ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من يفاوض ويصافح ويبيع الجولان ....

لا يتهمُ غيرَه بالخذلان

 (قراءة في الورقة السورية التي حملها معه فاروق الشرع لمفاوضات "شيبرزتون" عام 2000 ).

الطاهر إبراهيم

فوجئنا بالهجمة المسعورة على تصريحات حرفت على لسان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المحامي "علي صدر الدين البيانوني"، بأنه مستعد للتفاوض مع إسرائيل. ونحن لا يمكننا أن نفهم هذه الهجمة المسعورة من إعلام النظام السوري ،حتى لو كانت هذه التصريحات المزعومة صحيحة، إلا أنها إحدى لوائح الاتهام الجاهزة التي يشهرها النظام السوري في وجه معارضيه، مع أن هذا النظام قد اقترف "السبعة وذمتها"، ومن كان بيته من زجاج فلا يضربْ بيوت الآخرين بالحجارة. وكما قال المثل: "رمتني بدائها وانسلت".

وسنسوق في ما يلي أحد أهم خيانات النظام السوري في حق سورية (الوطن والشعب)، عندما أرسل الرئيس الراحل "حافظ أسد" "فاروق الشرع" أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000 إلى "شيبردز تون" ،ليفاوض "إيهود باراك" تحت رعاية "بيل كلينتون"، وقد حمل معه "الشرع" ورقة تنازلات إلى "باراك " سميت في حينها "الورقة السورية"       

الخطوط الرئيسية للورقة السورية:

 التي قدمتها سورية لأمريكا في مفاوضات شيبرزدتاون وهي تمثل أقصى رغباتها (نشرتها "الحياة" يوم الأحد 16كانون الثاني عام 2000 ):

المادة الأولى-إقامة السلام وترسيم الحدود:1-انتهاء حالة الحرب بين سورية وإسرائيل وقيام علاقة سلم عادية بينهما

        2-تذكر الورقة أن خط الرابع من حزيران هو خط الحدود الدائم ( تحيل الأمر إلى المادة الثانية التي لم تذكر خط الرابع من حزيران ) 3- قيام ترتيبات أمنية متفق عليها بين الطرفين .

المادة الثانية-الحدود الدولية: هذه الحدود هي الحدود الدولية المعترف بها والآمنة والدائمة بين سورية وإسرائيل وهي تحل محل أي حدود أو خط سابق مرسم بينهما .

المادة الثالثة –الترتيبات الأمنية:ذكر فيها عدة بنود تتعلق ب:(آ-الأهداف ب-المبادئ ج- المناطق المنزوعة السلاح

د- الإنذار المبكر) . ونظرا لأهمية ما ورد تحت بند الإنذار المبكر أورد ما احتوته الورقة السورية :

        د-الإنذار المبكر:1- تتولى أطراف ثالثة (الولايات المتحدة، فرنسا،دول أخرى) تشغيل محطة إنذار مبكر أرضية لمدة خمس سنوات وذلك اعتبارا من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ . 

            2-يعهد بمهمة المراقبة الفضائية إلى الولايات المتحدة التي تقوم بتنفيذ المراقبة وإيصال المعلومات لكلا الطرفين في آن واحد إلى المراكز التي تعين من قبل كل من الطرفين  (المناطق المشمولة بالمراقبة على جانبي الحدود ).

                   *       *         *

وسنحاول في قراءتنا ل (لورقة السورية) أن نسلط الضوء على أهم ما احتوته هذه الورقة ، وأن نشير في حينه إلى: بعض القضايا الخطيرة التي اختلف موقف النظام السوري منها في هذه (الورقة السورية) عن مواقفه السابقة من خلال  الشعارات التي كان يطرحها منذ استولى على الحكم في انقلاب 8آذار 1963 .

أولا:إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل ،و ثانيا:التسليم لإسرائيل بحقها الأبدي بما اغتصبته من أرض فلسطين العربية.

إن الوضع الذي كان قائما بين سوريا وإسرائيل– قبل 5 حزيران 1967- هو وضع الهدنة التي أعقبت حرب عام 1948 وهي حالة مؤقتة، المفروض أن سورية –شأنها شأن جميع الدول العربية-كانت تسعى لحشد إمكاناتها العسكرية والتعبوية، انتظارا لليوم الذي تستطيع فيه سورية تغيير الوضع الراهن، والمتمثل باغتصاب عصابات إسرائيل الأرض الفلسطينية التي هي جزء من بلاد الشام. وقد كان من المفترض أن يتأكد موقف سورية هذا بعد هزيمة حزيران عام  1967بعد أن احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية الحصينة. وهذا الموقف المبدئي كان راسخا منذ بدء الحكم الوطني بعد الاستقلال عام1946،وأصبح هذا الموقف من شعارات حزب البعث المعلنة  بعد وصوله إلى السلطة في سورية بعد انقلاب آذار عام 1963.ولننظر كيف انعكست تلك الشعارات وهذه التصريحات على ما ورد في (الورقة السورية) فقد نصت الفقرة الأولى من المادة الأولى في (الورقة السورية) على ما يلي:

مادة 1-إقامة السلام وترسيم  الحدود:

     ( 1-تنتهي حالة الحرب بين سورية وإسرائيل ويقوم السلام بينهما بعد دخول هذا الاتفاق حيز النفاذ ) .

     ( 2-الحدود الدولية المعترف بها والآمنة بين سورية وإسرائيل هي الحدود المبينة في المادة الثانية أدناه ) .

وتعليقا على ما ورد في المادة الأولى من الورقة السورية ،بشقيها،1 و2، أعلاه نقول :

1-لقد نددت سورية باتفاقيات التسوية (المصرية والفلسطينية والأردنية) مع إسرائيل، واعتبرتها تفريط في الحق العربي،  وهاهي اليوم تتقدم بمشروع اتفاق ينهي حالة الحرب،ويوافق على الحدود الآمنة والمعترف بها لإسرائيل . 

2- إن إعلان حالة السلام مع إسرائيل قضية من الخطورة بمكان بحيث لا يجرؤ الجيل السوري الحالي بأكمله على القيام به، فكيف أعطى المفاوض السوري لنفسه هذا الحق،وهو مخالفة صريحة لنص الدستور السوري الذي تم تعديله إلى الصيغة الحالية في عهد حكم حزب البعث عام 1973.

3-إن اعتراف الورقة السورية بحدود آمنة لإسرائيل (الفقرة 2 من المادة-1 أعلاه )هو اعتراف من نظام الحكم السوري،  وبنص صريح لا  يحتمل التأويل: بأن ما وراء هذه الحدود  هو ملك أبدي لدولة الصهاينة، وهو أيضا:سحب للشرعية من الفلسطيني مالك الأرض وصاحب الحق الشرعي فيها، وإسباغ هذه الشرعية على المغتصب الإسرائيلي .        

4-إن أي أرض عربية عموما، وأرض فلسطين المحتلة خصوصا، هي وقف على الشعوب العربية والمسلمة، لا يحق لأي كان أن يفرط بها، وهي،بهذه الصفة، ليست ملكا لحكومات أو حكام، يمكنهم التنازل عنها مهما كانت الظروف .

5-وهانحن نرى اليوم حزب البعث السوري يدفع فلسطين كلها ثمنا لاستعادة هضبة الجولان،منقوصة الحدود والسيادة -كما هو واضح من خلال الورقة السورية التي تقبل بنزع السلاح منها وتواجد الأمريكي فيها- ظنا منه أن استعادته  للجولان،بهذا الشكل المنقوص،سوف يبرئ ساحته من جريرة تفريطه فيها في حرب حزيران 1967،وذلك عندما أعلن البلاغ العسكري السوري،عن سقوط القنيطرة  قبل 48ساعة من دخول اليهود إليها.

6- أسقط حكام سورية البعثيون مقولاتهم السابقة ،التي تجعل  انتماءهم القومي فوق الانتماء القطري،وتناسى نظام الحكم في دمشق ما كان يقوله الرئيس حافظ الأسد: (القنيطرة ليست أكثر أهمية من حيفا أو يافا أو الجليل ) 

7-إن جوهر الصراع بين العرب والكيان الصهيوني،هو اغتصاب هذا الكيان للأرض الفلسطينية،وإنشاء دولة صهيونية عليها، ولقد اتخذ البعثيون في سوريا،من قضية فلسطين منبرا ليزايدوا بها على كل الأنظمة العربية التي اختلفوا معها في المواقف، وهانحن نرى النظام السوري وقد نفض يده كليا من القضية الفلسطينية،وتحولت هذه القضية بأكملها لدى هذا النظام،من خلال ما نصت عليه الورقة السورية،إلى مشكلة لاجئين ليس إلا،( الفقرة -و- من المادة 3) من الورقة السورية تحت عنوان (ترتيبات أمنية أخرى)حيث تم اختصار قضية فلسطين كلها في جملة واحدة فقط من 6 كلمات هي:وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.)

ثانيا: خروج سورية نهائيا من دائرة الصراع مع إسرائيل:

1-إن سوريا ،بعد توقيعها اتفاق الصلح مع إسرائيل، سوف تصبح أسيرة لهذا الاتفاق ، وسيمنعها هذا الاتفاق من أن    تقف،مستقبلا ، إلى جانب أي بلد عربي أو إسلامي ينشأ بينه وبين إسرائيل صراع من أي نوع كان ، فقد نصت(الورقة السورية) في الفقرة    4-من المادة 6- على ما يلي:(يتعهد الطرفان ألا يدخلا بأي التزام يناقض هذا الاتفاق. ) .بل إن الجامعة العربية،الرمز الوحيد المتبقي للعرب، ستفرّغ مما بقي فيها من مضمون، حيث دعا (شمعون بيريس) إلى نسف هذه الجامعة، (التي أسماها جامعة الكراهية) ليحل محلها جامعة شرق أوسطية تكون إسرائيل طرفا مؤسسا ومهيمنا فيها..

2-بل إن قدرات الجيش السوري سوف تنحسر عن/أو تتقلص علىأجزاء هامة من الأراضي السورية،فقدنصت الورقة السورية (البند ج- من المادة 3-المناطق المنزوعة السلاح والمناطق المحددة القوات )على:1-منطقة منزوعة السلاح على جانبي الحدود ، لا يسمح فيها بتواجد قوات عسكرية أو معدات عسكرية أو أنظمة أسلحة أو قدرات عسكرية أو بنية تحتية عسكرية من قبل أي طرف وتتواجد فيها قوات شرطة مدنية ،( في الغالب سوف تشمل هذه المنطقة كل هضبة الجولان) .

2-منطقة محددة القوات والقدرات تلي المنطقة المنزوعة السلاح لدى الجانبين (في الغالب ستكون  العاصمة السورية دمشق وما حولها من ضمن هذه المنطقة ).

3-ولن يقتصر الأمر على خروج سورية من الصف المناوئ لإسرائيل، بل ستصبح سورية مكبلة باتفاقات أمنية، تلزمها

بملاحقة من تزعم إسرائيل أنهم إرهابيون يهددون أمنها،(شأن سورية في ذلك شأن سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني) حيث ألزمتها اتفاقات أوسلو وواي ريفر بملاحقة الفلسطينيين الذين يهددون أمن إسرائيل)فقد نصت الفقرة و-من المادة 3- 

من الورقةالسورية على(و-ترتيبات أمنية أخرى: يدرك الطرفان أن الإرهاب الدولي بكل أشكاله يهدد أمن كل الدول، ولذلك لهما مصلحة مشتركة في تعزيز الجهود الدولية لمعالجة هذه المشكلة ويتعهد الطرفان بالامتناع عن تنظيم أي عمل تهديد بالعنف ضد الطرف الآخر أو ضد مواطنيه أو ممتلكاته ويتخذ كل طرف الإجراءات الضرورية لضمان عدم انطلاق مثل هذه الأعمال من أراضيه) . وهكذا ستجد سورية نفسها مهددة،من قبل أمريكا وإسرائيل، باتهامها بمناصرة الإرهاب الذي حاولت سورية كثيرا إخراج نفسها من دائرته . 

4-وفي الوقت الذي ستلتزم سورية بالبنود العسكرية والأمنية في اتفاقها مع إسرائيل (حسب نص الورقة السورية) ، فإن إسرائيل لن تلزم نفسها بهذه الاتفاقات، ولقد رأينا إسرائيل ترسل عناصر من (الموساد)الإسرائيلي إلى عمان لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رغم أن اتفاق وادي عربة (شأنه شأن الورقة السورية ) يلزم إسرائيل كما يلزم الأردن الامتناع عن القيام بمثل هذه الأعمال .

ثالثا:إنهاء حالة العداء بين العرب وإسرائيل (التطبيع):

تؤطر الورقة السورية،التي طرحها المفاوض السوري في "شيبردز تاون"، من خلال الترتيبات التي تطرحها الورقة السورية، إلى إزالة روح العداء بين السوريين والإسرائيليين، وإلى إقامة علاقات السلم العادية حسب ما ورد في المادة (1فقرة1)  ( ويحافظ الطرفان على علاقات سلم عادية كما هي موضحة في المادة 4 من هذا الاتفاق ) .

(عبثا تحاول أمريكا أن تقنع العرب والمسلمين بأن روح الحقد والعداء المتأصلة في نفس اليهود يمكن أن تزول بعد أن أثبت القرآن الكريم خلاف ذلك، قال الله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" ). ( سورة المائدة الآية 82 )

ومع ذلك نجد نظام الحكم في سورية يحاول أن يتناسى هذه الحقيقة، فينص في الورقة السورية على:

المادة –4 علاقات السلم العادية:

1- يقر الطرفان بسيادة كل منهما وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي ضمن حدود آمنة ومعترف بها.

وهكذا وبعد أن كانت سورية، من خلال أيديولوجية حزب البعث الحاكم، تسمي إسرائيل ، من على منابرها الإعلامية ،المقروءة والمسموعة والمرئية ،دولة العصابات الصهيونية، إذا بها تبادر من تلقاء نفسها ، ومن خلال الورقة السورية المقدمة إلى كلنتون، بالاعتراف بسيادة دولة العصابات هذه وتعترف بحدودها الآمنة وليبقى أهل الشتات الفلسطيني – الذين يقيم أكثر من نصف مليون فلسطيني منهم في سورية- مبعثرين حيث هم في المخيمات بدون وطن يحميهم أو دولة ينتسبون إليها .   

( يلاحظ أن سورية كانت قد خرقت سيادة لبنان عندما أرسلت قواتها إلى لبنان في عام 1976 بعد أن تم التفاهم بينها وبين هنري كيسينجر،بعد أن تم اعتبار النهر الأولي خطا أحمر في الجنوب اللبناني حظر فيه على الجيش السوري تجاوزه، وهذا ما أدلى به الرئيس السادات للكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين قبل دخول الجيش السوري إلى لبنان بيومين، وما أكده رئيس لبنان الأسبق الشيخ أمين الجميل، عندما استضافته قناة الجزيرة الفضائية في برنامج أكثر من رأي ) . 

2-يقيم الطرفان علاقات حسن جوار بينهما.(يلاحظ أن سورية لا تقيم علاقات حسن جوار مع بعض دول الجوار العربية، فقد حشدت سورية قواتها على حدود العراق عام 1976، بل وتميزت العلاقة بين سورية والعراق بالتوتر منذ عام 1980 وحتى عهد قريب، ولا تزال سورية تشكل حلقة ضاغطة في سلسلة الحصار الذي تضربه أمريكا وبريطانيا على العراق والذي يؤثرسلبا على الاقتصاد العراقي كما الاقتصاد السوري).

3-يقيم الطرفان فيما بينهما علاقات ديبلوماسية وقنصلية بما في ذلك سفراء مقيمون.( يلاحظ أن سوريا لا تقيم مثل

هذه العلاقات مع بعض دول الجوار العربية مثل العراق، ولم تنشئ أية علاقة قنصلية مع لبنان  منذ استقلال الدولتين.

4- يحق لمواطني كل طرف التقاضي أمام المحاكم في بلد الطرف الآخر .( يلاحظ أن هذا الحق محروم منه المواطنون السوريون في سوريا في أغلب الحالات ، فهناك عشرات الآلاف من السوريين المعتقلين، ومئات الآلاف من الممنوعين من الخروج من سورية ، وعشرات الآلاف من السوريين خارج سوريا ممنوعون من الحصول على وثائق السفر السورية ، كل هؤلاء لا يستطيعون التظلم أمام المحاكم السورية لرفع الظلم الواقع بهم ، بل إن معظم السوريين المقيمين خارج سورية ،لا يستطيعون العودة بسبب خوفهم من أن تلجأ أجهزة الأمن إلى اعتقالهم فور عودتهم ).

5- وهذا التطبيع مع إسرائيل، الذي تريد أن تفرضه أمريكا على حكومات وشعوب الدول العربية والذي لمسنا تجاوبا سوريا واضحا نحوه من خلال (الورقة السورية)،كيف تنظر إسرائيل إليه ؟إنها تريده  تطبيعا من العرب تجاه إسرائيل تريد منهم أن يفتحوا لها مؤسساتهم وأسواقهم،  أما كيف ستطبع إسرائيل مع العرب؟ فشيء آخر!.فهاهو الوزير الإسرائيلي يوسي ساريد يدعو لوضع بعض قصائد محمود درويش في منهاج التعليم الإسرائيلي ، فتقوم قيامة الكنيست الإسرائيلي وحاخامات إسرائيل وكأن قصيدة أو قصيدتين لمحمود درويش سوف تصيب تلاميذهم بمس من الجنون! وشمعون بيريز "داعية السلام الإسرائيلي"يقول في مؤتمر دافوس: (إنه لا يريد لإسرائيل أن تكون جزيرة من النظافة وسط بحر من التلوث!.)    

خامسا: سقوط أهم الشعارات القومية التي نادى بها حزب البعث منذ نشأته :

    منذ اليوم الأول للإعلان عن تأسيس حزب البعث في سورية عام 1947، رفع هذا الحزب شعارات القومية العربية والوحدة العربية، والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، وكان يؤكد في كل مناسبة، على وحدة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، واستكمال تحرير جميع الأقطار العربية التي كانت ما تزال منقوصة الحرية بشكل أو بآخر، وقد جرى التأكيد على هذه الشعارات بعد انقلاب 8 آذار 1963 الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة. فما هو الموقف السوري الذي يمكن أن نقرأه من خلال(الورقة السورية) التي تقدمت بها سورية إلى الرئيس "كلنتون" في شيبردز تاون :

1-وافق النظام في سورية على التخلي عن جزء هام من الوطن العربي (فلسطين ) لإسرائيل وذلك عندما اعترف لإسرائيل بالحدود الدولية الآمنة والمعترف بها (فقرة 2 من المادة 1،سالفة الذكر )، وهو بذلك وافق على نقيض ما كان يدعو إليه في شعاراته، وهو تحرير جميع أجزاء الوطن العربي المحتل .

2- بالرغم من أن النظام السوري هاجم الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية لقبولهما السير في مسارات مستقلة في المفاوضات مع إسرائيل، فإن الورقة السورية كرست انفراد سورية في موقفها ، وأهملت قضية فلسطين وتعاملت معها على أساس قضية لاجئين(الفقرة، و، من المادة 4 سالفة الذكر) ، ورغم تأكيد سورية على وحدة المسارين بين لبنان وسورية ، فإن المفاوض السوري ذهب إلى شيبردز تاون من دون أن يصطحب معه المفاوض اللبناني، ما جعل الكل يعرف أن تأكيد سورية على وحدة المسارين كان الغاية منه الضغط على إسرائيل-التي تريد أن تنهي الانسحاب من 

 لبنان بأسرع مايمكن-لتسريع المفاوضات،   كل ذلك كان لحسابات داخلية تصب في مصلحة ترتيب البيت الداخلي .

3-أسقط النظام السوري شعاره المعلن، وهو هجومه الدائم على الإمبريالية الأمريكية،فقد كشفت الورقة السورية عن حقيقة التنسيق الكامل مع أمريكا، فقد اختار النظام السوري الولايات المتحدة وفرنسا لتشغيل محطة الإنذار في جبل الشيخ (المادة 3 الإنذار المبكر فقرة -1تتولى الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى تشغيل محطة الإنذار المبكر  فقرة-2 يعهد بهمة المراقبة الفضائية إلى الولايات المتحدة ) . وبهذا نرى أن الحكم في سورية رهن مواقفه لأمريكا العدو اللدود.

4- أسقط النظام السوري جميع شعاراته البراقة التي كان يزاود بها على كل دول المنطقة من أمثال شعار دولة الصمود والتصدي،و شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة، وشعار إزالة آثار العدوان وهذه الشعارات وغيرها كثير يمكن لمن يتمعن في (الورقة السورية) أن يجدها أصبحت هباء منثورا بعد أن أنهى نظام الحكم في سورية حالة الحرب مع إسرائيل.

سادسا : إعطاء امتيازات لإسرائيل لم تكن لها سابقا قبل احتلال الجولان . 

 بعد استعراض أهم بنود التسوية التي حوتها (الورقة السورية)، يتضح أن هناك تنازلات سورية حقيقية -وخصوصا على مستوى السيادة والتطبيع وحضور الأمن الأمريكي على الأرض السورية -وليست شكلية كما يدعي الإعلام السوري، 

بل هناك انتقاص في الحقوق الأساسية السورية،وإذا كان الإعلام السوري، برع في إخفاء الحقائق وإظهار صلابة الموقف السوري،من خلال رفضه عودة الجولان بدون بحيرة طبريا والطريق المحيط بها، فإن ذلك لا يخفى إلا على من أغمض عينيه عن رؤية الشمس في رائعة النهار، فإذا كانت (الورقة السورية) تتحدث عن استعادة الجولان بكاملها حتى حدود 4حزيران عام 1967 فإن (الورقة السورية) تنازلت ،وباعتراف رسمي ،عن فلسطين بكاملها للكيان الصهيوني .

يبقى أن ننوه بأن ما تطلبه إسرائيل أكثر بكثير مما ورد في (الورقة السورية) ، لدرجة أن الرئيس الراحل "حافظ الأسد" قال لبعض معاونيه، بعد لقاء مطول مع أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية: "إن يهود باراك يريد أن يعيد إلينا الجولان ويأخذ منا سوريا بأكملها".

فأين هي تصريحات الأستاذ "البيانوني" ،على فرض صحتها، مما اقترفه النظام السوري من تنازله   -مختارا- عن فلسطين بأكملها للكيان الصهيوني، وتكبيل سورية بقيود ما كانت لترضاها يوم كان الحكم الوطني بعد الاستقلال. وصدقت الحكمة النبوية "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".   

*كاتب سوري  عضو الهيئة التأسيسية لجبهة الخلاص الوطني.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ