ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

بين المعلم وأبي حيَّة النميري

عبد الرحيم طويل

وليد المعلم - وزير الخارجية السوري - تعلم فنون البطولة في وقت متأخر .. وليد المعلم ينتضي سيفه ويلوح به ولكن في إدبار من الزمان ..

أظن أن زمان المزايدات بالبطولات الزائفة والعنتريات الفارغة التي مللناها من النظام الأسدي الجاثم على صدر سورية مما يقرب من نصف قرن قد ولى ، ولم يعد أحد يطيق سماع الأكاذيب المفضوحة والبطولات الزائفة ...

وليد المعلم يهدد إسرائيل ، ومن وراء إسرائيل بحرب إقليمية لاتبقي ولا تذر .. إنه يهدد بحرب إقليمية شاملة ، ويعد العدة لها صباح مساء !!..

نعم ، إنه سيخوض حرباً ضروساً ضد الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرضنا وكرامتنا  على حد سواء .. ليسترد لنا بعضاً من تلك الكرامة المهدورة، وكل الأراض المغتصبة، أو المباعة ، وقولوا ماشئتم ..

وليد المعلم يمشي على خطى أخيه في الوزارة ( الطبيب محسن بلال ) وزير الإعلام العتيد حين قصفت الطائرات الإسرائيلة مواقع كانت للفدائيين الفلسطينيين، أيام زمان، فامتشق بلال سيفه الحسام – وكان حينئذ سفير سوريا في مدريد – وراح يهدد ويتوعد ، وينطق باسم سادته في دمشق ، بأن سورية سوف ترد على العدوان بقوة لم يعهدها المعتدون .. فإذا سألنا متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟ قالوا : إن مسؤولية تحديد متى يكون الرد ، وأين وكيف، مسؤولية كبيرة لايتحملها إلا السادة المسؤولون في دمشق ، مما اضطر هؤلاء المسؤولين ومن منطلق المسؤولية الجادة أن يلحسوا ما تفوّه به سفيرهم ، ويقولون إن كلامه كلام غير مسؤول صدر من شخص غير مسؤول ... وعندما شبت نيران الحرب في لبنان احمرت عيناه من جديد واحمر أنفه وراح يحذر ويتوعد ولكن بشيء من الحكمة فهو الآن وزير ومسؤول مهم في القيادة السورية، ولا ينبغي أن يكون متهوراً ..

ومن قبلهما سمعنا تهديداً ووعيدأ من سيدهما الرئيس الطبيب أيضاً للكيان الصهيوني ، ويحذره تحذيراً شديداً من مجرد التفكير بالعدوان على سورية ، مذكراً ذلك الكيان السرطاني الدخيل بأن سورية ( الله حاميها ) ... وصفق الحاضرون وانتشوا وغمرتهم الفرحة والاعتزاز بالنصر الوشيك وتحرير الأرض على يد صلاح الدين الجديد السيد الدكتور طبيب العيون الذي لايرى ماحوله بعينيه المجردتين إلا أن يضع عليهما منظار أبيه الذي صنعته له ( لا أدري بالضبط المصانع الروسية أم الأمريكية أم مختبرات المخابرات السورية ، أم صنع بالتعاون المشترك بينهم جميعاً !! ) ...

إذاً الكل يمشي في مضمار البطولة على خطى السيد الأول ، والقائد المفدى ، المأسوف على شبابه الرئيس الراحل حافظ الأسد .

وهنا نستذكر قول الشاعر العربي :

إذا كان الغراب دليل قومٍ              مشى بهم إلى جيف الكلابِ

والمثل العربي : من كان البوم دليله دله على الخراب .

لكن الحق ليس عليهم ، بل على من يصدقهم ويصفق لهم .

نعود إلى السيد وليد المعلم؛ البطل الهمام الذي وقف في الجامعة العربية يوبخ نظراءه وزراء الخارجية العرب على موقفهم الرديء – وهو رديء حقاً – ونعود إلى بطولاته لنسمعه وهو يلوّح بسيفه قائلاً : سورية مستعدة لحرب إقليمية ... ولن نسمح بأن تمسّ ذرة تراب من أرض سورية .

إذاً ، فالسيد الوزير يدق طبول الحرب .. فهل من سامع ..

إنه يهدد ويتوعد ، فلم يبق في قوس الصبر من منزع ، ولم يبق بينه وبين ساعة الصفر إلا تحقق شرط واحد فقط .. أجل شرط واحد لاثاني له .. العدوان من قبل العدو الصهيوني .. فنحن لن نكون البادئين، نحن جماعة خيار السلام الاستراتيجي ، ولا نعتدي على أحد ..

فإذا سألنا السيد الوزير : واحتلال الأرض أليس عدواناً ؟.. وضرب عين الصاحب أليس عدواناً ؟.. وضرب الصواريخ السورية في لبنان أيام زمان أليس عدواناً ؟..

وحينئذ سيقول لنا السيد الوزير : لاتحرجونا كثيراً ، لقد صعبتم الأسئلة جداً .. نحن أبناء اليوم فلا تحدثونا عن الماضي ، ولا تنسوا أنني لم أكن في تلك الأوقات التي تتحدثون عنها وزيراً للخارجية ولست في موقع المسؤولية .. أكرر : نحن أبناء اليوم.

وبناء على ماتقدم فسيكون النظام السوري الذي ينطق السيد الوزير باسمه جاهزاً لرد العدوان ولكن بشرط أيضاً ، وهو أن يحدد هو زمان ومكان المعركة ، فليس من الحكمة ولا من العقل أن نخوض معركة غير محسوبة النتائج نستجر إليها استجراراً.

وهنا ذكرني السيد الوزير بمثل شعبي طالما سمعته من المرحوم أبي عندما كنت صغيراً ، يضربه لم يجر إلى مهمة جراً وهو كاره لها ، يقول المثل : ( الكلب اللي بدو يجي بالشباق ، بيس منو ومن صيدو ) ، أي إن كلب الصيد غير المدرب إن أخذته بالقوة جراً من رسنه ليصطاد لك ، أو ليمسك صيدك ، فبئس كلب الصيد هو ، وبئس الصيد صيده .

الكريم الحر - ياحضرة الوزير - هو الذي يبادر لحماية الأرض والعرض ، وليس الذي يهدد ويتوعد ، ويمتشق السيف ويلوِّح به ، ثم ننتظر منه أن يضرب ضربته القاصمة القاضية ، وننتظر .. وننتظر .. فيطول انتظارنا ... ويموت جيل ويهرم جيل ويشب جيل جديد ، والكل ينتظرون !!!... ولكنها الحكمة والتعقل ، والحلم أيضاً ، فليطل الانتظار .

وإذا قبلنا منك – ياحضرة الوزير – حكمتك وحلمك ، فقل لنا (لماذا تحمّيها في لبنان؟!) ولماذا تتمنى أن تكون جندياً في حزب الله لتنخرط في سلك المجاهدين ضد العدو الإسرائيلي الظالم المغتصب ؟؟!!... ثم قل لنا ماالمانع الذي يمنعك من أن تحقق أمنيتك فتكون جندياً مجاهداً لاقائداً مزايداً ؟؟!!...

لقد ذكّرتنا - من خلال بطولاتك ياحضرة الوزير – بقصة أبي حيّة النميري الشاعر ، فهل سمعت به فإن لك به شبهاً ، وأخشى ماأخشاه أن تكون بتهديداتك العنترية تحاكيه.

دعني أقصها عليك فلعلك تفيد منها وتستشهد بها عند الحاجة ، هذا إن لم تكن تعرف القصة وتحاكيها بأفعالك من حيث لاندري ، ولعل من يقرأ هذه المقالة و يطلع عليها يجد تفسيراً واضحاً لكل ما يصدر عنك وعن أسيادك ، ويعلم أنكم تقرؤون التاريخ والأدب وتفيدون منهما وأنتم الأذكياء الألمعيون .

فمن طريف ما يروى من حكايات الجبناء ما حكي عن أبي حية النميري - وكان جباناً رعديداً - أنه كان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق وكان يسميه: "لعاب المنية" وقد سمع صوتاً في بيته فوقف قائلاً: أيها المغترّ بنا المجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك؛ خير قليل وسيف صقيل؛ لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة صولته ولا تخاف نبوته... اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك ... إني والله إن أدعُ قيساً تملأ الفضاء عليك خيلاً ورَجِلاً ... سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ... والله ما أنت ببعيد من تابعها والرسوب في تيار لجتها ...
فهبت ريح ففتحت الباب فخرج كلب يشتد فاضطرب الرجل اضطراباً شديدا وسقط أرضاً على ظهره ،ً وتبادرت إليه نساء الحي يهدئن روعته ويقلن له: إنما هو كلب، فجلس وهو يقول: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفاني حرباً.

وهكذا الجبان يقاتل في غير ميدان، ويصول ويجول إذا شعر بالأمان، أما عند المخاوف فإن قلبه يطير وعقله يطيش:

وإذا ما خلا الجبان بأرض     طلب الطعن وحده والنزالا

وأخيراً أقول للسيد وزير الخارجية وأخيه وزير الإعلام ولسيدهما القائد المفدى : خير لكم من أن تنتضوا سيوفاً خشبية كسيف أبي حية النميري ( لعاب المنية ) وتهددوا وتتوعدوا .. خير لكم من ذلك كله أن تعدوا العدة الحقيقية لتحرير الأرض والكرامة ، وأن تعودوا إلى شعبكم فتحرروه من أسركم وتكرموه ، وتعيدوا له حقوقه وكرامته التي أهدرتموها بأيديكم وأيدي أزلامكم ، حتى يكون لك عوناً وسنداً.. ثم تعودون عودة صادقة إلى ربكم لعله ينصركم ... أو فاجمعوا أنفسكم على صعيد واحد ؛ من أكبر قيادي إلى أصغر مسؤول ، ثم قوموا في جوف الليل فادعو على الصهاينة أن يمسخهم الله كلاباً كما مسخ أجدادهم قردة وخنازير ، ويكفيكم شر الحرب وما ينجم عنها .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ