ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 07/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ومن تكون أمك يا ميشيل ، عند رعاة البقر ؟

د . هشام الشامي

عزيزي الأستاذ ميشيل كيلو فك الله أسره و أسر جميع سجناء الرأي من سجون مغتصبي وطني الحبيب شامستان ،،،

تحياتي ، و عزائي لك - بداية - بوفاة والدتك الراحلة 000

استنكر الكثيرون منع أجهزة الرعب و الخوف ( التي تدعى سفاحاً بأجهزة الأمن ) في أسدستان ، حضورك لجنازة والدتك الراحلة التي شيّعتها مدينتك التي أحببتها و أحبتك – عروس الساحل السوري  لاذقية العرب - ، و لكني أظنك مثلي لم تستغرب و لم تندهش و لم تتفاجأ بمثل هذا التصرف العادي جداً ، و الطبيعي جداً ، و المنطقي جداً ، و الذي يتسق مع تصرفات تلك الطغمة الحاكمة التي ابتلينا بها نحن الشعب السوري بكافة طوائفه و أعراقه و أجناسه ، فهذه الطغمة التي أسودت قلوبها و ماتت عواطفها و لا تتعامل مع البشر إلا بالحقد و اللؤم و الكراهية و الدونية و الظلم و الطغيان لا نأمل منها أن تتصرف كالبشر بالتراحم و الأنس و العاطفة أبداً ، فمن رضي أن يعمل مع هكذا نظام يجب أن يميت قلبه ، و يدفن إنسانيته ، و يئد وجدانه ، و يقتل عواطفه ، و يهين كرامته ، و يسحق شهامته ، و يحرق نخوته ، و يدوس على شاربه و رجولته ، و يضع قفاه على وجنته ؛ هكذا تاريخهم ، و حاضرهم و سائر أحوالهم 0

إنهم ذئاب بأشكال البشر ، يتلذذون بعذابات الناس ، ساديون و مرضى بكل أمراض النفس الخبيثة ، لا يُأمل منهم خير ،و لا يُرتجى منهم حسن ، و لم نعهد منهم إلا المصائب و الشرور، هدموا المدن فوق رؤوس ساكنيها ، و قتّلوا البشر ، و شردوا الملايين من أوطانهم ، و سجنوا و عذبوا و أعدموا عشرات الآلاف ، و قتلوا الأطفال أمام أبويهم ، و الرضع على صدور أمهاتهم ، و الأجنة في أحشائهن ، و مثلوا بالمرضى و قطعوا أوصالهم و دهسوهم بالدبابات و المجنزرات ، و وضعوا رؤوس السجناء في ( ملازم ) الحديد و شدوا عليها حتى تداخلت عظام الجماجم ، و خرجت أدمغتهم خارجها و هم أحياء ، و قطعوا أيادي و آذان الحرائر ليحصلوا على المصاغ و المجوهرات ، و شقوا بطون الحوامل و حمّلوا الأمهات أجنتهن بأيديهن ، ماذا أقول لك يا سيدي ؟ ، و أنت تعرفهم أكثر مني ، و قد خبرتهم بنفسك ، و دخلت سجونهم المظلمة أيام المحن و المآسي ( أيام ملك الغابة المقبور) ، و ها أنت تُمتحن ثانية ( أيام ملك الغابة الموتور ) 0

أسر لي أحدهم ، و هو ممن خضعوا أوائل الثمانينات لدورة المظليين ، من أجل أن يستفيد منها و تفتح له أبواب فروع الجامعات ، فيختار منها ما يشاء و يحلو له ، و يسرق فرصة مواطن شريف يستحق هذا المكان بجهده و عرقه ، ( و كما كان يقال في أوائل الثمانينات : أصبح دخول كلية الطب ليس من أبوابها و إنما بالسقوط عليها بالمظلات ) ، أسر لي هذا الرفيق كيف كانوا يربونهم ؟هناك في معسكرات ( و التسمية الحق عصابات ) سرايا الدفاع ، و مما قاله لي هذه القصة القصيرة التي تبين كيف كانوا يُميتون عواطف الشباب تجاه أهلهم و شعبهم و وطنهم ، و يجعلونهم عبيداً ليس إلا في مزرعة آل الأسد و كهنة في معبدهم 0 قال لي هذا الرفيق المظلي : أثناء اجتماعنا مع الرائد – قائد السرية – استأذن أحد الطلبة المظليين ، فلما أذن له الرائد بالكلام ، خرج إليه من بين الصفوف ، و أدى له التحية العسكرية ، و وقف أمامه بحزن و انكسار ، و طلب منه إجازة ليحضر جنازة أمه في إحدى قرى اللاذقية ، التي وافتها المنية هذا الصباح و قد أتصل أهله و أخبروه بالفاجعة و طلبوا منه الحضور ، و أبلغوه بأنهم سوف يرسلون برقية رسمية لإبلاغ قيادة المعسكر حسب الأصول المتبعة 0 ماذا كان جواب الرفيق الرائد ؟ 0 يتابع زميلي المظلي فيقول : فبينما نحن متعاطفون مع رفيقنا المفجوع ، و ننتظر من الرائد أن يتعاطف معه و يسمح له بحضور جنازة والدته ، فإذا به ما إن انتهى رفيقنا المظلي من الكلام ، حتى صفعه صفعة رأينا شررها يتطاير من وجهه ، و هو يوجه له أبشع و أقذع و أفحش كلام سمعناه في حياتنا ، و لم يترك كلمة نابية و سيئة إلا و وصف بها رفيقنا المظلي ، و مما قال له ( بعد الفلترة طبعاً ) : يا حقير يا كلب يا منيـ00 يا 00 يا 00 من هذه أمك ؟ إنشاء الله بيموت أبوك و عيلتك كلها ، يا واطي 00 أبوك حافظ ، و أمك رفعت ، و ربك رفعت ( و العياذ بالله ) و نبيك رفعت ، وأهلك رفعت ، و وطنك رفعت ، مين ما مات يموت ، ما لازم تزعل على أحد ولآ ، خلي قلبك حديد ، ما لنا حد غير الرئيس و القائد ، ما منعرف حد غير بو سليمان و بو دريد ، ما بدي أسمع كلام حريم تاني مره ، و الله استحوا البنات المعكن يحكوا هيك حكي ، قرد والله انقلع الله يقطعك من شجرة ، انقلع قبل ما امسح فيك أرض المعسكر ، حاجي نغوجه ولاه ، الله يلعنكن لسعكن أولاد ، و الله لتصيروا رجال غصب عنكن 0

فعاد رفيقنا و هو يبكي منهاراً ، فناداه الرائد : تعال هون ولاه 0 فلم يسمعه ، فطلب من مظليين أن يحضراه ، فأحضراه ، فصرخ به : عاري الصدر ولاه ، بالشورت يا منـ00 ، فلم يرد و وقف أمامه حانياً رأسه و ظهره و بدا عليه الانهيار ، فطلب من رفيقتين مظليتين أن يخلعا ملابسه ، فخلعتاها عنه ، ثم طلب منهما أن يحضرا ماء و يصبانه فوق رأسه ، ثم أمره : منبطحاً ولاه ، فلم يرد ، فدفعه بيده بلؤم ، فسقط على الأرض ، فداس على رأسه بقوة ، و كان الرائد ضخماً كالبغل ، فخرج الدم من أنفه و وجنته ، ثم أمر زملائه أن يأخذوه إلى الحلاق فيحلقوا له شعر رأسه ( رغم أنه قصير ) ثم يذهبوا به إلى السجن 000

هذه قصة حقيقية من قصص أسدستان ، و ليست من خيال مخرجي أفلام هوليود و لا من قصص المافيا ، و من يعرف سرايا الدفاع ، و أشباههم من كلاب السلطة الأسدية ، و يعرف نشأتهم المشبوهة – كالأستاذ ميشيل كيلو - لا يستغرب هذا الكلام ، و لا تصرفاتهم الحيوانية البعيدة عن كل ما يمت للإنسانية بصلة0

و قصة نشأة سرايا الدفاع معروفة للجميع ، و خاصة لأهلنا في جبال الساحل الطيبة ، عندما كان القائد رفعت!! ، يرسل عصاباته فيخطفون كل من تقع أيديهم عليه في تلك القرى من الأطفال و الفتية ، من عمر تسع أو عشر سنوات إلى عمر عشرين سنة ، يخطفونهم دون علم أهلهم و موافقتهم ، و يذهبون بهم مخفورين إلى معسكرات السرايا حول دمشق الحبيبة ، و يعزلونهم عن أهلهم و جميع البشر ، و يبدؤون بتدريبهم و غسل أدمغتهم ، و يربونهم على عبادة رفعت و أخيه ، و عندما يتيقنون أنهم أصبحوا عبيداً لسيدهم رفعت ، و لم يعد لهم مكاناً خارج السرايا ، و أرتبط مصيرهم بها ، و انخلعوا من أهلهم و قراهم و مدارسهم ، عندها فقط يسمح لهم بزيارة أهلهم إذا شاءوا ، و ربما لم يعودوا بحاجة إلى أهلهم بعد أن أصبحوا خارج نطاق الإنسانية و البشرية 0

هذا فيض من غيض جرائم العصابات التي ابتلانا الله بها ، و أستاذي العزيز ميشيل يعرف أكثر من هذا بكثير ، و لذلك لم يكن غريباً عليهم أن يمنعوه من نظرة وداع لأمه الراحلة ، بعد أن منعوا حتى الهواء عن أمته و وطنه 0

نعم عزيزي ميشيل : لا يلام الذئب في عدوانه ** إن يكُ الراعي عدو الغنمِ

و كما قال شوقي أيضاً  : مخطئ من ظن يوماً ** أنّ للثعلب دينا 0

و أخيراً ، كم نحن بحاجة إلى (أطنان) رجال من أمثالك يا أستاذي العزيز ( كيلو ) ؟، و تقبل وافر تحياتي ،،

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ