ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 12/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

دوران النظام السوري حول مصالحه الضيقة! ....

إلى أين سينتهي به؟

الطاهر إبراهيم*

الذين جعلوا الدفاع عن النظام السوري مهنة بمقابل أو بدون مقابل، لا يستطيع واحد منهم أن يأتي بما يدعم دفاعه في وجه الانتقادات الحقيقية التي يسوقها المنتقدون الذين يؤكدون أنه ليس لدى النظام من المواقف والأعمال ،داخلا وخارجا، ما يبرر دفاعات الموالين عنه، وقد ترك وراء ظهره الجولان المحتل لم يسجل فيه أي خرق لخطوط الهدنة بعد اتفاقية الهدنة التي رعاها "هنري كيسنجر" عام 1974 ، بينما يخوض النظام معاركه ضد لبنان وضد الشعب السوري.

يقول المنتقدون إن إيواء الفصائل الفلسطينية العشرة في دمشق في عهد "حافظ أسد" لم يكن بدافع الحرص على المقاومة الفلسطينية، وهو الذي أدخل الجيش السوري إلى لبنان ليكسر شوكة قوات ياسر عرفات فسوّت الدبابات السورية بيوت مخيم "تل الزعتر" بالأرض، بل كان ضمن اتفاق "جنتلمان" مع واشنطن، تم بموجبه وضع الفصائل تحت الرقابة السورية، ومنعها من القيام بأعمال فدائية انطلاقا من سورية ضد إسرائيل. وقد أدى ذلك إلى إضعاف فاعلية قيادات المنظمات المقيمة في دمشق، ما يعني أن المنظمات كانت ورقة في يد النظام قايض بها حافظ الأسد على ما عرف في حينه بتفويض واشنطن له في لبنان.

هذا الأمر تغير إلى حد بعيد في النصف الثاني من عهد الرئيس "بشار"، وفاقمته الأخطاء القاتلة التي أوقع فيها نفسه بإصراره على التمديد للرئيس اللبناني "إميل لحود" خريف عام 2004، رغم اعتراض واشنطن وباريس والمجتمع الدولي، ما أدى إلى صدور القرار رقم /1559/ الذي ندد بشكل واضح بالتدخل السوري في لبنان. ومع ذلك بقي النظام السوري لايريد أن يعتراف بحقيقة أن واشنطن نفضت يدها نهائيا منه. ومع ذلك بقي النظام السوري يعتقد أن أوحال بغداد سترغم واشنطن ،عاجلا أو آجلا، للعودة إلى "بازار المقايضة" على ما يعتبره النظام أوراقا بيده تهمّ واشنطن وتل أبيب.

الذين يعرفون النظام الذي أرسى قواعده "حافظ أسد" ونَهَجَهُ من بعده الرئيس بشار يعرفون أنه لا شيء مقدسا عند النظام يمنعه من القيام بخطوات تنقذ رأسه، حتى ولو ضربت في العمق الوطني، كما حدث عندما طرد الزعيم الكردي "أوجلان" من البقاع عام 1998 بعد تهديد تركيا لسورية وحشد جيوشها على حدود سورية الشمالية. المقولة التي أطلقها "جون فوستر دالاس" وزير خارجية أمريكا الأسبق: "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة"، اعتبرها الرئيس "حافظ أسد" حكمته المفضلة وضعها نصب عينيه دائما،

وسهلت عليه طرد "أوجلان"، وكسر العمود الفقري لقوات منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها القائد الفلسطيني "أبو جهاد" في شمال لبنان بعد أن دكتها راجمات الصواريخ السورية، وفُرِض عليها الرحيل مرة ثانية ونهائية من لبنان عام 1986، ولكن هذه المرة إلى تونس بموافقة واشنطن، وتم بعد ذلك بسهولة اغتيال "أبو جهاد".

وعلى ما يظهر فإن الأحداث المتفاقمة بعد أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد" بدأت تلقي على الرئيس "بشار" بظلالها القاتمة، خصوصا بعد تحليق طائرات قاذفة إسرائيلية فوق القصر الرئاسي في "اللاذقية" على الساحل السوري، ما جعله يدرك أن أمْنَه مخترقٌ في العمق، لأنه لا أحد يعرف وجوده في قصر اللاذقية إلا عدد قليل لا يجاوز أصابع اليد الواحدة. وقد تحدثت الأخبار التي تسربت عن ضغوط مارسها الرئيس السوري –بعد تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق قصره- على "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي المقيم في دمشق. وقد قيل بعدها أن "مشعل" رفض الرضوخ للضغوط السورية.

ربما لم يدرك الرئيس بشار حتى الآن أن أوراق الضغط التي ورثها عن أبيه، (حزب الله، المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق، العلاقة مع إيران، وأخيرا ما يزعم عن تسرب مقاتلين عرب عبر الحدود إلى العراق) سلاح ذو حدين. ما يعني أنها قد تتحول إلى أوراق ضاغطة على النظام السوري، خصوصا أنه كان يلوح بها دائما للمقايضة عليها في "بازار" العلاقات مع واشنطن. واستطرادا، فإذا كان النظام السوري قد وضع في حسابه أن ضغوط واشنطن عليه خفت فاعليتها بسبب ورطتها في العراق، وأن جنرالات وزارة دفاع إسرائيل كانوا يضغطون على واشنطن لتصرف نظرها عن تغيير النظام بسبب ضعف خطره كقوة عسكرية تهدد إسرائيل، فإن مالم يكن في حسبانه أن تستجدّ أحداث ،مثل قضية أسر الجندي "جلعاد"، تجعل تل أبيب ترفع العصا في وجه القيادة السورية لترغمها على أن تدفع ضريبة إيواء خالد مشعل في سورية، وكان النظام يعتقد أنها ورقة له فأصبحت ورقة عليه.

ومثلها قضية الحدود السورية الشرقية، وما كانت تزعم واشنطن عن تسريب مقاتلين عبرها إلى داخل العراق، وهو زعم متهافت. فالعمود الفقري للمقاومة العراقية يتشكل من مقاتلين عراقيين يقاتلون فوق أرض يعرفونها في الليل كما يعرفونها في النهار. وعندما تصاعدت المقاومة عقب احتلال العراق، حاول النظام أن يترك الباب مواربا، فلم ينفِ علمه بتسريب مقاتلين عبر حدوده ولم يؤكد، وكانت واشنطن تعرف عبر الأقمار الصناعية أن ما يتسرب عبر الحدود أقل من أن يشكل خطرا، ومع ذلك ضخمته لابتزاز النظام السوري.

ما أردت أن أقوله أن السياسة التي اعتمدها النظام السوري لتوظيف مايعتبره أوراق ضغطٍ في يده يستعملها وقت اللزوم إنما هي سياسة التاجر المفلس، إذ لا قضيةَ وطنيةً لديه يجمع الشعب من حولها، فيلجأ إلى دفاتر قديمة، لا يقتنع بما فيها إلا ضعيف العقل. كما أنه ينسى أن هذه الأوراق كانت بعلم واشنطن، وتستطيع إبطال مفعولها وقتما تشاء، وأنه قد يضطر لدفع ضريبة مضاعفة، كأن يضطر الرئيس السوري لأن ينحني كما فعل القذافي. وربما لا يكفيه ذلك بعد أن ظن أنه يستطيع التمرد عليها وهي التي وطأت لأبيه من قبل حكم سورية فظن أنه يستطيع أن يقف على قدميه بعيدا عن نفوذ واشنطن.

لا يستطيع أحد أن يزايد علينا ويزعم أننا نتهم النظام السوري -باستخدام القضية الفلسطينية كورقة- ظلما وعدوانا، وقد وقف –بزعمهم- في وجه أمريكا، وفتح أرضه لحركة "حماس" ورفض أن يرضخ للضغوط التي مورست عليه لإيقاف نشاط "حماس" والمنظمات الأخرى رغم الضغوط الأمريكية المتصاعدة ضده. ولأننا نعلم "البئر وغطاءه"، فماضي "حافظ أسد" مع الفلسطينيين في لبنان وسورية ليس مما يشرف، وكيف حرّم على ياسر عرفات زيارة دمشق، وكيف وقف مع واشنطن في حربها عام 1991 على العراق، فأرسل إلى "حفر الباطن" وحدات سورية تحت إمرة رئيس الأركان الحالي "علي حبيب" لتحارب في العراق تحت الراية الأمريكية، وكان قبل ذلك يعلن عاليا عداءه لأمريكا. فكيف يصدق السوريون من كانت هذه أعماله، التي لا تصب في النهاية إلا في مصلحة واشنطن وتل أبيب.

يبقى أن نقول أن النظام السوري باعتماده هذه الأوراق كسياسة تبقيه ضمن دائرة الاهتمام الأمريكي وكيلا عنها في المنطقة، ستفشل –حسب زعمه- مساعي خصومه في لبنان وفي غيره، إنما هو دوران حول مصالح ضيقة، وستعزله عن الشعب أكثر فأكثر، ولن ينتهي به الأمر إلا إلى النهاية المحتومة التي ستلقي به في سلة مهملات التاريخ، إلى حيث سبقه، من قبل، الاتحاد السوفييتي وكل الأنظمة المستبدة، ولات ساعة مندم.

*كاتب سوري

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ