ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/01/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


وقفـة مع معالي الـوزيـر

خالد الأحمد*

في مقابلة معالي وزير الأوقاف السوري الأستاذ زياد الدين الأيوبي مع صحيفة الأنباء الكويتية وردت مغالطات كثيرة ، رأيت أنه من واجبي تبـيين هذه المغالطات احتراماً لعقول القـراء ، وحفاظاً على حرمـة الشـعب السـوري المقهـور .

1ـ يقول معالي الوزير عن مجزرة حماة التي قتلت فيها السلطة قرابة (30) ألفاً من المواطنين معظمهم من النساء والأطفال ، يقول : [ من واجب الدولة أن تحمي مواطنيها ] ، فكيف يفهم معالي الوزير هذه الحماية !؟ هل الحماية بقتلهم بشكل جماعي !!؟؟ ومن واجبي أن أوضح لمعالي الوزير الذي لـم يـدر ماجرى في حماة :

سمعت السلطة في سوريا أنه تجمع نحو (300) من المعارضين المسلحين في حماة ، فطوقت المدينة بثلاث أطواق من القوات العسكرية ، الجيش الذي صرفت عليه سوريا (80%) من الميزاية العامة لمدة نصف قرن كي يحمي سوريا من الصهاينة ، ولكنه انهزم في عام (1967) كما انهزم في عام (1973) لأن البعثيين فرغوا هذا الجيش من الضباط الأكفاء ، وتركوه بيد البعثيين ، بل فئة خاصة من البعثيين كذلك ، حتى صار الجيش ( جيش الأقلية ) التي حكمت ( الأكثرية ) في سوريا لمدة تقرب من نصف قرن ، وصارت مهمته الحفاظ على كرسي الحكم ، وليس الدفاع عن الوطن .

طوقت حماة بثلاث أطواق من سرايا الدفاع والوحدات الخاصة واللواء (47) وغيرها ، وكان بالامكان تشديد الحصار ، والانتظار ولو مدة شهور حتى تستطيع القبض على هؤلاء المطلوبين ، ولكن السلطة السورية تخاف على كرسي الحكم ، وربما يتحرك الشعب المقهور في مكان آخر ، لذلك قامت بقصف المدينة القديمة ( الحاضر ) الذي لاتستطيع الدبابات دخوله بالمدفعية وراجمات الصواريخ ، وهدمت كثيراً من العمارات كي توسـع الطريق للدبابات ، واخيراً هدمت عدة أحياء هدماً كاملاً مثل البارودية والزنبقي وغيرها ، وقتلت ثلاثين ألفاً من المواطنين مات أكثرهم تحت الهـدم  . فأي حماية مثل هذه الحماية يامعالي الوزير !!؟ نعم إنها حماية الكرسـي المهتـز يومذاك في دمشق ، ومن أجل المحافظة على الكرسي قتلت السلطة ذلك العدد في حماة ، ومن أجل المحافظة على هذا الكرسي يركع اليوم النظام السوري لشارون وبوش وينفذ كل ما يطلبانه منـه .

2ـ يقول معالي الوزير أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت بفتح النـار ، وهذا القول مخالف للحقيقة الواضحة التي عرفها القاصي والداني ، واعتقد حتى الوزير يعرفها ولكنه لايريد أن يقول الحقيقة ، لأن الحقيقة غالية ومكلفة جداً وربما تكلفه كرسـيه الجديد في الوزارة .

اسأل يامعالي الوزير الأستاذ رياض الترك ، وهو ليس من الإخوان المسلمين ، اسأله من الذي أجبر الشباب المسلم على الدفاع عن نفسه بالسلاح . سيقول لك النظام ، ومن أجل هذه الحقيقة التي قالها الأستاذ رياض الترك مكث في الزنزانة الفردية سبع عشرة سنة ، مع إلحاح الرئيس السابق نفسـه على أن يقول الأستاذ رياض الترك ماتقوله أنت الآن فرفض ، وقال الحقيقة التي كلفته سبع عشرة سنة في الزنزانة .

وأرجو من معالي الوزير التكرم بقراءة المواضيع التي نشرتها في موقع مركز الشرق العربي على الانترنت مثل : البعثيون يهدمون مسجد السلطان عام 1964م ، ووحدات الأمن تجبر الشباب المسلم على القتال ، كي لا أكرر ما نشرته سابقاً على الملأ . ومعذرة معالي الوزير كنت أتمنى أن لايكون الوزير في بلدي سوريا زاهداً في معرفة الحقيقة إلى هذه الدرجة !!!

3 ـ يريد معالي الوزير من فضيلة الأستاذ علي صدر الدين البيانوني أن يعتذر بخطأ الإخوان المسلمين من قبل الاستقلال !!! ومرة أخرى كنت أتمنى أن لايكون الوزير في بلدي يتجاهل تاريخ سوريا السياسي إلى هذا الحـد ، وقـد نشر الإخوان منذ أكثر من عشر سنوات تاريخهم ، وكل من يقرأ صحيفة أو مجلة عرف أن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أسست عام (1945م) ، وفي عام (1948) ساهمت في معركة فلسطين بقيادة الشيخ مصطفى السباعي مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ، فهل قرأ معالي الوزير كتاب ( الإخوان المسلمون في حرب فلسطين ) !!!؟؟؟

4 ـ اعتبر معالي وزير ( الأوقاف ) أن ماجرى في حمص أخيراً جريمة عادية ، وهو أن ضابط أمن مخمور دخل المسجد ومزق المصاحف وداس عليها ، وهذا حرك الغيرة والإيمان عند إمام المسجد ومعاونه فقتلا ذلك الضابط المخمور وهو يمزق المصاحف ويدوس عليها ، وبسبب ذلك اعتقلت السلطة قرابة المائة من اهالي الحي ، أطلق سرتح بعضهم ، ومازال الباقون في المعتقل ، وكلنا يوقن بأن المواطن السوري لايجرؤ على مواجهة رجال الأمن ، ولولا أن إمام المسجد ومعاونه شاهدا ماأخرجهما من عقلهما ، وجعلهما يتصرفان بهذا الانفعال والغيرة على الدين . ومعالي وزير الأوقاف يراها جريمة عادية .

5ـ يقول معالي وزير ( الأوقاف ) أن إطلاق اللحيـة أمر غير مقبول ، وهذا يبين حقيقة وزير ( الأوقاف ) ، الذي يعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : [ حفوا الشوارب وأعفوا اللحى ] ، ومن قال لك أن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لاتتعدى قبضة الكف ، لو كان ذلك كما تقول ( وأنت أستاذ جامعي مع الأسف )  لوكان ذلك لما اختلف العلماء في جواز الأخذ من اللحية أو عدم ذلك ، لو صح أن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لاتتعدى قبضة الكف ، أو صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته ، لما كان الخلاف بين العلماء ، ومادام الخلاف موجوداً فلايستطيع معالي الوزير أن يجزم بذلك ...

بينما يقول معالي وزير الأوقاف السوري : إطلاق اللحية أمر غير مقبول ، فماذا يضرك يامعالي الوزير إن أطلقها أو أخذ منها !!؟؟ وجمهور العلماء لايأخذون منها شيئاً بل يطلقونها تماماً .

وتمنيت لو رأيت وجـه معالي الوزير هل يطلق لحيته أم يحلقها !!!؟؟؟

6 ـ يصف معالي الوزير الإخوان المسلمين بأنهم قلـة قليلة لاوزن لهم في الشارع السوري ، وحتى العربي ، وقد فشلوا في المستويين السوري والعربي :

وكأن معالي الوزير لايتابع الفضائيات ولا يتابع الانترنت ، ولم يسمع أو يتعرف على مكانة الإخوان المسلمين في سوريا حالياً ، وكما يقول الأستاذ رياض الترك : أي حياة ديموقراطية في سوريا بدون الإخوان المسلمين ناقصـة . وكما يقول الدكتور هيثم المناع : الإخوان المسلمون أكبر حركة معارضة في سوريا، والإخوان المسلمون يتحدون معالي الوزير وسادته أن تجرى في سوريا انتخابات حـرة ونزيهة تحت رقابة دولية وعربية ، كالتي جرت في الجزائر عام (1992) حيث حصلت الجبهة الإسلامية على أكثر من (80%) من أصوات الشعب الجزائري ، وقال يومذاك أحد رؤوساء التحرير لصحيفة عربية مهاجرة ( وهو غير مسلم ) قال : لو أجريت انتخابات حـرة ونزيهة في أي بلد عربي يحصل ( الأصوليون كما قال ) على مثل ماحصلوا عليه في الجزائر .

أما في العالم العربي فالإخوان المسلمون رقم صعب في المعارضة المصرية واليمنية والأردنية والكويتية والجزائرية والمغربية ، وللذكرى يامعالي الوزير :

      ـ في زلزال القاهرة قبل عدة سنوات سبقت جهود الإخوان المسلمين في إغاثة المنكوبين ؛ سبقت جهود الحكومة نفسها .

   ـ في مصر أيضاً صار الإخوان المسلمون رقماً وطنياً يقبله بعض الأقباط ، فيقول أحدهم : نحن نتمنى أن يحكم الإخوان المسلمون مصر ، ونحن الأقباط متأكدين أن أوضاعنا ستصير إلى أفضل لو حكمنا الإخوان المسلمون ، وعندما طلبت المحكمة المرشد العام الأسبق محمد حامد أبو النصر بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم ؛ تقدم عدة محامين من الأقباط للدفاع عن المرشد العام للإخوان المسلمين .

ـ وفي الجزائر يشارك الإخوان المسلمون في الحكومة منذ أكثر من عشر سنوات ، وهم رقم أساسي في السياسة الجزائرية ، ولهم تنظيماتهم العلنية منذ أكثر من أربع عشرة سنة .

ـ وفي اليمن يشكل الإخوان المسلمون حزب الإصلاح ، وهو المعارضة الرئيسية في اليمن ، ويتحالف مع القبائل اليمنية ، ذات القوة الجماهيرية الأولى في اليمن .

ـ حتى في العراق الجريح تجد الإخوان المسلمين وقد لملموا صفوفهم على عجل واثبتوا وجودهم على الساحة السياسية العراقية ..

فما معنى أن يقول معالي الوزير [ الإخوان المسلمون ... قلة قليلة ، لاوزن لها في الشارع السوري ، وحتى العربي ، وقد فشلوا على المستويين السوري والعربي ] ، هل يريد معالي الوزير أن يكذب على أمريكا ويطمأنها كي لاتخاف من عدوها الحقيقي ، أما أسياده في دمشق ، فلا يصدقون كلامه ، وهم أعرف منه بالواقع ، وقد نقل عن عبد الحليم خدام أنه قال : نواجه في سوريا صحوة إسلامية كبيرة ، مع غياب الإخوان المسلمين ، فكيف تريدون منا أن نسمح للإخوان المسلمين بالعودة كي يستثمروا هذه الصحوة ويقودوها !!؟؟ 

7 ـ أما الحاجـة ( منيرة القبيسي ) أمـد الله في عمرها وصحتها وعافيتها ، ونفع المسلمين بها ، فلايضيرها أن يرفض معالي الوزير شيئاً اسـمه ( القبيسيات ) ، مع أنها حقيقة ملأت سوريا ، بل فاضت على العالم العربي ، ونحن هنا بعيداً عن سوريا بآلاف الكيلومترات نلمس ظاهرة ( القبيسيات ) ظاهرة ايجابية ، بين نسائنا ، ونساء إخواننا ، ظاهرة تدعو نساء المسلمين إلى الالتزام بتعاليم الإسلام وأوامر الله ورسوله في الكتاب والسنة .

هذا بعض ما رأيت أنه من واجبي أن أبينـه ، وأرجو المعذرة إن أثقلت ، واستغفر الله العظيم ، وأسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ ونسمع ، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

والحمد لله رب العالمين

* كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ