ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لماذا الجولان ؟

دكتور عثمان قدري مكانسي

دعا الشيخ الدكتور صلاح الدين كفتارو في خطبة يوم الجمعة 21-07-2006 إلى فتح الحدود السورية أمام المقاومة فقال : " نطالب بمقاومة جديدة في هضبة الجولان ، نحن مستعدون لحمل السلاح " وكان نداؤه موجهاً لبشار الأسد ومحمود أحمد نجادي . وقال في حديثه " إن الحكام العرب بدون استثناء يتحملون مسؤولية ما " .

والعلماء ورثة الأنبياء  ، وقد كان عليهم منذ زمن طويل أن يجهروا بما في ضمير الأمة . وإنا لنلحظ أنهم في هذه الآونة بدأوا يتحركون بإيجابية على الساحة السورية يصوّبون وينبهون ، وليس ببعيد عنا ما تداعوا إليه لنصرة التعليم الشرعي في سورية حين أراد شانئوه أن يعطلوه . وهذا واجب كل غيور على بلده وأخلاق أمته أن يطالهما السوء أيّاً كان مصدره

 

والسؤال الذي نطرحه هنا : لماذا ينأى النظام عن فتح المقاومة ابتداء من الحدود السورية المحتلة منذ  أربعين عاماً ؟ ولم كانت الحدود مغلقة في وجه المقاومين – من فدائيين فلسطينيين إلى المقاومة السورية الشعبية – على مدى هذه العقود الأربعة ؟ ومن المستفيد من هذا؟ ...

بعد الانتهاء من حرب تشرين التحريكية عام ألف وتسع مئة وثلاثة وسبعين صدر قرار من وزارة الدفاع السورية بمنع أي طلقة نحو الحدود الفلسطينية المحتلة ، وجاءنا - وكنت أحد الضباط الاحتياطيين  - أمر باعتقال كل من يحاول الدخول إليها من جبهة الجولان . كما أنه بعد تحرير مربـّع من القنيطرة في تلك الحرب لم يكن يسمح – حسب الاتفاق الذي رعاه كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – للجيش السوري أن يدخل القنيطرة إلا لمجموعة بلباس الشرطة المحلية بسلاحها الفردي لتأمين نقاط الحراسة فقط . وهذا أمر لا يعرفه أحد من العسكريين إلا من كان يقوم بهذه المهمة . وقد جاء هذا مؤخراً على لسان أحد المتحدثين على قناة الجزيرة  أحمد الحاج علي من أن هناك اتفاقات هدنة بين النظام السوري وإسرائيل تمنع الرد على انتهاكاتها واعتداءاتها !، وكما ذكر رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في مجلس الشعب السوري نمير غانم حين سأله المذيع في قناة الجزيرة بأنه لم ترد سورية على الاعتداءات الإسرائيلية السابقة المتكررة على الأراضي السورية قال : " إذا كان الاعتداء يمكن تمريره بتصريح أو موقف سياسي فسيتم تمريره ، أما إذا كان يتعرض للمصالح السورية فسيتم الرد عليه " . فالتمرير ديدن النظام الوطني جداً! والمصالح هي مصالح الحاكم المتفرد ، لا مصلحة الأمة ..هذا النظام الذي يظهر للعرب الشعور الوطني بينما تجد سفيره في واشنطن يقول : حاولنا وما نزال نحاول الحوار مع واشنطن ، لكن واشنطن تأبى محاورتنا  وتمنع الآخرين من محاورتنا !. .. فالنظام الذي يرفع راية النضال العربي والوطني يرفض فتح باب المقاومة من الجولان لأنه أولاً لا يريد الإخلال باتفاقات الهدنة التي أبرمها مع إسرائيل بعد حرب تشرين التحريكية ،ولأنه ثانياً يجد من يقوم بدوره في لبنان ، فلا يتحمل عقابيل ما يجري من دمار على الساحة اللبنانية فهو يحرك أتباعه هماك بطريقة غير مباشرة فيكون تحمله للمسؤولية غير مباشرة كذلك ، ويتنصل من المسؤولية في الوقت المناسب أو يتدخل في الوقت المناسب – إن أمكن – كذلك . ولما سئل بشار – كما أوردته المحرر العربي في 23- 07- 2006 عن إمكان فتح جبهة الجولان للتخفيف عن الضغط على المقاومة قال : إن موضوع الجولان متفق على تركه للمفاوضات الثنائية بوصفه جزءاً من عملية السلام المجمدة وإن فتح هذه الجبهة الآن يخدم العدو ، ولا يخدم المقاومة  . وينبغي أن نلاحظ قوله هذا بعناية حيث إن النظام كما ذكرت آنفاً حريص على الحفاظ على الهدنة وعلى أمن إسرائيل وعلى أمنه الخاص كذلك .

وما المقصود بالمفاوضات الثنائية إلا الارتماء في أحضان إسرائيل والسعي إلى استرضائها بكل الوسائل ، ويسعى لفتح باب المفاوضات الإسرائيلية السورية ليطمئن إلى استمراريته في حكم سورية المصابرة وهو – النظام – مستاء من إهمال إسرائيل له وعدم الرغبة في وصاله ! ومستاء من تجميد العلاقات الإسرائيلية السورية وهي الطريق إلى قلب الإدارة الأمريكية .

والنظام غير قادر على إغلاق الباب في الجولان إذا فتح، ولا يستطيعه ابتداءً . فجيشه ليس لهذه المهمة إنما هو للحفاظ على النظام ضد العدو الحقيقي " الشعب المقهور الذي سلبه النظام كل مقومات الحياة الحرة الشريفة  العزيزة . بينما يناور النظام ويداور ليستطيع بضوء أخضر جديد  العودة إلى لبنان مرة أخرى ... وليثبت أن أظافره في لبنان طويلة تخمش يقوة ، وأن الحكومة اللبنانية ضعيفة لا تستطيع الوقوف أمام ميليشيا حزب الله التي يغذيها النظام ، وأنه – النظام السوري – قادر على تحريك لبنان بطريقة غير مباشرة .

 وكيف يرى بشار  فتح الجبهة في الجولان أمراً لايخدم المقاومة الإسلامية الفلسطينية بينما يرى أن فتحها في لبنان يفيدها ؟! هذه معادلة يريد أن يصل بها إلى أن على أمريكا وإسرائيل إن كانتا راغبتين بالراحة الهادئة في البلاد العربية والشرق الأوسط  فهذا يكون عن طريقه فقط ! ، فلا ينبغي أن تفرطا به وأن تستغنيا عن خدماته . .. وهذا ما ألمحت إليه الحكومة الإسرائيلية  حين أعلنت أنها لا تنوي ضرب سورية ، وتصريحها هذا يعتبر فسحة للنظام أن يتنفس بارتياح وأن يطمئن لمصيره في ساحة الشرق الأوسط ، فلا يزيد الطين بلة ، إنمايتصرف حسب الأجندة المخططة له  فلا يتعدّاها .

الجولان – في عهد النظام الميمون – سيبقى هادئاً ، فالنظام الوطني التقدمي !! الذي يحكم بلادنا وجد لهذا الأمر ، وقد أثبت أنه المدافع عن أمن إسرائيل الوفي لها ، الحريص على مرضاتها..

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ