ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أجندة حزب الله وحلفائه لا تَعنينا

 لكن لبنانَ وشعبَه يَعنياننا جداً

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف*

لم يعد عند ذوي الأبصار والبصائر أي شكٍ أو ريب، في أنّ الحلف الاستراتيجي القائم على الثالوث الطائفي أساساً (إيران وأذرعها العراقية، والنظام السوري، وحزب الله وأشباهه).. يقوم بتنفيذ مخطَّطٍ يهدف إلى نشر الفوضى في المنطقة العربية، لحرف الأنظار عما تقوم به إيران الفارسية الصفوية وحلفاؤها من الأحزاب الشيعية الصفوية العراقية، من عمليات تطهيرٍ عِرقيٍ وطائفيٍ في العراق ضد أهل السنة.. أولاً، ولإنقاذ النظام السوري من المأزق الذي ينتظره، بعد تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق مع المتَّهمين بقضية اغتيال الرئيس (رفيق الحريري) رحمه الله.. ثانياً، ثم لتحسين شروط إيران في قضية القنبلة النووية، تلك القضية التي وضَعَتْ الدولة الفارسية في حالة مواجهةٍ مع الغرب.. ثالثاً.

نؤكّد، بأنّ القضية الفلسطينية لا قيمة لها عندهم، وهي ليست في أذهان ثالوث الحلف الاستراتيجي الطائفي، إلا ضمن دائرة المتاجرة والمقامرة، ولذلك فقد استخدم هؤلاء لبنانَ ساحةً لإظهار ما يملكون من أوراق صُنع الفوضى في المنطقة، دون أي اعتبارٍ للبنان الدولة والشعب، سواء أبَقِيَ فيه حَجَر على حَجَر أم لم يبقَ، فمهما قُتِلَ من أبنائه وبناته وأطفاله وشبابه ورجاله.. فإنّه آخر ما يعني أولئكَ العابثين، الذين يعبثون بلبنان ومصيره ومصير شعبه، لتنفيذ أجندتهم الخاصة!..

كما نؤكّد أيضاً، بأنّ العدوّ الصهيوني الذي دمّر لبنان وما يزال يعيث فيه فساداً وقتلاً وسفكاً للدماء.. لم يفعل ذلك ويفعله لإنقاذ جنديين صهيونيين أسَرَهما حزب الله.. بل لتنفيذ أجندةٍ خاصةٍ مُعَدَّةٍ مسبقاً، لفرض واقعٍ جديدٍ في المنطقة، يتعلّق بالمأزق الأميركي في العراق، ويرتبط بالأجندة الأميركية بشكلٍ عامٍ في منطقتنا العربية.. وما عملية أسْر الجنديين إلا الذريعة التي وُضعَت بين يدي الكيان الصهيوني، لتمرير برنامجه العدواني المخطَّط له مسبقاً!..

يُخطئ مَن يظنّ، بأنّ عبث حزب الله الأخير، كان للتخفيف عن أهلنا في فلسطين، المحاصَرين بالتآمر الدولي على حكومة حماس، وبجرائم (أمطار الصيف).. خاصةً إذا تابعنا أخبار أهلنا الفلسطينيين في العراق، الذين يُستَباحونَ من قِبَلِ الميليشيات الصفوية التي يقودها ضباط الحرس الثوري الإيراني، حلفاء حزب الله الاستراتيجيين.. فعبث حزب الله وحلفائه الصفويين قد أدى إلى حَرْف الأنظار أيضاً، عما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم خطيرةٍ بحق فلسطين وأهلها، بنفس الطريقة التي جرى فيها حَرْف الأنظار عما يرتكبه الصفويون من جرائم فظيعةٍ في العراق، بحق الفلسطينيين وأهل السنة بشكلٍ عامٍ هناك!..

مَن الذي صنع هذا الواقع المتسلسل، بَدءاً من العراق، وانتهاءً بما يجري على الأرض من أحداثٍ مؤسفةٍ في لبنان؟!.. من غير تردّدٍ يمكننا القول : النظام العربي كله مسؤول عن ذلك، والأنظمة العربية، خاصةً تلك التي شجّعت أميركة، أو حرّضتها أو أعانتها أو تحالفت معها.. لاحتلال العراق وتدميره.. هذه الأنظمة هي التي صنعت بأيديها هذا الواقع، وصنعت هذا الغول الصفوي الخطير، الذي أنتجته أميركة نفسها، وشجّعته ودرّبته، وسلّطته على رقاب العرب والمسلمين بواسطة سياساتٍ حمقاء تارةً، ومقصودةٍ مخطَّطةٍ هادفةٍ تارةً أخرى!.. والخطر الذي تستشعره اليومَ الدولُ العربية القريبة من إيران، خاصةً تلك التي تقع ضمن مرمى الحلم الصفوي الفارسي الشعوبي الطائفي.. إنما هو من إنتاجها وضيق أفُقِها، وابتعادها عن تحرّي المصلحة العربية والإسلامية، مقابل تنفيس أحقادها الشخصية وغِلّها المتراكم على العراق، شقيقها وجارها العربي المسلم!..

ربما صَحَت حليفات أميركة العربيات على وَقْعِ ضربات الخطر الصفوي الشعوبي الداهم مؤخراً، فحمّلت مسؤولية العبث والمغامرة المُقتَرَفة في لبنان.. لحزب الله وحلفائه، لكن هل هذا يكفي؟!.. هل يكفي الاكتفاء بالأقوال والتصريحات الكلامية، فيما العدو الصهيوني يدمِّر ويقتل ويعيث فساداً في لبنان، ويشرّد أهله، ويقتل كل معالم الحياة فيه، ويسحق البنية التحتية التي بناها اللبنانيون بِعَرَقِهم ودمائهم وسواعدهم وأموالهم، خلال خمس عشرة سنةٍ مضت؟!.. أليس العدو الصهيوني يمارس بذلك عدواناً إجرامياً ضد بلدٍ عربيٍ شقيقٍ هو درّة البلدان العربية؟!.. ألم يتدافع مئات الألوف من السائحين العرب لمغادرة لبنان مع بَدءِ العدوان، من الذين قدموا إليه ضيوفاً أعزّاء، ليرتاحوا في ربوعه، ويُمضوا في طبيعته الجميلة الساحرة بعض الأوقات الحلوة؟!.. أفلا يستحق هذا الشقيق الحبيب الجميل.. التضامنَ معه، والدفاعَ عنه، واستنقاذَ ما يمكن استنقاذه من أرواح أهله ودمائهم الطاهرة، ومن بنيته التي يدمّرها العابثون، والمعتدون؟!..

لقد أخطأت بالأمس الأنظمةُ العربية التي صَحَت على دويّ مدافع الصفويين تدكّ كل مَعلَمٍ سُنيٍ في العراق، إلى أن وصلوا بمخطّطهم إلى لبنان.. فهل تخطئ هذه الأنظمة مرةً ثانيةً اليوم، بالتخلي عن لبنان، وإفراغ ساحته للعابثين وحلفائهم، ليتمكّنوا منه بعد أن يدمّرَه العدو الصهيوني، ويُضعفَه ويُضعفَ حكومتَه الشرعية؟!..

على الأنظمة والشعوب العربية، أن تسارعَ لنجدة لبنان، والدفاع عنه، وإعادة إعماره، ودعم حكومته الشرعية بكل السبل، لبسط حكمها على كل أراضيه.. كما عليها أن تعملَ ما بوسعها لدعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، واسترداد العمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، بعد أن بدأ بخطفها المتاجرون بها، والراقصون على جراح أهلنا في فلسطين.. وإلا، فسيمضي أركان الحلف الفارسي الصفوي الطائفي في مخطّطهم إلى النهاية، فيبتلعون لبنان تحت شعارات إعادة إعماره!.. ويتغلغلون في كل ربوعه تحت شعارات الدفاع عنه!.. أما سمعتم حسن نصر الله يمهّد لذلك؟!.. أما سمعتموه يقول : (سيعيد أصدقاؤنا تعمير لبنان)؟!.. أليس أصدقاؤه هم حلفاءه الصفويين الفرس الشعوبيين؟!.. أما سمعتم وزير خارجية إيران الفارسية (منوشهر متكي) يصرّح من دمشق : (يمكن إقامة هدنة بين حزب الله وإسرائيل ثم يتم تبادل الأسرى)؟!.. فما علاقة هذا الصفوي الفارسي بلبنان؟!.. وأين هي الحكومة اللبنانية في مساحات ذهنه؟!.. أما قرأتم بيان المرجع الشيعي الفارسي المقيم في النجف (علي السيستاني)، ذبّاح أهل السنة في العراق، والمتحالف مع أميركة وحلفائها الصهاينة هناك.. أما قرأتم بيانه (الصادر من النجف يوم الإثنين في 17/7/2006م) الذي يدعو فيه متباكياً إلى (التحرّك لمنع استمرار العدوان الصهيوني على لبنان)؟!.. ثم أما سمعتم رئيس النظام السوري وبعض أركان نظامه يصرّحون : (سنضع كل إمكاناتنا تحت تصرّف لبنان التوأم الشقيق)، مع أنهم بالأمس كانوا يتآمرون على هذا التوأم الشقيق؟!.. وما يزالون!..

لبنان أمانة في أعناقكم أيها العرب.. وأيها المسلمون، شعوباً وحكومات، فماذا أنتم فاعلون؟!..

*عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ