ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/03/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أما لأمريكا فنعم ..

وأما الشعب فللمؤتمر القطري

د. منير محمد الغضبان*

هذه خلاصة الخطاب الرئيسي في مجلس الشعب . ولا ننكر  بلاغة الخطاب وفصاحته وسعة آفاقه وقوة تحليلاته.

لكن ما هي وظيفة مجلس الشعب ؟

. أن يكون مكان خطاب سيادة الرئيس .وأن يحشد مجلس الشعب كله داخل المجلس ، وتحشد الجماهير التي تغض بها الشوارع والساحات خارج المجلس بمئات الألوف ، كما ذكرنا من قبل . ووظيفة هؤلاء جميعا أن يصيخوا للرئيس ،ويستمعوا لسيادة الرئيس . وتلتهب أكفهم بالتصفيق ، وتطق حناجرهم بالهتاف ، بالروح بالدم نفديك يا بشار .

وسيادة الرئيس هو مجلس الوزراء ، ومجلس الشعب، والشعب كله، فقد اختصرت الأمة كلها بإنسان واحد ، لا تفكر إلا بفكره ، ولا تسمع إلا بسمعه ، ولا تبصر إلا ببصره ، وهي جاهزة للوظيفة التي خلقت لها . أن تفدي رئيسها بالروح والدم ، أليسوا  هكذا يقولون . نعم، الحمد لله ، عندنا تسعة عشر مليون بشار ونيف ، لا ندري بالضبط. فلا يجوز أن ننسى إنسانا واحدا من الشعب السوري ليس هو بشار الأسد . لأن الأمة كلها وراء الرئيس مهمتها أن تقول نعم .

إما تركت تركت عف.......وا أو قتلت فلا ملامة

أنت المليكُ عليهمُ           وهمُ العبيد إلى القيامة

ويحضر رئيس الدولة إلى مجلس الشعب . وقد كان في الأمس خطأ فاحش . وطالما أن الأمر عسكري وحزبي فكان من الواجب  أن يحضر الرئيس بلباس الفريق . وتلمع السيوف والنجوم والشارات . فتبهر العيون والأبصار. وتأخذ القلوب والألباب . ولكن الرئيس عندنا متواضع حقا  فهو يكره ويتحاشى هذا اللباس . ويحضر الرئيس إلى مجلس الشعب . وبالتأكيد . لا يعرف مجلس الشعب وممثلو الأمة ماذا سيقول الرئيس. هل سيقول لأمريكا لا . ولتسقط أمريكا . ولن نخرج من لبنان ، أم سيقول . سننفذ الأمر بالتو وسنخرج من لبنان حسب الأوامر العالمية أم. . أم ..كل هذه الأمات لا يعرفها أحد . كل ما يعرفه ممثلو الشعب أن السيد الرئيس سيلقي خطابا هاما . وعليهم أن يصفقوا تصفيقا حارا للرأي الذي سيقوله السيد الرئيس . سواء قال سنحارب أمريكا حتى آخر قطرة من دمائنا . ولن نفرط بحق شعبنا . أو قال سنخرج فورا من لبنان استجابة للإرادة الدولية . كلا الرأيين على مجلس الشعب أن يصفق له . فليس من وظيفته أن يناقش ، أو يسأل أو يستفسر أو يعرف . إنما وظيفته أن يصفق حتى تحمر يداه . ويهتف حتى تبح حناجره . لهذا اختاره الشعب ، فعنده الرئيس الذي لا يخطىء . وعنده الرئيس الذي لا يُسأل .ولئن سأل إبراهيم ربه فقال ((رب أرني كيف تحيي الموتى . قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )).

أما هذا الحاكم الأوحد . فلا يُسأل . لماذا ، ولا يُسأل كيف . ونفذت  المسرحية كاملة . وأعلن الرئيس خروج القوات العسكرية من لبنان ونفذت الأمانه كاملة فأجهزة الأمن ترقب النفَس ، وترقب الهمسة ، وترقب حتى خلجات القلب ، وترقب درجة حرارة الهتاف ، ودرجة حرارة التصفيق . والحساب قادم .

ويقوم الرئيس ، وتتزاحم النواب العظام الذين أدوا مهمتهم بكفاءة عالية ليقتربوا من الرئيس .

فالتلفزيون يصور هذه المسرحية . لعلهم يظهرون بجواره ، فأهلوهم يأملون أن يروهم في التلفزيون وبالقناة القضائية ، وتكاد تغص القاعة .بالعشاق والمحبين . ولا يجد الرئيس موطىء قدم وهو يرد على تحيات المعجبين والمحبين . داخل مجلس الشعب .ورحم الله الشاعر الرفاعي إذ يقول عن نواب الشعب :

هاهم كما تهوى فحركهم دمى          لا يفتحون  بغير ما تهوى فما

إنا لنعلم أنهم قد جُمِعوا ......          ليصفقوا إن شـئت أن تتكلما

وهم الذين إذا صببت لنا الأسى         هتفوا بأن تحيا لمصر وتسلما 

   أما خارج المجلس. فلم ترينا (الكاميرا) ذلك . وتقرر مصير الأُمة بكلمات انطلقت من شفتي الرئيس ، وعندما يُسأل السيد الرئيس عن المجتمع المدني . يقول للصحفيين والسائلين ما هو المجتمع المدني ؟ ، وزارة ، مجلس شعب ، نقابات ، تعددية ، جبهة تقدمية . كل شيء عندنا . هل ينقصنا شيء . وصدقت يا سيادة الرئيس . فكل شىء عندك والحمد لله . ولنصل ولنسبح ولنحمد ولنترنم على الديمقراطية العظيمة الخالدة . التي لا مثيل لها في العالم . أليس هذا المشهد هو صورة من صور هذه  الديمقراطية ؟.

أما مجالس الشعب ،أوالكونغرس ، أو العموم ، أو غيرها التي يدخل رئيس الجمهورية . ليساءل ويحاكم وتطلب شهادة كل جنرالاته . ووزير دفاعه . ومستشاريه فهؤلاء متخلفون

هذه المجالس التي تنعقد شهرا  لمناقشة القرارات المصيرية ،مثل قرار الخروج من لبنان ، أو البقاء فيه ،و الذي يترتب عليه احتلال البلد ، أو يترتب عليه الخضوع الكامل للعدو. والاستماع إلى الأخطاء التي مورست من أجهزة الأمن؟؟! . هذا في البلدان المتخلفة غير المتحضرة . أما نحن الديمقراطيون التقدميون . الذين لا مثيل لديمقراطيتنا في العالم . فليس من اختصاص مجلس الشعب القرارات المصيرية ولا محاسبة السلطة . ولا . ولا . إن مهمتها كما شهدنا ها على القنوات الفضائية . التصفيق والهتاف . وتقديم أعظم آيات الإعجاب والتهاني للسيد الرئيس . وعذرا فالأفراد القلائل المخلصون في المجلس هم على هامش المجلس وهم الأمل في التغيير  من داخل النظام .

لم أقف كثيرا عند الموقف الرسمي السوري . صوابا هو أم خطأ . إنما أقف عند آلية اتخاذ هذا القرار . التي رأيناها على المسرح السوري . بعفويته وسذاجته حيث بدت الديمقراطية في سورية عارية تماما بلا رتوش ولا مكياج . ولا زينه . فلم يفكر النظام السوري مثلا أن يحيل القضية إلى مجلس الشعب . ويدرس الحيثيات . والأوضاع . ولو بشكل صوري . ثم تقرر أغلبية برلمانيه ، القرار الخفي المقرر من القيادة السورية . حتى هذه لم يتم اللجوء لها . فعرفنا كيف نُحكم وممن نُحكم . وأعطانا هذا النظام وثيقة غالية جدا . عن القرار وطريقة اتخاذه .

لقد شعر الرئيس الأسد أن الحديث عن الأوضاع الخارجية قد أخذ مساحة الخطاب كله .والشعب ينتظر منه شيئا عن الأوضاع الداخلية. فاعتذر من أجل الأولويات . وتحدث عن مسيرة التطوير المستمرة . وأحالها برمتها إلى المؤتمر القطري العتيد .

فهو يعلم أن الأوضاع الداخلية هي مطلب أمريكي كذلك . وأن أمريكا تريد أن تفرض الديمقراطية في المنطقة ولا تخفي أن خطأها خلال ستين عاما في مساندة الأنظمة الدكتاتورية . هو الذي أدى إلى تعشيش الإرهاب وتفريخه. فلا مناص لها من إعطاء حرية نسبية لهذه الشعوب .ويعلم الرئيس السوري ، أن الخطوة القادمة مثل خطوة سلفه صدام . فبعد أن كان الهدف هو أسلحة الدمار الشامل . واستمر مسلسل التنازلات العراقي كاملا لأمريكا في كل شيء . حتى رأينا بأعيننا تدمير صواريخه وأخطر أسلحته وتفتيش غرف نومه وقصوره . لم يعد لأمريكا إلا هدف واحد هو تغيير النظام . فأعطته إنذارا خلال ثمان وأربعين ساعة . إما أن يغادر العراق . وإما أن يكون الاحتلال . والأسد يعلم أنه مهما تنازل . فلم يعد هو ونظامه مرغوبا بهم في أمريكا تحت اسم الديمقراطية والحرية . ومن أجل ذلك . وتحت هذه الضغوط . درس النظام السوري الساحة الدولية . وقرر أن يضع مصير سورية بيد المؤتمر القطري . وهنا يبرز جنون العظمة عند النظام السوري. من خلال هذه المقولات الخاطئة من جذورها

1_ المادة الثامنة من الدستور تنص على أن حزب البعث هو الذي يقود الشعب والمجتمع

2_ أي مساس بهذه المادة أو حديث عن تغييرها سنطلق تهمة الخيانة والعمالة فيمن يتصدى لها. أي لتهمة النيل من الدستور.فسيكون السجن والاعتقال له . كما رأينا في حيثيات اعتقال سجناء الرأي العشر .

3_ وحتى يكون التطوير حقيقيا . فلن ينبع إلا من داخل الحزب . من الكهنة الذين عندهم العلم والخبرة والذكاء والقدرة الفائقة والقداسة . لأنهم من حزب البعث العربي الاشتراكي القائد .  وهذه المؤهلات تعطيهم حق تقرير مصير الشعب.

4_ ومَن الشعب ؟ ما هذه الأصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك . وما هذه المعارضة التي تزعم أنها معارضة . هي خارج التاريخ وهي منقرضة ، تتلمظ للوصول إلى كرسي الحكم .

5_ وماذا تعني طروحاتها ، ودعواتها ، ومشاريعها ؟! ما الميثاق . وما المشروع السياسي للاخوان المسلمين . أليس صادرا عن أناس مجرمين أعداء للشعب . فليتطهروا أولا من أرجاسهم، ويقدموا ولاءهم وعبوديتهم للحزب القائد . وليتحدثوا بعد ذلك .

6_ وما معاناة الشعب؟!أليس الحزب العظيم الذي لم يعرف تاريخ سورية مثيلا له في العبقرية السياسية والاقتصادية وحتى الدينية، والإنسانية قادر على أن يحل مشاكله كلها وكم غيَر الحزب من وزارات حزبية في سبيل هذا الإصلاح ؟!

7_ تتحدث المعارضة عن البطالة والفقر الذي ينال أكثر من 60 % من الشعب البائس الذي لا يجد قوته. ألم يعلموا أن في أمريكا بطالة ؟وأن فيها فقرا ؟. وتتحدث عن سيطرة أجهزة الأمن . وهل تستطيع دولة أن تعيش دون أجهزة أمن ؟ ما أغباهم ؟!

8_ يتحدثون عن ديمقراطية غربية استعمارية . وعن مجتمع مدتي ومؤسسات له .

أما آن لهم أن يفهموا أن لكل شعب خصائصه. وأن الديمقراطية الغربية  الاستعمارية لا تصلح في بلادنا ، فالديمقراطية عندنا ستتحول إلى صراع وتمزيق للشعب . وجزأرة له . وطوائف تتصارع وتذبح بعضها بعضا. ألم يرو إلى الاستقرار الذي قدمه الحزب في بلادنا خلال أربعين عاما ونيف بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، وكيف ينعم  الشعب فيه . وقد صار الشعب كله إنسانا واحدا هو الأسد فصارت سورية الأسد أبا وإبنا . ويجب أن تستمر لتصبح حفيدا بعد ذلك.

9_ أوليست هذه المعارضة كلها عميلة ؟ إننالن نقول هذا أمام الناس ، حتى لا تسارع المعارضة للتعاون مع أمريكا .

ولكن أليس من يطالب بالحريات والديمقراطية ونحن في حالة حرب مع إسرائيل . هو عميل شاء أم أبى ؟!

10_ أولا يرون أن الحرب اتسعت حتى صارت ضد أمريكا أكبر دول العالم . ونحن ندير المعركة بذكاء خارق . ونحافظ على سلامة الوطن . ونلعب على كل الحبال . وهم يريدون أن يشغلونا بترهات . وتخريصات ، عن الحرية والديمقراطية ؟!

نعم إن كان هناك أزمة فالحزب العظيم المقدس الذي قاد سورية خلال أربعين عاما ونيف .فسلخ منها الجولان . وأفقر قرابة ثلثي الشعب . قادر على أن يفقر الشعب كله . وقادر على أن يجعل سورية كلها تحت الاحتلال الأمريكي بعبقرية قيادته الفذة . وقادر على كل شيء .

فلينم الشعب آمنا قرير العين مستقرا مرتاحا .. بعد أن تحول كله إلى عبيد غير قادرين أو مؤهلين للتفكير بالقضايا المصيرية . وليدع الأمر إلى المؤتمر القطري الذي نزلت قداسته في الكتب الثورية:

آمنت بالبعث ربا لا شريك له      وبالعروبة دينا ماله ثاني

ليترك الشعب مصيره إلى المؤتمر القطري . الذي سيعقد خلال أ شهر . ولير النتيجة العظيمة . والحلول السحرية التي تتفتق عنها عبقرية هؤلاء المؤتمريين . ويحققون ما حلم به الشعراء والفلاسفة فصاغوه شعرا فيما مضى وقالوا :

لو أدى البعث رسالته     لقبضنا من ثمن الأقرع

فسيؤدي البعث رسالته . فالمؤتمر القطري قادم

* باحث إسلامي سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ