ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سنحتفظ بالرد  ... في الوقت المناسب

دكتور عثمان قدري مكانسي

أوردت الجزيرة نت في أخبار يوم الخميس 29- 06- 006 على لسان رئيس وزراء النظام السوري  ناجي عطري  ما يلي

1- إن دمشق قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء .

2- تجاربنا مع العدو الصهيوني تجارب مريرة .

3- هذه القرصنة والعربدة الإسرائيلية لتوجيه الأنظار ، وتغطية الهجوم على غزة.

4- نستغرب أن يسكت المجتمع الدولي عن كل هذه الممارسات والاعتداءات التي تتم صباح كل يوم .

5- هذا برأيي – رأي العطري – ناتج عن الضعف العربي الذي نعيشه الآن .

6- لو كنا أقوياء متضامنين لما استطاعت إسرائيل أن توجه أمثال هذه الرسائل.

مرات عديدة وفي عهد بشار الأسد اخترقت الطائرات الإسرائيلية سماء الساحل السوري عندما يكون في قصره – على مبدأ التحية والتنبيه إلى الوجود المستمر – ودمرت الطائرات الإسرائيلية مراكز حيوية في " عين صاحب " وغيرها . واعتدنا من النظام أن انسمع الأسطوانة المشروخة في حق الرد المناسب في الوقت المناسب . ولم يأت هذا الوقت ، فالنظام لا يريده- أي الرد -  ولا يستطيعه. وفي كل مرة نسمع خبر الاعتداء من الإعلام الإسرائيلي قبل أن يذكره الإعلام السوري – على استحياء – بأربع وعشرين ساعة على الأقل ... ولعل الإعلام السوري يعتمد على "الحناتير " في إيصال أخباره . أو لعله يتمنى أن يتناسى الإعلام الإسرائيلي هذا الخبر ، فيريحه من نشره هو ،  فإذا ما طنطن العالم به اضطر الإعلام السوري أن يجاري في نشره ويضطر إلى حشر كلمة " الرد المناسب في الوقت المناسب "

ودمشق قادرة على الرد - كما يزعم رئيس وزراء النظام – ولكن لم يحدد نوع الرد ! أهو التهديد الفارغ والوعيد الخائف المهزوز ؟ أم الرد الإعلامي – على عينك يا تاجر-  ويا إسرائيل نرجوك أن لا تؤاخذينا فنحن مضطرون لهذا التهديد كي نظل أبطال الصمود والتصدي أمام الغوغاء من الأتباع والمهرجين ، وكي لا يلومنا الآخرون على جبننا – معشر المتنفذين العملاء - . ولن ترى إسرائيل من النظام سوى السكوت والخنوع .

ولربما يكون الرد على إسرائيل باعتقال المواطنين ، وتشديد القبضة الأمنية على المواطن المقهور !. كي لا يواجه النظام بطلب الرد الذي طال وطال حتى يكاد يعتبر وجوده كعدمه .

أم التجارب المريرة التي يتحدث عنها العطري فهي التي ذاقها الشعب المقهور من نظامه المنبطح أمام غطرسة اسرائيل يرجو اللقاء معها في الوقت الذي تريد ، دون شروط مسبقة ، وقد أكد رئيس النظام ووزراؤه مراراً أن وفدهم التفاوضي جاهز للقاء في مدة لا تتجاوز خمس دقائق من الموافقة على اللقاء ! والإسرائيليون يريدون أن يبقى النظام الضعيف في الحكم كي تملي عليه ما تريد ، وهذا ما يصرح به مسؤولوها في كل مرة تناقش فيها مع الأمريكيين مسألة بقاء النظام أو تغييره حتى أعلن الأمريكيون مرات ومرات أنهم يريدون أن يبقى النظام على أن يغير سلوكه . والنظام يغير سلوكه – أي يقدم التنازلات تلو التنازلات – ليبقى كالعلق في جسم الأمة يمتصها ، ويذيق أبناءها الويلات ، والثمن إرضاء أمريكا وإسرائيل والأوربيين   نعم.. يسعى لإرضاء الجميع دون الشعب المسكين .

والغريب العجيب أن يدّعي العطري أن تحليق الطائرات فوق قصر أسدهم الكرتوني " لتوجيه الأنظار ، وتغطية الهجوم على غزة " ! وإسرائيل مع الأسف لغطرستها وجبروتها – وهي تعلم أن الحكام العرب " ديكورات " تضر ولا تنفع – لا تحتاج إلى تغطية ، وقد تكون التغطية أحياناً بعمل بسيط يغطي على عمل أقل بساطة منه . على أن ينتهيا في وقت واحد أو وقت متقارب . .. وهذه إسرائيل ما تزال تؤذي الفلسطينيين ، وتقتحم مدنهم وقراهم غير آبهة لأحد وقد أيدتها أمريكا – كعادتها -  ، ولن يكون التحليق فوق قصر بشار ليؤدي ما اكتشفه العطري بذكاء نادر يؤهله أن يبقى رئيساً للوزراء سنة أخرى ! ، ولماذ هذا الاكتشاف الخطير ،ولِم وقرصة الأذن هذه  وبشار يخطب ود الإسرائيليين صباح مساء ؟ إن قرصة الأذن لمن يخرج عن الطريق المرسوم ، كما يفعل صاحب الحمار بحماره إذا حاد عن الطريق .

ويستغرب العطري أن يسكت المجتمع الدولي عن كل هذه الممارسات والاعتداءات التي تتم صباح كل يوم ! وتناسى أن المجتمع الدولي الذي أوجد النظام قد سكت عن قتل عشرات الآلاف في حماة ، وحلب وجسر الشغور والجزيرة في الثمانينات من القرن الماضي على يد النظام الدموي الذي أوجده هو ، وسكت عن القوانين الاستثنائية الجائرة التي يحكم بها البلاد منذ أكثر من أربعين سنة حتى هذه اللحظة. .. إن النظام الدولي الذي تسيطر عليه الدول الكبرى تشجع على قمع الشعوب  وسحق تطلعاتها ، وما وجود النظام القمعي في سورية إلا دليل على ذلك . .. إن العطري يحق له أن يتعجب حقيقة من تغيير الدول المتنفذة لهذه الأنظمة الاستبدادية التي سحقت الشعوب وأذلتها نيابة عنها ، وأن تكافئها على ذلك .

ولا شك أننا نقول كما يقول العطري " هذا برأيي – رأي العطري – ناتج عن الضعف العربي الذي نعيشه الآن . وموافقتنا له دليل على أخذنا الحكمة ولو من أفواه الـ....- حين ينطقون صواباً ويقولون حقاً . فالعرب هم الآن أضعف ما يكونون ، وهم أكثر شتاتاً مما يتمناه لهم الأعداء . فالبعد عن الله ضعف ، والتخاذل أمام الآخرين ضعف ، والتناحر فيما بينهم ضعف ، والمسارعة إلى الارتماء على أقدام الغرب ضعف ، والتسلط على مقدرات الأمة ضعف ، وظلم الشعوب والتحكم بها ضعف . والاعتماد في كل شيء على الآخرين ضعف ، وتحويل المجتمع إلى مستهلك لما يصدر عن الغرب ضعف . حتى صدق الشعر فينا حين يقول :

   ويُقض الأمر حين تغيب تـَيـْمٌ    ولا يُستأمـرون ، وهـم حضـورٌ      

ويقول العطري أخيراً : لو كنا أقوياء متضامنين لما استطاعت إسرائيل أن توجه أمثال هذه الرسائل . ونقول صدقت مرة أخرى على مبدأ " صدقك وهو كذوب " ونقول بعد ذلك : كيف نكون أقوياء متضامنين؟

أن يحكم النظام شعبنا بالنار والحديد ؟

و أن يصادر الحريات ، ويقمع أهلها ؟

وأن يفعّل القوانين الاستثنائية الجائرة ؟

وأن يخطب ود كل الأنظمة إلا الشعب المصابر؟

وأن.. وأن .. وأن..

إن الحاكم النظيف الشريف خادم لشعبه ، وإن الشعب الحر هو الأساس في نهضة البلاد وسيادتها ، ولن يكون الحاكم الظالم إلا العدو الأول لشعبه ، ولن يستطيع العبد أن يبني البلد ويرتفع بها . إن للقوة عوامل تعضدها ، وللتضامن أسُساً تثبتها ، فهل أنتم مدركون ؟ أم على قلوب أقفالُها؟.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ