ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 27/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

بشار .... ليتك كنت من أنصاف الرجال

أبو عمر الأسدستاني

وقف أمام المرآة ينظر إلى وجهه فيها .. لم يكن مهتماً لمظهره العام أو لتجاعيد وجهه أو تسريحة شعره إذ لم يعد يكترث لأمور المراهقين كما يسميها منذ زمن بعيد ولكنّ اهتمامه كان ينصب فقط على شاربه الكث المُنشّى بعناية ودقة بالغتين والمنتصب بقوة وشموخ فوق شفتيه المتغضنتين  ووجهه المشرق معبراً عن شخصية صاحبه القوية العزيزة الشامخة رغم كثرة الصعاب وقسوة السنين وحـُكم البعثيين .

وأمسك (أبو العز السوري) بيده اليمنى موسى حادة للحلاقة ناظراً إلى شاربه العتيد نظرة الوداع الأخيرة متذكراً رفاقه في المقهى الذي اعتاد الجلوس فيه والوعد الذي قطعه على نفسه أمام رواد المقهى بأن يحلق نصف شاربه إذا لم يدخل الجيش السوري في المعركة دفاعاً عن لبنان ضد إسرائيل ؟؟ نعم لقد كان واثقاً من حدوث ذلك .. لم يخطر في باله أبداًً أن يتخاذل الأسود إلى هذه الدرجة ويقبلوا لأنفسهم ولشعبهم الذل والهوان دون أن تتحرك بداخلهم ذرة نخوة أو عزة أو رجولة , ولم يتوقع في أسوأ كوابيسه أن يكتفي الأسود بالفرجة على آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية وهي تقتل الصغير والكبير أطفالاً وشيوخاً ونساءً في لبنان بعد كل ما سمعه منهم من شعارات قومية وثورية تبين له الآن أنها كاذبة وهراء في هراء ولا تساوي ثمن الحبر الذي كُتبت فيه ككذبة الأخ الكبير وشعب واحد في بلدين وسوا ربينا ووحدة المسار والمصير واتفاقيات الدفاع والتعاون المشترك عدا عن وجود عشرات بل مئات الآلاف من العمال السوريين في لبنان والذين من المفترض أن يشكلوا بحد ذاتهم عشرات ومئات الآلاف من الأسباب الواقعية للتدخل دفاعاً عنهم وعن أرواحهم وحماية ًً لمصالحهم ومصالح اللبنانيين معهم ... وأشاح بوجهه عن المرآة عندما تذكر أطنان الشعارات الأخرى (بفتح الهمزة) ابتداءً من قلعة الثوار وملاذ الأحرار وعرين الأسد مروراً بقلب العروبة النابض وصخرة الصمود والتصدي وانتهاء بنكتة البطل المغوار قاهر المغول والتتار.....

واستعرض في ذاكرته شريط الحرب كيف بدأت إسرائيل بقصف مطار بيروت ومحطات توليد الكهرباء والموانئ والجسور والطرقات وكل ما يتحرك عليها من حيوانات وآليات وبشر ومع ذلك لم يحرك الأسود ساكناً .. وراح رفاقه في المقهى يسخرون منه ويذكرونه بنصائحهم بألا يراهن على الأسود بينما انبرى هو في الدفاع عنهم وتبرير تخاذلهم بأنهم تفاجئوا بالحرب ولم يكونوا مستعدين لها ويلزمهم بضعة أيام على الأقل لتعبئة الجيش .. ولكن في حال حدوث مجازر بشرية فمن المؤكد أن الأسود سيدخلون المعركة حتى بدون استعدادات مسبقة ؟

وحصلت المجازر في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع والهرمل وفي كل ركن من لبنان وأخذت صور ضحايا مجازر مروحين وقانا وعيتا وبنت جبيل من الأطفال والشيوخ والنساء تهز كونداليزا رايس وتـُحرج طوني بلير وجاك شيراك وتجعل هوغو شافيز والآلاف من الإسرائيليين ينددون بالعدوان لكنها لم تستطع أن تـُحرج الأسود وتجعلهم يطبقون اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين والتي استخدم الأسود وقتها كامل نفوذهم وسطوتهم على الحكومة اللبنانية أيام وجودهم في لبنان للتوقيع عليها ؟؟

ثم وقعت مجزرة القاع والتي سقط فيها عمال سوريون يعملون في لبنان .. وتوقع (أبو العز) بأن الأسود لابد أن يزأروا وينادوا حيا على الجهاد ليثأروا لمواطنيهم القتلى ولكن .... لا حياة لمن تنادي فقد أدار الأسود كعادتهم وجوههم للناحية الأخرى وكأن من سقط تحت القصف الإسرائيلي هم مواطنون هنود وليسوا سوريين ... آآآآآه كم أصبح الدم السوري واللبناني رخيصاً في نظر الأسود .... آآآآآه كم تعذب (أبو العز) وهو يرى جثث الأطفال تظهر كالدمى النائمة وهم يخرجونهم من تحت أنقاض بيوتهم .... آآآآه كم تألم وهو يشاهد مناظر الدمار والخراب .... آآآه كم تمنى لو قاتل كرجل وقتل كرجل بجانب رجال المقاومة لا فرق عنده ما لون رايتهم هل هي صفراء أو زرقاء أو خضراء أو حمراء فالحياة مواقف والمواقف تحتاج رجالاً وعزيمة ًلاتخاذها مهما كان الثمن ومهما كثـُرت التضحيات وتذكر(أبو العز) كيف قاتل الأتراك في الثورة السورية الكبرى وحارب المستعمر الفرنسي ابتداءً من ميسلون وانتهاءً بجلاء الاستعمار التحق بعدها بأوائل المتطوعين في جيش الإنقاذ لنجدة فلسطين كما شارك أيضاً مع المصريين في صد العدوان الثلاثي وكان من القلائل الذين قاتلوا ولم ينسحبوا في هزيمة الخامس من حزيران وحرب تشرين وغزو لبنان .... نعم (فأبو العز) هو المواطن السوري الأصيل العزيز الشامخ الذي سال دمه وقدم التضحيات ولبى النداء في كل زمان ومكان دفاعاً عن أهله ومبادئه ودينه وشرفه وأرضه يقف الآن ويا للسخرية أمام المرآة ليحلق نصف شاربه وينضم إلى أنصاف الرجال ؟

وأمسك (أبو العز) بموسى الحلاقة وحلق نصف شاربه ونظر إلى نفسه من جديد وأحس بالراحة والرضى ؟ نعم فهو لا يستحق هذا الشارب رمز الرجولة والرجال ومن الأفضل له أن يصبح نصف رجل على أن يتحمل تأنيب ضميره كرجل طوال العمر .

وجمع (أبو العز) بقايا شاربه المحلوق ووضعها في ظرف معنون إلى الرئيس بشار القائد العام للجيش والقوات المسلحة مع رسالة قصيرة كتب فيها ... إلى فخامة الرئيس بشار ... تجنباً لأي إحراج مستقبلي لكم لخوض أية حرب بما فيها تحرير أرضكم في الجولان افعل مثلي واحلق نصف شاربك ستشعر بعدها بالارتياح وبأن عبئاً ثقيلاً قد أزيح عن كاهلك وستشير بإصبعك إلى نصف شاربك الحليق أمام منتقدي تخاذلك لتقول لهم ليس على أنصاف الرجال من حرج ...؟؟ ولكن يجب أن تعلم بأن اتخاذ هذا القرار يحتاج أيضاً للعزيمة والرجال أو حتى أكون دقيقاً معك يحتاج إلى أنصاف الرجال لاتخاذه وما أظنك للأسف منهم .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ