ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 09/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

جبهة الخلاص الوطني السورية

أنموذج من مغالطات : (رؤية من الداخل)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف*

اطلعتُ على الحلقة الأخيرة لرؤية السيد (عبد الحميد حاج خضر) من داخل جبهة الخلاص الوطني السورية المعارِضة، وهي بطبيعة الحال ليست رؤية من داخل الجبهة كما يصوّرها كاتب الحلقات، لأن الجبهة باتت تضم مؤسساتٍ وهيكليةً تنظيميةً داخليةً يعرفها جيداً السيد حاج خضر، الذي اقتصر دوره كما رغب بنفسه، على حضور جلسات المؤتمر العام للجبهة.

نقطتان لافتتان تحدّث عنهما السيد حاج خضر، وجدتُ أنه من الواجب أن أوضّح بعض اللّبس فيهما، بصفتي أحد أعضاء الهيئة التأسيسية للجبهة، الذين حضروا مؤتمرها التأسيسي في لندن وشاركوا بكل جلساته، ولعل توضيحي لهاتين النقطتَيْن يُلقي ضوءاً فاقعاً على طريقة عَرض السيد حاج خضر رؤيتَه، التي لم تخلُ من المغالطات والتفسيرات الشخصانية، التي كنتُ أتمنى ألا يقع بها الأستاذ الكريم :

النقطة الأولى :

تتعلق بورقتَيْ هيكلية الجبهة، وكانت إحدى الورقتَيْن هي ورقة السيد حاج خضر، أما الورقة الأصلية، فقد قدّمتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر.. وكان لي شرف المشاركة في إعداد تلك الورقة الأصلية قبل أن تعتمدها اللجنة التحضيرية، ومن المعروف أنّ كل المؤتمرات لها لجان تحضيرية تقدّم أوراقها التي ستُبحَث خلالها، وقد راعت اللجنة التحضيرية أن تكون ورقتها معبِّرةً عن هيكليةٍ عامةٍ تضبط عموم مؤسّسات الجبهة المقترح تشكيلها، وهذا أمر طبيعي وواقعي، ثم تترك للمؤسّسات المشكَّلة وضع تفصيلات أنظمتها الداخلية.. أما ورقة السيد حاج خضر فهي ورقة تفصيلية متشعبة، تقترح نظاماً داخلياً تفصيلياً لكل مؤسسةٍ من مؤسّسات الجبهة التي لم تتشكّل بعد في ذلك الوقت.. ونظراً لأن المؤتمر كان تشاورياً وتوافقياً.. وديمقراطياً أيضاً، فقد استمع إلى رؤية السيد حاج خضر في هذا المجال، ونظر في ورقته، ثم قرّر أن يؤخَذ بها ويُستَفَادَ منها في الأمانة العامة للجبهة التي ستتشكّل.. وهذا كما قلت، هو القرار الطبيعي السديد، فالمؤتمر العام ليس من واجباته، ولا وقت لديه، لدراسة أو وضع تفصيلاتٍ دقيقةٍ لمؤسّسةٍ لم تتشكّل بعد.

هذه النقطة الأولى التي يتحدث عنها السيد حاج خضر بإسهاب، ليسجّل نقاطاً شخصانية، كوّنت لدي انطباعاً، سيتكامل مع توضيح النقطة الثانية التالية.

النقطة الثانية :

تتعلّق بحذف الآية الكريمة، ثم إعادتها إلى البيان الختامي للمؤتمر.. وفيها يصوّر السيد حاج خضر نفسه وكأنه بطل إعادتها.. حين يقول :

[.. ولكن بعد توزيع البيان بصيغته النهائية، وزِّعَت نسختان..] ثم يتابع: [الأولى بدون الآية، وأعتقد أنها طُبِعَت ((قبل الاحتجاج الصارخ مني، الذي سانَدَته أعداد قليلة من الإخوة الحضور))، والنسخة الثانية التي تتضمن شطر الآية: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..].

أسجّل هنا أنني كنتُ قد سبقتُ السيد حاج خضر إلى الحديث عن حذف الآية والاحتجاج على ذلك الحذف، ولم يكن دوري أو دور الإخوة المحتَجّين مسانداً له كما يقول، بل كان دوره مسانداً لأدوار الإخوة الذين سبقوه في ذلك، وقد سبقني عضو واحد إلى الاحتجاج، هو الأستاذ : زهير سالم، الذي تكلّم كلاماً قاطعاً محاجِجاً للسادة الذين اقترحوا حذف الآية الكريمة.. ثم تبعته بالحديث، ومما قلتُه حرفياً في مداخلتي ما يلي :

[.. هناك مَن يختتمون بياناتهم بعباراتٍ يستحبّونها، من مثل : الخلود لرسالتنا.. أو: وليخسأ الخاسئون.. أو: وحدة حرية اشتراكية.. أما نحن فنقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).. ونعتقد أننا في هذا نعكِس هوية شعبنا السوري ودينه وعقيدته وإرثه الحضاري والقِيَمي، فلذلك أطالب بإعادة الآية الكريمة، وإن كانت قد حُذِفَت من الكومبيوتر، فإنني أتبرّع بإعادة صفّها وإضافتها إلى البيان]. ثم تحدّث بعدي إخوة كرام، وطالبوا بإعادة الآية الكريمة.. وبعد أن تحدّثوا.. تحدّث السيد حاج خضر مسانداً!.. ثم أعيدَت الآية بعد حوارٍ أخويٍ ديمقراطيّ، تسوده الأخوّة والمحبة والحرص، من قِبَلِ كل أعضاء المؤتمر وأطراف الجبهة!..

نقطتان وجدتُ أنه من المهم التعليق عليهما، ولن أتطرّق لكل الحلقات الطويلة التي نشرها السيد حاج خضر في جريدة (القدس العربي).. لكنني أردت أن أظهِر عينةً من عينات رؤية الكاتب الكريم لجبهة الخلاص الوطني، لأبيّن أن انسحابه منها لم يكن مطلقاً لأي سببٍ من الأسباب التي ذكرها في حلقاته، ولعل النقطة الثانية التي ذكرناها آنفاً، توضّج بجلاء، أنّ الأستاذ عبد الحميد حاج خضر، لم يكن يرى إلا نفسه داخل أروقة المؤتمر، لدرجة أن ينسب إليها مضخّماتٍ للذات، لا تنقل حقائق ما جرى بأمانة، بسبب رؤيةٍ شخصانيةٍ لا ترى إلا ذاتها، ولا تدور إلا في فلك نفسها، مما لم يَطْفُ على السطح، إلا حين الإعلان عن تشكيلات الجبهة، عندما لم يصبح السيد حاج خضر أحد أعضاء مؤسّستها العليا، على الرغم من تمثيله لحركةٍ معارِضةٍ (وهمية)!..

سنترك لحركة (العدالة والبناء) الوليدة، التعليق على قول السيد حاج خضر : [في مرحلة التحضير للمؤتمر التأسيسي، تلمّس بعض الأخوة في (حركة العدالة والبناء)، إمكانية الانضمام لجبهة الخلاص الوطني، وسَعَوْا إلى ذلك، هكذا بدا لي آنذاك، فسارعتُ للتوسط، ورأيتُ أنّ من حقهم الانضمام إلى الجبهة، ولكن جهودي لم تُكَلَّل بالنجاح]!.. فهل هذا هو السبب الحقيقي لمهاجمة الحركة المذكورة جبهةَ الخلاص الوطني، بالحماسة التي شهدناها مؤخراً ؟!.. كما هاجمها المرفوضان شعبياً ووطنياً : حليفُ أميركة، وسفّاح حماة وتدمر وسورية، بعد ردّ طلبَيْهما بإلحاحٍ.. لقبولهما في الجبهة ؟!..

نقطتان فحسب، نوردهما مثالاً لتوضيح المشكلة، مشكلة السيد حاج خضر وليس مشكلة جبهة الخلاص الوطني، تلك المشكلة التي أشرنا إليها آنفاً، ونعيد إيجازها في بضع كلمات : (ما كان الأستاذ عبد الحميد حاج خضر يرى داخل المؤتمر.. إلا ذاته)!..

*عضو الهيئة التأسيسية لجبهة الخلاص الوطني- لندن

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ