ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

قوة لبنان بأصغريه:

ضيق أرضه وقلة سكانه

الطاهر إبراهيم*

مهما اتفقنا أو اختلفنا مع الشيخ حسن نصر الله في صواب توقيت المعركة المفتوحة حاليا على كافة المفاجآت أو خطأه، ومهما حاول البعض أن يزعم أن صواريخه صنعت في إيران، وأنه يخوض هذه المعركة بالوكالة عن طهران، بل ويؤكد آخرون أن خبراء إيران هم من يشرف على تشغيل هذه الصواريخ وتوجيهها، فإننا لا نستطيع نحن ولا هؤلاء ولا أولئك أن نتناسى ما كشفته هذه المعركة من حقائق ومفاجآت.

أهم هذه الحقائق سقوط مقولات الحكام التي تزعم أنه ليس بإمكان العرب تحرير الأراضي العربية المحتلة حربا، لأنهم لا يقوون على حرب إسرائيل مع ما تقدمه لها أمريكا من دعم عسكري واقتصادي ومعنوي. فها هي القوات الإسرائيلية، ومن ورائها كل ترسانة إسرائيل العسكرية ومعها دعم واشنطن، تقف عاجزة عن التقدم ،ولو لمسافة لا تزيد عن كيلومترات قليلة في جنوب لبنان رغم كثافة النيران الأرضية والقصف الجوي. أما الدول العربية فقد انهزمت جيوشها في حروبها مع إسرائيل، ولم يكن السبب قلة عديدها أو ضعف تسليحها، فقوات حزب الله أقل عددا وأضعف تسليحا، ولكنه يملك الإرادة في حروبه مع إسرائيل، بينما لم يكن عند تلك الحكومات أي إرادة للقتال.

باستثناء حرب عام 1948 ، التي دخلتها الجيوش العربية "سقْط عتب"، ولم يحارب فيها إلا مجموعات شعبية توافدت إلى فلسطين عن غير رضى حكوماتها، فلم يكن هناك من مهمة لوزراء الدفاع فيها إلا إصدار البلاغات عن انتصارات عسكرية وهمية، في وقت كانت فيه الوحدات العسكرية تنسحب "كيفيا" تاركة أسلحتها وراءها في ساحة المعركة. بينما لم نسمع في معركة الدفاع عن لبنان إلا بلاغات قليلة، وكل ما سمعناه أو شاهدناه كان صورا حية تنقلها القنوات الفضائية من ساحات القتال، مع ملاحظة هامة أن وظيفة الإعلام كانت في خدمة تلك الحروب، بينما يصح القول أن معارك حرب الدفاع عن لبنان شكلت مادة حقيقية لوسائل الإعلام، لكنها لم تجعله هدفا مقصودا.

في الحروب العربية النظامية مع إسرائيل، لم يستطع جنرالات الحرب العرب أن يوظفوا الجغرافية الواسعة التي كانت مساحة طيبة لرسم الخطط والإيقاع بالخصم المحصور ضمن جيوب من الأرض صغيرة. وبدلا من الاستفادة من هذه الأرض العربية، فقد شكل اتساعها عبئا على الجيوش العربية في إطالة مسافة هروبها من المعركة قيادات وأفرادا.

المقاوم اللبناني أدرك –بسبب ضيق مساحة الوطن اللبناني- أن عليه أن يستثمر الأرض المتاحة، فيجعل من كل صخرة متراسا لإطلاق النار، ومن كل كهف كمينا للإيقاع بالعدو. كما أدرك أن أحد وجوه المعركة هو القتال من أرض محدودة ضد عدو محصور في أرض محدودة. لذا فقد أدرك أن أي جزء يتم الانسحاب منه مهما كان صغيرا سوف يوسع الأرض التي يهاجم منها العدو ويصغّر الأرض التي يقاوم اللبناني منها، ويضيق عليه مساحة المناورة، وليس أمامه إلا الثبات فوق أرضه، وأن التراجع خوفا من الهلاك هو الهلاك بعينه.

شكل الحرص على الحياة عند المقاوم اللبناني هو غيره عند الجندي الإسرائيلي، وهو الفارق الأهم بين طرفي الصراع. فحياة الجندي الصهيوني هي كل رأسماله، وهو ليس على استعداد لأن يفرط فيها، فلا يدخل معركة إلا وقد استكملت قيادته كل وسائل سلامته، قال الله تعالى: "لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر.."  فلا يكاد يتحرك إلا في دروع ومصفحات لا يكاد يؤثر فيها صاروخ أوقذيفة مدفع، وهذا هي نقطة الضعف الأهم عند الإسرائيلي.

ومع أن حياة المقاوم اللبناني أمر مهم وأساسي عنده وعند لبنان، حيث كل فرد في لبنان له أهميته ضمن الخارطة البشرية المحصورة في حجمها القليل العدد، إلا أن هذه الحياة لم تكن يوما عائقا أمامه في المعركة في ساعة الحقيقة. وقد شهدنا مصداق هذه الحقيقة في معارك الاستيلاء على "بنت جبيل"، فقد انسحب منها الإسرائيلي تحت ثقل الخسائر البشرية التي لم يكن يقدر أن يتحملها في قاموسه البشري.

أرض لبنان الضيقة هي كل رأسمال اللبناني، وهو ليس على استعداد أن يفرط في أي شبر منها. ولا يختلف اللبناني في ذلك عن السوري أو المصري أو أي عربي آخر. لكن الفارق الأهم أن اللبناني أتيحت له الفرصة كي يقاتل دفاعا عن أرضه، بينما حجب أخوه العربي عن شرف الدفاع عن أرضه، بعد أن ألغت الحكومات العربية كلمة القتال من قواميسها.

*كاتب سوري

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ