ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 29/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

بشار ...وحديث الإنهيار ...!.

د.نصر حسن

نعم حديث الإنهيار ,بل الحديث الذي يدفع سورية إلى وسط الإعصار , حديث بعيد عن واقع سورية وعن المسؤولية والعمل في توريط سورية وشعبها في تناقضات سياسة إقليمية خطيرة , والأخطرمافيها هو كثرة اللاعبون وإقحام سورية كلعبة في أيدي الراغبين بلعب الأدوار , لعبة في تصفية حسابات إقليمية ودولية لم يتحسس خطورتها بعد , وتشير طريقة تعامله مع الأحداث بأنه يتوكل على قوة بعض اللاعبين وتحقيق مايريد بالنيابة , يتفرج على الحريق الذي أعمى

دخانه العيون والعقول , واهما ً بأن النار ستكون بردا ً وسلاما ً عليه وهو في وسط الحريق .

إن الحديث الذي أدلى به (((بشار أسد )))إلى صحيفة "الحياة في"  : 26حزيران ,2006  , يدخل في باب الغرائب والعجائب في زمن سورية الخطير الذي يعرفه الكبير والصغير ,لكن" الرئيس " يصر على التبسيط والهروب من مواجهة حقائق الأمور ,تبسيط غريب وشعب سورية المنهك أرهقه هذا الخطاب الأ جوف  إلا من التضليل والترحيل , تضليل في الخيارات وتضليل في السياسات وتضليل في معرفة القوة الذاتية والمقدرة على الدخول إلى ساحة تصفية الحسابات ,وترحيل الشعب إلى الأيدي الغريبة التي تحركها مصالحها وأحلامها ودخول ساحة اللعب , اللعب بمصير الشعب والمنطقة في زمن العجز المهين للنظام في سورية ,وللموضوعية نورد أهم ماقاله بشارأسد :

1- هاجم جبهة الخلاص الوطني بشكل شديد .

2- إن القيادة في سورية استقبلت موضوع الإعلان عن جبهة الخلاص الوطني بإستخفاف.

3- إن جبهة الخلاص الوطني تلقى دعم دولي أو نصف دولي وهذا كلام لاقيمة له.

4- لم يفاجأ بوجود السيد عبد الحليم خدام طرفا ً فيها .

5- إذا ضربت إيران فإن حزب الله سيقوم بإمطار إسرائيل بترسانة صواريخ , وحماس تقوم بدورها في الأرض المحتلة .

6- دافع عن الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

7- سورية ليست جزء من سياسية الرد على إسرائيل أو على أمريكا في حال تطور العلاقة إلى الهجوم على إيران.

8- سورية ليست قلقة من التحقيق الدولي وإنما قلقة من الضغوط الدولية التي تريد إضعاف صمود سورية .

9- سورية قلقة من حرف مجرى التحقيق وهي ليس لها يد في موضوع اغتيال رفيق الحريري .

10 – هناك مؤامرة على سورية إذ ليس من المعقول أن تكون سورية هي الإحتمال الوحيد.

11- سورية مستعدة لإستقبال النائب سعد الحريري , وترحب بزيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حتى من جدول أعمال .

12- سورية لاتقبل أن يفرض عليها إقامة العلاقات الدبلوماسية مع لبنان .

13- هناك خلافات مع الأردن لكنها ليس جوهرية , وهنان وساطات تجري لإعلدة الحرارة بين البلدين , ودعا بحديثه العاهل الأردني إلى زيارة دمشق.

14- أكد على زيادة أفراد " القاعدة " في لبنان على وجه التحديد.

لعل المتابع لخطاب" بشار أسد " منذ توريثه الحكم في سورية نلاحظ أنه  مر بثلاث مراحل وكلها يغلب عليها طابع الوهم والضعف والتناقض الذي لايليق برئيس دولة عربية وبالذات سورية بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة والموقع والتأثير على الساحة العربية .

المرحلة الأولى كان خطابه سفسطائيا ً لاتعرف بدايته من نهايته , يخلط بين فهم مشوش للفلسفة السياسية إذا جاز التعبير , خطاب مرحلة ماضية انتهت كل ظواهرها , خطاب أفكار غير ناضجة وغير متناسقة بل وحتى غير مفهومة من قبل المحيطين به قبل الشعب , باختصار خطاب متفلسف ...!

المرحلة الثانية أعاد فيها ترتيب وتهذيب بعض الأفكار وركب قطار الصمود والتصدي الذي تعطل محركه عن الدوران وغاصت عجلاته في المكان , خطاب تخشب في المكان والزمان, باختصار خطاب مناضل معارض عنيد ....!

المرحلة الثالثة التي تراجع خطابه عن أسسه السابقة , وتجاوز الطرح العام والمرتبك ولا أقول المختل فكريا ً وسياسيا ً إلى خطاب مستقر نسبيا ًعلى ثوابت معينة جديدة كليا ً عن محتوى خطابه السابق باختصار أخذ خطابه طابع خطاب رجل الأمن ....!

ووفي حديثه لصحيفة " الحياة " نرى التناقض في مستوياته الثلاثة أعلاه , فهجومه على جبهة الخلاص الوطني واتهامها بأن وراءها دعم دولي يتناقض مع علاقته مع إيران وهي دولة أجنبية لهل مصالحها وتعمل على تحقيقها وهذا حقها , لكن ليس من حق بشار أن يسلم سورية إلى طرف خارجي ويحول سورية إلى ساحة لتصفية حسابات خارجية , ويفتح أبوا ب سورية لتعبث بها القوى الخارجية ويغلقها أمام مواطنيه المنفيين في كل بقاع الأرض.

والخطير هو حشر بشار أسد سورية في المواجهة بين أمريكا وإيران , والأخطر أنه ليس على دراية بطبيعة وأهداف الدور الإيراني , ويبدو أنه لم تسعفه الذاكرة أو الحرص بتذكر علاقة والده مع إيران في ظروف كانت خطرة للغاية , لكن كان دورمن موقع الفاعل ( لحسابات خاصة لامجال لتقييمهاالآن) وليس المفعول كما هو حال العلاقة مع إيران اليوم.

والخطير أيضا ً أنه يتطوع وبكل رباطة (جأش ) أن يعرض سيناريو المواجهة بين إيران وأمريكا وتوزيع أدوار كل طرف وتوقيت رد فعل كل طرف بل وحتى طبيعة سلاح كل طرف من إيران إلى حزب الله إلى حماس إلى  "القاعدة " , والغريب في عملية توزيع الأدوار كان دوره هو , دور المتفرج "لأن سورية ليست جزء من سيناريو الرد" كمايقول , كلام يوحي بأكثر من الإطمئنان إلى درجة إعطاء تعهدات بعدم انتشار الحريق إلى سورية بل سيكون محصورا ً مابين إيران والعراق وفلسطين ولبنان ... يجب أن يضغط الجميع بأقدامهم على الأرض لنتأكد بأننا ليس في كوكب آخر أو في حالة عدم التوازن .

والغريب هو الإصرار على أن النظام السوري ليس له يد في عملية اغتيال المرحوم رفيق الحريري في وقت أصبحت فيه جلسات عملية استجواب الرئيس وأركان حكمة أكثر من إجتماعات الحكومة نفسها , وإذا كان بريئا ً لماذا يسمح بتجاوز بعض الروتوكول الدولي بهذا الشكل الذي أصبحت فيه لجان التحقيق داخلة خارجة إلى سورية .

والغريب أيضا ً هو هذا التناسي لشكل العلاقة بين سورية ولبنان وكل الدول العربية , وتكرار الدعوة واستعداد النظام لإستقبال النائب سعد الحريري والترحيب بزيارة رئيس الوزراء اللبناني السيد فؤاد السنيورة إلى سورية وحتى على الطريقة العربية بدون رسميات وبدون جدول أعمال , والوزير السوري  يلخص الأزمة بين لبنان وسورية " بأنه ليس هناك زواج بالإكراه"..!.

خلاصة القول أن سورية وبظل هذا الخطاب العائم على سطح قش على أمواج إعصار مخيف , خطاب خطير يؤشربوضوح مستوى العجز عن معالجة ماتمر به سورية داخليا ً وعربيا ًوإقليميا ًمن أحداث متناقضة , خطاب مرتكزه الأساسي هو التوكل على بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين الحريصين على مصالحهم فقط , خطاب خطير بربط مصير سورية ومصالحها ومستقبلها في شكل وحدود الصراع الإقليمي الدولي على الأرض العربية وعلى حساب الدم العربي , خطاب خطير بتسليم سورية مجانا ً لأيدي خارجية وهي لاتملك من أوراق فاعلة أو دفاعية عن النفس وعن المصالح الوطنية ولانقول العربية سوى أن تكون لعبة أسيرة المخططات الخارجية , خطاب خطيريربط أمن سورية ليس مع أمن محيطه العربي بل بأمن دول خارجية , خطاب خطير يتجاوب مع سيناريوهات استمرار الحريق في الجسم العربي ,خطاب خطير بعداه الأساسيان هما عزل سورية عن محيطها العربي وحصرها في حلف عسكري مع دولة أجنبية ووجه سياسي يصر على سكب البنزين على النار , خلاصته أن جند " القاعدة " أصبحت تسرح وتمرح في بيروت الآن ,وهنا بيت القصيد...!.

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ