ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لـمَ لا يطالِب علماء السنّة في العالم ، السيدَ (خامنئي)..

بإصدار أمر لأتباعه، بالكفّ عن ذبح إخوانهم السنّة في العراق!؟

ماجد زاهد الشيباني

لابدّ من طرح هذا السؤال ، بدايةً ، مع الحديث عن المناصرة والتأييد ، والهتاف والتصفيق .. للسيّد خامنئي وعسكره في لبنان ، اللبناني منهم والإيراني على حدّ سواء.. ـ إذا صحّ أن ثمة مقاتلين إيرانيين يحاربون الصهاينة في لبنان ..! ـ (( مع التأكيد على أننا نبارك كل يد تطلق رصاصة ، أو صاروخاً ، أو ترمي حجراً .. في وجه الغطرسة الصهيونية المجرمة ، التي تسعى إلى إهلاك الحرث والنسل .. ولا تكتفي بتدمير البشر والشجر والحجر، بل تسعى إلى إفساد التراب والماء والهواء..!))

لماذا لابدّ من طرح السؤال !؟

1- لأن علماء المسلمين عامّة ، أصحاب مبادئ ( لا مبدأ واحد ) ، وأصحاب سياسات (لا سياسة واحدة )! هذا كله بحسب الأصل !

2- ولأن قدسية الجهاد ، نابعة من النصوص المقدسة التي تقرره ، والتي يضمّها الكتاب ذاته، الذي يقرر حرمة قتل المسلم ، سواء أكان أسلوب القتل تعذيباً في السجون ، أم ثَقباً للرأس والعيون بالمثقب الكهربائي ، أم رصاصاً في الرأس ، أم هَدماً للبيوت فوق رؤوس أهلها الأبرياء ، أم اختطافاً من الشوارع والمكاتب لمن يحمل اسماً معيّناً يدل على مذهب صاحبه ، وتعذيبَه وقتله ، وإلقاءَ جثّته في شارع أو نهر أو صحراء..! وسواء أكان القاتل مرتدياً زيّ الشرطة أو الجيش أو المغاوير ، أو الميليشيات المحميّة من الممسكين بزمام السلطة في البلاد !

3- ولأن خامنئي هو المحرك الأول للجبهتين في العراق والشام ، وهو المهيمن الأول على العناصر الفاعلة فيهما ـ هيمنة مذهبية ـ .. عربية كانت هذه العناصر، أم فارسية ..!

4- ولأن شيعة العراق تدعمهم دولتان  : * دولة العراق التي يمسكون بمقدّراتها، ويهيمنون على مؤسّساتها ومواردها وقراراتها .. ويستعينون بالاحتلال الأمريكي على ذبح السنة فيها ..!  ** ودولة إيران وهي دولة إقليمية قوية في المنطقة . في حين أن أهل السنة لابواكي لهم ! ولا دعم لهم من أحد ، سوى العبارات الفارغة ، والنصائح الباهتة ، والتلميحات الخجلى ، إلى احتمال إبادتهم ، واحتمال تعرض المنطقة لأخطار طائفية تهدّد الدول الآمنة المستقرة ..!

5- ولأن من مقتضيات المبدئية ، أن تسأل عن أخيك الذي يُذبح ، فيمَ يُذبح ، ومَن يَذبحه!؟

6- ولأن من مقتضيات الأخوة و السياسة والمصلحة ، ألاّ تترك إخوانك العرب المسلمين    – إن كنتَ عربياً مسلماً ـ يُذبحون في العراق بأوامر فارسية ، وتسكت على هذه الأوامر ، لأن الجهة التي تصدرها، تصدر أوامر أخرى ، بمحاربة العدوّ المشترك بينك وبينها، في فلسطين و لبنان ..! إذ الأصل في هذه الحال ، أن تحافظ على طاقات إخوانك العرب المسلمين هؤلاء ، وتسعى إلى زجّها في معركتك العربية والإسلامية هذه ، وتقنع حلفاءك الفرس المسلمين بأهمية هذا الأمر ..! لا أن تغضّ النظر عن ذبحهم عمداً ، وتمَنع غيرك من التذكير بمأساتهم ، بحجّة أن الأيدي التي تذبحهم ، ذاتُ صِلة بالأيدي التي تحارب عدوك ، في جبهة قتال لست أنت صانعَها، ولا مشعل فتيلها..! وذلك بدعوى أن هذه الجبهة ، تَفرض على مَن حَولها، السكوتَ عن أية جريمة تقترفها أيدٍ ذاتُ صِلة ، قومية أو مذهبية ، بالأيدي التي تخوض حرباً في هذه الجبهة المشتعلة ..!

7- ولأن من مقتضيات السياسة ، ألاّ تقدّم تأييداً مجّانياً من حسابك ، وأنت تعمل في حقل سياسي شديد الخطورة والحساسية والتعقيد ..! بلهَ أن تقدّم هذا التأييد المجّاني على حساب أناس آخرين أبرياء ، من أهلك وإخوانك ، لحساب الذين يذبحونهم !

8- ولأن من مقتضيات السياسة والمبدأ معاً ، أن تدرك أن الذي يقاتل العدو المشترك بينك وبينه ، إنما يقاتله لحسابه هو ، لا لحسابك أنت ! لكنه حين يقتل أخاك ، يقتله من حسابك لحسابه ! فإذا خسرت أخاك في الجبهة التي يُذبح فيها، وتعمدتَ إهمال دمه، والتغطية على ذبحه ـ وهو يُذبح من حسابك ـ لتصفّق في الجبهة الثانية ، لليد التي تقاتل لحسابها، العدوّ المشترك ، وهي فرع من اليد التي تَذبح أخاك .. دون أن تكسب من هذه الجبهة الثانية ، سوى الظنّ بأن نتيجة الصراع فيها قد تنفعك ، أو يكون لك حظّ منها ! فتخسر هناك ـ على سبيل اليقين ـ ولا تربح هنا سوى الظنّ باحتمال ربح، لو حسبت معادلته جيداً لوجدته قبْضَ الريح ، أو شيئاً يشبه ذلك ..!

نقول: إذا فعلت هذا، وجَب عليك أن تعيد النظر، في فهمك للمبدأ والسياسة معاً..!

9- ولأن من مقتضيات المبدأ ، أن تصارح المقاتل الذي يقاتل معك عدواً مشتركاً، دفاعاً عن المبادئ  ـ إن كان صادقاً في دفاعه عن المبادئ ـ بخطورة ما يفعل ، من ذبح إخوانك في الجبهة الأخرى ! لا أن تتعمّد التغطية على فعله ذاك ، على سبيل السياسة أو المبدئية! فتخسر السياسة والمبدئية معاً، وتخسر أخاك الذي غطّيتَ جريمة ذبحه ، ثم تجد نفسك أخيراً معلّقا بين السماء والأرض .. لا حفظت أخاً، ولا مبدأ ، ولا سياسة ..! وتجد نفسك فريسة ضائعة بين التخوم ، في صراع الفرس والروم ..!

10- ولأن مطالبة (الأصدقاء والحلفاء !) بالكفّ عن ذبح الأشقاء ، لا تكون إعلامية علنية بالضرورة .. فالأصل فيها ـ سياسةً ـ أن تكون سرّية ودّية ، لاسيّما في الظروف الحساسة الصعبة ، كظروف الحرب ، التي يؤدي استغلال الكلمات والمواقف فيها إعلامياً ، إلى نتائج غير محمودة ..! لذا ، لا خوف من الاستغلال الإعلامي المغرض ، ولا حجّة لمن يحتجّ بهذا الخوف ، من أجل إبطال هذه المطالبة المشروعة..!

11-ولأن هذا النوع من المطالبة ، لا يعدّ ابتزازاً للحلفاء والأصدقاء في ظروف الحرب ، ولا ثمناً لموقفِ تأييد أو مناصرة..! لأنه لا يقتضي تنازلاً عن حقّ ، أو تخلّياً عن مصلحة، أو إخلالاً بموقف سليم ، أو إضراراً بسياسة رشيدة ، أو تركاً لواجب شرعي أو سياسي! بل هو  انتصار لأخ مظلوم ، وأداء لواجب شرعي سياسي إنساني ! إلاّ إذا كان الأصدقاء أو الحلفاء، يرون في هذه المطالبة ، ذلك

المذكورَ ـ كلّه، أو بعضَه..من التنازل عن الحقّ ، حتى ترك الواجب ـ ! وعندئذ يكون للتحالف أو الصداقة ، هنا ، معنى آخر ، ينبغي على الذين يدركون معاني الصداقات والتحالفات ، أن يتأمّلوه جيداً ، على ضوء المبادئ والسياسات الواضحة الحكيمة الواثقة ، لا الضبابية العابثة العاجزة !

ولله في خلقه شؤون .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ