ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 25/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ويستمر عرض المسلسل العربي ...

في مونديال ألمانيا ....!

د.نصر حسن

بكل تأكيد إن هذه الكرة التي تتدحرج على ملاعب مونديال ألمانيا لكرة القدم تؤشر بشكل كبير حالة الأمم والشعوب ,وفيها تختلط السياسة بالإقتصاد , القوة بالضعف , الحرب بالسلم , العقل بالجهل , وتعرض حالة كافة الفرقاء على حقيقتهم بدون خداع ورياء ,لكن بمعايير الشفافية والنزاهة التي تضمن للجمهور المتابعة الحية والتحررمؤقتا ً من مشاهدتها وتتبع تطوراتها عبرعيون النظام العربي الرسمي, العيون التي هي أشبه بشاشة قديمة تعمل بالفحم الحجري أو للإنصاف تعمل  بالصمام الأحادي في حين وصل العلم إلى استعمال دوائر التصغير الإليكترونية( النانو إليكترونيكس) التي تسمح بمشاهدة تحولات كونية على بعد مئات السنين الضوئية من كوكبنا .

مونديال كرة القدم هوعرض حقيقي للعالم من نوع خاص وصريح,فيما يصر رعاة العرب على النظر إليه على أنه سيرك دولي ,ويعتبر في أهم خصوصياته هو خوض حرب سلمية مجردة من الأدوات الجارحة

سلاح النظام العربي الوحيد الذي يتحسس به وجودة ووظيفته وعلاقته مع شعبه.

أريد لها أن تكون ذات أبعاد نفسية وإنسانية وتجارية في نفس الوقت ,لها بداية ولها جولات وصولات محددة ولها نهاية , لها سلطة قضائية مستقلة ونزيهه وشفافة إلى حد كبير , وليس فيها أسرار وألغاز وغرف مغلقة

تتحكم بشكل القرار,محددة بأطر قانونية تكاد تكون هي المطلق الوحيد في الحياة الإنسانية المعاصرة .

والجميل فيها أنها علنية بحكامها ومحكوميها وقضاتها وساحاتها وغرفها ,بمشاعرها الإنسانية المتناقضة حينا ً والمنسجمة حينا ً آخر ,في حبها لهذا الفريق أو كرهها لذاك, في قضائها الذي يعمل بكفاءة عالية ليس فيها شيء من بيروقراطية الحياة المعهودة لدى الدول والمجتمعات ,والسلطة الرابعة تعمل بكامل حريتها بدون رقيب أو مقص أو تشويش أو تحريف .

والجميل أيضا ً هو ممارسة الرغبة في التعبير عن الشعور بالحرية حتى لو تقاطعت مع الإنتماء الإجتماعي والجغرافي والسياسي , إذ تختلط فيها المشاعر الإنسانية بشكل كبير ,وتتقارب أو تتباعد مع هذا الفريق أو ذاك للعديد من الأسباب لكنها في معظمها يسيطر عليها شعورعفوي بالتفاعل الإنساني في مشهد إنساني تلعب بعواطفه وأحاسيسه كلها هذه الكرة التي تتدحرج ويتدحرج معها حالة أمم ومصير دول وتاريخ شعوب ومراهنات مادية وسياسية وحتى حضارية .

والجميل فيها أنها دورية , وتنفيسية لكم هائل من المشاعر والأحاسيس الإنسانية وغير الإنسانية تفرزها طبيعة الحياة البشرية التي أخذ طابع التنافس يطغى على كل مساراتها بل قد يكون هو المحرك الأساسي لكل عجلاتها المادية والروحية أي صيرورة الصراع الإنساني نحو الصدارة والإحساس بالوجود الفاعل في الحياة الإنسانية .

والمفيد فيها هو محاولة التأسيس لنقل تناقض العلاقات الإنسانية من شكل صراع هدفه إلغاء الآخر إلى شكل تنافس يقوم على مشاركة الآخرعلى قدم المساواة الإنسانية والقانونية وإتفاق جميع الأطراف على سيناريو محدد لها ومسيطر عليه وغير قابل للشطط والدخول في متاهة الصدف والمفاجآت سوى بحدود من يربح ومن يخسر ,وبحالة رياضية عضليه راقية في مظهرها البسيط , وواعية ومتطورة إجتماعيا ً في شكلها الإنساني العام القائم على إحترام الآخر وتبادل التحية والتهاني بين الغالب والمغلوب في نهاية المطاف .

والمفيد فيها هوبقاء من يملك من القوة التي تثبت وجود ومشاركة العرب في هذا المونديال بفريقين عربيين قدما كل مايستطيعان من إمكانية وبذلا كل ما يملكان من قدرات وأدا واجبهما وواجب غيرهم من العرب لكن المشكلة في الكل الغائب وليست في الجزء الحاضر.

والمضر هو شعور الهزيمة الذي يحاصر العرب سياسيين ورياضيين وعاديين رسميين وشعبيين , و ظهور العرب بهذه الصورة الملاصقة للخسارة وضعف الأداء المزمن فيكل شيء وهو أمر معروف ,لكن في الرياضة أيضا ً فهذا غير مبرر ليس من اللاعبين الذين قدموا كل مايستطيعون تقديمه , ولكن غير مبرر لأن الإمكانيات المادية التي تحتاجها مثل هذه العروض تكاد تفوق كل إمكانيات دول العالم وحتى الصناعية منها.

أين الخلل والإمكانات المادية المخصصة للرياضة في العالم العربي تفوق مخصصات الكثير من الأنشطة لبعض قطاعات التعليم والبحوث العلمية , بشكل عابر نقول : إن الخلل في النظام السياسي العربي القائم أصلا ً على سياسية الهزيمة والذي زرع اليأس أمام أجيال متعددة من الشباب ليحصرها في فشله وهزائمه وتكون غطاء ً لعجزه وسوء إدارته وتعميم جهله وجمود عقله على كافة أفراد الشعب .

والمعيب هو عدم تمكن المواطن العربي من متابعة المباريات والتمتع بالمشاهدة الحية للحدث التي تكمن فيها كل قيمته ,وهذا الإستهتار الغريب في تجاهل رغبات الشعب , العالم كله ينقله بشكل مباشر وحي ويهيء للناس كل فرص المتابعة والخدمات المريحة التي تمكن الإنسان من التمتع بمعايشة هذه المباريات والتعرف المباشر على حجم التفاعل الشعبي في العالم , إلا المواطن العربي الذي يبحث عن وسيلة لمتابعة المباريات عبثا ً دون نجاح , وحكامه يتابعونها ليل نهار عبر قنواتهم الخاصة ,وغير مكترثين وغير مهتمين بل مهملين الشعب ورغباته , وغير قادرين على تسخير فضائية من الفضائيات العربية العاطلة عن العمل والمخصصة لهذيان النظام على الدوام بنقل المونديال وحتى بأجر مدفوع , لايريدون فعل ذلك وكل رغبتهم هي أن يبقى هذا المواطن في غرفة مظلمة مغلقة مأسور مقموع .

والمعيب أيضا ً ومن غير المقبول أن يبقى المواطن العربي أسيرعجز النظام السياسي العربي المقصود وغير المقصو د, وهل يعقل أن تنفق بعض أجهزة القمع العربية مئات الملايين على شراء أجهزة التصنت والتشويش والمراقبة وتسجيل المكالمات ومتابعة حركة المواطن وعد أنفاسه وهي غير قادرة على نقل تصفيات مونديال عالمي يحدث مرة كل أربع سنوات؟!.

 ستستمر قائمة العيب والممنوعات العربية في البقاء بل والنمو كما ً ونوعا ً ,وسيستمر النظام السياسي العربي بالتمادي على إهانة المواطنين وكرامتهم الإنسانية وقمع كل تطلعاتهم نحو الحرية والمشاركة في الحياة الإنسانية مادام المواطن العربي يعيش أسير ويتصرف كأسير ولم تتفاعل في داخله دوافع التغيير.

بقي أن نقول : أن الملاحظة الخطيرة التي أفرزها مونديال /2006/ هو بروز ظاهرة احتكار التكنولوجيا والتي تعني احتكار التقنية أولا ً  واحتكار المعرفة ثانيا ً, واحتكار الحدث ثالثا ً, واحتكار إخراج الحدث رابعا ً, وقبوله من معظم دول العالم على انه عمل تجاري خامسا ً, وهذا تطورا ً خطيرا ً إذا تم تعميم العمل به على صعيد العلاقات الدولية سادسا .

ماذا يحتكر العرب للمستقبل ؟ وكيف سيتصرفون إذا تعدى الأمر احتكار الرياضة إلى احتكار الأكسجين وكل مفردات الحياة الأخرى ؟, وماذا ينفع المال العربي في مثل هذه المواقف؟.

الأكيد أن التفكير بالرجوع إلى الخيام والبعير غير متاح ,والإستمرار في اللحظة الراهنة تحت مثل هذا الإحتكار غير ممكن , والعبور إلى المستقبل قد يكون من المستحيلات....

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ