ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

وقفـة مع السفير عماد مصطفى

في واشنطن

الدكتور خالد الاحمـد*

نشرت صحيفة الحياة (5/8/2006) أن السفير السوري لدى واشنطن الدكتور عماد مصطفى أجرى حواراً صحفياً مع ( أورلي ازولاي ) مراسلة الصحيفة الصهيونية ( يديعوت أحرنوت ) قبل أكثر من أسبوع ، في مبنى السفارة السورية بواشنطن ، وبخلت الصحيفة على هذا الخبر فلم تنشره في صفحتها الأولى ، وإنما نشرته في الملحق الأسبوعي ، ونشرت فيه صوراً خاصة من ألبوم السفير ، الذي أغدقت عليه المحاورة المديح ووصفته بأنه ـ الصوت العقلاني من دمشق ـ واعتبرته أمين سـر الرئيس السوري ، مشيدة بحفاوة الاستقبال الذي كان من نصيبها ....

 

وموضوع الحوار هو إمكانية ضغط سوريا على حزب الله لإيقاف الحرب الدائرة الآن ، بعد أن يوقف قصف الأرض المحتلة بالصواريخ ...

 

وفي لهجة عتاب !!!! أضاف السفير أنه منذ بدء الحرب على لبنان لم تتلق دمشق أي رسالة من واشنطن ، كما أن الإدارة الأميركية تقاطعه منذ عام ونصف ، وقال السفير : الرئيس بوش يقول أنه صديق لبنان ، وأنا أقول له هاهم أصدقاؤك يذبحون ، أين أنت !!؟

وتابع السفير يقول للصحفية الصهيونية : يقولون في إسرائيل سورية ضعيفة وجيشها ضعيف ولاتملك أسلحة متطورة وطائرات حديثة ، لذا فهي لاتشكل خطراً على إسرائيل ، ولاحاجة لإبرام سلام معها ...

ثم قال السفير : إن سوريا تعترف بحق إسرائيل في الوجود ، والعيش بأمان ، وقد دعوناها ثلاث مرات في السنوات الأخيرة لمفاوضات سلمية ولم نتلق أي رد ...

 

تعـلـيق :

في الواقع هذا الكلام لايحتاج إلى تعليق ، ففيـه من الذل والعـار مايكفي ، لبلد الصمود والتصدي ، بطل العرب ، ورافع رايـة العروبـة ، وأكبر ( تاجر شعارات ) في الشرق الأوسط القديم والجديد والذي أتقن فن ( غمز على اليسار واذهب يمين ) ....

ومنذ الأسبوع الثاني من الحرب عرض النظام السوري وساطته لإيقاف الحرب ، وكشف بشكل سافر دوره في هذه الحرب ، فالنظام السوري ، وإيران ، كل منهما خطط لهذه الحرب التي دمرت لبنان ، وقتلت ألفاً من أبنائـه ، وجرحت عدة آلاف ، ليستثمر النظام السوري هذه الحرب في لفـت نظـر الإدارة الأمريكية ، وعقـد صفقـة معها ، يحافظ فيها النظام على كرسيه الذي بدأ يهتـز من ضربات المعارضة السورية ، وخاصة بعد تشكيل جبهة الخلاص الوطني ، وبات الأمر موقوفاً على رفع الغطاء الأمريكي عن هذا النظـام ، كي يتحرك الشعب السوري في الداخل ، بالمظاهرات والاعتصامات ، مطالباً بحقـه في حكومة ديموقراطية ، تحفظ حقوق الإنسان السوري ، التي تدعي أمريكا أنها تنادي من أجل تحقيقها ... والكل ينتظر من الإدارة الأمريكية أن تمنـع هذا النظام من مقابلة جماهير شـعبه بالرصاص كما تـعود في أربعة عقود مضت ...

 

هكذا يدمـر النظام السوري لبنان ، ويعيدها للوراء خمسين سنة ، كي يحقق وعـده للرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما هدده بشار الأسد وقال له : سأقلب لبنان كله فوق رأسك ...وكي يحتاجه الأمريكيون فيطلبون مساعدته ليوقف مقاومة حزب الله ، كما طلبت منه عام (1976) الفضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، فنفـذ ذلك بكفاءة منقطعة النظير ، وقتل من الفلسطينيين واللبنانيين بضعة آلاف ... نيـابـة عن إسرائيل.

 

يقول السفير بلهجة عتاب ( منذ بدء الحرب لم تتلق دمشق أي رسالة من واشنطن ) أي أن النظام السوري أشعل الحرب ، كي يتلقى رسالة من واشنطن تطلب منه الضغط على حزب الله ، ليوقف الحرب ، ثم يعود النظام السوري إلى لبنان ، ليلتهم ( بنكاً ) آخر غير بنك ( المدينة ) الذي التهم جدرانه وآثاث مكاتبه ؛ بعد أن التهم أرصدته كلها ...

 

وأشعل النظام السوري هذه الحرب ، ليغطي على جريمته في إغتيال الرئيس الحريري ، بعد أن قطعت لجنة التحقيق شوطاُ بعيداً ، باتجاه إدانـة النظام السوري ... وقد حاول عملاء النظام السوري إطلاق سراح الضباط اللبنانيين الموقوفين في سجون لبنان ، من أجل التحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري يرحمه الله .... لكن المحقق الدولي الحالي كان يقظاً عندما نقل ملفات القضية كلها إلى قبرص ، خوفاً من يـد أزلام النظام السوري لهـا ...

 

كما يبدو أن الحرب خرجت عن نطاق السيطرة ، سيطرة النظام السوري والإيراني ، وكالعادة تستثمر دولة العصابات الصهيونية ، وحليفتها الإدارة الأمريكية ، نتيجـة الحرب التي دمرت لبنان بكامله ...فأمريكا أرادت استثمار الحرب في تعجيل فرض الشرق الأوسط الجديد كما صرحت بذلك عدة مرات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا رايس ....ودولة العصابات الصهيونية استثمرت الحرب في احتلال الجنوب اللبناني مرة أخرى ، لتملأه بالقوات الدولية الرادعة التي تحقق لها سلاماً دائماً ، ورخـاء في شمال الأرض المحتلة ، يوازي الرخاء الذي تنعم بـه في الجولان ...

وقد نشر موقع ( كلنا شركاء ) موضوعاً عن الجولان في (12 /6/2005) جاء فيه :

 

ـ حملة جديدة استيطانية في الجولان لجلب مئات العائلات اليهودية .

ـ استقطاب ( 300) عائلة يهودية ضمن عام (2005) .

ـ عنوان الحملة : الجولان مشرع أبوابه لكم وهو مفعم بالحياة .

ـ وجاء في الحملة : الجولان يتميز بالهدوء الأمنـي ، ومستوى المعيشة المرتفع لدى المستوطنين .

ـ الطبيعة الخلابة والهـدوء والأمـان ينتظرونكم في الجولان .

ـ (21) مستوطنة ممتدة من جبل الشيخ وحتى بحيرة طبريا ؛ فتحت أبوابها لاستقبال القادمين الجدد .

ـ ازداد الاستيطان في الجولان في السنوات الأخيرة بنسبة (400 % ) .

ـ (700) عائلة يهودية استوطنت الجولان في السنوات الأربع الماضية .

 ـ (97 % ) من القادمين للجولان  من أراضي (48 ) و (3 % ) قادمون جدد .

 وهذا يبين عظم هذه الجريمة ، التي جعلت الجولان ملاذاً آمناً للصهاينة الذين يهربون من انتفاضة حماس والجهاد الإسلامي [ الإخوان المسلمون في فلسطين ] ، بينمـا يوفـر النظام الأسـدي   لهـم ملاذاً آمناً  في الجولان .

ـ ارتفعت نسبة السياحة عام (2002) بنسبة (7 % ) ، وفي عام (2003 ) ارتفعت بنسبة ( 15 % ) ويبلغ متوسط الســياح الذين يزورون الجولان سنوياً ( 3 ) ملايين سائح .

 

وهكذا تحاول إسرائيل أن تجعل الأرض المحتلة كلها مثل الجولان ، لا أحد يطالب بها ، أو يفكر في تحريرها ، وعندئذ تزداد الهجرة الصهيونية إلى فلسطين كما تخطط الصهيونية العالمية لذلك ...

 

 كما نشر موقع كلنا شركاء (5/8/2006) مقابلة للسفير السوري نفسه الدكتور عماد مصطفى مع صحيفة ( لوس أنجلوس تايمز ) عنوانه : سوريا تريد الحديث ، ولكن الرئيس بوش لايرفع السماعة ...

أكد السفير عدم حصول أي اتصال من أي نوع ، حيث أن السياسة الأمريكية لاتزال تدور حول تجاهل الحكومة السورية ...وأوضح السفير السوري أن سياسة الادارة الأمريكية الحالية عدم التحدث مع السوريين على الإطلاق على أمل أن ينهار النظام السوري برمته ، وهذا هو الدافع من طلب أمريكا سحب القوات السورية من لبنان ،

ثم يبين السفير أن عزل سوريا لم يجعل المنطقة أكثر أمناً !!!!وشدد في نهاية مقاله على ضرورة تغيير الموقف الأمريكي تجاه سوريا ، وعندئذ ستكون سوريا مستعدة للانخراط في اللعبة ....

 

وهذا يؤكد نظريتي بأن النظام السوري أشعل الحرب في لبنان كي يلفت نظر الإدارة الأمريكية إلى أنه رقم أساسي في المنطقة ، لايمكن عـزلـه والاستغناء عنـه ...

 

وأرى أن هذا الفهم الأسدي للسياسة الدولية الحالية فهم خاطئ ، هذا الفهم الأسدي قديم ، خطـه حافظ الأسد قبل عقدين أو ثلاثة ، عندما جعلته أمريكا وإسرائيل شرطياً في لبنان ، قضى على المقاومة الفلسطينية واللبنانية ... مقابل دعم حكمـه وتتثبيتـه ، ووعده بأن تثبت أمريكا حكم أولاده من بعـده ....

لقد فات السيد السفير أن أمريكا وغيرها من الدول الغربية لاتحترم مواعيداً قطعتها على نفسها قبل عقدين ، إذا باتت هذه العقود ضارة بمصالحها اليوم ... لقد صار النظام الأسدي خارج الزمن الحاضر ، وخاصة عندما وضـع ( بيضـه ) كله في السـلة الإيرانية ، وكانت هذه خطيئة قاتلـة أقدم عليها بشار الشاب ، والذي لم يصل إلى عشر والده في السياسة وفي اللعب على الحبال كلها ....

 

ويبدو أن أصدقاء أمريكا في المنطقة ، مرعبون من الهلال الشيعي الذي تحدث عنه عدد من سياسيي المنطقة في العام الماضي ، ومصالح أمريكا مع هؤلاء الذين أرعبهم الهلال الشيعي  أكثر بكثير من مصالحها مع بشار الأسد ...لذلك يبدو أن الإدارة الأمريكية لـن تـرد على السفير السوري في واشنطن ، وسيبقى يجري مقابلات مع الصحيفة الصهيونية (يديعوت أحروت ) بعد أن أحجم الآخرون عن التحدث معـه ...

 

وأكد السفيرالسوري أن العلاقات والاتصالات بين سوريا والولايات المتحدة لم تكن على هذا الشكل في الماضي ، فقد وقفت سوريا ( حافظ الأسد ) مع القوات الأميركية في عاصفة الصحراء ، وأرسلت جيشها ( العقائدي ) يقاتل ضد الجيش والشعب العراقي عام (1991م) في حرب الخليج الثانية ...

كما شرح السفير السوري التعاون الأمني والاستخباراتي الذي قدمته سوريا للولايات المتحدة ، والذي أشاد به ( كولن باول ) يومذاك .... [ وللعلم فقد رفعت المخابرات السورية ملفات آلاف المواطنين السوريين المهجرين خارج سوريا ، رفعت ملفاتهم  إلى المخابرات الأمريكية تقول أنهم جنود وعملاء للقاعدة ، وقد تحققت المخابرات الأمريكية من الإدعــاء السـوري ، وحُقق مع كثير من هؤلاء المهجرين ، وتبين كذب ونذالة المخابرات السورية ، التي استعدت المخابرات الأمريكية على مواطنيها ] ... 

 

وفي الختام يبدو أن النظام السوري يلعب الورقـة الأخيرة ، فإما أن تـرد عليه الإدارة الأمريكية ، وتنقلـه بسرعة إلى غرفـة الإنعاش ، ثم تحقنـه بالفيتامينات والمقويات ليستمر في الجلوس على الكرسي ، فوق جماجم الشعب السوري ... أو أن تصمـد الإدارة الأمريكية وتستمر في صـدها عنـه إرضـاء لأصدقائها في المنطقـة ، وعندئذ يلحق بشار بحقائبه التي أرسلها إلى لندن منذ سنـة تقريباً ....

وإنا ندعو الله عزوجل ، أن يعين المعارضة السورية عامة ، وجبهة الخلاص خاصة ، على كسب ثقـة دول الجوار العربي في المنطقة ، وهم بدورهم يكسبون ثقـة الإدارة الأمريكية التي ترفع غطاءها عن النظام الأسدي المستبد الذي دمـر لبنان من أجل أحلامه بالعودة إليـه ....

*كاتب سوري في المنفى

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ