ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا تريد المعارضـة السـورية

خـالـد الأحمـد*

يستطيع المتابع للأحداث السـورية خلال السنوات القليلة الماضية أن يسـتنتج بعض الأمور منها :

أولاً ـ تشـمل المعارضة السـورية لنظام الحكم الذي اسـتمر أكثر من أربعـة عقـود ، (90%) من الشعب السوري ، فقد أعلن الإسلاميون معارضتهم للنظام الحاكم الذي سلب الحريات ، ونهب الأموال ، وكمم الأفواه ، وفرض الأحكام العرفية ، وعطل القانون والدستور ، وعندما رفع الإســـلاميون صوتهم بالمعارضة منذ ( 1964، في مسجد السلطان ) ، وفي (1973 خلال أحداث الدستور ) صبت الحكومة عليهم أقسى وأشـد أنواع البطش والقتل والتنكيل انتهى بمجزرة حماة (1982) حيث قتلت السلطة ثلاثين ألفاً من أبناء المدينة . ويتبين الآن مماقاله محمد سليم حماد في كتابه (تدمر شاهد ومشهود ) أن السلطة قتلت في سـجن تدمر قرابة (13 ـ 18 ) ألفاً من خيرة أبناء الشعب السوري ، كما يؤكد ذلك الصحفي السوري نزار نيـوف .

ثــانياً : واليوم ترفع القوى اليسارية في سوريا صوتها بالمعارضة ، ممثلة بالمحامي رياض الترك ، والصحفي نزار نيوف ، وعدد من أعضاء مجلس الشعب المستقلين مثل رياض سـيف ومأمون الحمصي ، والدكتور عارف دليلة .

ويعنى ذلك أن المعارضة السورية للحكم تشمل أقصى اليمين وأقصى اليسـار ، مرورا بالبعثيين المنشقين عن الحزب الحاكم مثل عبد الله الأحمد وغيره ، والناصريين مثل منتدى جمال الدين الأتاسي .

ثـالثــاً : وممايلفت النظر في هذه المعارضة اتفاقها على مايلي :

 

1 ـ التغييـر السـلمي ، فهي لاتريد انقلاباً عسكرياً يضعها على كراسي الحكم كما فعل البعثيون ، بل ترفض ، ورفضت في الماضي ، هذه الطريقة ، طريقة اغتصاب الحكم بواسطة الدبابة ، ومازالت تؤمن أن الدبابة اشتريت بأموال الشعب ؛ لتحميه من أعدائه ، لا لتقتله ، ولاتريد عنفاً ، ولاتريد الاستقواء بالأجنبي ، كما سنرى ، إنها تريـد الإصــلاح فقط ، تريد من النظام القائم أن يصلح نفسـه ، تريد ذلك وتنادي بـه ، ووسيلتها إليه العمل السياسي والإعلامي ، والمطالبة المستمرة بالحقوق المستلبة للشعب السوري ، والتي صادرتها حكومته ، وليس مستعمراً أجنبياً عن البلد ،  ونبذ العنف من المعارضة ومن أجهزة الدولة الأمنية .

2 ـ ضرورة إلغاء الأحكام العرفية التي استمرت في سوريا طيلة أربعين عاماً مضت .

3 ـ إرسـاء نظام التعددية السياسية ، وإلغاء نظام الحزب الواحد ، وفتح المجال أمام الجميع ليسهم في خدمة الوطن .

فهاهو الأســتاذ ريـاض التـرك يصرح بأنه يحق للإخوان المسلمين بتأسيس حزب سياسي ، يعبرون من خلاله عن رأيهم السياسي ، ويسهمون في خدمة وطنهم .  وهاهم الإخوان المسلمون يصدرون بياناً يستنكرون اعتقال رياض الترك ويطالبون بإطلاق سراحه ، وإطلاق سـراح جميع السجناء السياسيين .  ولما أطلق سراحه للمرة الأخيرة كان الأستاذ علي صدر الدين البيانوني أول من اتصل بـه هاتفياً يهنئـه بالسـلامة ، والخروج من السـجن ، ولاينـس الإخوان المسلمون ، ويثمنون موقف الأستاذ رياض منهم ؛ عندما أراد الرئيس الراحل منـه إصدار بيان يحمل فيه الإخوان مسؤولية المذابح التي وقعـت في سوريا خلال الثمانينات ، فأصـر الأستاذ رياض على موقفـه الواضح وهو أن الإخوان دافعوا عن أنفسهم عندما اضطرتهم السلطة إلى ذلك ، ودفعتهم إليه دفعاً .

كما يؤيد الأستاذ علي صدر الدين البيانوني ـ المراقب العام للإخوان المسلمين ـ يؤيد الأسـتاذ نزار نيوف خلال مقابلته مع محطة الجزيرة ، ويقول كل ماقاله الأستاذ نزار قلناه قبل عشرين عاماً ، كما أثنى الأستاذ نزار على موقف الأخ أبي أنس .

4 ـ اتفقت المعارضـة السورية بشتى أطيافهـا وفي مقدمتها الحركة الإسلامية عامـة والإخوان المسلمون خاصة اتفقـوا على عـدم الاسـتقواء بالاجنبي ، وكان هذا الموقف الوطني المشرف قبل تورط المعارضة العراقية في الاستعانة بأمريكا ، وزاد هذا الموقف صلابة بعد أن اتفق العاقلون على أن استبداد صدام السابق أهون من استكبار أمريكا في العراق حالياً .

رابعـاً  : سقط التصنيف الطائفي الذي استغله النـظام الحاكم على مدى ثلاثين عاماً مضت ، وسـخر بعضاً من الطائفة العلوية لمصالح أباطرته الخاصة ، وقد أعلن الأستاذ نزار نيوف أن كثيراً من أبناء الطائفة العلوية مسحوقون مثل غيرهم من الشعب ، وأن المستفيد منهم فئة قليلة ، ويذكرنا هذا بموقف النظام من صلاح جديد والشاعر سليمان الأحمد وأولاده وغيرهم كثير . ويبدو أن قسماً غير قليل ؛  من أبناء الطائفة العلوية سـوف يقف أو وقـف مع المعارضة ، ومنهم الدكتور عارف دليله خبير الاقتصاد المعروف ،  مما سيقصم ظهر الحرس القديم الذي سـخر بعضاً من هذه الطائفة لمصالحه الشخصية .

خـامسـاًً : يبدو أن الرئيـس بشـار الأسـد وبعض مؤيديه من الكبار الجدد ( ومنهم اللواء آصف شوكت ، والمقدم ماهر الأسـد وغيرهم) يريدون التغيير ، لأنهم حتى الآن لايمسـكون إلا أجـزاء بسـيطة جداً من دفـة الحكم والسـلطة ، وقـد تملك الحرس القديم ( ومن أهم رجاله قادة الأجهزة الأمنية ) ، تملك هذا الحرس دفـة الحكم وتشبث بـها بقـوة ، وصار يتمسك بقراره حتى لو خالف بشـار الأسـد ، وربما يكون الرئيس ذا عقلية متفتحـة ويريـد أن يكون بلـده ديموقراطياً ـ كما بين ذلك في خطاب القسـم ـ لكن الحرس القديم يخاف من الديموقراطية على مصالحه الشخصية ومصالح أولاده وأحفاده ، وقد وصل الجشـع ببعضهم إلى أن يبيع قطعاً من الأرض السورية ليجعلها مقبرة للنفايات النوويـة .

وقد أصدر الرئيس بشار الأسـد عدة قرارات جريئة لتخدم المواطن السوري لكن الحرس القديم عطلها ، ومنها القرار الذي أصدره الرئيس بشار للسفارات السورية وأمرها أن تمنح كل مواطن سوري جوازاً لمدة سـنة ، وقد عملت السفارات بهذا القرار شهراً واحداُ أو أقل ، ثم أوقفته بنـاء على تعليمات أباطرة الأمـن ، دون علم الرئيس في الغالب ، واليوم يصدر هذا القرار للمرة الثانية ، يمنح كل مواطن سوري ، يعيش خارج سوريا جواز سـفر لمدة سنتين ، دون النظر إلى وضعه الأمني ، ونسأل الله عزوجل أن يستمر هذا القرار ويترسخ ، لأنه يعيد ـ ولو جزئياًـ حقـاً طبيعياً للمواطن السوري ، للجـد والابن والحفيـد ، بعد أن سـلب منهم هذا الحق عشرات السنين  .

واليوم يحاول اللواء غازي كنعان توحيد أجهزة الأمن كلها تحت قيادتـه كوزير للداخلية ، وإذا استطاع ذلك ، فأنا باسمي الشخصي أبارك هذه الخطوة ، وأراها خطوة متواضعة في طريق طويل ، قد يخرج الشعب السوري من تسلط وظلم أباطرة الأمـن ، هذا على فرض أن اللواء كنعان يختلف عنهم ، وكما يقول بعضهم أن  عملـه الطويل في لبنـان ، عـدل شيئاً من تفكيره ، وأسلوب عمله ، وبالفعـل كانت الفوضى وتضارب المصالح الشخصية لأباطرة الأمـن تأكل الأخضر واليابس في سوريا .

والآن :

والمطلوب الآن التنسيق بين صفوف المعارضة ، وذلك من خلال مؤتمر وطني يعقد خارج سوريا ـ حيث يتعذر ذلك داخلها ـ ويعلن عن منهج عمل للتغيير السـلمي في سوريا ، تشارك فيه كل أطراف المعارضة ، وحتى من يرغب من رجال النظام الراغبين في هذا التغيير .

وقد طرح الإخوان المسلمون ( مشروع ميثاق شرف وطني للعمل السياسي ) ، ومما جاء فيه : ( إن دعوتنا إلى المشاركة في هذا الحوار حول مـشروع هذا الميثاق مفتوحـة لجميع القوى السياسية والشخصيات العامة ) .

كما جاء في مشروع الميثاق : ( وأن الاعتراف بالآخر الوطني ( العقائدي والسياسي والفكري والثقافي ..) ركيزة أساسية من ركائز التفكير والحركة ... وليس في وسـع أحد أن يمحو الآخر أو ينفيه ) .

وتمثل هذه الأفكار الواردة في مشروع ميثاق الشرف الوطني للعمل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ، أفكاراً متفق عليها من قبل المعارضة السـورية المعاصرة ، وأسـاساً يصلح لعقد مؤتمر وطني للمعارضة السـورية .

والمطلوب الأول هو كـف يـد المخابرات العسـكرية عن الشـعب ، وإعادتها إلى ثكناتها ، لتقوم بعملها الأصلي ، وهو متابعة العسكريين ، وليس المدنيين . ومن ثم إلغاء الأحكام العرفية واحترام الدستور والقانون .

وقد انعقد مؤتمر المعارضة السورية الأول في لندن (23ـ25) آب 2002 ، وبعد مداولة ومناقشة وتعديل بعض فقرات مشروع الشرف الوطني الذي طرحته جماعة الإخوان المسلمون ، تمت الموافقة عليه من المؤتمرين ليصير ميثاقاً وطنياً ، كما شكلت لجنة لهذا الميثاق الوطني تتكون من سبعة أشخاص أحدهم علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين .

وتتطلع المعارضة السورية ( داخل البلد وخارجه ) إلى عقد مؤتمر وطني ، تجلس فيه المعارضة السورية في الداخل والخارج ، ومن يشاء من أطراف النظام الحاكم ، كخطوة تمهيدية لعقد مؤتمر مصالحة وطني داخل سوريا ، تحضره جميع فصائل المعارضة السورية ، مع أطراف الجبهة التقدمية الوطنية ، بمافيها حزب البعث العربي الاشتراكي ، مؤتمر ينظر لسوريا بعين الواقع ، وعين الحرص على مستقبل هذا الحصن الأخير من قلاع العروبة ، بعد سقوط بغداد ، مؤتمر يستفيد من درس العراق ، ويضع مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية ، وقبل المصالح الفئوية ، وقبل المصالح الحزبيـة ، وينظر للحاضر المهدد بالخطر المحدق بالوطن ، وينظر للمستقبل في عالم طغت فيه أمريكا واستكبرت ، ومارست الإرهاب علناً في العراق وأفغانستان ، وتهدد سوريا كل يوم ، ويجب أن نهتم بحاضرنا ومستقبلنا ونستفيد ونعتبر من ماضينا ، كل ذلك من أجل سوريا حـرة كريمة لجميع أبنائها بدون استقصاء أو إلغـاء  .

 

سادسـاً :  تتفق المعارضة السورية على مطالبها المشروعة والمتواضعـة وهذه أهمها :

 

1- إلغاء قانون الطوارئ الذي يجثم على صدر الشعب السوري منذ أكثر من أربعين سنة .

2 ـ احترام حقوق الإنسان في سوريا ، وإطلاق سراح كافة ســجناء الرأي . وإعادتهم إلى الحياة المدنية الطبيعية ، وتعويضهم عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم .

3 ـ كشف مصير المفقودين ويعدون بضعة عشر ألفاً من أبناء الحركة الإسلامية ، وتعويض ذويهم عن الضرار الجسيمة التي لحقت بهم .

4 ـ كف أيدي المخابرات العسكرية عن التدخل في شؤون المدنيين ، لأن عملها متابعة العسكريين ، وليس المدنيين ، ومن أولى مهامها رصـد جواسيس إسرائيل ومكافحتهم ، ومتابعة العسكريين الذين ينهبون الأخضر واليابس في سوريا ، والذين حولوا الجيش إلى مزارع خاصة لهم ، يخدم فيها مجندو الخدمة الإلزامية ليوسعوا أملاكهم ويزيدوا مدخراتهم وتحويلاتهم من القطع الأجنبي خارج سوريا .

5ـ السماح بقانون الأحزاب السياسية في سوريا ، ومايتطلبه من صحافة حـرة ، وأنشطة سياسية علنية لجميع المواطنين بلا استثناء وبلا إقصـاء .

6ـ إجراء انتخابات حرة ونزيهـة تحت إشراف عربي ودولي ، لتأسيس مجلس شـعب حقيقي ، يمثل سوريا كلها بجميع فئاتها وشرائحها ، ويكون هذا المجلس أعلى سـلطة في البلاد ، وبعده تشكل حكومة منتخبـة بواسطة هذا المجلس .

ونسأل الله عزوجل أن يحفظ سوريا ، عاصمة الأمويين ، ويجنبها المصير الأسود الذي وقعت فيه شقيقتها بغداد ، أعانها الله وفك أسـرها .

والحمد لله رب العالمين 

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ