ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الحـرب السـادسـة

الدكتور خالد الأحمـد*

الحـرب الأولـى  :

في عام (1948) كانت النكبـة ، حيث دخلت بعض الجيوش العربية ، كالجيش المصري بأسلحته الفاسدة ، والقيادة العربية العليا ( الاردن ) ، كي تنقذ فلسطين من الاغتصاب الصهيوني ، كما دخلت قوات للمجاهدين من الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن ، وحولوا إنقاذ فلسطين من الاغتصاب الصهيوني ، ومن المنفق عليه تاريخياً أن الحكومات العربية كانت عاجزة عن حماية فلسطين ، وأن قوات الصهاينة كانت أكثر من قوات العرب مجتمعين ... ولما أبلى الإخوان المسلمون بلاء حسناً ، وقاتلوا الصهاينة عن عقيدة ورغبتة في دخول الجنـة ، وأذاقوا الصهاينة كؤوس الموت ، صدر قرار حل جمعية الإخوان المسلمين في مصر ، وهم يقاتلون الصهاينة حول القدس ، وجمع الجيش المصري أبطال الإخوان المسلمين في معسكرات الاعتقال في ( الطيرة ) وفي ( هاكتسب ) في سـيناء ، وكان الجيش المصري يستعين بوحدات منهم كلما لزمه الأمر ، ويشترط عليهم عودةالأحياء منهم إلى المعتقل بعد تنفيذ المعركة المطلوبة ، وكانوا يتسـابقون إلى ذلك ...

يقول الأستاذ كامل الشريف :

 ( وبينما كان الإخوان يعملون بهمة وإخلاص في تموين (الفالوجا) ومعاونتها على تحمل آلام الحصار ويستميتون في الدفاع عن مناطق (بيت لحم ) و(الخليل) إذ روع العالم الإسلامي بنبأ القرار الغاشم الذي أصدره (النقراشى) وحل بموجبه هيئة ((الإخوان المسلمين)) في مصر وكانت طعنة نجلاء وجهها الإنجليز على يد صنائعهم من المستوزرين إلى ظهر الشبيبة الإسلامية المحاربة 0

وجن جنون الإخوان عند سماعهم هذا النبأ غير أن الأوامر التي وصلتهم بعد ذلك من المرشد (الشهيد) كانت تأمرهم بالتزام الهدوء والإخلاد إلى السكينة ولن يتصور أحد عظم الكارثة التي كان يمكن أن تقع لو ركب (الإخوان) رءوسهم وقاموا بأي إجراء طائش إذ كانوا هم وحدهم يدافعون عن منطقة من أكبر المناطق والعدو يحيط بهم من كل جانب وينتظر الفرصة ليبتلع هذه المدن الغنية الواسعة وقدر الإخوان عظم الخطر فقهروا عواطفهم واكتفوا بإرسال برقية إلى كبير الأمناء بقصر عابدين ضمنوها سخطهم الشديد لصدور هذا الإجراء الظالم 0

ثم عكفوا على أداء واجبهم من جديد وكأن شيئا لم يحدث حتى انتهت الحرب وأعلنت الهدنة وبدءوا يغادرون أسر اليهود ليقعوا مرة أخرى في أسر السعديين وقدر لهم أن يلبثوا في الأسر الآخر عاما كاملا قضوه بين معسكرات الاعتقال في (رفح) و(العريش) حتى انهارت قوائم العهد الأغبر بما حملت من أوزار وآثام وبدأ المجاهدون يستردون حرياتهم المفقودة شيئا فشيئا 00 !!) .

 

  ( وللمزيد أنظر موضوعاتي الاخوان المسلمون في حرب فلسطين ، وقد وصلت الجزء الثالث ، وتجدها في أدباء الشام وأخبار الشرق وغيرهما ) ...

كما أبلى الإخوان المسلمون السوريون بلاءحسناً بقيادة أميرهم الدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله ...

يقول الدكتور مصطفى السباعي يرجمه الله

 ( كانت المعارك بيننا وبين اليهود في أطراف القدس وداخلها  مستمرة ؛  لاينقطع فيها أزيز الرصاص والرشاشات والقنابل ساعة واحدة في ليل أو نهار ، ومن خلال نوافذ البيوت أو منعطفات الطرق ، أو الهجمات المباغتة على مراكزهم ، أو هجماتهم على مراكزنا ، وكثيراً ماكانت ترسل النجدات المتعددة في يوم واحد إلى مراكزنا من المجاهدين الاحتياطيين الموجودين في مقـرالقيادة .) .

 

وكان الدكتور السباعي يتسول الذخيرة من الحكام  العرب كما قال :

 ( بعد انسحاب الانجليز ، وقبل استسلام الحي اليهودي ، قلت الذخيرة عندنا ، وخاصة مع (500) مجاهد عندهم بنادق ألمانية ، لذلك غادرت القدس إلى دمشق ، لأطلب من قيادة جيش الانقاذ ذخيرة ألمـانية ... وقابلت ( طـه الهاشـمي ) ففاجئني بقوله : ( ماكو عندنا ذخيرة ألمانية ) ... ذهبت إلى رئيس الجمهورية الذي هتف له وطلب منه أن يعطيني ذخيرة المانية ، ولما رجعت له قال : أعطيك خمسة آلاف طلقة إكراماً لرئيس الجمهورية ...قلت له أي نصيب المجاهد منها عشر طلقات فقط ...

ذهبت إلى وزير الدفاع الذي قال لي أنه كلم قيادة الجيش العربي في عمان لهذا الموضوع ، فذهبت إلى عمان وهناك دهشوا من هذا الطلب ....

تركتهم جميعاً وذهبت إلى التجار السوريين والأردنيين في عمان وشرحت لهم القضية فاسرعوا واشتروا لي كل ماوجدوه في السوق من ذخيرة ألمانية  ... لأحملها واعود مسرعاً إلى المجاهدين في القدس ...

ثم فرضت الهدنـة ، وقبلها الحكام العرب ، ,اجبروا قوات المجاهدين على قبولها ، يقول الدكتور السباعي يرحمه الله :

ثم عدت إلى القدس مع الأخ عمر الأميري ...وبعد ايام وقعت الهدنـة المشؤومة فطلب منا جيش الانقاذ ( جيش الحكومة السورية ) الانسحاب من القدس وتسليمها للجيش العربي ( الأردني )  ...وشعرنا بالمؤامرة والخيانة ... وقررنا أن ننفذ أمر الانسحاب ...ثم نعود فرادى خفيـة إلى القدس ...

وقد عاد فعلاً عدد منهم مثل ( زهير الشاويش ) و( كامل حتاحت ) يرحمه الله ...والشهيد ضيف الله مراد ...

وعدنا إلى دمشق وتسلمت قيادة جيش الانقاذ أسلحتنا ... ووعدت باستدعائنا عند اللزوم ...

هكذا كانت النكبة أو الحرب الأولى بين العرب واليهود عام (1948) ، تخاذل من الحكومات العربية ، حتى بات واضحاً أن الشعب العربي لم يتح له أن يقاتل الصهاينة ...

 

الحـرب الثانيـة :

وكانت الحرب الثانية عام (1956 ) أو ماسمي بالعدوان الثلاثي على مصر ، وخلاصته :

 أن بريطانيا وفرنسا دفعتا إسرائيل بالهجوم على مصر واحتلا ل سيناء ، بينمـا راحت الطائرات والبوارج البريطانية والفرنسية تقصف مدن القناة ، وأولها مدينة بور سعيد ... لذلك سمي بالعدوان الثلاثي ، ويسمى أيضاً الحرب الثانية بين العرب واليهود .

وانتهت  المعركة إلى احتلال القوات الصهيونية لسيناء كلها ، واحتلال مدن القناة من قبل القوات البريطانية والفرنسية ... مع استمرار المقاومة الشعبية في بورسعيد والتي شكلت خلال الحرب ...

ثم وجّـه ( خرو تشوف ) زعيم الاتحاد السوفياتي إنـذاراً للدولتين بريطانيا وفرنسـا ، يطلب منهما الانسحاب من مدن القناة ، وإلا سيضرب الجزر البريطانية ... وتداركت الولايات المتحدة موقفها فأرادت حفظ خط الرجعـة وانضمت إلى الاتحاد السوفياتي مطالبة الدولتين الاستعماريتين بالخروج من القناة ، ومطالبة قوات الصهاينة أيضاً بالخروج من سيناء وقد تم ذلك ....

 

دور سوريا في هذه المعركــة :

كان خطان للنفط يمران من سوريا أحدهما النفط العراقي يمر من وسط سوريا ويصب في البحر الأبيض المتوسط عند ميناء بانياس على الساحل السوري ، والثاني يسمى خط ( التابلاين ) ينقل النفط من الخليج العربي ، ويمر في الأردن وسوريا ثم يصب في ميناء طرابلس على البحر الأبيض المتوسط ... وقد فطن العرب إلى سلاح النفط بعد أن خسروا الحرب الأولى مع الصهاينة (1948) ، واستعدوا لقطع النفط عن الغرب فيما لـو دعـم إسرائيل كما فعل عام( 1948) .

ونقرأ ماكتبـه أكرم الحوراني في مذكراتـه ـ ص 2135 وما بعد بتصرف كبير ـ  وهو من كبار السياسيين المطلعين على مجرى الأمور يومذاك ...

يقول :  ( بعد ستة أيام من سحب التمويل الغربي لمشروع السـد العالي خطب عبد الناصر بمناسبة عيد الثورة ( 23 تموز ) وأعلن تأميم شركة قناة السويس ، وتجميد أموالها في الداخل والخارج لاستخدام هذه الأرباح في تمويل السـد العالي ... [ وكانت القناة مملوكة لشركة فرنسية بريطانية منذ حفرها في القرن التاسع عشر ] ....) ...

وكان في سوريا يومها مجلس نيابي منتخب انتخاباً حـراً ود يمو قر اطياً ، ويسهم فيه الإخوان المسلمون بعدد من النواب منهم محمد المبارك يرحمه الله ....

( ... وقرر المجلس النيابي السوري تأييد مصر في تأميمها لقناة السويس والوقوف إلى جانبها ضد أي عدوان محتمل عليها ...  وتشكلت الهيئة العربية السورية لنصرة مصر ، شاركت فيها جميع الأحزاب السورية ، ومثل الأستاذ محمد المبارك جماعة الإخوان المسلمين فيها  ، وفي يوم 14/8/1956 خرج الشعب العربي في سوريا بمدنها وأريافها ليشترك في مهرجانات يـوم مصـر ، وقد شكلت لجان فرعية في جميع المحافظات للهيئة العربية السورية لنصرة مصـر  ... ) ...

 

توقيـف ضـخ النفط :

يقول أكرم الحوراني في مذكراته : ( .... ولعل أهم مارافق الاضراب يوم 16/8/1956 هو توقيف ضـخ النفط ، حيث أوقف العمال السوريون وصول النفط من خط التابلاين إلى مرفأ طرابلس   في لبنان على البحر المتوسط ، وكذلك أوقفوا وصولـه من النفط العراقي إلى مرفأ بانياس السوري على البحر المتوسط ودام التوقف ثلاث عشرة ساعة ونصف ...) وكان هذا من نوع التهديد قبل أن يبدأ العدوان الثلاثي بأسابيع قليلة ...

وكانت نهاية المعركة أن إسرائيل تمـن على الولايات المتحدة بانسحابها من سيناء ، بعد أن حصلت على ممر بحري على البحر الأحمر وهو ( ممـر تيـران ) ، كما أمنت حدودها مع مصر بقوات دولية فصلت بين الجيشين المصري والصهيوني ...

 

الحرب الثالثة :

وكانت الحرب الثالثة عام (1967 ) وخلاصتها أن إسرائيل أرادت أن تتوسع ، كي تشجع اليهود على الهجرة إليها ، وربطت ذلك مع حافظ ألأسد وزير الدفاع السوري يومذاك ، بعد أن استأجرت منه الجولان لمدة ثلاثين سنة ( في الخفاء ) ، وكانت الحرب على الحدود السورية تمثيلية يتسلم الصهاينة من خلالها الجولان الذي تم تأجيره للصهاينة منذ ربيع (1966) ...[ راجع مقالاتي قراءة في سقوط الجولان ، في أدباء الشام وسوريا الحرة وغيرها ] ...

كما كان من أهدافها كسر شوكة الجيش المصري ، ودفع مصر إلى البحث عن التطبيع مع الصهاينة ، وذلك بفعل الجاسوس الإسرائيلي ( باروخ ماندل ) الذي استطاع أن يجـر الطيارين المصريين إلى حفلة سـكر ، سـقى ( 400) طيار مصري نوعين من الخمور ليلة (5) حزيران (يونيو ) ، وانفضت الحفلة بالقوة الساعة الرابعة فجراً والساعة الخامسة كانت الطائرات الصهيونية تقصف المطارات المصرية ، وهكذا انتهت عصابة الصهاينة من تحطيم الطيران المصري خلال ست ساعات ، كانت سوريا تتفرج وتنتظر ، ولم تدخل المعركة إلا بعد ساعة كاملة من قضاء الصهاينة على الطيران المصري [ راجع ماقاله الملك حسين في مقالتي عن تلك الحرب ـ دور النظام السوري في حرب 1967ـ تجدها في أدباء الشام وأخبار الشرق وسوريا الحرة ، وغيرها ـ   ] ...

كان الجيش المصري منهكاً من حرب اليمن ، وكان الجيش السوري حارساً للنظام الأسدي في دمشق ، ولم يسمح لهذه الجيوش أن تقاتل حقيقة ، بل أعطي أمر الانسحاب في اليوم الثالث على الجبهة المصرية والسورية كذلك ...

ونتيجة الحرب الثالثة احتل الصهاينة الجولان ، ومازالوا فيه ، واحتلوا الضفة الغربية ، والقدس ، وسيناء ، وغيرها ....

 

الحرب الرابعـة :

وكانت الحرب الرابعة عام (1973) ، وهي حرب ( تحريك ) كي يستعيد الحكام العرب ( حافظ الأسد وأنور السادات ) بعض ماء الوجـه بعد الهزيمة المنكرة في عام (1967) ، وقد قاتل الجيش المصري فيها قتال الأبطال ، وخاصة في الأسبوع الأول منها ، وحقق معجزات ، منها اجتياز قناة السويس [ انتظروا رواية  دماء على القناة تؤرخ لبطولة الجندي المصري يومذاك ] وقدم شهداء يرحمهم الله تعالى ، ثم بعث أنور السادات رسالة مفتوحة على الهواء يطلب فيها السلام ، وبعد الأسبوع الأول سمع إلحاح حافظ الأسد [ الحاح سأبينه في رواية دماء على القناة ] ، وكان هذا الالحاح أن يطور الجيش المصري هجومه عبر سيناء كي يخفف الضغط عن الجبهة السورية ، ومع أن العسكريين ( الشاذلي وغيره ) رفضوا ذلك عسكريا إلا أن السادات ركب رأسـه وحرك القوات غرب القناة التي كانت تحمي بطاريات الصواريخ [ سام ـ 6 ] التي منعت سلاح الجو الصهيوني من الدخول إلى سماء مصر ، ولما ركب السادان رأسه وحرك تلك القوات ، كان الجنرال شارون قائد الفرقـة الصهيونية ينتظر ، فدخل عبر البحيرات المـرة ، وقتل القوات القليلة المتبقية لحماية بطاريات الصواريخ ، وقضي على بطاريات الصواريخ ، وحاصر الجيش الثالث المصري ـ ووقف عند الكيلومتر ( 101 ) شرق القاهرة ...

أما على الجبهة السورية فاحتل الصهاينة (37) قرية جديدة بعد الجولان ، ووقفت على بعد (40) كيلومتر عن دمشق العاصمة السورية ، بعد أن دمرت الجيش السوري تقريباً ...

وحقق الصهاينة حلمهم وهو المفاوضات المباشرة ، بين دولة الصهاينة ، والدول العربية منفردة ، وبدأت بكامب ديفيد (1977) التي أخرجت مصر كلها من المعركة ...

 

الحرب الخامسة :

وكانت الحرب الخامسة عام (1982) عندما دخلت القوات الصهيونية إلى بيروت عاصمة لبنان ، وقتلت ماشاءت من الفلسطينيين ، واللبنانيين ، والسوريين  ، وأسقطت ثمانين طائرة سورية مقاتلة في سماء لبنان ... ثم خرجت من بيروت وبقيت في الجنوب اللبناني حتى عام (200) حيث خرجت مرغمة بسبب حرب العصابات التي قادتها المقاومة اللبنانية ضدها ...

وحقق الصهاينة من هذه الحرب إخراج الفلسطينيين من لبنان ، حيث ذهبوا إلى تونس ، وهناك ضربتهم عدة مرات ... وأكمل وكيلهم ( حافظ الأسد ) على الفلسطينيين والمقاومة اللبنانية ، ثم بدأ ينهب لبنان من بنوكـه وحتى موانئه ، وزرع أرضه مخدرات ، غزت أسواق العالم ، وحصل الضباط السوريين وأولهم _ رفعت الأسد ـ شقيق الرئيس السوري ونائبه للشئون الأمنية ، حقق المليارا ت وصار من كبار الأغنياء في العالم ..

 

الحرب السادسـة

والحرب السادسة تشنها قوات الصهاينة اليوم ( 2006) على الفلسطينيين في غزة ورام الله ، وتشنها على الشعب اللبناني ، فقتلت مئات الفلسطينيين ، ومئات اللبنانيين ، ودمرت البنيـة التحتية للشعب اللبناني تدميراً كاملاً ، وحولت مئات ألالاف من الشعب اللباني من ( مصطافين ) إلى (لاجئين ) في المدارس اللبنانية والمدار س السورية ، ينتظرون مساعدات أهل الخير كي يصلهم الخبز والحليب والماء ...

ولايقبل العقل أن ذلك كله من أجل جنديين اسرتهما المقاومة اللبنانية ، وجندي واحد أسرته المقاومة الفلسطينية ، إن دولة العصابات الصهيونية تخطط لهذه الحرب ، وانتظرت فرصة مواتية إعلامياً ، كما كانت عام (1967) جاهزة للحرب من أجل التوسع واستلام الجولان ، وانتظرت فرصة مواتية ، وهي عمليات المقاومة الفلسطينية يومذاك .... إنها تريد شيئاً أبعد من تحرير الجندود الثلاثة الأسرى ، أنها تريد كما تقول ( القابلة ) رايس : تريد الشرق الأوسط الجديد ... ومن معالم ذلك الشرق الجديد أن تكون شعوبه قطعاناً من الأغنام يسوقها الصهاينة حيثما أرادوا ... بعد أن تموت لديهم روح المقاومة ... ويتحولون إلى أغنام يسهل قيادها ، كي تقوم مملكة سليمان العالمية ...

 

والجديد اليوم :

الصمت العربي المطبق ، وتخاذل الشعوب والحكومات العربية ، في عام (1948) دخل المجاهدون السوريون والمصريون ، ودخل الجيش المصري والسوري ، وحاول أن ينقذ فلسطين ...

وفي عام (1956) شاركت سوريا مشاركة فعالة في المعركة ( قطعت النفط ، وجول جمال السوري يحرق البارجة الفرنسية (جان بار ) .

وفي عام (1967) كان الشعب العربي يتشوق إلى المشاركة في القتال ضد الصهاينة ، كما شاركت ثلاث دول ( سوريا ، مصر ، الأردن ) في المعركة ..

وفي عام (1973) شاركت سوريا ومصر بشكل أساسي في المعركة ، وشاركت السعودية والكويت والمغرب بقوات رمزية على الأقل ، كما قطع الملك فيصل يرحمه الله النفط عن الغرب ، فكان سبب شهادته يرحمه الله ...

وفي عام (1982) أسقطت ثمانون طائرة مقاتلة سورية في سماء لبنان ، كانت تدافع عن الشعب اللبناني الشقيق ...

 

والجديد اليوم (2006) الصمت العربي المطبق لدى الحكام والشعوب العربية ، حتى سوريا التي تقاتل المقاومة اللبنانية نيابة عنها ، لم تطلق طلقة واحدة ، من جبهة الجولان ، ومازال الجولان هادئاً ، لولا بعض صواريخ المقاومة اللبنانية التي سقط بعضها على مستعمرات الصهاينة في الجولان المحتل ...

لم أسمع بحرق السفارة الصهيونية في القاهرة ، وعمان ، ولم أسمع أن الحكومة المصرية أو الأردنية طلبت من السفير الصهيوني مغادرة البلاد ـ مؤقتاً ـ خوفاً على حياته من غضب الجماهير ، وكأن الجماهير العربية نسيت الغضب ، أو وصلت إلى مرحلة الكهولة حيث ينتهي الانفعال لدى بعض الشيوخ وينسون سلوك الغضب ...

أمريكا تزود الجيش الصهيوني بقنابل ذكية ، من مستودعاتها في ( قـطـر ) ... ويذاع النبأ بشكل عادي بدون أي غرابة  ، وكوندا ليزا رايس تعطي الصهاينة وقتا ً إضافياً للقضاء على المقاومة اللبنانية ...

وكوندا ليزا رايس  تقول أنها جاءت ( كقابلة ) وليس (كوزيرة ) جاءت تشرف على ولادة الشرق الأوسط الجديد ....

وهذا الصمت والتخاذل من صفات الشرق الأوسط الجديد التي جاءت لتشهد وتشرف على مخاضـه ( القابلة ) رايس ...

ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين ...

 

أخرج البخاري وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللـه صلى الله عليه وسلم قال: [لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبيء اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد اللـه هذا يهودي خلفي تعال فاقتله . إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ] ([1]) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ تكون فيكم النبوة ما شـاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها اللـه إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، تكون ما شـاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها  اللـه إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فتكون ما شـاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شـاء اللـه أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت ]([2]).

ويقول سعيد حوى - يرحمه الله([3]) : ( فالذي يبدو أن الملك العاض قد انتهى بانتهاء السـلطنة العثمانية ، ويبدأ الملك الجبري من ذلك الوقت وحتى الآن ، ولا يزال مسـتمراً ومظهره تلك الانقلابات الكثيرة التي توصل بها أصحابها إلى الحكم غصباً عن إرادة الشـعب وبدون رأي الأمـة ، بـدأها كمال ( أتا تورك ) في تركيا ، وتتابعت في كل مكان ( من العالم الإسلامي )، ولكن اليقظة الإسلامية الحالية تبشر بأن ذلك لن يطول إن شاء اللـه . وعلى كل حال طالت المدة أم قصرت ، لا بد من تحقق وعد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ) . والملاحظ اليوم تجمع اليهود من أقطار الدنيا ، من الشرق والغرب ، ومن مختلف القوميات والألسن والألوان ، من يهود روسيا إلى يهود أميركا إلى الفلاشا ويهود العرب ... يتجمعون في فلسطين ، حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين ، ليتحقق وعد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ، ويهاجر اليهود إلى فلسطين  ليبنوا فيها دولة قوية تحكم العالم كله - كما يخططون - ويريدون طرد المسلمين من المنطقة ،  أو استعبادهم وإذلالهم ، بعد إفسادهم وإخراجهم من إسلامهم ، وكاد أن يتحقق مخطط اليهود لولا لطف اللـه تبارك وتعالى ووعده : (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) ( الصف : 9 ) . لولا ذلك لحقق اليهود أحلامهم، لكن لطف اللـه ورحمته بعباده ، ووعده أن يمكن لدينه الذي ارتضاه لعباده كافة وفق المسـلمين في هذا العصر إلى الصحوة الإسلامية المعاصرة .

 

وعلى المسلمين عامة ، والعرب خاصة ، أن يفسحوا للصحوة الاسلامية أن تسود ، وتنمـو ، وتربي الشباب على الاسلام ، وهكذا يتحقق وعد الله عزوجل ، فيا أيها الحكام العرب ، لاتكونوا عقبـة في وجـه وعـد الله عزوجل ، قفـوا مع الصحوة الاسلامية ، فالصحوة الاسلامية لاتريد عروشكم ، تريد الجهاد في سبيل الله ضد الصهاينة ، ومن يدعم الصهاينة ... كي يتحقق وعـد الله عزوجل فيقول الحجر والشجر يامسلم ياعبد الله هذا يهودي خلفي تعال اقتلـه ....

والله غالب على أمـره ولكن أكثر الناس لايعلمون ...

*كاتب سوري في المنفى ...


[1]ـ صحيح البخاري (4/51) ، ومسند أحمد (1/11) واللفظ له ، وجامع الأصول (10/381) .

[2]ـ رواه البزار ، وأخـرجه الطبراني في الأوسـط ، ورواه أحمد في مسنده واللفـظ لـه ، (4/273) . والسلسة الصحيحة للألباني (1/8) رقم (5) .  

[3] ـ سعيد حوى ، جند الله ، ص 47 .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ