ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

خطاب هام و تاريخي لزعيم عربي مقاوم

د.هشام الشامي

يدخل الزعيم العربي الكبير قاعة النصر للمؤتمرات ، محفوفاً بعشرات الشباب العابسين ؛ حليقي الرأس ؛ ضخام الجثة ؛ و قد غطوا عيونهم بنظارات شمسية سوداء ، وسط تصفيق الآلاف من الجمهور المحتشدين داخل القاعة ، و الذين وقفوا جميعاً فور إعلان عريف الحفل عن وصول سيادة الرئيس القائد ، و قفوا يتلفتون متلهفين لرؤية طلته البهية و يحاولون أن تصل نظراتهم إليه من بين أجساد حرسه الشخصي طوال القامة المحيطين به كما يحيط السوار بالمعصم ، و هم يصفقون بحماس شديد و اندفاع عاطفي جياش و حب أسطوري صادق ، تحية لقائد مسيرة النضال و التحرير و البناء و التطوير و الحرية و التنوير و الوحدة العربية و العدالة المطلقة و الصمود و التصدي و المقاومة و الثبات على المبادئ و القيم في وجه كل الأعاصير و الأنواء و الرياح العاتية التي تحيط بعالمنا العربي الكبير .

- مقدم الحفل ( أحمد سعيد الصحاف ) : أهلاً سيدي الرئيس ، أهلاً بك أيها القائد العظيم ، يا صانع أمجادنا ، يا أمل أجيالنا ، يا رمز عزتنا ، يا عنوان صمودنا ، يا شمس نهارنا و قمر ليلنا ، يا أنشودة الأطفال و غناء الكبار و دعاء العجائز و الشيوخ ، يا ملهم الشعراء و الأدباء يا ناصر الضعفاء يا مهجة الفقراء ، يا من تهفو إليك قلوب العرب كل العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ، يا قائد الثوار يا قلعة الأحرار يا قبلة الأبطال ، تفضل فأتحفنا بكلامك الهادر و خطابك الثائر ، تفضل فأسمعنا فأننا في غاية الشوق و التلهف لتلك المعاني التي تطرب آذاننا و تهز مشاعرنا و تحيي حماسنا و تبعث أمجادنا و تسمو بنا فوق كل العالمين ، تفضل سيدي الرئيس فلا كلام قبل كلامك ، و لا خطاب بعد خطابك .

يتقدم الرئيس القائد وسط تصفيق و هتاف الجمهور الهائج على قلب رجل واحد :     بالروح بالدم نفديك يا قائدنا ، بالروح بالدم نفديك يا أملنا ، بالروح بالدم نفديك يا حبيبنا ...

- الرئيس القائد : باسم الأمة العربية الواحدة ، باسم الشعب العربي العظيم من المحيط الغربي إلى الخليج الفارسي ، باسم الأحرار و الثوار في فلسطين و العراق و لبنان و السودان ، باسم أهلنا في الجولان و اللواء و عربستان و هرر و أبو موسى و طنب الكبرى و الصغرى و سبتة و مليلة و دارفور و جنوب السودان و الصومال ، باسم المناضلين و المجاهدين و الثائرين و جنود العرب الساهرين على كل التخوم و الثغور ، باسم الشعب العربي الهارب إلى أمريكا و أوربا و أستراليا و جنوب أفريقيا و أفريقيا الوسطى و تشاد و موزنبيق و زمبابوي و في كل مكان داخل الوطن أو في الشتات ، نبدأ خطابنا التاريخي الهام .

كان الجمهور يصفق بحماسة و يهتف بقوة و لا ينقطع عن التصفيق و الهتاف ، و فجأة و بلمح البصر يسكت الجميع و يجلسون خاشعين بينما ينتصب أحد الجمهور واقفاً و يهتف بصوت جهوري :

" ما شئت لا ما شاءت الأقدار ** فاحكم فأنت الواحد القهار " .

و يعود الجمهور للتصفيق و الهتاف و الحماس من جديد بتسلسل مسرحي متقن.

ليقف رفيق آخر و يهتف بصوت أعلى من الرفيق السابق :

      " أمنت بالبعث رباً لا شريك له ** و بالعروبة ديناً ما له ثاني ".

و تستمر الجماهير بالهتاف و التصفيق ..

- السيد الرئيس :  أيها الشعب العربي في كل مكان ، لقد تكالبت الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية و أعداء الشعوب و مصاصي الدماء و الاستعمار القديم و الحديث  و كل أعداء التحرر علينا ، و لكننا صامدون ، و سنبقى صامدين إلى أبد الآبدين .

- يقف هتيف جديد و يقول :

" تنبهوا و استفيقوا أيها العرب ** فقد طما الخطب حتى غاصت الركب "

و تعود الجماهير للتصفيق و الهياج و الهدير و الثوران من جديد ...

- السيد الرئيس : أيها المواطنون ، إننا اليوم في لحظة تاريخية حرجة ، و منعطف مصيري خطير ، و ليس أمامنا إلا المقاومة و الصمود و التصدي ، فهو خيارنا نحن الرجال الأشاوس ، و لا نقبل بخيار أشباه و أنصاف الرجال ، من الخونة و العملاء و المنبطحين و المهزومين .

يعلو هتاف الجماهير ، و ترتفع درجة حرارة حماسهم ، فيقف عمرو كلثوم نافخاً ريشه هاتفاً :

" إذا بلــــغ الفطام لنا صبيٌ ** تخــرّ له الجبابر ساجدينا

و نشرب إن شربنا الماء صفواً ** و يشرب غيرنا كدراً و طينا "

- السيد الرئيس : نحن نعرف أننا ندفع ثمن صمودنا و ضريبة تصدينا ، و أن الأعداء قد تكالبوا علينا لأننا لا نرضى بالدنية ، و سنبقى رافعين رؤوسنا ، سنبقى صامدين و لن نركع ، لن نركع ، لن نركع ..

- الجمهور بصوت واحد : لن نركع أبداً لن نركع ** لن نركع أبداً لن نركع .

- القائد المفدى : لن نسمح لأحد أن يتدخل في شؤوننا ، نحن أدرى بقضايانا ، و نعرف كيف نحرر أراضينا ، الوقت ليس مهماً في حياة الشعوب و الأمم ، سنصبر سنين و عقوداً و قروناً ،  المهم أن نبقى نطالب بحقنا ، و لن يضيع حقٌ و راءه مطالب .

- يقف الشيخ الدكتور حبش المتنبي هاتفاً :

" عش عزيزاً أو مت و أنت كريمٌ ** بين طعن القنا و خفق البنود "

ثم يجلس مطأطئاً رأسه ، و هو يدفع بإصبعيه حبات المسبحة الطويلة التي يحملها بيده اليمنى ، و يحرك شفتيه مستغفراً و مسبحاً بخشوع و قنوت .

- ثم تقف الدكتورة بثينة شعبولا و تهتف :

" خلقت مبرءاً من كل عيبٍ ** كأنك قد خلقت كما تشاءُ "

القائد المفدى : سنبقى على الطريق ، طريق حزبنا العربي العظيم ، و لن نتراجع عنه ولو بقينا لوحدنا ، و لو خان أو ضعف أو صمت الجميع ، لكننا على العهد ، و سنصل إلى هدفنا و لو بعد قرون .

- يقف الدكتور محسن بهلول هاتفاً :

     " أمة عربية واحدة ** ذات رسالة خالدة " فيرد الجميع خلفه بصفقة طلائعية منتظمة.

- القائد الرمز : إننا نرفع رؤوسنا عالية ، بجنود الله البواسل في لبنان ، و برجال المقاومة الأشاوس في فلسطين ، و بأبطال العراق الأماجد في أرض الرافدين ، كما نرفع رؤوسنا بأهلنا الصابرين الصامدين المحتسبين الخانعين الراضين بقضاء الله و قدره في الجولان الحبيب و في لواء الاسكندرون العظيم ، فارفعوا رؤوسكم معي بشجاعة المقاومين و بصبر و صمود أبنائنا في الأراضي المحتلة  .

- يقف الدكتور عماد صطوف السفرجي هاتفاً :

" فالجبن عارٌ و في الإقدام مكرمة ** و المرء بالجبن لا ينجو من القدر "

-الزعيم الأوحد : إن تجمّعكم المبارك هذا هو خير دليل على صمودكم في وجه المؤامرات التي تحيكها الصهيونية الجبانة بمساندة الإمبريالية الخسيسة ، فليسمع الجميع صوتكم العالي ، و ليسمع الجميع هتافكم المدوي ، و ليسمع الجميع تصفيقكم العنيف ، فصوتكم و هتافكم و تصفيقكم أقوى من كل المدافع ، و أعلى من أزيز الرصاص و هدير الطائرات و أعظم من انفجار الصواريخ و القنابل و المتفجرات و سيهزم كل دبابات الميركابا و طائرات الإف16.

- يقف الدكتور عماد فيلسوف الشعوبي قائلاً :

" إذا لم يكن من الموت بدٌّ ** فمن العار أن تموت جبانا ".

- الزعيم الأوحد : سنتابع طريق الصمود و التحرير حتى النهاية ، خضنا معارك البطولة و الفخار ، خضنا حرب السادس من حزيران و خرجنا صامدين معززين مكرمين بحزبنا و قيادتنا ، و خضنا معركة تشرين و خرجنا معززين مكرمين بقيادتنا و حزبنا ، و تابعنا مسيرة المعارك و الانتصارات في لبنان عام 1982 و عام 1996 و انتصرنا مع المقاومة عام2... و عام 2..6م ، كما خضنا هناك معارك المخيمات ، فكان اقتحام مخيم تل الزعتر البطولي في 24/8/1976 أسطورة من أساطير النضال ، و كان حصار طرابلس و مخيمات البداوي و البارد عام 1984م و ما زلنا نحارب الصهاينة و عملائهم في لبنان حتى تحرير مزارع شبعا التي سننطلق منها لتحرير الجولان ، لأن لبنان هو خاصرة سوريا ، و كذلك شبعا هي خاصرة الجولان .

 و خضبنا معركة حماة الخالدة في شباط 1982ببطولة و شجاعة فريدة ، و قبلها معركة اقتحام سجن تدمر المظفرة و معارك الشرف و البطولة في حلب و جسر الشغور و جبل الزاوية و إدلب و باقي المدن و القرى السورية ، و ما زلنا نخوض تلك المعارك في القامشلي و عفرين و السويداء و في كل مكان من وطننا العزيز الغالي حتى نسحق كل أعداء الحزب من الإمبرياليين و الصهاينة و الرجعيين و الليبراليين و دعاة الديموقراطية و أدوات الشرق الأوسط الجديد على الطريقة الأمريكية .

- يقف وليدو الوزير هاتفاً :

 تسقط الإمبريالية الأمريكية .  فترد الجماهير تسقط تسقط تسقط

 يعيش حزبنا العظيم .         فترد الجماهير يعيش يعيش يعيش

 نحن جنودك يا قائد .         فترد الجماهير خلفه : نحن جنودك يا قائد .

- القائد الأوحد : كل شيء للوطن ، كل شيء للقضية ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، سنبقى ننفق أموالنا و نخصص ميزانية الدولة في سبيل التجهيز للمعركة الفاصلة مع العدو ، تلك المعركة التي سنحدد نحن زمنها و مكانها ، مهما طال الزمن و مرت الأيام و السنون و العقود و حتى القرون ، سنحقق التوازن الإستراتيجي و توازن الرعب مع العدو في يوم من الأيام ، و لن نبخل في سبيل ذلك ، سندفع من أموالنا ، من لقمة عيشنا ؛ من حليب أطفالنا ؛ من أدوية آبائنا ، سنشد الأحزمة على البطون و نجوع و نجوع في سبيل المعركة ، و لن نمد أيدينا و نشحذ من أحد ، أما الرفاق الاقتصاديون الكبار من أبناء أخوالنا العصاميين ، و أخوتنا و أبناء أعمامنا المقدسين ، و أبناء عماتنا و أصهارنا المناضلين ، فيستكفلون ببناء اقتصادنا المتين الذي سيصمد أمام كل الأنواء و الحصار و الضغوط ، و لن نسمح لأحد أن ينتقدنا أو يزاود علينا ، فنحن في معركة الوجود ، فإما أن نكون أو لا نكون .

- يقف الرفيق العجوز المخضرم أحمد علي الحاج و يصرخ بحماس و عصبية :

" نطق الرصاص فما يبُاح كلامُ ** و جرى القصاص فما يُتاح ملامُ "

- القائد الرمز : يا أحفاد إبراهيم هنانو و يوسف العظمة و صالح العلي و سلطان باشا الأطرش ، سنبقى على العهد ، سنسير على نفس الطريق الذي سار عليه والدنا الراحل ، و سنربي طفلنا الصغير و نرضعه القيادة مع اللبن ، و سنزرع فيه حب الزعامة و عشق الصمود و التصدي و نعلمه كما علمنا والدنا الخالد خطاب الصمود و لهجة التصدي و كيفية دعم المقاومة ، حتى لا تتيتمّوا  إذا ما أصابنا مكروه ، أو اُستدعينا إلى محكمة دولية إمبريالية و لم نعد ، فسيكمل المشوار و سيبقى على العهد صامداً مقاوماً صنديداً رعديداً خطيباً مفوهاً خير خلف لخير سلف يسوق الجماهير بكل شموخ و كبرياء و إباء إلى نصر آجل في دهر من الدهور و جيل من الأجيال.

المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار ، و النصر لقضية شعبنا المغوار ، و إلى خطاب قادم  جديد و منعطف تاريخي آخر ،  و كل خطاب و منعطف و أنتم بخير ...

و يخرج القائد المفدى و هو يلوّح بكفيه تارة و يقبضهما تارة محيياً جماهير الهتاف و العويل و التصفيق و التمجيد و النفاق و التأليه التي تدافعت خلفه لتحييه ( كتدافع الحجيج إلى الجمرة الكبرى يوم الحج الأكبر ) ، و حرسه العابسون تحلقوا حوله يمنعونهم من الوصول إليه ، و هو يرفع رأسه مغروراً و فخوراً بخطابه المثير ، و حفله الكبير ، و نصره الأخير. و تبقى الجماهير الهاتفه تتدافع خلفه حتى يدخل سيارته السوداء المظللة ، و يغيب بين العشرات من السيارات السوداء المماثلة في موكب النصر المهيب خارج قاعة النصر للمؤتمرات ، ليسير الموكب العظيم في طرق حلزونية سرية مخفية تحت الأرض بعيداً عن أعين الشعب المكمم الأفواه و الأسير حتى يصل القائد الملهم التاريخي الفذ الأسطوري الرفيق الفريق الركن الدكتور الصنديد الرعديد العنيد الخالد ابن المخلد  إلى قصر الشعب العظيم في قمة جبل يطل على عاصمة البلاد ( قلب العروبة النابض ) ، هناك حيث سيستريح بعد هذه المعركة التاريخية البطولية ، و ليبدأ من جديد في التحضير لخطابه و معركته المصيرية المقبلة .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ