ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قـراءة في سقوط الجولان -1

الدكتور خالد الاحمد*

بين يدي الطبعة الثانية من كتاب سقوط الجولان ، لصاحبه مصطفى خليل ، نشرت الطبعة الثانية منه  دار الاعتصام بالقاهرة ، عام (1980م) :

نقل الكاتب جملة من خطاب بـن غـوريون أمام الكنيست عام (1951م) يقول فيه : [ ...إن الخطوة التي يجب أن تسبق الصلح مع إسرائيل هي إقامة ديموقراطيات اشتراكية ، محل الحكومات الرجعية في الدول العربية ...] ([1]).

ثم يقول الكاتب في المقدمـة :

[ فلن أتكلم إلا عن الجولان ...ذلك الجزء العزيز من أرضنا ...لأني سبق أن عشت فيه ، ومارست مستويات مختلفة من المسؤولية خلال خمس سنوات ، كان آخرها ( رئيس قسم الاستطلاع في قيادة الجبهة ] ، وهو عمل في غاية الخطورة ، يتاح لشاغله أن يطلع على كل خفايا القوات فيها ، وأن يطلع على الاستعدادات من تحصين وتسليح ونشر للقوات ...ومن خطط وأومر تضع لكل احتمال حلاً أفضل ...يتيح للقوات مواجهته والخروج منه بتيجة مشرفة ...

ثم سرحت من الجيش عام (1963م) مع الأفواج الهائلة ؛ الذين سرحهم البعثيون بعد تعربشهم على السلطة ...] .

 

تفريـغ الجيش السوري من المقاتليـن :

ثم يقول الكاتب : [ بعد وقوع انقلاب الثامن من آذار بخمسة أيام فقط ، أي بتاريخ (13/3/1963) صدرت نشرة عسكرية أخرجت من الجيش ( 104) ضابطاً يشكلون كبار الضباط في الجيش ، افتتحت بالفريق عبد الكريم زهر الدين ، واختتمت بالمقدم بسام العسلي .

وفي (16 /3/1963) أي بعد ثلاثة أيام فقط من تسريح الدفعة الأولى صدرت نشرة عسكرية أخرى أخرجت من الجيش (150) ضابطاً هم الطاقة الفعالة في الجيش ( قادة الكتائب ورؤساء عمليات الألوية وقادة السرايا ) ، وكنت واحداً من الذين شملتهم هذه النشرة .

ثم تتابعت النشرات ، تسرح وتحيل على التقاعد ، وتنقل إلى الوظائف المدنية ...حتى بلغ مجموع الضباط الذين أخرجوا من الجيش حتى أيار (1967م) ( أي قبيل حرب العار )  لايقل عن (2000) ضابط مع قرابة (4000) ضابط صف وجنود متطوعين ، يشكلون الملاك الحقيقي الفعال لمختلف الاختصاصات في الجيش ..

واستبدل هؤلاء المسرحون وخاصة الضباط بأعداد كبيرة جداً من ضباط الاحتياط ( الذين سبق وأدوا الخدمة العسكرية ) وجميعهم من البعثيين ، وأكثريتهم من العلويين ...

وحُلت بعض الوحدات المقاتلة ، وشكلت وحدات جديدة على أساس طائفي بحت ـ كما فعل الفرنسيون أيام الانتداب ـ  .

وقد تميزت تلك المرحلة من تصفية الجيش بصورة من العنف والتنكيل ، كان منها القتل ، والسجن ،والأحكام الاعتباطية والإعدام ، ومصادرة الأموال والممتلكات وتضييق سبل العيش على الناس ( وخاصة العسكريين ) ..

وكان أبرز من قتلوا ظلماً : العقيد كمال مقصوصة ، والنقيب معروف التغلبي ، والنقيب ممدوح رشيد ، والملازم نصوح الجابي ... والعقيد هشام شبيب ، والمساعد بحري كلش ، وغيرهم ...

وغصت السجون بالمئات من الضباط والآلاف من العسكريين من أبرزهم : اللواء محمد الجراح ، واللواء راشد القطيني ، والفريق محمد الصوفي ، والفريق عبدالكريم زهرالدين ، واللواء وديع مقعبري ، والعمداء : مصطفى الدواليبي ، ونزار غزال ، وأكرم الخطيب ، وموفق عصاصة ، ودرويش الزوني ، وممدوح الجبال ، والعقداء : هيثم المهايني ، ومحيي الدين حجار ، وحيدر الكزبري ، وغيرهم ...] .

 

ثم يقول في وصف الجبهة في الجولان نقلاً عن كتاب ( المسـلمون والـحرب الرابعة ) : [ ...إن الجبهة السورية – الاسرائيلية ( خط ماجينو السوري المشهور ، الذي كلف البلاد أكثر من ثلاثمائة مليون دولار ، لتحصينه وتجهيزه بأحدث المعدات ، والذي اشتهر عنه بأنه لايؤخذ ، هذا الخط سـقط بأيـدي القوات الإسرائيلية خلال (48 ) ساعة فقط ...] ...

ويتابع الكاتب يشرح تحصين الجولان قبل معركة العار والخيانة ، أو مسرحية التسليم ، وتنفيذ عقد الإيجـار ...فيقول :

[ الجبهة محصنة تحصيناً فريداً من نوعـه ، كل شبر من أرضها مضروب بالنيران ، وكل ثغرة بين موقعين دفاعيين محمية بالألغام ، والألغام مضروبـة بالنيران ، على كل محـور يمكن أن يتقدم العدو ، حضرت الرمايات الهائلة من مختلف الأسلحة ، وزرعت الأجساد والأسلحة بكثافة تدعو للدهشة ([2])... كل ذلك من أجل ساعة خطر كالتي وقعت في حزيران العـار ... ولكن جيش ( معملي المدارس ) هرب ، ولم يقاتل ..] ...

وينقل الكاتب عن مجلة ( التايم ) في (1/9/1967م) قولها : [ ...إن سوريا تسيطر على سلسلة من التلال الصخرية الشديدة الانحدار ، تمتد لمسافة أربعين ميلاً ، وتشرف على سهول منكشفة للنيران ([3])، وعلى جوانب التلال الصخرية خطوط دفاعية مستقلة بعضها فوق بعض ...وكل خط منها تحميه ثلاث طبقات من الألغام ، وأسـلاك شائكة ، واستحكامات منيعـة ، وللوصول إلى الطبقة العليا يجب عبور تسعة خطوط ( ماجينو مصغرة ...] ([4]).

ويتابع الكاتب في ( 31 ) صفحة يشرح بلغة ضابط الاستطلاع الاعدادات والإمكانات الهائلة التي رصدت في الجولان للدفاع عنه ضد الصهاينة ...من خطوط دفاع ، وتحصينات وأسلحة ، وخطط دفاعية ، وهجومات معاكسة ، معدة مسبقاً ، للدفاع عن الجولان ...

ويختم ذلك بقوله :

 

...[ هذه الجهـود التي قد لايتمكن عقـل ما ، من حصرها جميعاً في دائرة تصوره ، ....والتي قد تسهم المخططات المتواضعة المرفقة في توضيحها ... فتبرز الأبعاد الواضحة والعمق الحقيقي للخيانة التي أقدم عليها أهل السلطة المسؤولون في حزب البعث في سوريا ...إذ أقدموا على إلغاء ذلك كلـه ، وتعطيله عن تحقيق فعاليته ، التي جهز لها خلال عشرين عاماً ... وقدموا الجبهة الحصينة ، هديـة سهلة لينـة لقوات العـدو ... دونما أي جهد بذلتـه سوى ما اقتضته ضرورة التمثيل ، وغير ما لاقت من الضراوة بسبب المقاومات الفردية التي مارسها بعض القادة ( غير البعثيين ) وبعض أفراد الشعب حين تجاهلوا أوامر قيادة البعث التي طالبتهم بالانسحاب ، ثم عززت مطالبتها تلك ، ببيانها الفاجر الذي أذاعته معلنة سـقوط القنيطرة ، قبل سـقوطها بسبع عشرة ساعة على الأقل ...]

 

 أما أسباب تكالب الصهاينة على الجولان فيسرد الكاتب بعضها :

1- أسباب دينية : يقول الصهاينة أن الله وعدهم بالجولان على لسان نبيهم إسرائيل ، ,وآبائه إسحاق وإبراهيم ...

2- الموقع الاستراتيجي : لكثرة مصادر المياه فيه ، وارتفاع موقعه ، ليكون مرصداً يطل على دمشق ودرعا ...

3- الغنى الطبيعي : لتنوع مناخاته ، من مناطق مثلجة مثل ( مسعدة ومجدل شمس ) ومناطق دافئة شتاء مثل ( الحمة ) ، ومعظمه مصيف معتدل الحرارة صيفاً ...

 تكثر فيه الأحراش ، وكثرة الطيور والأرانب والغزلان ، والمياه المعدنية التي تحتوي على اليورانيوم والراديوم لتكون من أفضل مناطق السياحة الشتوية في العالم ، وتربـة خصبة جداً ، وكان سكان البطيحة يستغلون الأرض ثلاث مواسم في العام ، دون الحاجة إلى أسـمدة حتى قال الجنرال ) كارل فون هورن ) كبير المراقبين الدوليين :

( إن كل شبر من تلك الأرض ، يساوي منجماً من الذهب لكثرة مايغل من الحبوب ) ..

4- الآثــار :  وفيه آثار رومانية ومسيحية ، ومقابر ملأى بالثروان والقطع الذهبية ، ومن أهم الآثار ( قلعة النمرود ) ...وتقع على مرتفع لايصله إلا النسور والصقور ..وتشرف على شمالي فلسطين كله ، وعلى ساحل البحر ...

كل هذه الثروات والجهود ضاعـت في تلك المسـرحية العـار التي سميت حرب الخامس من حزيران ( 1967م) ..

 

وسنرى حيثيات المسرحية في قراءة قادمة إن شاء الله تعالى ...

*كاتب سوري في المنفى


[1]  ـ نقلاً عن كتاب ( المسلمون والحرب الرابعة ) ..

[2] ـ يؤكد صحة هذا الكلام أن العدو الصهيوني لم يفكر في اختراق الجبهة السورية من هذه التحصينات ، وإنما كان أول خرق من نقطة وعرة جداً ، لم تحصها القوات السورية على أساس أنها محصنة طبيعياً  ، لايمكن دخول المركبات منها لأنها شديدة الانحدار بالاضافة إلى أنها منطقة صخرية ، من هذه المنطقة تسلقت أول مجموعة من دبابات العدو يقودها السائق فقط ، ثم ألحق بقية السدنة لدبابالتهم بالهيلوكبتر ، خوفاً من انقلاب الدبابة ، وموت عناصرها ، وقد انقلب بعض الدبابات عندما كانت تتسلق ذلك المرتفع الوعـر ..

[3]  ـ في عام (1964) وفي العطلة النصفية المدرسية ، قامت دارالمعلمين بحمص برحلة إلى الجولان ، وكنت من ضمن الرحلة ، وشاهدنا القطاع الشمالي والأوسط والجنوبي ( الحمة ) خلال يومين أو ثلاثة ، وسمعنا شرحاً من الضباط عن مزارع السمك ، والمنخفض الذي تحتله الصهيونية أمامهم ( الحولـة ) ، وشاهدنا كيف تطل الجولان الهضبة المرتفعة على سهول منخفضة ، فيها المستعمرات ، ومزارع السمك ، وغير ذلك ، وأذكر أن أحد الطلاب قال أما م الضابط : هم معهم أمريكا ، ونحن معنا الله فأجاب الضابط : إذا كنا نحن مع الله !!!

[4]  ـ نقلاً عن كتاب ( المسلمون والحرب الرابعة ) ص 171 .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ