالات وعمليات الخطف والتهريب إلى السجون السورية وأنشأت نظاما استخباراتيا رهيبا في لبنان مشابها لأنظمة الإستخبارات المتعددة القائمة في سوريا.

كل المتابعين للشأن اللبناني يعرفون من اغتال كمال جنبلاط, وسليم اللوزي, ورياض طه, وسعد صايل, ومن اغتال داني شمعون, ورشيد كرامي, ورينيه معوض, وبشير جميل, والمفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح, واللائحة التي لا تنتهي. المهم أنه في كل مرة كانت سوريا تنفي تورطها أو تلصق التهمة بأحد آخر وكانت الحقيقة تظهر بعد أشهر أو سنوات. في هذه المرة وبعد اغتيال الحريري بدأت سوريا تطلق الإتهامات باتجاه إسرائيل ولكن المشكلة أنها كالراعي الكذاب الذي لم يعد يصدقه أحد. حقيقة الفاعل هذه المرة لن تظهر لأنه قادر على إخفائها, فقد يلقى القبض على أفراد وحتى تنظيمات ولكن المخطط الحقيقي لن يظهر للوجود بل في أحسن الأحوال سيتم الإمساك بالأداة التي نفذت الجريمة وسيبقى المجرم الحقيقي مجهولامما سيزيد الصعوبات أمام  سوريا في إثبات برائتها.

الإدعاء بأن سوريا هي المتضرر الأكبر لن ينفي عنها التهمة , فهي الآن تقف وظهرها إلى الجدار وقد يكون هذا العمل من نوع علي وعلى أعدائي, وقد يكون محاولة لتفجير الوضع كله لعل الإضطراب الحاصل يجعلها تفلت من الشبكة التي تنسج حولها بإحكام منذ غزو العراق وحتى الآن وقد كتبنا في مقالات سابقة أنها لم يعد لديها من التنازلات ما تقدمه فهل هي مستعدة لأن تفجر نفسها مع المنطقة كلها بدل الإستسلام؟ الاحتمال الآخر أن يكون المتورط أحد الأجنحة في الحكم المخابراتي وليس بالضرورة جناح السلطة الظاهرة الممثلة ببشار الأسد فكثير من الأمور تدل وبعد ما يزيد على أربع سنوات في الحكم أن بشار الأسد لم يستطع الإمساك بكل الخيوط وأن هناك أجنحة داخلية متمردة وقوية لا توافقه على كل شيء مما يزيد من مشكلاته وربما كانت عملية الإغتيال وسيلة للمزيد من الضغط عليه أو بداية استبداله بجناح آخر ينهي مسرحية الصمود والتصدي ويقبل بكل ما تمليه أمريكا وإسرائيل مما لا يقبل به الأسد الآن لاعتبارات تاريخية وقومية وشخصية. كما أن هذه القوى قد تكون متحالفة أصلا مع اسرائيل نتيجة تقاطع المصالح أو مع الولايات المتحدة نفسها والتي ستستفيد كثيرا من حادثة الإغتيال (والتحالف هنا مرحلي ولا يشترط أن يكون استراتيجيا).

قد تكون سوريا فعلا صادقة هذه المرة فهي ستتضرر من هذا الإغتيال كثيرا ولكن من سيصدقها بعد كل جرائمها السابقة في لبنان وغير لبنان؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ