ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 22/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عملية فدائية في الجولان

د.هشـام الشـامي

لأول مرة و منذ انتهاء حرب تشرين من عام 1973م ، يتم الإعلان عن عملية فدائية عسكرية على أرض الجولان السوري المحتل إثر نكسة حزيران عام 1967م ، فقد أفادت الأنباء أن مجموعة فدائية فاجأت قوة عسكرية متمركزة في إحدى التلال داخل الجولان السوري المحتل ، و قامت بإحراق مركبة عسكرية و قتل ثمانية جنود إسرائيليين و أسر اثنين آخرين ، و انسحبت المجموعة الفدائية مع الأسيرين الإسرائيليين إلى داخل الأراضي السورية سالمة غانمة .

و قد أعلنت حركة تحرير الجولان السوري - و هي حركة جديدة لم تكن معروفة من قبل - مسؤوليتها عن هذه العملية الشجاعة ، و قالت في بيان لها : أن إحدى تشكيلاتها العسكرية ، و هي مجموعة يوسف العظمة ، قامت فجر اليوم بهجوم مباغت على موقع عسكري صهيوني ، و دمرت آلية للعدو و قتلت ثمانية صهاينة و أسرت اثنين آخرين و عادت سالمة إلى أرض الوطن ، و قالت في بيانها : أن هذه العملية هي باكورة أعمالها ، التي ستتواصل حتى يتم تحرير الجولان السوري المحتل كاملاً ، و بشأن الأسرى أبدت رغبتها بإجراء تبادل بين هذين الأسيرين و العديد من الأسرى السوريين الموجودين في السجون الإسرائيلية ، و الذين مضى على أسرهم عقوداً طويلة ، إضافة لأسرى فلسطينيين و عرب محتجزين في سجون العدو الصهيوني ، و أوضحت الحركة في بيانها أنها مجموعة مقاومة سورية شعبية غير رسمية ، هدفها تحرير الأرض المغتصبة ، و إعادة الحقوق المهدورة ، و رد اعتبار للكرامة السورية التي دنسها الاحتلال الصهيوني الغاصب منذ أربعة عقود خلت ، و تابع بيان المجموعة موضحاً حق الشعوب بمقاومة الاحتلال و الذي كفلته كل الشرائع ، و ختم البيان بمهاجمة السلطة في السورية و تخاذلها عن تحرير أراضيها المحتلة ، و سيرها في طريق السلام المزعوم الذي لم و لن يحرر شبراً من الجولان المغتصب .

و أعلن مصدر إعلامي سوري مسؤول في بيان مقتضب : عدم مسؤولية النظام السوري عن هذه العملية ، و قال المصدر : أن سوريا ما زالت ملتزمة بنهج السلام الذي اختارته خياراً استراتيجياً و وحيداً منذ أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي ، و تعتبر ما جرى خروج عن النهج الوطني ، و ستحاسب المسؤولين عن هذه العملية ، و ستضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه جر سوريا خارج خيار السلام الاستراتيجي .

و امتنع أغلب المعلقين السياسيين الذين عادة ما يسمح لهم بالتكلم من سوريا عن التعليق على هذه العملية ، بينما اكتفى عضو مجلس الشعب و رئيس مركز الدراسات الإسلامية / محمد حبش بالقول : كنا نحذر دائماً ، أن السوريين لا يمكن أن يسكتوا إلا الأبد عن احتلال أرضهم .

و عبر المواطنون السوريون ، بمظاهرات تأييد عفوية لم تشهدها سورية من قبل ، عن اعتزازهم بهذه العملية الفدائية البطولية ، رغم خوف و توجس البعض من الرد الإسرائيلي الإجرامي ، و قال أحد المتظاهرين و اسمه أحمد : إلى متى سنصبر على احتلال الجولان ؟ ، إلى يوم القيامة مثلاً . أما كمال فقال : ماذا استفدنا من الأمم المتحدة و القرارات الدولية ؟. و عبر رامي عن اعتزازه و فخره بهؤلاء المقاومين الذين أعادوا العزة الوطنية بعد سبات عميق . أما الشاب الجامعي حسين فقال : الجولان سورية و ستعود سورية .و قال آخر مشترطاً عدم ذكر اسمه : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، و لا يفل الحديد إلا الحديد ، و أتمنى أن أكون جندياً من جنود المقاومة حتى تحرير كامل الأرض العربية المحتلة .

و كان مصدر إسرائيلي رسمي قد حمّل النظام في سورية مسؤولية العملية ، و حذر من أية إساءة أو تعرض للجنديين الأسيرين ، و طالب بإطلاق سراحهما فوراً و بدون شروط ، و شدد أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب !!.

و بينما انقسم الرأي العام الدولي بين مؤيد لحق السوريين في مقاومة الاحتلال ، و بين معارض لهذا الأسلوب الذي وصفته الولايات المتحدة بالإرهاب و التطرف ، بدا واضحاً شبه إجماع عربي على تأييد المقاومة في الجولان ، و انطلقت المسيرات الحماسية المؤيدة لهذه العملية في كل العواصم و المدن العربية ، و عبر بيان صادر عن الجامعة العربية عن حق سوريا في استخدام كل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة حتى استرداد كامل أراضيها المحتلة .

و كان من اللافت إجماع جميع أطراف المعارضة السورية على تأييد هذه العملية ، فبينما أعلنت معارضة الداخل ممثلة بإعلان دمشق تأييدها و دعمها للمقاومة في الجولان حتى تحرير كامل التراب السوري المحتل ، أصدرت كافة القوى و الأحزاب المعارضة في الخارج بيانات تأييد لهذا العمل البطولي المشرف ، و أوضح بيان صادر عن جبهة الخلاص الوطني أن هذه العمليات البطولية مشروعة و لا تحتاج لتبرير ، و كان يجب أن تبدأ منذ زمن بعيد ، و بعد أن أدانت النظام الذي لم يكتفِ بالصمت و التخاذل عن تحرير الأرض ، بل وظف نفسه كلب حراسة مؤتمن على حراسة حدود العدو ، و منع على مدى عقود الاحتلال أي مقاومة أن تنطلق عبر هذه الحدود ، و بينت الجبهة أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال لا نقاش فيه و لا غبار عليه ، و قد قاومت كل شعوب أوربا الاحتلال النازي ، كما قاومت الولايات المتحدة الأمريكية الاحتلال البريطاني ، و لم يقل أحد أن ديجول أو واشنطن إرهابيان ، بل ما زالا يوسمان في وطنيهما و في العالم أجمع كزعيمين تحرريين ، و ختم بيان الجبهة تأكيده على وقوف الجبهة مع المقاومة و استعدادها إذا ما تهيأت الظروف للالتحاق في صفوفها كجنود مقاتلين ، و دعت الشعب السوري العظيم إلى دعم المقاومين بكل ما أوتوا من قوة .

هذا هو حلمي ( الرحماني ) الوردي المشروع الذي طالما حلمت به ، و ليس حلم السيد وليد المعلم ( الشيطاني ) كما وصفه سعود الفيصل في اجتماع وزراء خارجية العرب الأخير ...

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ