ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أسمعت لو ناديت حيا ، ولكن لا حياة

لمن تنادي

إلى الأخ صاحب النداء الأخير :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا أتعبت نفسك بعد التردد وكتبت لحكومة سورية ؟! .. لقد كتب قبلك الكثير حتى ملّ القراء من كثرة المقالات .ولم يكن من حكومتك العتيدة رد سلبي ولا إيجابي ، فالأمر لا يعنيها ، فليس لديها مواطنون منفيون . هؤلاء الذين تتحدث عنهم هاجروا بملء إرادتهم ، ورضوا أن يتركوا الوطن بكل خيراته والأمن والأمان فيه ، نفوا أنفسهم بأنفسهم ، فهم يتحملون المسؤولية ، تركوا البلاد وما فيها من حرية وكرامة ومجد تليد بناه لهم " القادة التاريخيون"  للوطن العزيز .

أما ماذكرتَه من " تسونامي " فلن يصيبهم لأسباب عدة : أولها أن الجروح والدمامل التي أصابتهم في محنتهم ومصيبتهم كثرت فما عادوا يشعرون بالجديد القادم إليهم منها .. ولله در الشاعر المتنبي في مخاطبته للحمى :

أبنتَ الدهر ، عندي كل بنتٍ    فكيف وصلتِ أنتِ من الزحام ؟

وثانيها أن " التسونامي " قتلت وشردت من أصابتهم ، والمنفيون المطاردون السوريون هم مشردون تحت كل سماء وفوق كل أرض ، والكثير منهم وافته المنية في بلاد الغربة .. فقد أصابهم ما فعلته " التسونامي " في أهل المشرق .. وهذا يعني أن " التسونامي " أصابت السوريين منذ زمن وأنت على ما يبدو نائم .. من قولتهم بعد كلمة " تسو " " نامي " . فإن أصابتهم مرة أخرى فسينطبق عليهم قول الشاعر :

وكنت إذا أصابتني سهام        تكسرت النصال على النصال

وثالثها : أن الحكومة العتيدة تعرف أن المنفيين " طوعاً " كماصرح بهذه الكلمة الذهبية نائب رئيسهم ووزير خارجيته ووزيرة المغتربين يعيشون في أمان من الاعتقال المفاجئ الذي ابتلي به شعبنا المصابر ، ومن الوقوف على الجمعيات والمؤسسات ساعات طويلة ليحصلوا على الخير العميم الذي تكرم به المسؤولون ال" كرام " وكنت وما أزال أسمع ممن جاء من سورية إلى أقاربهم في أصقاع الأرض يغبطونهم على أنهم ارتاحوا من قضاء هذه الساعات المذلة على أبواب الفقر والعالة .

ورابعها : أنني ظللت سنوات طويلة في غربتي أرتجف كلما رأيت سيارة " رينجروفر" أو " لاند روفر " تمر بجانبي لأنها رمز زنازين النظام وأقبيته المخيفة ، ولا يركبها إلا حثالة المخبرين والظلمة ، وشياطين الإنس في سورية . وما انحلت العقدة إلا بعد أن رأيت أطفال الخليج ونساءه يركبونها ،والشعوب الأوربية تستخدمها لرحلاتهم في الأرياف الجميلة ........ وحين دعيت إلى امتطائها أول مرة أحسست بقشعريرة الخائف المرعوب ... ألا لعنة الله على الظالمين وقطعان الأمن المسعورة الذين زرعوا في نفوس أبناء الأمة الخوف والهلع بدل أن يزرعوا الشعور بالكرامة والعزة .

ويتساءل الأخ الحبيب كاتب المقال الذي لا أعرفه قائلاً :هل صحيح أنهم –اركان النظام الظالم طبعا – لا يأبهون لأحوال المطاردين المنفيين ، ولا إلى أحوالهم وإلى تشردهم ، وإلى تبعثرهم وانقطاع صلاتهم بسورية ؟! وهل لمصلحة سورية – العروبة – أن يتعامل مع هؤلاء الناس بهذه الكيفية التي لا يرضى عنها أنس ولا جان ؟!...  حين قرأت هذا التساؤل بكيت ضحكا ، وضحكت بكاءً ... وسألت الأخ بصوت مكبوت منفجر بآن واحد

أعند هؤلاء البشر الذين تخاطبهم إحساس؟

وهل هؤلاء بشر –ابتداءً؟ فتخاطبهم كما يخاطَب العاقل ؟!

أيعرف من يبطش ويقتل ويدمر شيئا يدعى  " إنسانية "؟!

وهل سورية بالنسبة إليهم سوى بقرة حلوب يعتصرونها ويقاتلون لتبقى ملكاً لهم ؟!

وما علاقتهم بالعروبة ؟! وما الذي قدموه لها؟ غير التفكك والشرذمة والانحطاط؟!

ألا ترى أنهم يقبلون أقدام السادة اليهود والأمريكان ويتوسطون " لافاشكيري " وغيره كي يقدمهم لهؤلاء السادة المتغطرسين ؟ ويعلن وزير الإعلام السوري أنهم جاهزون للمفاوضات  في خمس دقائق إذا رضي شارون؟ .. ثم يتناسون أبناء وطنهم ورجال أمتهم عقوداً طويلة ؟!

قلتَ يا أخي الحبيب كاتب المقال : " النداء قبل الأخير " إن المصائب تجمع الشعوب في صف واحد ، والأمة في خندق واحد ، فيجتمعون لرفعة بلدهم والذود عنه متناسين كل الاختلافات .. هذا صحيح ،،،ولكن حين يكون القوم ذوي أحلام وعقول ، وحين يشعر الجميع بالانتماء إلى الوطن ، فيتملك حبُّه قلوبهم ! وحين يشعرون أنهم جميعا يؤلفون نسيجاً واحداً متجانساً .... وحين يكون البغض والكره والفساد واخيانة بضاعة مزجاة.. مدفوعة .. ليس لها مكان في ضمير الأمة.

المحب: عثمان قدري مكانسي

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ