ـ

ـ

ـ

الاثنين 21/08/2006

لماذا انتصرت المقاومة يابشـار؟

الدكتور خالد الاحمد*

انتصرت المقاومة اللبنانية يابشار لأنها تختلف عنك ، وعن أزلامك ، اختلافاً جذرياً ، وهذه بعض أسباب  انتصارها  :

1- عدم وجود القوات السورية في لبنان ، ففي عام (1982) كانت القوات السورية تحتل لبنان ، ودخلت القوات الصهيونية بإشراف القوات السورية ، فذبحت وسفكت وعملت ، والقوات السورية تشرف من بعيد على المعارك .... صدقني يابشار لو كانت قواتك موجودة في لبنان ، لما صمدت المقاومة الشجاعة التي اذلت جيش الدفاع الصهويني ، الذي علمتمونا أنه لايقهر ، ولابد من المفاوضات معه ، لابد من ( سلام الشجعان ) كما قال أبوك مادحاً اسحق رابين بأنه رجل سلام ... لو كانت قواتك في لبنان ، لقاتلت قواتك المقاومة ، ومنعتها من المقاومة ، كما تفعلون في الجولان !!!؟

2- لأن رجال المقاومة اللبنانية ، يختلفون كثيراً عن رجال جيشك يابشار ، رجال جيشك الذين يشتمون الذات الالهية صباح مساء ، ويحولون ثكنات الجيش إلى بارات وحانات لشرب الخمر ، ومراقص للسهرات الحمراء ... رجال المقاومة قاتلوا دفاعاً عن أرضهم ، ومن مات دون أرضه فهو شهيد ... ورجال جيشك ينكرون اليوم الآخر ، ويهزأون ممن يؤمن باليوم الآخر ....

[ عندما كنت في خدمتي العسكرية دعيت إلى ندوة عنوانها كيف نزرع إرادة القتال عند الجندي العربي ؟ وتحدث الضباط عن ترفيه الجندي وزيادة راتبه ومكافآته ...إلخ ... ولما وصلني الدور : قلت أقترح أن ننمي عند جنودنا ومعظمهم يؤمنون باليوم الآخر ، نحبب لهم الشهادة في سبيل الله ، ومايجد الشهيد من مكافأة في الآخرة حيث يكون مع النبيين والصديقين .... وبهت الجميع حتى أكملت قام ( النقيب ....) فقال بلهجة ساخرة : هل تريد منا أن نكذب على جنودنا ياملازم خالد ونقول لهم في آخرة وفي جنة ونـار !!!؟ وضحك معظم الحاضرين ، ولم أجد من يدعم اقتراحي ، فسكتت ] .

3- انتصرت المقاومة اللبنانية  يابشار ؛ لأن لبنان بلـد ديموقراطي ، لايقصى فيه أحد ، ولايوجد فيه ضباط أمن يستعبدون العباد والبلاد ، ولاتوجد فيه مخابرات عسكرية كالتي يقودها نسيبك ( آصف شوكت ) ... ولايوجد فيه سجن تدمر ، وقطنا ، وصيدنايا ، والحلبوني ، وفرع فلسطين ، والقلعة ، والمـزة ، وعشرات السماء المحفورة في ذاكرة المواطن السوري ...

 لبنـان بلـد ديموقراطي ، وقف الشعب اللبناني وقفـة رجل واحد أمام العدوان الصهيوني ، وأجّـل خلافاته ، ووحد صفوفـه أمام العـدو ...وفي البلد الذي يحترم فيـه الانسان ، يدافع المواطنون فيـه عن بلدهـم ، ويقدمون أرواحهم في الدفاع عنـه ، وحمايتـه من العـدو ، لأنـه بلـد يستحق الدفاع عنـه ، بلـد لايذبـح المواطنون فيـه بالجملة ، كما ذبحهم عمك رفعت الأسد في زنـازين سجن تدمر ، في عام (1980) ، ولايقصفون براجمات الصواريخ ( الكاتيوشا ) كما رجم أبوك ( حافظ الأسد ) حماة براجمات الصواريخ ( الكاتيوشا ) ، المقاومة اللبنانية وجهت ( الكاتيوشا ) نحو العدو الصهيوني ، وأبوك وجهها نحو المواطنين في حماة ، وجسر الشغور ، وادلب ، وحلب ، وغيرها ... المقاومة اللبنانية وجهت الكاتيوشا نحو ( كريات شمونة ) و ( صفد ) و (حيفا ) و( الخضيرة ) و ( عكا ) ، وأبوك وعمك وجهوا الكاتيوشا نحو حماة وادلب وحلب ....

4- انتصرت المقاومة في لبنان لأنها لم تسكت على احتلال أرضها أربعين سنة ، كما تسكت أنت ، بعد أن سكت أبوك ، وعمك . أما المقاومة اللبنانية ، فلم تسكت ، مازالت منذ (1982) تقاتل ، وتستعد ، وتناوش العدو ، حتى جعلته يخرج عام (2000) ، في العام الذي تربعت فيه على العرش ، وظننا أن عهداً جديداً غطى سوريا ، وخاصة بعد أن سمعنا خطاب القسم ، وظننا أن الرئيس ينفذ ما يقول .... ثم تبين أنك ( أسـدي ) بامتياز ( يغمز على اليسار ويذهب يمين ) ... يدعي أنه بلد الصمود والتصدي ، ويقف مكتوف الأيدي ( 34) يوماً يذبح فيها الشعب اللبناني ، يذبح الأطفال والنساء ، وطائراتكم ، وصواريخكم ، ومدفعيتكم ، ودباباتكم ، وجيشكم الجـرار ( العقائدي ) ، جيش الأمة العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ، لم يطلق طلقة واحدة تضامناً مع الأشقاء في لبنان ، بل أن بعض ازلامكم مثل الدكتور محمد حبش راح يتشـفى ويقول : لو أن القوات السورية موجودة ماتجرأت إسرائيل على ذلك ...!!!؟ وكأنه لم يسمع ولم يـر ماحصل في ( 1982) وفي (1996) وغيرها وغيرها ، من ذبح للشعب اللبناني ، والقوات السورية في لبنان تتفرج على الصهاينة يذبحون اللبنانيين ، كما كانت هذه المرة تتفرج في ثكناتها السورية ، على الصهاينة وهم يذبحون اللبنانيين ... 

5- انتصرت المقاومة في لبنان ...لأن السيد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان ، وليس السيد العطري ، ولأن السنيورة لايقبل بقواتكم تبقى في لبنان ، ولايقبل بنصائحكم التي تريدون منها إذلال لبنان الذي أخرجكم من أرضـه ... ولأن قوى ( 14) آذار ، والسيد جنبلاط ، وغيره كثير ... لايريدونكم تتدخلون في لبنان من قريب ولابعيد ...يردونكم أن تنشغلوا في بلدكم ، قاوموا من الجولان ، ولاتقاوموا من الجنوب اللبناني ، عندكم أرض محتلة ، قاوموا منها ... لتحرروا أرضكم ...ولاتزاودوا على المقاومة اللبنانية التي سقت الجنوب اللبناني بدمائها ، في حين أرض الجولان عطشى ، ولم تـر الدم يسيل فوقها منذ اربعين سنة ، عندما سلمها والدك مؤجرة مفروشة للصهاينة كما يقول عبد الناصر والسادات وسامي الجندي ومحمد رباح الطويل وعشرات البعثيين الشرفاء ....

روى أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من اللاذقية  ( يرحمه الله ) أنه اجتمع مع محمد رباح الطويل في سجن المزة بعد حرب (67) بعد أن اعتقل محمد رباح الطويل ( وزير الداخلية ) وأودع في المزة . وكلاهما كانا زملاء في المرحلة الثانوية ، قال الطويل يوصي زميله الإخواني أن يسلم على أمـه عندما يخرج من السجن ، ويطمنها عن صحته ، فقال له الإخواني : عجباً منك كيف تفكر !! هل تتوقع أن أخرج قبلك من السجن ، وأنت بعثي ، ووزير ، ومن زملاء حافظ الأسد !!!؟ قال محمد رباح الطويل : نعم أنت سوف تخرج قبلي ، وأنا لن أخرج من السجن إلا إلى القبر ، فأنا أحد شهود جريمة العصر ، ولن يسمح لي بالعيش ، سوف يقتلني حافظ الأسد ، لأنني شاهد على جريمة العصر !!! فقال الإخواني : ماهي جريمة العصر ؟ فقال محمد رباح الطويل : في عام ( 66) جاء إلى دمشق وفد من اليهود الأمريكيين ، يطلب من القيادة القطرية لحزب البعث تأجير الجولان لهم ثلاثين سنة ، وكان جواب القيادة القطرية الرفض ، فعاد الوفد إلى بيروت ليتابع سفره من هناك ، وفي بيروت لحقهم حافظ الأسد ( وزير الدفاع ) وعقد معهم الصفقة ، وتعهد لهم بذلك .

انتهى كلام الطويل ...

هذه بعض أسباب انتصار المقاومـة اللبنانيـة ، ولعلك لاحظت أنه لايوجد عندك ، أي من هذه الأسباب ، بل عندك نواقضها تماماً .... وأنصحك إشفاقاً عليك ، وأخشى أن تعود لك الحالة التي كنت فيها في العاشرة من عمرك ...!!! أنصحك أن لاتدعي نصر المقاومة اللبنانية لـك !!! لأنـه إدعـاء مفرط في الغبـاء  ....

*كاتب سوري في المنفى

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ